الصفحات

الثلاثاء، 17 فبراير 2009

طَرِبتَ وأَنتَ أَحياناً طَروبُ

 طَــرِبـتَ وأَنـتَ أَحـيـانـاً طَـروبُ
وَكـيـفَ وَقَـد تـعَـلّاكَ المَـشـيـبُ
يُـجِـدّ النـأَيُ ذِكـرَكِ في فؤَادي
إِذا ذَهِـلَت عَـنِ النأي القُلوبُ

يـؤَرِّقُـنـي اكـتِـئابُ أَبـي نُمَيرٍ
فَــقَــلبــي مِــن كـآبَـتِهِ كَـئيـبُ

فَــقُــلتُ لَهُ هَـداكَ اللَهُ مَهـلاً
وَخَيرُ القَولِ ذو اللُّبِّ المُصيبُ

عَـسـى الكَربُ الَّذي أَمسَيتُ فيهِ
يَـــكـــونُ وَراءَهُ فَــرَجٌ قَــريــبُ

فَــيــأَمــنَ خــائِفٌ ويُــفَـكَّ عـانٍ
وَيـأَتـي أَهلَهُ النائي الغَريبُ

أَلا لَيــتَ الريــاحَ مُــسَــخَّراتٌ
بِـحـاجَـتِـنـا تُـبـاكِـرُ أَو تَؤوبُ

فَـتُـخبِرنا الشَمالُ إِذا أَتَتنا
وَتُـخـبِـر أَهـلَنـا عَـنّا الجَنُوبُ

فـإِنّـا قَـد حَـلَلنـا دارَ بَـلوى
فَـتُـخـطِـئُنا المَنايا أَو تُصِيبُ

فـإِن يَـكُ صَدرُ هَذا اليَومِ وَلّى
فــإِنَّ غَــداً لِنــاظِــرِهِ قَــريــبُ

وَقَـد عَـلِمَـت سُـليَـمـى أَنَّ عودي
عَـلى الحَـدَثـانِ ذو أَيـدٍ صَليبُ

وأَنَّ خَــليــقَــتــي كَــرَمٌ وأَنّــي
إِذا أَبـدَت نَـواجِـذَهـا الحروبُ

أُعـيـنُ عَـلى مَـكـارِمـها وَأَغشى
مَــكــارِهَهـا إِذا كَـعَّ الهَـيـوبُ

وأَنّـي فـي العَـظـائِمِ ذو غَناءٍ
وأُدعــى لِلفــعـالِ فـأَسـتَـجـيـبُ

وأَنّـي لا يَـخـافُ الغَـدرَ جاري
وَلا يَـخـشـى غـوائِلي الغَـريـبُ

وَكَـم مِـن صـاحِـبٍ قَـد بـانَ عنّي
رُمـيـتُ بِـفَـقـدِهِ وَهـوَ الحَـبـيبُ

فَـلَم أُبـدِ الَّذي تَحنوا ضُلوعي
عَـليـهِ وإِنَّنـي لأَنـا الكَـئيـبُ

مَـخـافَـةَ أَن يَـرانـي مُـستَكيناً
عَـــدوٌ أَو يُـــســاءَ بِهِ قَــريــبُ

وَيَــشــمَــتَ كــاشِـحٌ وَيَـظُـنَّ أَنّـي
جَــزوعٌ عِــنــدَ نــائِبَــةٍ تَـنـوبُ

فَـبَـعـدَكَ سَـدَّتِ الأَعـداءُ طُـرقاً
إِليَّ وَرابَـــنـــي دَهــرٌ يَــريــبُ

وأَنــكَـرتَ الزَمـانَ وَكُـلَّ أَهـلي
وَهَــرَّتـنـي لِغـيـبِـتـكَ الكَـليـبُ

وَكُـنـتُ تُـقَـطَّعُ الأَبـصارُ دوني
وإِن وَغِـرَت مِـنَ الغَيظِ القُلوبُ

وَقَد أَبقى الحَوادِثُ مِنكَ رُكناً
صَـليـبـاً مـا تـؤَيِّسـُهُ الخُـطـوبُ

عَـلى أَنَّ المَـنـيَّةـَ قَـد تـوافي
لِوَقــتٍ والنــوائِبُ قَــد تَـنـوبُ
هدبة ابن الخشرم
-

.... مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..