الصفحات

الأربعاء، 10 أكتوبر 2007

أحمد سعيد ( أشهر مذيع بيانات كاذبة )

ولد أحمد سعيد بالقاهرة في 9 أغسطس 1925 وعمل سعيد بالصحافة بعد حصوله على الثانوية العامة، في صحف مؤسستي أخبار اليوم و دار الهلال.

وبعد تخرجه في كلية الحقوق التحق بمكتب أستاذه الدكتور حامد زكي المحامي، الذي اختير وزيراً للدولة لشؤون الإذاعة سنة 1950 فأخذه معه، ومن هنا التحق أحمد سعيد بالإذاعة في مارس 1950، بوظيفة سكرتير قانوني لأول مدير مصري للإذاعة.

قدم في سبتمبر 1951، أول برنامج إذاعي سياسي، وكان حول استفتاء عن معاهدة 1936، وهو يرى أن ميلاده الحقيقي، إذاعياً، قد بدأ مع إعداده لهذا البرنامج، الذي كان يذاع بعنوان (تسقط معاهدة 36)، وشارك بعد ذلك في العمل الفدائي بقناة السويس في 25 يناير 1952، وأمسك بالميكروفون، وتحدث بصوته من القناة، أيام العمليات الفدائية، قبيل قيام ثورة 23 يوليه 1952.

بعد أن كلفه الملك فاروق الأول ملك مصر سنة 1952، من خلال سكرتيره كريم باشا ثابت، أن يقوم بتغطية إعلامية؛ لتبرير جريمة مقتل الراهبة (سستران)، التي قتلت بالخطأ في أثناء اشتباكات الفدائيين في القناة مع البريطانيين، لم يستطع العودة مع فريق العمل الإذاعي والإعلامي إلى القناة مرة أخرى، خاصة بعد أن ألقى الجنود البريطانيون القبض على زميله جمال فارس (نجل الممثل الشهير عباس فارس).

أُبعد عن العمل بالإذاعة، بعد حريق القاهرة يناير 1952، مع مجموعة من الإذاعيين، حتى مايو 1952، بعد اتهامه بأنه أحد الذين قاموا بإثارة الجماهير. فقد كانت الرسائل الإذاعية، التي يبثها من القناة، تثير الجماهير ضد الاحتلال، وضد الملك.

التقى الرئيس جمال عبدالناصر عشرات المرات، منها مرتان قبل الثورة، ولم يتحدث إليه، وكان أول لقاء معه بعد الثورة، قبل بثصوت العرب سنة 1953، وكان عبدالناصر وقتها مدير مكتب اللواء محمد نجيب.

وهناك لقاء، لا ينساه أحمد سعيد مع جمال عبدالناصر، استمر ثلاث ساعات متواصلة، وكان ذلك بعد واقعة إذاعة برنامج خطأ، أثار حفيظة بريطانيا؛ لأنه تحدث عن البترول العربي، الذي تسرقه بريطانيا من الخليج. وجاءت إذاعة هذا البرنامج في الوقت الذي بدأت فيه مصر تخفيف الحملة ضد بريطانيا، بعد توقيع اتفاقية الجلاء سنة 1954.

ويقول أحمد سعيد عن هذا اللقاء: والغريب أن عبدالناصر لم يتطرق إلى هذا الموضوع خلال اللقاء، ولكن تحدث معه في الشؤون العربية، والمطلوب من إذاعة صوت العرب. وعندما دخل عليهما المشير عبدالحكيم عامر، قال عبدالناصر لأحمد سعيد: صوت العرب جيش مثل جيش المشير عامر.

ويضيف أحمد سعيد: وعندما تطرقت إلى موضوع البرنامج الخطأ، الذي أثار حفيظة بريطانيا، وقلت أريد أن أبدى أسفي، قال لي عبدالناصر: وضع طبيعي أن تحدث أخطاء، لا تشغل بالك، المهم أن نسبة أخطائك تكون أقل بكثير من نسبة نجاحاتك..

وعندما اختارته إدارة الشؤون المعنوية للقوات المسلحة، سنة 1957 للعمل بها، استقال من إدارة صوت العرب، على الرغم من استمراره معلقاً سياسياً. وأصدر الرئيس جمال عبدالناصر قراراً بعودته للعمل، مديراً لصوت العرب في يونيه 1959.

لم ينكر أنه، وهو مدير لإذاعة صوت العرب، حذر محمد فائق، وزير الإعلام، وسامي شرف، سكرتير الرئيس جمال عبدالناصر، من خطة إعلام ما قبل الحرب والهزيمة، التي تتحدث عن انتصار، وقال إن سامي شرف حسم الموقف بعبارة قائلا (أنت لست صانع سياسة)..

ويقول سعيد: لا أبرئ نفسي مما حدث ، ولكن ما دور الإذاعة؟ هل هي جزء منفصل من الدولة، يستطيع أن يقوم المسؤول فيه بما يراه صحيحاً وما يشاء، أم هي جزء من نسيج متكامل؟. إسرائيل ضربت سلاح الطيران، واحتلت جزءاً من التراب المصري، لتكن هذه قضية الجيش، ولكن مهمة الإعلام هي الحفاظ على نوع من أنواع التماسك للجماهير، داخل مصر وخارجها. ويستطرد أحمد سعيد، متسائلاً: هل كنت أستطيع رفض إذاعة البيانات العسكرية؟ أو أن أقول إنها بيانات كاذبة؟ ليس خوفاً، أنا كنت جندياً، ينفذ أوامر القيادة.

ويضيف: لا يزعجني ما قلته من بيانات، أو ما قلت للزملاء الإذاعيين أن يعلنوه من بيانات عسكرية، لكن ما يزعجني أكثر، وما آلمني أكثر، الهزيمة التي بقيت، فلو وازنتها بحرب 1956 فقد كانت أيضاً هزيمة عسكرية، ولكن أعقبها نصر سياسي. قضيتي الشخصية لا تهمني، فنحن جميعاً إلى زوال، خاصة أن جميع الصحف كذبت معي، ولم أكذب بمفردي، ولا أعرف لماذا ينسب إليّ وحدي الكذب.

ويؤكد أحمد سعيد، سنة 1998، أنه كان يجب أن نذيع البيانات، التي تأتي إلينا من القيادة العسكرية، فأنت لا تستطيع أن تكون في وادٍ، والدولة في وادٍ آخر، هناك استحالة، وإلا كنت ضُربت بالرصاص؛ لأنني لم أنفذ الأوامر. هذه حرب تقودها أجهزة. ويقول: أنا ضد فكرة عدم إذاعة البيانات، فالإذاعة ترس من تروس الدولة، ولا أستطيع أن أصنع لنفسي دوراً، غير الدور الذي صنع من أجله الترس، وإلا أكن قد خرجت على النظام الذي يدير العملية.

قدم استقالته في يونيه 1967، على الرغم من أن الرئيس جمال عبدالناصر قال له: ستعيش وتموت مديراً لصوت العرب. ولم ينف وصف استقالته بأنها إقالة، استقالة، إجبار. وبرر ذلك بقوله: "إنني قلت الحقائق بصوتي، عن هزيمة يونيه 1967 للجماهير العربية، في 13 يونيه 1967. وكان هذا بداية الصدام أو الخلاف مع الرئيس عبدالناصر، لأنه بعد ذلك فرضت عليَّ رقابة، بحيث لا أذيع شيئاً دون مراجعته"

ويضيف: "كانت وجهة نظري مفادها، أن الهزيمة ليست هزيمة جيش، ولكن هزيمة نظام، وهذه الرؤية أزعجت الرئيس عبدالناصر، ووقعت عدة تداعيات، وصلت إلى أن صورة البطل في عيني لم تبق كاملة، وفهم الرئيس عبدالناصر ذلك، فكانت هناك استحالة، فكتبت استقالتي".

ويؤكد أحمد سعيد أن النظام لم يتخلص منه بعد هزيمة يونيه 1967، بقوله: "لأنني لو كنت أريد الاستمرار، كنت أستطيع لو قبلت بعض العروض، التي قبلها بعض الوزراء أصدقاء الرئيس، ولكن حدث داخلي انفصال بين تفكير الرئيس وتفكيري، أسلوبه في العمل وأسلوبى، قناعتي به توقفت، وصورته اهتزت".

أدخل الأستاذ أحمد سعيد خلال فترة عمله بصوت العرب الكثير من التجديدات على أساليب الكتابة الإذاعية، والخرائط البرامجية، وأساليب العمل الإذاعي، وله في مكتبات الإذاعات العربية والإسلامية أكثر من 57 مسلسلاً.

ويعد أحمد سعيد أول إعلامي عربي تتصدر صوره وتعليقاته الصحف ونشرات الإذاعة والتليفزيون.

واشترك في وضع عدة دراسات متصلة بأجهزة الإعلام، واتجاهات الرأي العام في البلاد العربية، واختير لوضع دراسات متخصصة عن طبيعة المواد التليفزيونية، الواجب تقديمها للمشاهدين العرب ومسلمي القارة الهندية في القنوات الفضائية الموجهة إليهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..