الصفحات

الخميس، 29 يوليو 2010

مرض انفصام الشخصية

    الفصام مرض عقلي يتميز باضطراب في التفكير والوجدان والسلوك وأحيانا الإدراك، ويؤدي إذا لم يعالج في بادئ الأمر إلي تدهور في المستوي السلوكي والاجتماعي كما يفقد الفرد شخصيته وبالتالي يصبح
في معزل عن العالم الحقيقي.
ويعتبر مرض الفصام من اخطر الأمراض العقلية التي تصيب الإنسان وتسبب له المشاكل التى تبعده عن أهله وأصدقائه وتدفعه إلي العزلة والانطواء على ذاته ليسبح في أحلام خيالية لا تمت إلى الواقع بصلة , وليس فقط المرضى ولكن كذلك أسرهم وأصدقائهم يتأثرون بسبب المرض كلا بطريقة ما ، ومعاناتهم لا تقاس حيث يعانى 10-13 % من أسر مرضى الفصام من مشاكل واضطرابات وجدانية ومعاناة اقتصادية ومادية بسبب أن أبنائهم لا يستطيعون الاعتماد على الذات وتحمل أعباء حياتهم ويظلون معتمدين على أسرهم لمدد طويلة أو مدى الحياة. وكذلك يتأثر المجتمع اقتصاديا واجتماعيا على المدى الواسع… ويكوّن مرض الفصام 1.% من نسبة المعاقين في المجتمع وثلث عدد المشردين بدون مأوى.



حقائق:

  • الفصام هو مرض من أكثر الأمراض إعاقة للشباب
  • الفصام عادة يصيب الصغار أو الشباب ما بين سن 16 - 25 سنة
  • من الممكن ظهور المرض في سن النضوج ولكن البداية تكون أقل بعد سن الثلاثين ونادرا بعد سن الأربعين.
  • وهناك نوع في الطفولة ولكنه نادر ومن الممكن أن يوجد في الأطفال الصغار من سن الخامسة


الفصام من الأمراض الشائعة :
  • المرض موجود في كل العالم ويصيب كل الأجناس وكل الطبقات الاجتماعية.
  • المرض يصيب واحد من كل مائه فرد على مستوى العالم
  • الكل معرض للإصابة بالمرض

الفصام يصيب الرجال والنساء بنسب متساوية:

-بالنسبة للرجال فأن سن الاصابه يكون بين 11 إلى 2. عاما
-بالنسبة للنساء فأن سن الاصابه يكون متأخرا بين سن 20 إلى 30 عاما
كلنا يتأثر بالمرض !!!!

  • حوالي 8% من الأسرة بالمستشفيات تشغل بالمرضى وهذه النسبة اكثر من نسبة أى مرض آخر
  • هناك خسائر أخرى بسبب المرض ولا يمكن حسابها مثل المشاكل والصعوبات الفردية والأسرية التي تعاني منها أسرة المريض الفصامي.




هناك أوصاف مختلفة لمرض الفصام مثل التعريف الأمريكي الذي يصف مرض الفصام بأنه " مجموعة من التفاعلات الذهانية التي تتميز بالانسحاب من الواقع والتدهور في الشخصية مع اختلال شديد في التفكير والوجدان والإدراك والإرادة والسلوك" . وليس هناك تعريف عام يصف كل الناس الذين يعانون من الفصام ، ولذلك فأن الفصام يبدوا مرضا مركبا.
ولكن الشيء الواضح أن الفصام مرض يجعل المصاب يجد صعوبة في التفريق بين الشىء الحقيقي والغير حقيقي أو الواقعي وغير الواقعي ، وكذلك فان الفصام مرض يؤثر على المخ ويصيب الإنسان الطبيعي في مراحل الحياة المختلفة.
وبإعطاء الدعم المناسب فأن الكثير من المرضى الفصاميين يستطيعون تعلم كيف يتعاملون مع أعراض المرض ويؤدى ذلك إلى حياة معقولة ومريحة ومنتجة.



الفصام هو :
  • مرض يصيب المخ
  • يتميز بأعراض مرضية خاصة
  • يتصف باضطرابات فكرية شديدة
  • يعالج دائما بالأدوية
  • إذا لم يعالج يؤدي إلى تدهور بالشخصية




حتى الآن لا نستطيع أن نعرف بدقة سبب أو أسباب الفصام ولكن البحث يتقدم بسرعة في هذا المجال والباحثين حاليا يتفقون على أن أجزاء كثيرة من المتاهة المتعلقة بالمرض أصبحت معروفة وواضحة والدراسات تنصب حول :

  1. العوامل الكيمائية
    المرضى المصابون بالفصام يبدوا أن لديهم عدم توازن بكيمياء الجهاز العصبي ولذلك اتجه بعض الباحثين إلى دراسة الموصلات العصبية التي تسمح باتصال الخلايا العصبية وبعضها البعض . وبعد النجاح في استخدام بعض الأدوية التي تتدخل في إنتاج مادة كيماوية بالمخ تسمى " دوبامين" وجد أن مريض الفصام يعاني من حساسية مفرطة تجاه هذه المادة أو إنتاج كمية كبيرة من هذه المادة ، وقد ساند هذه النظرية ما لاحظه العلماء عند معالجة حالات مرض " باركنسون" أو الشلل الرعاش الناتج من إفراز كميات قليلة جدا من مادة " الدوبامين " وقد وجد أنه عند علاج هؤلاء المرضى بنفس العقار أنهم يعانون من بعض أعراض الهوس ، وقد أدى هذا إلى أن العلماء قد بدأوا في دراسة كل الموصلات الكيميائية بالمخ على اعتبار أن مرض الفصام قد ينتج من خلل في مستوى عدد كبير من هذه المواد الكيميائية وليس " الدوبامين" وحده . ولذلك تهدف الأدوية العصبية الحديثة ألي ثلاث موصلات عصبية هي: الدوبامين والسيروتونين والنورادرينالين .
  2. الفصام والمناعة الذاتية :
    نظرا للتشابه بين مرض الفصام ومرض المناعة الذاتية التي يهاجم فيه جهاز المناعة الذاتية أنسجة الجسم نفسها حيث أن كلا من المرضين غير موجود عند الولادة ولكنه يبدأ في الظهور في مرحلة البلوغ ، كما أن المريض يتواجد دائما بين حالات اشتداد المرض وحالات التراجع ، وحيث أن كلا المرضين لهما علاقة بالوراثة وبسبب هذا التشابه بين المرضين فان بعض العلماء يفضلون إدراج مرض الفصام ضمن قائمة أمراض المناعة الذاتية . كما يظن بعض العلماء أن المرض ناتج من التهاب فيروسي يحدث في فترة الحمل حيث لوحظ أن كثيرا من مرضى الفصام قد تم ولادتهم في أواخر فصل الشتاء وأوائل الربيع، وهذا الوقت من العام يعني أن أمهاتهم قد أصبن بفيروس -خاصة من النوع بطئ التأثير -وبالتالي أطفالهن ليبدأ الفيروس في التأثير عندما يصل الطفل إلى سن البلوغ ،هذا مع وجود عامل وراثي وفي وجود هذا الفيروس يبدأ المرض في الظهور.
  3. سريان الدم بالمخ :-
    باستخدام التقنيات الحديثة مثل الرنين المغناطيسي والمسح التصويري للمخ تعرف الباحثون على المناطق التي تنشط عندما يندمج المخ في أدراك المعلومات. والناس المصابون بالفصام لديهم صعوبة في ربط نشاط المناطق المختلفة بالمخ والتنسيق بينها . مثلا أثناء التفكير والكلام فان أغلب الناس يكون لديهم زيادة في نشاط المناطق الجبهية بالمخ ونقص في نشاط المناطق المسئولة عن الاستماع في المخ ولكن مرضى الفصام يكون لديهم نفس الزيادة في نشاط المناطق الجبهية ولكن لا يكون لديهم نقص في نشاط المناطق الأخرى .كذلك استطاع الباحثون التعرف على أماكن خاصة بالمخ يكون بها نشاط غير طبيعي أثناء حدوث الهلاوس المختلفة . وبعد استخدام الأشعة المقطعية بالكومبيوتر وجد أن هناك بعض التغيرات في شكل مخ مرضى الفصام مثل اتساع تجاويف المخ , بل وقد تم الكشف على تغيرات أكثر من هذا بعد التصوير بالتردد المغناطيسي …حيث تم التوصل إلى أن المنطقة المسئولة عن التفكير ضامرة أو مشوهه أو قد نمت بشكل غير طبيعي
  4. الاستعداد الوراثي :

لاحظ علماء الوراثة وجود مرض الفصام في بعض العائلات بصورة متواصلة ،ولكن يوجد أيضا الكثير من المرضى بدون أن يكون لديهم تاريخ عائلي للفصام . ولم يتوصل العلماء حتى الآن لجين معين مسئول عن حدوث مرض الفصام. ويحدث مرض الفصام في حوالي 1% من مجموع الشعب فمثلا إذا كان أحد الأجداد يعاني من الفصام فأن نسبة حدوث المرض في الأحفاد يرتفع إلى 3% أما إذا كان أحد الوالدين يعاني من الفصام فأن النسبة ترتفع إلى حوالي 10% ، أما إذا كان الوالدين يعانون من المرض فأن النسبة تزداد إلى حوالي 40 % .

5) التوتر والضغوط النفسية :
الضغوط النفسية لا تسبب مرض الفصام ولكن لوحظ أن التوترات النفسية تجعل الأعراض المرضية تسوء عندما يكون المرض موجود بالفعل.
6) إساءة استخدام العقاقير :
الأدوية " وتشمل الكحوليات والتبغ " والعقاقير الغير مصرح بها " لا تسبب مرض الفصام. ولكن هناك بعض الأدوية التي تؤدي إلى زيادة الأعراض المرضية في المرضى وهناك بعض الأدوية التي تظهر أعراض شبيهه بالفصام في بعض الأفراد الأصحاء.
7) النظريات الغذائية " النظريات المرتبطة بالتغذية "
بينما التغذية المناسبة ضرورية وهامة لصحة المرضى فأنه لا يوجد دليل على أن نقص بعض الفيتامينات يؤدى لمرض الفصام . والادعاء بأن استخدام جرعات كبيرة من الفيتامينات يؤدي للشفاء لم يثبت جدواها ، وتحسن بعض المرضى أثناء تناول الفيتامينات من الأرجح أن يكون بسبب تناول العقاقير المضادة للذهان في نفس الوقت أو بسبب الغذاء الجيد والفيتامينات والأدوية المضادة للذهان أو لأن هؤلاء الأشخاص من النوع الذي سوف يشفى بصورة تلقائية أيا كان العلاج المستخدم .
8) أمراض الجهاز العصبي :
أن إصابة الجهاز العصبي ببعض الأمراض العضوية وظهور بعض الأعراض النفسية المصاحبة يجعل البعض يظن أن الأعراض قريبة الشبه بحالات الفصام ، وإذا لم يفحص المريض بعناية ودقة فمن المحتمل تشخيص الأعراض عن طريق الخطأ بأنها مرض الفصام والمثال على ذلك أورام الفص الصدغي والجبهي بالمخ وهبوط نسبة السكر بالدم والحمى المخية وزهري الجهاز العصبي مما يدل على أن اضطراب الجهاز العصبي يؤدي إلى أعراض فصامية وأن الفصام ذاته من المحتمل أن يكون سببه اضطراب فسيولوجي في الجهاز العصبي خصوصا بعد الأبحاث الهامة الحديثة عن وجود علاقة وارتباط وثيق بين الفصام والصرع فقد لفت نظر العلماء أن الكثير من مرضى الصرع ،خصوصا الصرع النفسي الحركي يعانون بعد فترة من المرض من أعراض شبيهة بالفصام وبالتالي انتهت الآراء إلى احتمال تشابه أسباب مرض الصرع والفصام .ومن المعروف أن السبب الرئيسي للصرع هو ظهور موجات كهربائية دورية شاذة في المخ وأنه من الممكن أن يكون سبب الفصام مشابها لما يحدث في الصرع من موجات كهربائية شاذة .وقد وجد فعلا أن مرضى الفصام يعانون من اضطراب واضح وموجات كهربائية مرضية ولكنها غير نوعية أو مميزة في رسم المخ الكهربائي. وقد وجد اضطراب في رسم المخ في 73% من مرضى الفصام الكتاتوني و57% من مرضى الفصام البسيط و54% من الفصام البارانوي .و قد ثبت أخيرا وجود علامات عضوية بالمخ عند مرضي الفصام علي هيئة تغيرات في نسيج المخ والخلايا العصبية .
وبالرغم من أن الأسباب الحقيقية للفصام غير معروفة حتى الآن ولكننا نعلم أن:


  • الفصام هو :

    1. مرض يصيب المخ ويتميز بأعراض خاصة بسبب تغيرات كيميائية في المخ
    2. من اكثر الأمراض إعاقة للشباب ويظهر في سن ما بين 16-25 سنة
    3. يعالج دائما بالأدوية
    4. شائع بدرجة اعلي مما يظن الناس ، فهو يصيب واحد من كل1.. من الناس علي مستوى العالم

    الفصام ليس :

    • انقسام الشخصية .
    • بسبب إصابات الطفولة وسوء معاملة الآباء أو الفقر
    • بسبب أي عمل أو فشل شخصي من الفرد .


    أعراض الفصام

    أنا لا أستطيع قبول أنه بالرغم من كونه يتمتع بمستوى ذكاء أعلى من المعدل وله مظهر جيد وشخصية جيدة ومع كل هذا فأنه مريض بدرجة كبيرة " والد مريض فصامي "
    غالبا ما يبدأ المرض أثناء فترة المراهقة أو في بداية مرحلة البلوغ بإعراض خفيفة تتصاعد في شدتها بحيث أن عائلة المريض قد لا يلاحظون بداية المرض وفي الغالب تبدأ الأعراض بتوتر عصبي و قلة بالتركيز والنوم مصاحبة بانطواء و ميل للعزلة عن المجتمع . وبتقدم المرض تبدأ الأعراض في الظهور بصورة اشد فنجد أن المريض يسلك مسلكا خاصا فهو يبدأ في التحدث عن أشياء وهمية و بلا معني و يتلقى أحاسيس غير موجودة وهذه هي بداية الاضطراب العقلي ، و يستطيع الطبيب النفسي تشخيص المرض عند استمرار الأعراض لمدة اكثر من 6 أشهر علي أن تستمر هذه الأعراض طوال فترة الاضطراب العقلي .ومثل الأمراض الأخرى فأن الفصام له علامات وأعراض، والأعراض ليست متطابقة من فرد لآخر ، البعض يعاني من نوبة مرضية واحدة خلال حياته والبعض الآخر يعاني من نوبات متكررة ، ولكن يكون ما بين النوبات طبيعيا وهناك آخرون يعانون من أعراض شديدة للمرض تظل طوال حياتهم.ومرض الفصام يحوى تغيير في الشخصية ، ويعلق أفراد الأسرة والأصدقاء بأن المصاب " ليس نفس الشخص السابق " ولأنهم يعانون من صعوبات في الإحساس والتمييز بين ما هو واقعي وغير واقعي فأن هؤلاء المصابون يبدءون في الانسحاب والعزلة عندما تبدأ هذه الأعراض في الظهور.
    والتدهور يلاحظ في:
  • العمل والنشاط الدراسي
  • العلاقات مع الآخرين
  • النظافة والعناية الشخصية


    التغير بالشخصية:
    التغير بالشخصية هي مفتاح التعرف على مرض الفصام . في البداية تكون التغيرات بسيطة وتمر بدون ملاحظة وبالتدريج تلاحظ الأسرة هذه التغيرات وكذلك الأصدقاء وزملاء الدراسة والمحيطين ، وكذلك فأن هناك فقدان للاهتمام بالمثيرات وتبلد بالعاطفة ، والشخص الاجتماعي يتحول إلى شخص منطوى وهادئ …لا يخرج من حجرته ويهمل في نظافته الشخصية ولا يهتم بالملابس التي يلبسها … ولا يستمتع بمباهج الحياة ولا يهتم بقراءة الجرائد ولا يفضل مشاهدة التليفزيون ويتوقف عن الدراسة بعد أن يفشل عاما أو عامين …ولا يحب أن يتحدث مع أي إنسان ومتقلب المزاج وتكون العواطف غير مناسبة فمثلا يضحك الشخص عندما يسمع قصة حزينة ، أو يبكي عندما يسمع نكته …. أو يكون غير قادر على إظهار أى عاطفة
    اضطراب الفكر :
    وهو أكثر التغيرات وضوحا ، حيث يؤثر اضطراب الفكر علي التفكير السليم والتبرير المنطقي وتدور الأفكار ببطء ،أو تأتي بصورة خاطفة أو لا تتكون على الإطلاق ويتحول المريض من موضوع لموضوع بدون رابط ويبدوا مشوشا ويجد صعوبة في إبداء الرأي ، والأفكار قد تكون مشوبة بالضلالات الفكرية- المعتقدات الخاطئة التي ليس لها أساس منطقي ، والبعض الآخر يحس ويشعر بأنه مضطهد -ويكون مقتنعا بأن هناك من يتجسس أو يتآمر عليه ،وأحيانا يشعر بضلالات العظمة ويدعي أنه قوي وقادر على عمل أى شئ وأنه غير معرض للخطر. ويكون لديه أحيانا وازع ديني قوي واعتقادات غير طبيعية عن مهام أو رسالة لتصحيح أخطاء وآثام العالم وإصلاح شئونه . وأحيانا يتحدث في أمور الفلسفة والمنطق ويناقش قضايا الدين بدون أن يكون لدية الخلفية العلمية المناسبة .
    تغير بالإدراك :
    يقلب الإدراك المشوش حياة المريض رأسا على عقب . و تكون الرسائل الحسية من الحواس المختلفة مثل العين والأذن والأنف والجلد إلي المخ في حالة تشوش حيث يسمع المريض ويرى ويشم ويحس أحاسيس غير حقيقية. وهذه الأحاسيس غير الحقيقية هي نوع من الهلاوس .
    و المرضي بداء الفصام غالبا يسمعون أصوات لا يشعر أو يحس بها الآخرون ، الأصوات أحيانا تكون أصوات تهديد أو تعقيب وأحيانا أيضا تصدر الأصوات أوامر مثل " اقتل نفسك " وهناك خطر من أن تطاع تلك الأوامر . وهناك أيضا الهلاوس البصرية ، مثل إحساس المريض بوجود باب في جدار بينما لا يوجد شيء ، أو ظهور أسد أو نمر ،أو أن قريب توفى منذ فترة يظهر فجأة أمام المريض .
    وتتغير الألوان والأشكال والوجوه في نظر المريض. وأحيانا يكون هناك حساسية شديدة للأصوات والتذوق والرائحة ، مثلا صوت جرس التليفون أحيانا يكون مثل صوت جرس الإنذار للحريق و الإحساس باللمس أحيانا يصبح غير طبيعي لدرجة أن بعض المرضى لا يحسون بالألم بالرغم من وجود إصابة شديدة. ومن الممكن أن يصاب المريض الفصامي بالهلاوس اللمسية وهنا يشكو المريض من الأشياء العجيبة التي تسير تحت جلده ... وعادة يشعر بذلك في المناطق الجنسية ... فإذا كان المريض امرأة فإنها قد تؤكد أن هناك من يحضر ليلا ليعتدي عليها جنسيا !!
    الإحساس بالذات :
    عندما يصاب واحد أو كل من الحواس الخمس بعدم القدرة علي التميز يحس الفرد بأنه خارج حدود المكان والزمان - يطير بحرية وبدون جسد - وأنه غير موجود كإنسان .ولذلك فأن من السهل تفهم لماذا يحاول المريض الذي يعاني من تلك التغيرات المفزعة والخطيرة إخفاء هذه التغيرات كسر خاص به . و تكون هناك حاجة شديدة لإنكار ما يحدث للمريض ولتجنب الآخرين والمواقف التي تظهر حقيقة أن المريض أصبح مختلفا عن الآخرين .هذه الأحاسيس الخاطئة التي يحس بها المريض والتي يسيء فهمها و تظهر على هيئة أحاسيس من الخوف والهلع والقلق ، وهي أحاسيس طبيعية كرد فعل طبيعي لهذه الأحاسيس المفزعة وتكون التوترات النفسية بدرجة شديدة ولكن أغلبها يكون داخل نفس المريض وينكر وجودها .ويزداد آلام مرضى الفصام عندما يدركون مدى المعاناة والقلق الذي يسببونه لأسرهم . إن مرضى الفصام يحتاجون للتفهم والطمأنينة بأنهم لن يهملوا في المستقبل.
    الأعراض المبكرة للمرض :
    القائمة الآتية من الأعراض المبكرة للمرض لوحظت ووضعت بواسطة أسر مرضى الفصام والكثير من الأعراض التي وضعت من الممكن أن تكون في المدى الطبيعي للاستجابة لموقف ما ، ولكن أسر المرضى شعرت -بالرغم من كونها بسيطة - أنها علامات وتصرفات غير طبيعية وأن هذا الشخص" لم يعد كما كان ". إن عدد الأعراض وشدتها تختلف من فرد لآخر بالرغم من أن كل عرض يوضح تدهور وانسحاب اجتماعي


    وقبل البداية الحقيقة للمرض فأن الأسر تلاحظ عرض أو اكثر من الأعراض الآتية :

    • تدهور في النظافة الشخصية.
    • الاكتئاب .
    • النوم المفرط أو عدم القدرة على النوم أو التقلب بين النقيضين .
    • الانسحاب الاجتماعي والعزلة .
    • التغير الفجائي في طبيعة الشخصية .
    • التدهور في العلاقات الاجتماعية .
    • الإفراط في الحركة أو عدم الحركة أو التقلب بين الحالتين .
    • عدم القدرة على التركيز أو التعامل مع المشاكل البسيطة .
    • التدين الشديد أو الانشغال بالسحر والأشياء الوهمية
    • عداء غير متوقع
    • عدم المبالاة حتى في المواقف الهامة
    • الانحدار في الاهتمامات العلمية والرياضية
    • الانشغال في حوادث السيارات
    • إساءة استخدام العقاقير والكحوليات
    • النسيان وفقدان الممتلكات القيمة
    • الانفعال الحاد تجاه النقد من الأسرة والأقارب
    • نقص واضح وسريع في الوزن
    • الكتابة الكثيرة بدون معنى واضح
    • عدم القدرة على البكاء أو البكاء الكثير المستمر
    • الحساسية غير الطبيعية للمؤثرات "الأصوات والألوان والإضاءة "
    • الضحك غير المناسب
    • التصرفات الشاذة
    • اتخاذ أوضاع غريبة
    • تعليقات غير منطقية
    • رفض لمس أشخاص أو أشياء أو حماية اليد بالجوانتي "القفاز"
    • حلق شعر اليد أو الجسم
    • جرح النفس أو التهديد بإيذاء الذات
    • البحلقة والنظر بدون رمش أو الرمش المستمر
    • العناد وعدم المرونة
    وقد أظهرت الدراسات أن الأسر التي تساعد المريض وتتفهمه والتي لا توجه له النقد المستمر تساعد على سرعة شفاء المرضى وفي الجانب الآخر فأن مرضى الأسر المفككة أو المتشددة يواجهون أوقات عصيبة وتنتكس الحالة بسرعة مما يؤدى إلى العودة للمستشفي .وبما أننا نعلم تلك المعلومات فأن على أفراد الأسرة أن ينّموا مهاراتهم في التعامل ومحاولة التوقع والتكيف مع نوبات المرض في حالة زيادتها أو انخفاضها . الطمأنة الهادئة والمساعدة من الأسرة من الممكن أن تساعد المريض الفصامي.


    لتشخيص وعلاج مرض الفصام فأن الأطباء النفسيين يقومون بتقسيمه إلى أنواع مختلفة . وتبني هذه التقسيمات على أساس الخبرة والأعراض المختلفة التي توصف بواسطة المرضى وتلاحظ بواسطة أفراد الأسرة والممرضين والأطباء. وبعض الأعراض الشائعة في مرض الفصام من الممكن أن تكون بسبب أمراض أخرى ولذلك فانه من الضروري البحث عن الأسباب الطبية مبكرا .
    وقبل التعرف على الأنواع المحددة من الفصام فان الأطباء عليهم مراعاة ومراجعة التاريخ الأسرى والشخصي للمريض والقيام بعمل فحص شامل جسماني وعصبي .وبعد تحليل جميع المعلومات المتاحة وتشخيص المرض بأنه فصام فأن المرض ممكن تقسيمه إلى واحد من الأنواع الآتية :-
    (1 ) الفصام المتناثر : أو فصام الشباب
  • الأعراض المبكرة تكون عبارة عن ضعف التركيز وتقلب المزاج وخلط ذهني مع وجود أفكار غريبة...أحيانا يشعر المريض أن هناك من يسحب الأفكار من عقله بأجهزة خاصة .... أو أن هناك من يسلط علي مخه أشعة ليدمره ويوقفه عن العمل
  • عدم ترابط الكلام وعدم القدرة على الفهم و التركيز ،و عندما يتكلم لا يجد الكلمات التي تعبر عن المعنى ….وعندما يفكر يمزج الواقع بالخيال .
  • وجود ضلالات ومعتقدات خاطئة
  • التبلد العاطفي أو عدم التناسق الانفعالي " مثل الضحك السخيف بدون سبب" أو عدم الحزن علي وفاة الوالد وعدم الفرح عند زواج الأخت .
    (2)الفصام البارانوي:-
    في الفقرة التالية صورة من صور معاناة مريض بالفصام البارانوي
    " الرحمة……!
    حتى لو كنت قد أذنبت …… ثلاثون سنة من العذاب تكفي للتكفير عن أي ذنب .
    وأنا لم أذنب !
    أية يعني رفضت تلميحات أم آمال جارتنا بان أتزوج ابنتها ……فيها أية يعني …تقوم تقول لأبو آمال اللي بيشتغل شاويش في المرور يقوم يوصي عليا زملائه في مباحث أمن الدولة ……وفي الموساد ……ويخلوا حياتي عذاب في عذاب
    الرحمة!
    مالكم ومالي…… ورايا في كل حتة لية …… ؟ و أية لزوم أنكم تراقبوني عن طريق الكاميرات المتصلة بالسي إن إن …… حتى وأنا في الحمام …… ! ثلاثين سنة وانتم مخليني ما أخشش الحمام إلا في الضلمة …… و كله كوم و أصواتكم كوم تاني …… اللاسلكي بتاعكم بيعلق علي كل تصرفاتي …… أهو راح .. أهو جة .. أهو ضحك.. الله .. مالكم و مالي …… يقوموا يشتموني …… عارف أنت ما اتجوزتش آمال ليه؟ …… أصل أنت عندك شذوذ جنسي …… و إحنا ح نخللي كل الناس تعرف كده علشان نكسر عينك
    وبالفعل كل ما اركب أتوبيس ألاقي ناس من المخابرات تطلع ورايا و تتحرش بيا بطريقة قذرة
    مرة تآمروا عليا و دخلوني المستشفي …… علشان مهما أقول عنهم بعد كدة يتقال عليا مجنون ..
    ثلاثين سنة في العذاب ده لما طهقت…… طب ماهي آمال أتجوزت و خلفت …… عايزين ايه بقى مني
    ارحموني … لا عارف أشتغل ولا عارف أتجوز … ولا عارف أمشي في الشارع ولا عارف حتى أتفرج علي التليفزيون … امبارح كان فيه فيلم في التليفزيون أسمه رجل لا ينام … الله … انتم مالكم و مالي إذا كنت بانام ولا لا… حاجه تقرف .
    أنا تعبت …… سامع دلوقتي صوتهم في اللاسلكي بيقول موت نفسك وأنت ترتاح
    من الفقرة السابقة نلاحظ أن الفصام البارانوي يتميز بوجود ضلالات وهلاوس حول وجود اضطهاد تجاه المريض وهنا يشعر المريض أن الناس تتعقبه أجهزة الأمن تطارده
    وفي بعض الحالات الأخرى قد يصل الأمر بالمريض إلى أن يخاف من زوجته فهو يعتقد أنها ستضع له السم في الطعام … ولهذا ينزعج عندما يلاحظ أن طعم القهوة مختلف .وأحيانا يحس المريض بشعور زائد بالعظمة … فهو يتوهم أشياء عجيبة ، فهو أذكى البشر … وهو أعظم البشر … وهو قادر علي اكتشاف ما في عقول الآخرين … وهو مخترع جبار . ومع هذا الشعور بالعظمة يبدأ المريض بان يطالب بحقوقه في إدارة شئون الدولة . أما الأعراض الأخرى فعبارة عن قلق بدون سبب ظاهر مع وجود غضب وجدل مستمر وغيره ،وتسيطر الغيرة المرضية علي تفكير المريض ويتصور أن زوجته مثلا علي علاقة بأحد أصدقائه ،و قد يصل الأمر إلى أن ينكر نسب أولاده اليه ويدعي أنهم ليسوا منه ، ولا يكون هناك أمل في تغير هذه الفكرة مهما كانت الحجج أو الأدلة . كما قد تحدث للمريض أحيانا نوبات اندفاع
    (3) الفصام التخشبي :
    ويتميز هذا النوع بوجود :
  • غيبوبة تخشبية "نقص واضح في الحركة والتفاعل " أو عدم الكلام ،ويرفض تناول الطعام و الشراب أو حتى الذهاب إلى الحمام.
  • عدم الحركة مع مقاومة أى أوامر أو محاولة لجعله يتحرك
  • المداومة على حركة أو وضع معين غير مناسب مدد طويلة جدا وفي هذه الحالة يصبح المريض مثل التمثال ويتخذ أوضاعا مثل التماثيل
  • الهياج الشديد بدون هدف وبدون سبب ويحطم كل ما يقابله في طريقه
    (4)الفصام غير المتميز :
    أحيانا لا نستطيع وضع الأعراض الفصامية الرئيسية في نوع محدد من الفصام أو قد تكون الأعراض مشتركة مع اكثر من نوع من الأنواع ولذلك توضع تلك الأعراض تحت اسم الفصام غير المتميز .
    (5) الفصام المتبقي :
    هذا الاسم يطلق على المرض عندما تحدث نوبة مرضية واحدة على الأقل ولكن لا توجد أعراض مرضية واضحة في الوقت الحالي وتكون الإعراض الحالية والمستمرة عبارة عن انسحاب اجتماعي وتصرفات متطرفة وعدم تناسق عاطفي وتفكير غير منطقي
    6) الفصام الوجداني :
    في هذا النوع من الفصام نجد إلى جانب الأعراض الفصامية تغيرات واضحة في الحالة الوجدانية أو المزاجية حيث نجد أن المريض يمر بفترات من الاكتئاب أو فترات من المرح قد تصل إلى حد النشوة. والفصام الوجداني يشفي بسرعة اكبر من الأنواع الأخرى



في الفقرة التالية سوف نعرض خبرة من حياة مريضة بالفصام تصف معركتها ضد المرض لمدة 20 سنة بغرض شرح المرض وعلاماته وتعليم الآخرين عن الأمراض النفسية .

" لقد مر حوالي 20 سنة منذ أن بدأت أعاني من المرض النفسي . وبعد أن بلغت الأربعين أجد أنني ما زلت في صراع وجهاد ضد نفس الأعراض المرضية ، ما زلت معاقة بسبب نفس المخاوف والأوهام . لقد وقعت في شباك المرض ، ماذا سيكون مصيري ؟، ماذا أنجزت في حياتي… ؟ إن مرض الفصام شيئ مؤلم أعيشه كل يوم… من المحتمل أنني ورثت الاستعداد للمرض من عمي… في أوائل الدراسة بالثانوي بدأت اشعر باختلاف في شخصيتي . لم أشعر بأهمية هذه التغيرات في هذا الوقت -وأظن أن الآخرين أنكروها ولم يدركوها ولكني اشعر أنها كانت أول علامات المرض - وبدأت في الانطواء والعزلة… لقد شعرت بأنني منبوذة ووحيدة وكرهت كل الناس . لقد شعرت كما لو أن هناك فجوة كبيرة بيني وبين بقية العالم…، كل الناس بدوا كأنهم بعيدون جدا عني .
وعند دخولي الجامعة كنت أتراخى في الذهاب للدراسة وكنت اشعر بالعزلة والوحدة وغير مؤهله للحياة الجامعية والحياة العامة والاختلاط مع الآخرين، ولم يكن لي أصدقاء مقربين ... وكلما مر الوقت كنت انعزل اكثر واكثر ولا أتكلم مع الطلاب والزملاء، وأثناء الحصص الدراسية كنت ارسم بعض الرسومات واكتب بعض الأبيات الشعرية واسرح بعيدا عن الشرح و كنت أهمل الأكل وأنام بدون تغيير ملابس الخروج وأهملت أمور الحياة الروتينية مثل الاستحمام والنظافة الشخصية.
وفي نهاية العام الدراسي الأول أصبت بالنوبة المرضية الأولي. لم افهم ماذا كان يجري من حولي وكنت في خوف شديد. وأدى المرض إلى حيرتي وإنهاكي ، وبدأت اسمع بعض الأصوات الغريبة للمرة الأولي.
وتم إدخالي مستشفي نفسي وشخصت الحالة" فصام" وعولجت بالأدوية النفسية وخرجت بعد عدة أسابيع بعد تحسني . وفي بداية سن العشرين - حيث كان سني يسمح لي بتكوين الصداقات وتنمية مهاراتي الاجتماعية والاستمتاع بالحياة -كنت اقضي هذه الأوقات في المستشفيات والعيادات النفسية ولهذا فأنا أتحسر على هذه السنوات الضائعة من عمري .
ثم حزمت أمري على أن أتحكم بنفسي في المرض و أتغلب عليه وان يكون لي شخصيتي وحياتي الخاصة وتزوجت لمدة 3 سنوات ثم طلقت بسبب عودة المرض مرة أخرى في صورة نوبات مرضية تذهب و تجئ بصورة بسيطة. ثم انتكست الحالة بصورة شديدة بعد أن امتنعت عن العلاج النفسي وكنت أنكر وجود المرض في البداية و أخفي عن الأسرة موضوع التوقف عن العلاج حتى ظهرت الأعراض المرضية واستدعى الأمر دخولي للمستشفي لمدة عدة أسابيع أخرى وبعدها تحسنت الحالة وحاليا أتردد للعلاج النفسي على العيادة الخارجية .
أن المرض النفسي مثل بقية الأمراض المزمنة ويجب أن أتوقع حدوث أوقات طيبه وأوقات عصيبة أثناء انتكاس المرض ولذلك يجب أن أعيش حياتي أثناء الصحة وان آخذ الأمور بجدية وأبذل قدر طاقتي عندما أكون في حالة صحية جيدة لأنني اعرف انه سوف يكون هناك كذلك أيام مرض . ويجب على الأخصائيين وأفراد الأسرة مساعدة الشخص المريض في تحديد أهداف واقعية لحياته.و أتوسل إليهم ألا ييأسوا بسبب مرضنا ومن ثم ينقلون هذا الإحساس باليأس لنا . و أحثهم على ألا يفقدوا الأمل لأننا لن نجاهد إذا اعتقدنا أن المجهود الذى نبذله سوف يضيع هباء





" أسرة المريض العقلي تكون دائما في حيرة - إن الأسرة دائما تبحث عن رد لأسئلة لا جواب لها - عندئذ يتحول الأمل في الشفاء إلى إحباط ويأس ، وبعض الأسر تتحطم بالرغم من محاولتهم المساعدة " . آباء لمرضى فصامين

عندما تعلم الأسرة أن ابنهم يعاني من الفصام فأنهم يبدون مدى من العواطف الشديدة الجياشة , ودائما يكونون في حالة من الصدمة والحزن والغضب والحيرة وبعضهم يصفون تفاعلهم كالاتي :-
    • القلق : نحن خائفون من تركه بمفرده وإيذاء شعوره ؟
    • الخوف : هل سوف يؤذي المريض نفسه أو الآخرون ؟
    • الخزي والذنب "هل نحن ملامون ؟ وكيف سينظر الناس لنا ؟
    • الإحساس بالعزلة : " لا أحد يستطيع التفهم ؟؟
    • المرارة " لماذا حدث هذا لنا ؟؟
    • التأرجح في الشعور تجاه المصاب "نحن نحبه جدا ولكن عندما يجعله المرض متوحشا فأننا أيضا نتمنى لو ذهب بعيدا
    • الغضب والغيرة " الأشقاء يغارون من الاهتمام الزائد الذي يناله المريض.
    • الاكتئاب " نحن لا نستطيع الحديث بدون ان نبكي "
    • الإنكار التام للمرض " هذا لا يمكن أن يحدث في عائلتنا "
    • إنكار خطورة المرض "هذه فقط مرحلة سوف تذهب سريعا "
    • تبادل الاتهامات "لو كنت أبا افضل ما حدث المرض "
    • عدم القدرة على التفكير أو الكلام عن أى موضوع سوى المرض " كل حياتنا تدور حول المشكلة "
    • الانفصال الأسرى " علاقتي بزوجي أصبحت فاترة … أحس بالموت العاطفي داخلي"
    • الطلاق " لقد دمر المرض أسرتي "
    • الانشغال بفكرة تغيير المكان " ربما لو عشنا في مكان آخر سيتحسن المريض "
    • عدم النوم المريح و الاجهاد " لقد أحسست بأعراض تقدم السن بشكل مضاعف في السنوات الأخيرة .
    • فقدان الوزن " لقد مررنا بدوامة شديدة أثرت في صحتي ".
    • الانسحاب من الأنشطة الاجتماعية " لا نستطيع مشاركة الاجتماعات الأسرية "
    • البحث المكثف عن تفسيرات محتملة " هل كان المرض بسبب شيء فعلناه للمريض"
    • الانشغال بالمستقبل (ماذا سيحدث للمريض بعد رحيلنا عن الدنيا … من سيرعاه ؟؟



  • مركب اللوم والخجل
    " بالرغم من أن الناس ليسوا مسئولين عن حدوث مرض الفصام ولكنهم دائما يلوموا بعضهم البعض بسبب حدوث المرض "
    لسوء الحظ فأن هناك اتجاه سائد وسط مرض الفصام واسرهم لتوجيه اللوم لأنفسهم أو لوم بعضهم البعض والأكثر من ذلك فأن الاخوة والأخوات يشاركون آبائهم نفس القلق والمخاوف تجاه هذا الموضوع .
    وفي القصة التالية يصف أحد الآباء خبرته الشخصية من واقع تجربة مع الإحساس باللوم والخجل من المرض .
    "عندي ابنان الابن الأكبر عمره 22 سنة وهو يعاني من مرض ضمور العضلات أما الابن الأصغر فعمره 21 سنة ويعاني من مرض عقلي مزمن .
    الابن المعاق جسديا يحتاج رعاية خاصة ويجد الرعاية والعناية والتشجيع أينما كان لان أعاقته واضحة وظاهرة للجميع ولذلك فأن الأسرة والأصدقاء يفتحون قلبهم له لكي يجعلوا حياته افضل .
    أما الابن الآخر على النقيض من ذلك… يساء فهمه وتغلق في وجه الأبواب … انه معاق بدرجة كبيرة ولكن إعاقته غير ظاهرة للناس .
    إن جده وعماته وخالاته وأبناء العم جميعا يحسون انه كسول وغبي وغير مهذب. ودائما يدعون أن هناك خطأ كبير في تربيته وعندما يتصلون بالتليفون فدائما يسألون عن الأخ المعاق جسديا ويتكلمون معه ولكنهم لا يتكلمون مع المريض العقلي ودائما يتمنون لو لم يكن موجودا ".
    ماذا يحتاج أفراد الأسرة من اجل المساعدة :
  • الوقت الكافي و التفهم الجيد لطبيعة المرض
  • التدعيم من الآخرين الذين يعانون من نفس التحدى ومع الأسر الأخرى لأنهم يدركون مدى ضرر توجيه اللوم لبعضهم البعض ومن خلال ذلك فأن الكثير من الأسر سوف تكتشف القوة الكبيرة والمخزون العميق من الحب الموجود تجاه بعضهم البعض


  • إلى الآباء : خطة للمستقبل
    أن تشجيع شاب ناضج على الحياة والعمل خارج المنزل هو عمل إيجابي محبوب ولا يعتبر رفض أو إهمال له. أما بالنسبة لمريض الفصام فأن هذا العمل يعتبر الخطوة الأولى نحو الحياة المستقلة .
    الحياة المنفصلة عن الأسرة تعنى أن نوعية الوقت الذي تقضيه الأسرة بعضها مع بعض ستكون أفضل , وبالتالي توتر أقل للجميع . لا أحد يستطيع أن يظل في عمل لمدة 24 ساعة في اليوم - قائما بعمل يقوم به 3 نوبتجيات تمريض في المستشفي يوميا - ومنفعل عاطفيا ، بدون أن يتعرض للمعاناة النفسية والجسمانية .
    تذكر دائما أن مرض الفصام لا يتدخل ويؤثر على مستوى ذكاء الفرد . وإذا استمر الآباء في " إعطاء كل ما لديهم " وحرق أعصابهم وأنفسهم في خدمة المريض فأنهم سيكونون غير مفيدين لأي أحد أو للمريض شخصيا
    وبالإضافة لذلك فأن المريض سوف ينتهي به الأمر إلى الإحساس بالذنب الشديد بدون داعي بسبب تضحياتهم الغير مطلوبة :
  • يجب على الأسر أن تنال حقوقها الآن من أجل مصلحة المريض على المدى الطويل ومن المفيد على جميع أفراد الأسرة أن يطورا حياتهم الاجتماعية خارج المنزل حتى لو كانت بسيطة.
  • من الصعب دائما أن نترك المريض يذهب بمفرده ولكن أن نتركه يذهب ويخرج بالتدريج …. من الممكن أن تكون الخطوة الأولى للحياة المستقلة الناضجة.
  • الخروج من المنزل ضرورة هامة لكل الناس .مهما كانت درجة المحبة والقدرة على العناية والعطاء فأن الآباء مع مرور الزمن سوف تقل قدرتهم على العناية والدعم مع تقدم السن - ولا أحد سيخلد للابد - ولذلك من الأفضل التخطيط لوجود حياة مستقلة للمريض عند سن معقولة .
  • من الأفكار المفيدة لبعض المرضى محاولة الحياة خارج منزل الأسرة ولو كتجربة في البداية. وإذا لم تنجح الفكرة والمحاولة فأنهم يمكنهم العودة مرة أخرى للمنزل لفترة قصيرة ثم يعيدوا التجربة مرة أخرى .
  • يجب على الجميع أن يعلموا بوضوح أنها مجرد بداية…..، لماذا ؟… لأنه لو لم تنجح التجربة فلن يشعر أحد أن كل شىء وكل عمل يقوم به المريض هو عمل فاشل .


    أظهرت الأبحاث التي أجريت على اسر مرضى الفصام أن المناخ الأسري الصحي له دور كبير في تحسين فرص استقرار المرضى ومنع انتكاس المرض.
    ولذلك فأن الأسرة تستطيع أن تلعب دور كبير من كل النواحي في مساعدة المريض بالفصام. إذا كنت مهتم بمشكلة مرض الفصام في أسرتك فأن عليك أن تعلم بعض الأساسيات عن المرض.
    1) العلامات المنذرة :
    إذا ظهرت بعض التصرفات الفظة من المريض فأنه من المفيد أن تبحث عن النصيحة الطبية . بعض النوبات الحادة تحدث فجأة واحيانا تظهر الأعراض خلال فترة من الزمن .
    الأعراض التالية من الأعراض الهامة للمرض :
  • تغيير واضح في الشخصية
  • الإحساس الدائم بأنه مراقب
  • صعوبة التحكم في الأفكار
  • سماع أصوات أو كلام لا يستطيع الآخرون سماعة
  • زيادة الانعزال عن المجتمع
  • مشاهدة أو رؤية أشياء لا يستطيع الآخرون رؤيتها
  • التحدث بكلمات لا معني لها
  • المبالغة في التصرف مثل التدين الشديد
  • الغضب بدون مبرر مع الخوف الشديد
  • عدم النوم والهياج

ويجب أن نعلم أن وجود هذه الأعراض أحيانا لا تجزم بوجود مرض الفصام لانها قد تكون بسبب وجود مرض آخر مثل الإدمان على العقاقير أو بسبب مرض عضوي في الجهاز العصبي أو بسبب اضطراب عاطفي شديد "وجود حالة وفاة في الأسرة على سبيل المثال"

(2) الحصول على العلاج :
  • خذ المبادرة - إذا بدأت أعراض المرض في الظهور فأبحث عن الطبيب المتخصص في علاج المرض - إن أفراد الأسرة هم أول من يلاحظ ظهور الأعراض المرضية وتذكر أن المريض إن كان يحس أن الهلاوس والضلالات شيء حقيقي فأنه سوف يرفض العلاج.
  • ساعد الطبيب بإمداده بكل ملاحظاتك عن الحالة المرضية للمريض - حاول أن تكون دقيقا في وصفك للأعراض المرضية ، ومن الممكن أن تدون تلك الملاحظات وتقدمها للطبيب لان تلك الملاحظات قد تساعد على دقة تشخيص الحالة المرضية .

(3)المساعدة في تقديم العلاج :

العلاقة بين الطبيب والمريض علاقة هامة ويجب أن تكون علاقة يسودها الخصوصية وحفظ أسرار المريض التي يبوح بها للطبيب ،ومع ذلك فأن للأسرة الحق في معرفة بعض المعلومات عن حالة المريض التي تساعدها في تقديم الرعاية والعلاج المناسب . إن جزء كبير من مهمة الطبيب هو محادثة وشرح وتوجيه أسرة المريض القلقة علية . ويعتمد الأطباء النفسيون علي الأسرة للمساعدة في تحسن حالة المريض لأنهم يعلمون أن أي فرد من أقارب المريض يستطيع المساعدة في سرعة التحسن . كيف نتصرف كأقارب أو أصدقاء للمريض ؟ ماذا نعمله أو نقوله عندما نكون معه له أهميه كبيرة للمريض و لتحسن حالته .
لذلك يجب أن تناقش المواضيع التالية مع الطبيب المعالج :-

  • أعراض وعلامات المرض
  • المآل المتوقع للمرض
  • استراتيجية العلاج
  • علامات انتكاس المرض
  • المعلومات الأخرى المتعلقة بالمرض
  • ولذلك يجب أن يكون لدى الأسرة ملف يحتوى على معلومات عن المرض يشمل الآتي
  • العلامات المرضية التي ظهرت على المريض
  • كل الأدوية التي استخدمت في العلاج وجرعاتها
  • الأثر العلاجي لكل دواء استعمل
  • (4) علامات انتكاس المرض :
    يجب على الأسرة والأصدقاء أن يكونوا على دراية كافية بعلامات انتكاس المرض التي تظهر على المريض عندما يبدأ في التدهور بسبب ظهور بعض الأعراض المرضية. ومن المهم أن نعلم أن المرض من الممكن أن ينتكس في أي وقت وهذه العلامات تختلف من فرد لفرد واهم هذه العلامات :
  • زيادة الانسحاب من النشاط الاجتماعي
  • تدهور النظافة الشخصية عن معدلها الطبيعي
    ويجب كذلك أن تعلم أن :-
  • الإجهاد والتوتر النفسي يجعل الأعراض تزداد سوءا
  • تقل الأعراض المرضية كلما ازداد المريض في العمر


    أولا : تعرف على شعورك نحو المريض النفسي :
  • هل أنت خائف من المريض ؟ هل تخشى أن يؤذي أحد أفراد أسرتك ؟
  • هل تخشى أن يؤذى نفسه ؟
    إذن تكلم عن خوفك مع الطبيب أو الأخصائي الاجتماعي أنه سوف يكون صادقا معك إذا سألته إذا كان هناك أي سبب للخوف فسوف يخبرك عنه ، وكذلك سوف يساعدك لاتخاذ احتياطات ذكية ضد هذه المخاطر. ولكن إذا لم يكن هناك سبب كبير للخوف، وهذا هو الغالب فان طمأنته لك سوف تساعد على تهدئة المخاوف التي لا داعي لها .
  • هل تشعر بالذنب تجاه المريض لبعض الأسباب ؟… هل تشعر أنك بطريقة ما تسببت في حدوث المرض ؟ …هل تخشى أنك تسببت في إضافة ما جعله مريضا ؟ انك بالتأكيد لا تساعد المريض بلوم نفسك والنظر في الأشياء التي فعلتها خطأ … كل هذه الأفكار يجب أن نتكلم عنها مع الطبيب أو الأخصائي النفسي أو الاجتماعي .
  • المرض النفسي من الممكن أن يقلب ويهز حتى أكثر الأسر استقرارا وصفاء . انه يكون مثل الحمل المفزع للأسرة والإحساس بالحنان القليل تجاه المريض له ما يبرره. ولكن الشفقة من الممكن أن تؤدي بك إلى أن لا تعمل الأشياء التي عليك عملها، أو أن تعمل أشياء تندم عليها فيما بعد.
  • وفي بعض الأحيان قد يشعر بعض الأقارب بالحسد من المريض. مثلا الأخ قد يشعر بالغيرة من أخيه المريض لعدم تحمله المسئولية ولكل العناية والرعاية التي يحصل عليها من الأهل والأطباء وأعضاء المستشفي .وإذا كانت لديك هذه الأحاسيس فحاول أن تواجه نفسك إذا علمت موقف المريض حقا فان حسدك سوف يذوب سريعا .
    ثانيا: عند عودة المريض من المستشفي للبيت :
    عند عودة المريض للبيت وأثناء فترة النقاهة تكون هناك مشاكل عديدة يجب مواجهتها . أي مريض سواء حجز بالمستشفي بمرض نفسي أو عضوي يكون عادة غير مطمئن عند مغادرته للمستشفي . الخروج من جو المستشفي الآمن الهادئ يكون مجهدا لأنه في أثناء العلاج بالمستشفي كان الانفعال والتوتر بسيط بحيث يمكن تحمله ولذلك في خلال الأيام والأسابيع الأولى في المنزل يجب على الأسرة أن تحاول أن تعطي بعضا من الحماية التي كان يحصل عليها وأن تعود نفسها على متطلبات المريض . الأشياء التي قد تبدو بسيطة مثل الرد على التليفون ومصافحته الناس أو التخطيط للواجبات قد تكون مقلقة للشخص الذي خرج حديثا من المستشفى . والأقارب لهم دور هام في مرحلة النقاهة ، أن عليهم أن يلاحظوا أن علاج المستشفى يشفى الأعراض المرضية التي تقعد المريض ولكن من الجائز الا يشفى المرض نفسه.. هذا لايعنى أن المريض لا شفاء له ولكن يعنى أنه لم يشف تماما.
    أثناء الأيام الأولى في البيت يكون المريض متوترا ومن الممكن أن تظهر بعض أعراض المرض مرة أخرى إذا تعرض المريض لضغوط شديدة . أسرة المريض يجب أن تلاحظ هذا وتعد الأشياء بحيث لا تكون ضغوط الحياة اليومية فوق طاقة المريض في حالته الحالية.ليس من السهل أن نعرف الحد الأدنى والأقصى الذي يستطيع المريض تحمله ولكن يمكنك أن تعرف ذلك بالتعود
    وهناك بعض الأشياء التي يجب تجنبها مثل:
    1) الاختلاط المبكر مع عدد كبير من الناس: المريض يحتاج للوقت للتعود على الحياة الاجتماعية الطبيعية مرة أخرى ولذلك لا تحاول أن تحثه على الاختلاط لأنه سوف يضطرب أسرع بهذه الطريقة ومن الناحية الأخرى لا تتجاوز المعقول وتعزله من كل الاتصالات الاجتماعية.
    2) الملاحظة المستمرة : إذا كان المريض مشغولا ببعض الأعمال لا تحاول مراقبته باستمرار لأن ذلك يجعله عصبيا وهذا ليس مطلوبا .
    3) التهديد والنقد : لا تحاول تهديد المريض بعودته للمستشفى ،ولا تضايقه وتنقد تصرفاته باستمرار وبدون مبرر كاف .
    4) عدم الثقة في استعداده للعودة للبيت : ثق في المريض واحترم رأى الطبيب المعالج في إمكان عودته للبيت .
    ثالثا : ظهور التوتر والتحسن أثناء فترة النقاهة :
    واحد من الأشياء التي من المحتمل أن تواجهها العائلة هي التصرفات غير المتوقعة من المريض وهذا أحد الفروق الهامة بين الأمراض النفسية والجسمانية . المريض الذي كسرت ساقه يحتاج إلى فترة علاج بسيطة يعقبها فترة نقاهة بسيطة ، ولكن المريض النفسي يبدو يوما ما حساسا ولا يعانى من التهيؤات ثم في الفترة التالية مباشرة يمكنه أن يشكو من المرض ثانية …متهما زوجته بأشياء يتخيلها … شاكيا أنه لا يحصل على العدل في عمله أو أنه لا يحصل على النجاح الذى يستحقه في الحياة.
    بالنسبة للأقارب كل هذه التصرفات معروفة لهم فقد شهدوه من قبل في المرحلة الحادة لمرضه والآن ها هي تصدر ثانية من شخص المفروض أنه أحسن !… الألم والحيرة تجعل بعض أفراد الأسرة يأخذ موقفا سلبيا لأى محاولة لعودة المريض للإحساس الطبيعي… ولكن ببعض كلمات هادئة لشرح الحقيقة وبتغير الموضوع بطريقة هادئة ثم العودة فيما بعد لشرح الحقيقة سوف تمنع المرارة وتساعد المريض على تقبل الواقع.
    فترة النقاهة تحدث فيها نوبات من التحسن والقلق خصوصا أثناء المرحلة الصعبة الأولى للنقاهة- بينما المريض يتعلم كيف يلتقط الخيوط للعودة للحياة الطبيعية مرة أخرى - لذلك يجب على الأسرة أن تتحمل إذا ظهر تصرف مرضي مفاجئ في مواجهة حادث غير متوقع .
    رابعا : لا تسأل المريض أن يتغير
    لا فائدة من أن نطلب من المريض أن يغير تصرفاته ، انه يتصرف كما يفعل لأنه مريض وليس لأنه ضعيف أو جبان أو أناني أو بدون أفكار أو قاس أنه لا يستطيع كما لا يستطيع المريض الذي يعانى من الالتهاب الرئوي أن يغير درجة حرارته المرتفعة . لو كان عنده بعض المعرفة عن طبيعة مرضه - ومعظم المرضى يعلمون بالرغم من أنهم يعطون مؤشرات قليلة عن معرفتهم للمرض - فانه سيكون مشتاقا مثلك تماما لأنه يكون قويا وشجاعا ولطيفا وطموحا وكريما ورحيما ومفكرا ، ولكن في الوقت الحالي لا يستطيع ذلك. هذا الموضع هو أصعب شئ يجب على الأقارب أن يفهموه ويقبلوه ولا عجب أنه يأخذ جهدا كبيرا لكي تذكر نفسك أنه" المرض" عندما تكون مثلا الهدف لعلامات العداء المرضية من الأخت، أو عندما تكون الوقاحة والخشونة والبرود هو رد أخيك لكل ما تقدمه وتفعله له. ولكن يجب أن تذكر نفسك دائما أن هذا هو جزء من المرض.
    خامسا : ساعد المريض لكى يعرف ما هو الشيء الحقيقي :
    المريض النفسى يعانى من عدم القدرة على التمييز بين ما هو حقيقي وما هو غير حقيقي . ربما يعانى كذلك من بعض الضلالات (الاعتقادات الخاطئة ) ربما يعتقد أنه شخص آخر وأن شخصا ما مات منذ فترة ما زال حيا أو أن بعض الغرباء يريدون إيذاءه .. انه يدافع عن هذه المعتقدات الخاطئة بالطريقة التى قد يدافع بها أى فرد منا بعناد ومكابرة عن شئ غير متأكد من صحته ..من وراء دفاع المريض حيرة ما بين الحقيقى وغير الحقيقى . انه يحتاج مساعدتك لكى تظهر الحقيقة ثانية أمامه. ويحتاج أيضا أن تجعل الأشياء من حوله بسيطة وغير متغيرة بقدر الإمكان. وإذا ظل يراجعك مرة بعد مرة عن بعض الحقائق الواضحة، يجب أن تكون مستعدا بسرعة وبصبر وحزم بسيط لكي تشرح له الحقيقة مرة أخرى ، يجب ألا تتظاهر بقبول الأفكار المرضية والهلاوس كحقيقة واقعة ،وفى الجانب الآخر لا تحاول أن تحثه على التخلص منها .ببساطة قل له أن هذه الأفكار ليست حقيقة ودع الأمر عند هذا الحد من المناقشة . عندما يفعل أشياء لا تقبلها لا تتظاهر بقبولها. إذا تضايقت من سلوكه قل له ذلك بصراحة ولكن وضح له أنك متضايق من سلوكه وليس منه شخصيا ، وعندما يقوم بسلوك لا يتنافى مع الواقع يجب أن تكافئه عليه .
    لكي تساعده على معرفة الحقيقة يجب أن تكون صادقا معه ، عندما تحس بشىء ما لا تخبره بأنك تحس بشىء آخر. عندما تكون غاضبا لا تقل له أنك لست غاضبا .
    تجنب خداعه حتى في المواضيع البسيطة .. من السهل خداع هؤلاء المبلبلين ولكن كل خدعة تجعل التعلق الضعيف بالحقيقة أقل يقينا وإذا لم يجدوا الحقيقة والواقع بين هؤلاء الذين يحبونهم فأين يجدونها ؟
    سادسا : لكى تخرجه من عالمه الداخلي :
    نتيجة للمرض النفسي فان المريض يرغب في العزلة التي تبدو له سهلة وأكثر أمانا. المشكلة التي يجب عليك مواجهتها هي أن تجعل العالم من حوله أكثر جاذبية . هذا سوف يتطلب تفهما وإدراكا من جانبك . إذا ابتعدت عنه أو تجاهلته أو تكلمت عنه في وجوده كأنه ليس موجودا عندئذ فانه سوف يكون وحيدا ولن يجد في نفسه حافزا لكي يشارك في الحياة من حوله. وفي الجانب الآخر إذا دفعته في وسط الحياة الاجتماعية بينما يشعر هو بالخوف من مقابلة الناس الذين لا يعرفهم ،وإذا لم يستطع التحمل فان ذلك سوف يدفعه للعودة إلى عالمه الداخلي والانطواء مرة أخري.
    يجب أن ننتظر ونأخذ الإشارة منه أولا.. . مثلا إذا أراد زيارة الأهل والأصدقاء فيجب أن تسمح له ولكن بدون اندفاع . و إذا دعاه بعض الأقارب إلى الزيارة وتناول الغداء ووعد بتلبية هذه الدعوة ووجدت أنت أنه غير مستعد لهذه الدعوة فيجب أن تتدخل بهدوء لمساعدته في التخلص من هذه الدعوة بدون إحراج له.
    اذهب معه إلى الأماكن العامة الهادئة وافعل الأشياء التي لا تكون مثيرة أو مقلقة أكثر من اللازم مثل مشاهدة مباراة الكرة في التليفزيون بهدوء وبدون انفعال . شجعه على متابعة الهوايات والمشاركة فيها إذا رحب بذلك.
    سابعا : أعط حوافز في جرعات صغيرة :
    يجب أن تعطى المريض حوافز بصورة منتظمة إذا بدأ يخرج من عزلته ولكن يجب أن تكون الحوافز مستحقة ، فانك عندما تكافئ شخصا غير جدير بهذه المكافأة فان هذه المكافأة تكون مؤذية ومهينة . وربما يفرح بهدية لا يستحقها في البداية لكنه بعد ذلك سوف يفقد الثقة حتى إذا كان يستحق المكافأة بحق
    ثامنا : المحافة على احترام الذات مع المريض :
    يجب أن تشجع المريض لكي يساعد نفسه قدر المستطاع . لا تدلل المريض وفى الوقت نفسه لا تدفعه إلى مواقف أو أماكن من المؤكد أن يفشل فيها. ويجب ألا تجعل أفكار المريض موضع سخرية ، وعندما لا تكون موافقا على أفكاره أظهر ذلك بطريقة تسمح له بالمحافظة على كرامته . أعطه الاحترام بأن تصمم على أن يحترمك شخصيا. كإنسان ناضج فان له الحق أن يتوقع منك أن تطبق تصرفات الكبار على تصرفاته بالرغم من كونه مريضا . إذا أهانك يجب أن تخبره بأنك قد أهنت وأنك لا ترضى عن ذلك .
    تاسعا : قف بثبات في تعاملك معه :
    لا تسمح للمريض بان يستخدم مرضه لكي يحصل علي ما لا يستحقه … هل هذه النصيحة غريبة ؟ … معظم المرضى المتحسنين يعانون من بعض الصعوبة في العودة للحياة الطبيعية مرة أخرى . المرضى بعد حصولهم على الرعاية الطبية يكونون خائفين من مواجهة متطلبات الحياة مرة أخرى .وفى محاولتهم لكي يظلوا معتمدين وتحت الرعاية التي لا يحتاجونها يحاولون اللعب على عواطف الناس من حولهم . السماح لهم باستغلال مرضهم بهذه الطريقة يكون عبئا على من حولهم ،ولذلك يجب على الأقارب أن يقفوا بحزم ضد رغبات المريض بحيث يستطيع أن يقف على قدميه مرة أخرى . عندما يشك الأقارب في حاجة المريض إلى بعض الرعاية الخاصة فيجب عليهم الاتصال بالطبيب .
     

    ملاحظات هامة لأهل المريض
    1) حافظ على عهودك للمريض دائما . إذا وعدت المريض بأن تأخذه إلى مكان ما مثل النادي أو السينما فيجب أن تفي بوعدك حتى إذا كان ذلك مرهقا لك.
    2) يجب التأكد من أن المريض يتناول الدواء الموصوف له بالروشته الطبية في مواعيدها حتى لو كان معترضا عليها وحتى لو كان يبدو متحسنا ولا يحتاج إليها ،لأن الطبيب يعلم ما هو الأفضل للمريض وأين مصلحته ،ولذلك فان إرشاداته يجب أن تنفذ بدقة.
    3) إذا كان هناك مواعيد محددة ودقيقة للمريض لمقابلة الطبيب يجب التأكد من المحافظة على تلك المواعيد حتى لو كان المريض لا يريد أن يذهب في المواعيد المحددة للطبيب وعلى الجانب الآخر لا ترهقه.
    4) اجعله يعرف أنك تساعده في الكبيرة والصغيرة وأنك سوف تكون دائما بجانبه لمساعدته عندما تستطيع وأنك لن تتخلى عنه.
    5) إذا كانت لديك أسئلة عما يجب أن تفعله للمريض اتصل بالطبيب أو الأخصائي الاجتماعي في المستشفى أو العيادة للاستفهام عنها
    العودة للعمل :
    إذا كان المريض له وظيفة قبل مرضه فأنه يجب أن يعود للعمل مرة أخرى بمجرد تحسنه بدرجة كافية لان البقاء في المنزل أو حوله في فراغ من الممكن أن يؤدى إلى تحطيم الروح المعنوية لديه . أداء أي نوع من العمل يعد أفضل له من الراحة النفسية لأن وجود الوظيفة أو العمل يؤثر كثيرا في إحساسه بالثقة في النفس والصحة النفسية.
    في العمل :
    الزملاء في العمل يستطيعون مساعدة المريض النفسي باتباع هذه القاعدة البسيطة : عاملة كما تعامل الشخص الذى أدخل المستشفى للعلاج من أى مرض عضوي… اجعله يحس كأنه فرد عادى في العمل… أشعره بالود والصحبة والثقة. أنه سوف يحتاج للصداقة مثل أى فرد آخر.
    لا تدلل المريض بمحاولة أن تحميه من المسئوليات والأعمال الشاقة وأعطه الفرصة لكي يشارك فيها ، لا تكن شكاكا فيه وتتوقع منه أن يعمل أشياء غريبة. إذا كنت متوقعا منه ذلك فان أى عمل عادى منه سوف يبدو لك غريبا وإذا عمل شيئا خارجا بعض الشئ عن الطبيعي فتذكر أن أي فرد منا من الممكن أن يعمل ذلك .
    الأفضل أن تقابله كأنك لم تسمع أو تعرف أنه كان مريضا نفسيا من قبل. لا تضع القيود على كلماتك بأن تخشى أن تقول أي كلمة مثل كلمة ( جنون أو مريض ) أمامه ، فقط تكلم كما تتكلم مع أى فرد آخر .
    عندما يرجع للعمل مرة أخرى بعد العلاج عرفه نظام العمل الكامل حتى يكون متأقلما مع نظام العمل الروتيني. إذا كان في المستشفي لمدة طويلة فان التأقلم سوف يستغرق مدة أطول بعض الشيء.
    مسئوليات هامة
  • المرض النفسي مثل المرض الباطني في بعض النواحي ولكن في نواح أخرى يكون مختلفا . واحد من أهم الاختلافات هو الاعتماد الكبير للمريض النفسي على النية السليمة والصداقة التي يظهرها الآخرون.
  • تحسن الحالة أو تدهورها يعتمد إلى حد كبير على المناخ الاجتماعي والعاطفي الذي يظهره الناس من حوله . أن الناس هم أهم دواء له.
  • إذا أحس أنه عليه أن يخفى كونه مريضا عن الزملاء في العمل أو مع الجيران والأصدقاء ، وإذا رأى أن مرضه قد جلب العار على أسرته فأنه سيكون أكثر من يائس لأنه حرم من الاتصال الإنساني العاطفي الذي يحتاج اليه لكي يظل متحسنا.
  • في المستشفيات والعيادات يصف الأطباء ويخططون العلاج لكي يقللوا من إحساس المريض بالعزلة ولكي يزيدوا الثقة في النفس وفي الآخرين ،ولكن عندما يعود لأسرته وعمله ومجتمعه من اللازم أن يجد الناس الذين سوف يساعدونه لكي يحس بالراحة والذين لن يتصرفوا معه تصرفات تؤدى إلى فقدان الثقة الجديدة المكتسبة من خلال العلاج النفسي .
  • إن مسئولية صحة المريض العائد للمجتمع تقع على عاتق كل فرد منا سواء كان فردا من أسرته أو عضوا في المجتمع ، من سلوكنا وأعمالنا وطباعنا ، ومن قبولنا أو رفضنا له سوف نؤثر بطريق مباشر أو غير مباشر على صحته وتحسنه .


  •  
    س &  ج حول مرض الفصام
    الفصام مرض يؤثر على الشباب في صميم حياتهم ، ويعوق طموحاتهم و آمالهم في مستقبل افضل .ولكن لماذا يحدث مرض الفصام ؟ و هل هناك استعداد وراثي للإصابة به ؟ وهل ظروف البيئة التي تحيط بالإنسان من الممكن أن تؤدى إلى حدوث هذا المرض ؟ … كل هذه الأسئلة يوجهها المريض وأسرته إلى الطبيب ……واليك بعض الأسئلة التي تتردد باستمرار والإجابة عليها :
    (1)ما مدى احتمال إصابتي بمرض الفصام؟
    لا توجد طريقة مؤكدة للتنبؤ بمن سوف يصاب بالمرض . ومع ذلك فأن هناك 1 من كل 1.. فرد على مستوى العالم يصاب بالفصام. ولما كان المرض يصيب بعض الأسر فان نسبة تعرضك للمرض ستكون اكبر إذا كان أحد أفراد الأسرة مريض . وعلى سبيل المثال فان النسب كالأتي :-
  • إذا كان أحد الآباء أو الأخوة أو الأخوات مصاب فان نسبة تعرضك للمرض ستكون حوالي 1. %.
  • إذا كان الأبوين مصابين فان النسبة تكون حوالي 4.%.
  • إذا كان أحد التوائم غير المتطابقين مصاب فان نسبة إصابة الآخر تكون من 10 - 15 %
  • إذا كان أحد التوائم المتطابقين مصاب فان النسبة تكون من 35-50%
  • إذا كنت حفيد أو أبن عم أو أبن خال أو عم أو خال لمصاب فان نسبة إصابتك ستكون حوالي 3%
  • مرض الفصام لا يفرق بين الجنسين - الأولاد والبنات لديهم نفس النسبة للإصابة بالمرض.


  • (2)هل مرض الفصام يصيب الأطفال ؟
    نعم… في بعض الحالات النادرة شخصت بعض حالات الفصام في أطفال في سن الخامسة . وعادة يكونون مختلفين عن الأطفال الآخرين من سن مبكر ، ولكن اغلب المرضى لا يظهر عليهم الفصام قبل سن المراهقة وبداية البلوغ .


    (3) ماذا اعمل ومع من أتحدث إذا كنت أعاني من المرض قبل أن يصبح المرض حاد؟
    إذا كنت تعتقد أن لديك بعض علامات أو أعراض مرض الفصام فانك يجب أن تتحدث مع الطبيب النفسي وهذا شيئ هام جدا لان التشخيص والعلاج المبكر للمرض يؤدى إلى سرعة التحسن قبل أن يصبح مرضا مزمنا .


    (4) هل استطيع أن انجب أطفال إذا كنت أعاني من مرض الفصام ؟ أم يفضل عدم الإنجاب؟
    مرض الفصام له بعض الأسس الوراثية ، ولكن هذا لا يعني انك يجب ألا تتزوج أو تنجب أطفال وحيث أن كل إنسان يتمنى أن يكون ابا صالحا في المستقبل وان يكون لديه الإمكانية في أن يعول أسرته فلذلك يجب أن تسأل نفسك بعض الأسئلة الآتية :-
    -هل حالتك المرضية مستقرة ؟ وهل تستطيع العمل مدة كاملة -مثل باقي الزملاء- لكي تعول أسرتك؟
    -هل التوترات ومسئولية تربية وتنشئة الأطفال سوف تؤدي إلى انتكاس حالتك مرة أخرى؟
    -ماذا عن أثر الوراثة على الأطفال ؟ ……نسبة إصابة كل طفل بالمرض حوالي 1 من كل 10 أطفال - أما إذا كانت الزوجة مريضة أيضا بالفصام فأن النسبة تكون 2 من كل 5 أطفال .
    -هل شريك حياتك إنسان مسئول وناضج ويستطيع أن يعطي الأمان وجو الطمأنينة للأطفال
    وكما ترى فأن هذه القرارات شخصية حسب كل حالة وتعتمد عليك شخصيا وحسب وضعك الحالي


    (5) صديقي يعاني من مرض الفصام - كيف أستطيع المساعدة ؟
    كلنا يحتاج للأصدقاء الذين يصاحبونا في أوقات الشدة وأوقات الرخاء . مرضي الفصام سوف يقدرون صداقتك . انهم دائما منبوذين من هؤلاء الذين يجهلون طبيعة مرضهم . الكثير من مرضى الفصام لديهم مستوى ذكاء مرتفع ولا يستطيع أى فرد - إلا الذين يعايشونهم - أن يميز عليهم أي شىء غير طبيعي في تصرفاتهم.
    انك تستطيع أن تكون صديق حقيقي بأن تحاول تفهم طبيعة مرضهم وان تعلم الآخرين معلومات عن المرض عندما تسنح الفرصة…حاول دائما أن تظهر للناس حقيقة مرض الفصام …حاول أيضا أن تتعرف على أسرة صديقك .على سبيل المثال فأن أسرته سوف تساعدك على أن تتفهم كيف أن صديقك أحيانا يكون في حالة حيرة وارتباك بسبب طبيعة المرض المزمنة … وإذا عرفت ذلك فأنك سوف تساعده بأن تشجعه وتدعمه أثناء هذه الأوقات العسيرة.
    وإذا كنت تخطط لإقامة أنشطة اجتماعية مع صديقك فيجب أن تتذكر :-
  • مرضى الفصام يحتاجون لوجود جدول ينظم حياتهم وان ينالوا قسط وافر من النوم والراحة .
  • بسبب وجود بعض الأوقات التي يعاني فيها المريض من الاعاقه الفكرية فان الدراسة والاستعداد للامتحانات يجب ألا تترك حتى اللحظة الأخيرة .
  • استخدام العقاقير الممنوعة شىء خطير جدا لأنه قد يؤدى إلى انتكاس المرض.


  • (6) هل استخدام العقاقير الممنوعة يؤدي لمرض الفصام؟
    لا… إن استخدام العقاقير الممنوعة التي تؤدي للإدمان لا تؤدي بالضرورة لمرض الفصام، ولكن أحيانا تؤدي تلك العقاقير إلى ظهور أعراض شبيهه لمرض الفصام في بعض المتعاطين ولذلك يظن البعض أن مرضى الفصام يعانون من المرض بسبب تعاطي بعض العقاقير .
    " الأصدقاء المخلصين لا يضغطون مطلقا على أصدقائهم لتناول المخدرات ".
    (7) هل استخدام العقاقير الممنوعة يؤدى إلى زيادة احتمال الإصابة بالفصام إذا كان هناك تاريخ مرضى بالأسرة ؟
    تشير الدلائل الطبية انه إذا كان هناك استعداد مرضي Predisposing factors للمرض فان استخدام بعض العقاقير المخدرة مثل الحشيش والبانجو من الممكن أن تؤدى إلى ظهور نوبة فصامية . وهذه النوبة من الممكن أن تنتهي عند التوقف عن التعاطي ومن الممكن أيضا أن تستمر . ولذلك فإذا كان هناك تاريخ اسري لمرض الفصام في عائلتك فان عليك أن تتوخى الحذر تجاه استخدام المخدرات .
    (8) ماذا عن استخدام الكحوليات والتبغ؟
    استخدام الكحوليات مع العلاج النفسي شيئ خطير لان الكحول مادة مثبطة على الجهاز العصبي ومن الممكن أن تهدد حياة المتعاطي إذا تناولها مع العلاج النفسي لأنها تضاعف تأثير الدواء وتؤدي إلى نتائج خطيرة .
    كذلك فان استخدام كميات كبيرة من التبغ (السجائر والدخان ) والقهوة وأدوية البرد من الممكن أن تؤدى إلى ظهور أعراض مرض الفصام.


    9) هل مرض الفصام مرض حديث ؟
    بالرغم من أن مصطلح " الفصام" لم يستخدم إلا في بداية القرن العشرين إلا أن هذا الاضطراب العقلي كان موجودا منذ فترات طويلة وفي جميع المجتمعات .
    وقد عرف الأقدمون هذا المرض منذ تاريخ بعيد ووصفوه بعدة طرق وكان المرض العقلي- أو " الجنون" كما كان يطلق عليه قديما في المجتمعات الغربية- لا يعتبر مشكلة صحية ولكنه نوع من أنواع السحر ، حتى كان بداية القرن 19 عندما بدأت النظرة الإنسانية نحو المرض العقلي وبدأ في تقديم خدمات إنسانية وعلاج لهؤلاء المرضى بعد أن كانوا يوضعون في السجون وكان العالم النفسي السويسري ( بلوير) أول من أطلق مصطلح الفصام سنة 1911 وكلمة الفصام أو سكيزوفرنيا تتكون من كلمتين سكيزSchiz) ) ومعناها الانفصام وفرنيا Phrenia)) ومعناها العقل أى انقسام أو انفصام العقل وليست الشخصية كما يعتقد الكثيرون.
    (1.) هل مرضى الفصام من الممكن أن يصبحوا عدوانيين؟
    بالرغم من أن وسائل الأعلام والصحف تميل دائما للربط بين الأمراض النفسية والعنف الجنائي فان الدراسات المختلفة أظهرت - إذا نحينا جانبا هؤلاء الذين لديهم سوابق عنف قبل ظهور المرض أو دخول المستشفيات -أن نسبة العنف تكاد تكون متقاربة بين المرضى النفسيين وباقي أفراد المجتمع .
    والدراسات ما زالت مستمرة لتوضح وتصحح مفاهيمنا عن بعض الأمراض النفسية ومدى وجود درجة من درجات العنف في كل مرض على حده . ولكن بالتأكيد فان معظم مرضى الفصام غير عدوانيين ولا يميلون للعنف وذلك لأنهم دائما يفضلون الانطواء والعزلة . وهناك بعض الحالات الحادة المضطربة تصبح في حالة هياج واندفاع ولكن هذه النوبات أصبحت اقل بعد ظهور برامج العلاج الحديثة واستخدام الأدوية المضادة للذهان . وهناك اتفاق عام على أن أعنف الجرائم لا ترتكب بواسطة المرضى الفصاميين وان أغلب المرضى الفصاميين لا يرتكبون جرائم عنف.


    (11 ) هل يعفي المريض الفصامي من المسؤلية الجنائية إذا ارتكب جريمة ؟
    أن تقرير حالة الجاني النفسية أو العقلية لتحديد مدى مسئوليته الجنائية لا يتوقف على دراسة سلوكه أثناء ارتكاب الجريمة فحسب ولكن يعتمد على ملاحظة دقيقة وغير مباشرة لحالته بعد ارتكاب الجريمة مباشرة ولفترة كافية ، وأيضاً تعتمد على الدراسة العلمية العميقة لتاريخ المرض والتاريخ التطوري وذلك منذ مراحل بداية التطورات والأعراض المرضية النفسية عليه .
    وعلى ذلك فإن دراسة دوافع الجريمة لا تأتى إلا من مجموع دراسة الحالة المرضية قبل وأثناء وبعد ارتكاب الحادث فلا يجوز الحكم على الجاني بالمرض من عدمه بمجرد معرفة ملابسات الجريمة وظروفها وقت ارتكابها فقط ، لأن ذلك يزج بنا إلى نتائج قد تضيع معها الحقيقة .
    ويجب أن تعلم أنه ليس كل مرض نفسي أو عقلي ترفع معه المسئولية الجنائية عن الجاني وإنما بعض الأمراض العقلية الشديدة كالتخلف العقلي بدرجة كبيرة والفصام العقلي المتدهور والمزمن ، ولا بد أن يكون هناك ارتباطا وثيقاً ومؤكداً بين نوعية الجريمة والحادث وبين أعراض المرض النفسي كالمعتقدات الخاطئة والأوهام في حالة اضطراب التفكير عند المريض من حيث الخلل في إدراكه أو انفعاله العاطفي .وفى هذه الحالة يجوز أن يقال إنه حتى في حالة المرض العقلي المؤكد فلا بد من أجل تحديد المسئولية الجنائية من أن يثبت ارتباط بين أعراض المرض وبين دوافع الجريمة وأسبابها وظروفها على أن يكون هذا الارتباط وهذه العلاقة ثابتة و مؤكدة و مباشرة أيضا و هذه العلاقة تقطع الشك باليقين وتبعد الشبهات حول استغلال البعض للمرض النفسي في نفى التهمة أو تخفيف العقوبة عن المجرمين .
     

    (12 ) ماذا عن علاقة الفصام بالانتحار ؟
    الانتحار خطر كامن في المرضى الذين يعانون من الفصام وإذا حاول المريض الانتحار أو كانت لديه تفكير في ذلك فيجب أن ينال الرعية النفسية فورا بما فيها دخول المستشفي . ونسبة الانتحار بين مرضى الفصام أعلى منها بين باقي أفراد المجتمع.
    (13 ) ما هي أسباب مرض الفصام ؟
    لا يوجد سبب واحد لمرض الفصام. وكما ذكرنا سابقا فان العوامل الوراثية تؤدي للقابلية للمرض والاستعداد للإصابة به ، ذلك بالإضافة للعوامل البيئية التي تؤثر على الأفراد بدرجات مختلفة . وكما أن شخصية كل فرد هي نتاج تفاعل الحضارة والعوامل النفسية والبيولوجية والوراثية ، فان اضطراب الشخصية كما في مرض الفصام من الممكن أن يكون نتيجة تفاعل عوامل عديدة . ولم يتفق العلماء على صيغة معينة أو وجود عامل محدد ضروري لظهور المرض ولم يهتد العلماء لوجود عامل وراثي محدد أو اضطراب بيولوجي خاص أو عوامل نفسية مؤثرة كافية - بمفردها - لحدوث مرض الفصام أذن نستطيع أن نلخص أسباب الفصام بان الفرد يولد وعنده الاستعداد الوراثي للمرض وينشأ في بيئة عائلية يعزز فيها هذا الاستعداد إما تلقائيا أو من تأثير عوامل مساعدة خاصة تحدث الإضرابات الكيميائية في هرمونات الجهاز العصبي و التي تسبب أعراض المرض المعروفة .
    (14) هل الآباء هم سبب المرض ؟
    اغلب العلماء في مجال الطب النفسي حاليا اتفقوا على أن الآباء ليسوا هم السبب في مرض الفصام . وكان هناك في السابق اعتقاد عند بعض العاملين في مجال الطب النفسي على أن هناك بعض اللوم والمسئولية تقع على الآباء وانهم هم المسئولون عن مرض أبنائهم . ولكن هذا الاتجاه حاليا اصبح غير واقعي وغير دقيق. ويحاول فريق العلاج النفسي تجنيد أفراد الأسرة للمساعدة في برامج العلاج وتخفيف الحساسية المرهفة والمعاناة والعزلة التي تعاني منها الأسر في محاولة مساعده عضو الأسرة المصاب بالفصام .


    (15) هل مرض الفصام يسبب اضطراب كيميائي ؟
    بالرغم من انه ليس هناك سبب كيميائي قاطع لحدوث مرض الفصام ولكن المعلومات الأساسية عن كيمياء المخ وعلاقتها بالفصام تنمو بدرجة سريعة . وعدم اتزان الموصلات العصبية - المادة الكيميائية الموجودة في التشابكات العصبية في المخ والمسئولة عن التواصل والترابط بين الخلايا العصبية مثل الأدرينالين والدوبامين والسيروتونين - يعتقد أنها هي المسئولة عن حدوث مرض الفصام . ويعتقد أن المرض مرتبط بحالة عدم اتزان المواد الكيميائية في المخ وقد أيدت الدراسات الحديثة انه يوجد اضطراب في ميثلة هرمون الأدرينالين في مرضى الفصام. كذلك نشأت نظرية تؤيد أن سبب الفصام هو مناعة ذاتية داخل الجسم وانه يجري في دم مرضى الفصام أجسام مضادة تتفاعل مع مولدات مضادة في المخ تسبب اضطرابا في الجهاز العصبي يؤدي إلى أعراض هذا المرض.


    (16) هل مرض الفصام بسبب وجود مرض عضوي بالمخ ؟
    في بعض الدراسات أظهرت الأشعة المقطعية بالكومبيوتر -وهي نوع من الأشعة التي تظهر تركيب المخ وأماكنه المختلفة- أن بعض مرضى الفصام يوجد لديهم بعض التغيرات في المخ ( على سبيل المثال زيادة في حجم بعض التجاويف الداخلية في المخ ) عنها في الأفراد الطبيعيين في نفس السن مع ملاحظة أن هذه التغيرات لا توجد في جميع مرضى الفصام وأنها توجد أيضا في بعض الأفراد الاسوياء.وقد ثبت حديثا وجود علامات عضوية في المخ عند مرضي الفصام علي هيئة تغيرات في نسيج المخ والخلية العصبية … وكذلك في النشاط الكهربي .


    (17) ما هي طرق علاج مرض الفصام :
    حيث أن مرض الفصام هو مرض مركب وله عدة صور واسبابه غير محددة بدقة حتى الآن فان طرق العلاج تعتمد على خبرة الطبيب بعد عمل الأبحاث الإكلينيكية من رسم مخ وقياسات نفسية . وتبنى طرق العلاج على أساس تقليل أعراض الفصام ومحاولة منع انتكاس المرض مرة أخرى . وهناك الآن عدة طرق للعلاج تستعمل بنجاح مثل استخدام مضادات الذهان والعلاج بجلسات الكهرباء والعلاج النفسي والعلاج الفردي والعلاج الأسري والعلاج التأهيلي وما زال البحث جاريا عن طرق علاج افضل للمرض .


    (18) ما هو دور الجلسات الكهربائية في علاج مرض الفصام ؟
    تستخدم الجلسات الكهربائية في علاج مرض الفصام في الحالات التالية :
  • حالات الفصام الحادة وكذلك الحالات الحديثة
  • حالات الفصام الكتانوني ,وتعتبر الكهرباء العلاج الأساسي في مثل هذه الحالات
  • حالات الانعزال والقلق و عدم الاهتمام والخمول المصاحبة للمرض
  • إذا صاحب الفصام أعراض وجدانية إما اكتئابية أو انبساطية.
  • تقلل أحيانا جلسات الكهرباء من شدة الهلاوس والضلالات وما يصاحبها من آلام نفسية شديدة.
    أما عن تأثير الصدمات الكهربائية فأنها تغير من حركة الهرمونات العصبية بين أغشية خلايا المخ مما يعيدها لحالة التوازن السابق ، وكذلك تنبه منطقة الهيبوثلاموس وخاصة مركز الجهازين السمبتاوى والباراسمبتاوي مما يؤثر على نسبة هذه الهرمونات كما أنها تعطي راحة وقتيه لنشاط المخ الكهربائي بحيث يبدأ العمل ثانية بطريقة سوية. وتعطي جلسات الكهرباء تحت تأثير المخدر وراخي العضلات ولا يشعر المريض إطلاقا بهذه الصدمات .ويحتاج مريض الفصام لحوالي 8-12جلسة كهرباء بمعدل 2-3 صدمات في الأسبوع ويعتمد عدد هذه الجلسات على مدى درجة التحسن واختفاء الأعراض ويترك ذلك لتقدير الطبيب المعالج . وقد أثبتت البحوث المعملية والتشخيصية باستخدام رسم المخ بالكومبيوتر عدم وجود آثار سلبية من العلاج بالصدمات الكهربائية إذا استخدم هذا العلاج بالطريقة الطبية السليمة . وتشير الأبحاث الحديثة المقارنة إلى انه يتساوى تأثير الجلسات الكهربائية مع العقاقير بعد 6 اشهر من بدء العلاج ولذا فان الكهرباء لها فاعليتها على الأعراض من الناحية الزمنية (أي زوال الأعراض سريعا) .


    (19) ماذا عن العلاج النفسي في مرض الفصام؟
    ثبت أن للعلاج بالأدوية المضادة للذهان دور هام وحيوي في تخفيف أعراض مرض الفصام مثل الهلاوس والضلالات والاندفاع ولكنها في نفس الوقت لا تشفي جميع الأعراض. وحتى بالرغم من تحسن المريض واختفاء الأعراض المرضية فان الكثير من المرضى يعانون من عدم القدرة على إقامة ومداومة العلاقات الاجتماعية مع الآخرين. أضف إلى ذلك أن المرض يصيب الأفراد في سن من 18 - 35 وهو سن اكتساب المهارات والتعليم مما يؤدي إلى عدم قدرتهم على استكمال التعليم واكتساب المهارات المطلوبة للعمل ونتيجة لذلك فان اغلب المرضى يعانون ليس فقط من صعوبات التفكير واضطراب الوجدان ولكن أيضا من صعوبات في المهارات الاجتماعية والعملية .
    ومع هذه الصعوبات النفسية والاجتماعية والوظيفية فان العلاج النفسي يساعد كثيرا. وبصورة عامة فان العلاج الاجتماعي والنفسي له دور محدود في علاج مرضى الاضطراب الذهاني الحاد وهؤلاء الذين ليس لديهم اتصال بالواقع أو مع وجود هلاوس وضلالات حادة ،ولكن يجدي العلاج النفسي مع هؤلاء المرضى الذين لديهم أعراض أقل حدة أو هؤلاء المتحسنين من الناحية الذهنية .
    وهناك صور مختلفة للعلاج النفسي متاحة لمرضى الفصام وكلها تتجه للتركيز على تحسين الأداء النفسي للمريض ككائن اجتماعي إما في المستشفي أو في المجتمع
    أو في المنزل أو في العمل . ومن طرق العلاج النفسي العلاج النفسي الفردي و العلاج النفسي الأسرى وكذلك برامج التأهيل النفسي.


  • تهدف الاتجاهات الحديثة في مجال الطب النفسي إلى علاج بعض الأمراض النفسية المزمنة " مثل الفصام المزمن وبعض حالات اضطراب الشخصية " وذلك في مستشفى مفتوح ويلحق بالمستشفى مراكز تأهيل متخصصة بهدف علاج الآثار السلبية التي تسببها هذه الأمراض في سلوك المريض مثل الانطواء والعزلة والسلبية والاندفاع وعدم الرغبة في القيام بالعمل .
    والهدف من التأهيل النفسي هو تنمية القدرات السلوكية والإدراكية والاجتماعية للمريض للوصول إلى أفضل مستويات الأداء التي تمكنه من العودة للحياة الطبيعية بالمجتمع بعد طوال مدة معاناته فيعود إنساناً منتجاً ومفيدا لمجتمعه ولنفسه .
    وفلسفة التأهيل النفسي تقوم على أن المرض العقلي لا يصيب كل مجالات السلوك في الشخص المصاب ولكن يتبقى له قدر من إمكانية التصرف في بعض الأمور العادية مثل المساعدة في تجهيز الطعام ومصادقة الآخرين والمشاركة في أعمال المنزل وشراء بعض المستلزمات . ومهمة المعالج النفسي هي العمل على تنشيط مجال هذه الإمكانيات وزيادة المشاركة الإيجابية .
    كما يمكن تطوير السلوك الإنساني عن طريق التشكيل التدريجي للحصول على استجابات أفضل ، وتتوقف الفترة اللازمة للحصول على هذا السلوك على نوعية العمل وعلى قدرة المريض ويحدث ذلك بشكل تدريجي ويحتاج إلى تشجيع مستمر
    وكما يتاح في هذه المراكز تأهيل المريض سلوكياً لكي يتواءم مع الحياة خارج المستشفى، حيث أن مراكز العلاج النفسي العادية لا تتيح بداخلها الفرصة الحقيقية لممارسـة الأنشطـة العاديـة جنباً إلى جنب مع الأنشطة العلاجية الطبية والنفسية والاجتماعية
    ويقوم برنامج التأهيل النفسي في هذه المراكز على أسس علمية سليمة حيث يتم وضع استمارة بحث خاصة لكل مريض عند الدخول لتقييم حالته من مختلف الجوانب الجسمية والنفسية والاجتماعية وذلك بقياس مستوى الذكاء ومدى التدهور الإدراكي ، ويتم عمل اختبارات شخصية للمريض لمعرفة مدى قدرته على المشاركة في برنامج التأهيل ويخصص برنامج لكل مريض حسب احتياجاته وفقاً للدرجات التي حصل عليها في استمارة البحث ثم يعاود تقييم حالة المريض دورياً لبيان مدى مساهمة البرنامج التأهيلي في تحسن حالته .
    ويشمل برنامج التأهيل على العلاج بالعمل حيث يقوم المرضى ببعض الأعمال التي تحتاج للمهارة اليدوية مثل أعمال النجارة وأشغال البلاستيك وذلك تحت إشراف أخصائيين مهنيين والهدف من ذلك هو قبوله لمبدأ العمل والعودة التدريجية للإنتاج وليس الهدف هو تحقيق عائد مادي أثناء فترة عمله
    كما يشمل برنامج التأهيل كذلك علي العلاج بالفن حيث يساعد على علاج التشوه الإدراكى لدى المريض وكذلك القيام بالأنشطة الرياضية المختلفة وحضور محاضرات ثقافية وعلمية تهدف إلى تنمية قدرة المريض على التفكير المنطقي ومواجهة المشكلات ووضع الحلول اللازمة لها ويشمل البرنامج كذلك القيام بالرحلات الترفيهية والأنشطة الدينية التي تساعد المريض على زيادة ارتباطه بالدين وربط الدين بالحياة والواقع .
    العلاج النفسي الفردي
    يحتوي العلاج النفسي الفردي على جلسات نفسية بصفة منتظمة بين المريض والمعالج النفسي ( الطبيب النفسي أو الأخصائي الاجتماعي أو النفسي ) ويتركز الحديث أثناء الجلسات على المشاكل الحديثة أو الماضية وإظهار الأحاسيس والأفكار والعلاقات المختلفة التي تدور حول المريض . وبمشاركة هذه الأحاسيس مع المعالج وبالكلام عن عالمه الخاص مع فرد آخر من خارج هذا العالم فان مرضى الفصام
    يبدءون بالتدريج في فهم أنفسهم ومشاكلهم ، وبذلك يستطيعون أن يتعلموا أن يفرقوا بين ما هو حقيقي أو واقعي وبين ما هو غير واقعي .
    وقد أظهرت الدراسات الحديثة أن العلاج النفسي التدعيمي اكثر فائدة من العلاج النفسي التحليلي لمرضى الفصام .
    العلاج الأسرى:
    ويتكون العلاج الأسرى من المرضي والآباء و الزوجة والمعالج النفسي وقد يحضر الجلسات أيضا أفراد الأسرة الآخرون مثل الاخوة والأبناء أو بعض الأقارب ويختلف الغرض من العلاج الأسرى حسب كل حالة لأن الاجتماع مع الأسرة في جماعة يساعد أفراد الأسرة المختلفين وكذلك المعالج على أن يفهم كل فرد وجهة نظر الآخر، ويساعد كذلك في خطة العلاج مثل تحديد موعد الخروج من المستشفي ، ووضع خطة لدور كل فرد من أفراد الأسرة في البرنامج العلاجي.


    (20) ماذا عن استخدام الأدوية المضادة للذهان ؟
    الأدوية المضادة للذهان ( أو المطمئنات الكبرى ) بدأ استعمالها منذ منتصف الخمسينيات وساعدت على تحسن حالات الفصام وتقلل هذه الأدوية أعراض الفصام الذهانية وتسمح عادة للمريض بأن يحيا ويعمل بطريقة افضل . والأدوية المضادة للذهان هي افضل طرق العلاج المتاحة حتى الآن ولكن يجب أن نعلم أنها لا تشفي المرض أو تضمن عدم حدوث نوبات أخرى في المستقبل .ونوع الدواء المستخدم وجرعته تكون من مسئولية الطبيب المعالج، ودائما تكون الجرعة حسب كل حالة على حدة والهدف من ذلك هو الحصول على تأثير علاجي مفيد بدون ظهور علامات سلبية من العقار.
    وتعتبر الأدوية المضادة للذهان مفيدة جدا في علاج بعض أعراض الفصام مثل الهلاوس والضلالات. ويظهر التحسن المستمر على نسبة كبيرة من المرضى ، ولكن هناك فئة قليلة من المرضى لا تفيد معهم هذه الأدوية بطريقة واضحة ونسبة نادرة لا تؤثر عليهم على الإطلاق. ومن الصعوبة التنبؤ بتأثير العلاج على المرضى والتفريق بين من سوف يتحسن مع العلاج وبين من لا يستجيب للعلاج.
    وتنتاب بعض المرضى و أسرهم القلق من استخدام العقاقير المضادة للذهان بسبب الاعتقاد بأن هذه الأدوية تسبب آثار جانبية سيئة و أحيانا تؤدي للإدمان ويجب لذلك التأكيد بأن الأدوية المضادة للذهان لا تؤدي إلى الإدمان أو التعود وان عودة الأعراض مرة أخرى عند الامتناع عن العلاج يكون بسبب أن المرض مازال يحتاج للعلاج حتى تستقر حالة المريض ، ويمكن تشبيه ذلك بعودة علامات وأعراض مرض البول السكري عندما يمتنع المريض عن العلاج قبل استقرار حالته .
    وهناك اعتقاد خاطئ آخر عن الأدوية المضادة للذهان أنها تعمل كنوع من أنواع السيطرة أو التحكم في العقل. ولذلك يجب أن نعلم أن هذه العقاقير لا تتحكم في أفكار المريض ولكنها بدلا من ذلك تساعد المريض على معرفة الفرق بين الواقع وبين الأعراض الذهانية ، حيث تعمل هذه العقاقير على تقليل الهلاوس والضلالات المرضية والحيرة والارتباك والهياج وبذلك تسمح للمريض بأن يتخذ قراراته بطريقة واقعية وعقلانية سليمة ومن الملاحظ أن مرض الفصام يتحكم في عقل المريض وشخصيته وفي هذا المجال تساعد الأدوية المضادة للذهان في تحرير المريض من أعراض المرض وتساعده في التفكير بطريقة أوضح واتخاذ قرارات افضل بطريقة مدروسة .
    ويعاني بعض المرضى أحيانا من الميل للنوم وعدم القدرة على التعبير أثناء استخدام العقاقير وبتنظيم الجرعة المناسبة لعلاج المرضى تختفي هذه الأعراض لان هذه العقاقير يجب ألا تستخدم كنوع من القيود الكيميائية . وبالمتابعة المستمرة نستطيع تنظيم جرعة الدواء للحصول على افضل نتيجة بدون وجود أعراض غير مطلوبة وهناك اتجاه حالي بين الأطباء لاستخدام اقل جرعة ممكنة من الأدوية لتمكين المريض من الحياة بطريقة منتجه ومريحة وبدون السماح لعودة المرض مرة أخرى .


    (21 ) ما هي المدة التي يجب أن يستمر فيها المريض في تناول العلاج ؟
    تساعد الأدوية المضادة للذهان على تقليل نسبة انتكاس المرضى المستقرين نفسيا . وقد لوحظ انه بالرغم من استخدام العلاج بانتظام فانه يحدث انتكاس في حوالي 4.% من المرضى في خلال سنتين بعد الخروج من المستشفي وهذه النسبة أفضل من الحالة الأخرى-( المرضي الذين لا يتناولون العلاج)- حيث تصل نسبة الانتكاس إلى 80% في أولئك المرضي الذين لا يتناولون العلاج .
    وفي جميع الأحوال فانه من غير الدقيق القول بأن العلاج المنتظم يمنع الانتكاس بصورة نهائية. إن علاج العلامات والأعراض الشديدة للمرض تحتاج بصورة عامة إلى جرعات أعلى من تلك المستخدمة للعلاج الوقائي ولذلك فان مع ظهور أعراض المرض مرة أخرى فان زيادة الجرعة الدوائية بصورة مؤقتة قد تمنع ظهور المرض بطريقة كاملة أو تمنع الانتكاس الكامل للمرضى.
    وهناك بعض المرضى الذين ينكرون حاجتهم للعلاج وأحيانا يتوقفون عن العلاج بمزاجهم أو بناء على نصيحة الآخرين وهذا يؤدى لانتكاس المرض ( بالرغم من أن الأعراض لا تظهر فورا ) ومن الصعوبة بمكان اقتناع بعض مرضى الفصام بحاجتهم للاستمرار في العلاج الدوائي خصوصا عندما يحسون بأنهم افضل بدون استخدام العلاج ، ولذلك فان استخدام العقاقير الممتدة المفعول قد تكون أفضل لهؤلاء المرضى الذين لا يمكن الاعتماد عليهم في الاستمرار في تناول الدواء بطريقة منتظمة .
    ويجب أن نؤكد مرة أخرى على أهمية عدم التوقف عن العلاج الدوائي بدون النصيحة الطبية وبدون استقرار الحالة .
    (22) ماذا عن الأعراض الجانبية للدواء ؟
    العقاقير المضادة للذهان - مثل جميع العقاقير الأخرى- لها بعض الآثار الجانبية السلبية الغير المطلوبة مع الآثار العلاجية المفيدة . وأثناء المراحل المبكرة للعلاج تظهر بعض الآثار السلبية مثل الدوخة وعدم الاستقرار وتقلصات بالعضلات ورعشة بالأطراف وجفاف بالفم و زغللة بالعين ، وأغلب هذه الأعراض السلبية من الممكن التغلب عليها إما بتخفيض الجرعة الدوائية أو باستعمال بعض العقاقير الأخرى وقد لوحظ أن استجابة المريض للعلاج تختلف من فرد لآخر وكذلك يختلف ظهور الأعراض السلبية من مريض لآخر وقد يستفيد مريض من عقار ما اكثر مما يستفيد غيره من العقاقير الأخرى .
    (23) ما هي العقاقير التي تستخدم في علاج الفصام ؟
    هناك مجموعتين من الأدوية التي تستخدم في علاج مرض الفصام : المجموعة الأولي ويطلق عليها اسم العقاقير التقليدية وهي التي تستخدم في العلاج منذ فترة طويلة مثل أقراص ملليريل ولارجاكتيل و ستيلازين و سافينيز وهذه العقاقير تفيد في علاج الأعراض الإيجابية لمرض الفصام مثل أعراض الهلاوس والضلالات والهياج ولكنها لا تفيد في علاج الأعراض السلبية للمرض كما أن لها الكثير من الآثار الجانبية .
    أما المجموعة الثانية من العقاقير فتسمى العقاقير غير التقليدية وهي عقاقير بدأ في استخدامها في الفترة الأخيرة و تستخدم في علاج الأعراض الإيجابية للفصام كما أنها تفيد في الأعراض السلبية مثل العزلة والانطواء كما أن أعراضها الجانبية تكون أقل ومن أمثلة هذه العقاقير أقراص رسبردال و ليبونكس و زيبركسيا .


    (24) ما هي الدواعي للانتقال من استخدام العقاقير التقليدية إلى العقاقير غير التقليدية؟
    إن أهم أسباب الانتقال لاستعمال العقاقير غير التقليدية هي :-
  • استمرار وجود الأعراض الإيجابية للمرض ( الهلاوس والضلالات )بالرغم من الانتظام في العلاج الدوائي
  • استمرار وجود الأعراض السلبية للمرض (تبلد المشاعر والعزلة الاجتماعية.. الخ) بالرغم من الانتظام في العلاج.
  • وجود ضيق وعدم راحة من الأعراض الجانبية للعقاقير وعدم تحسن تلك الأعراض بالرغم من استخدام بعض العلاجات الأخرى.
  • وجود بعض الأعراض العصبية والتي تحدث بعد فترة والتي تظهر مع الاستخدام المستمر للعلاج بالعقاقير التقليدية
والانتقال من استخدام العقاقير التقليدية إلى العقاقير الحديثة ( غير التقليدية ) ممكن في أي وقت أثناء العلاج ويجب أن يتم ذلك بعد مناقشة المريض و أسرته ويجب أن نعلم أن كل عقار له بعض الآثار السلبية حتى في حالة العقاقير الحديثة وكذلك يجب أن نلاحظ أن أسعار تلك العقاقير مرتفعة وتحتاج للاستعمال مدد طويلة حسب حالة كل مريض.




يتقبل معظم مرضى الفصام العلاج الطبي و النفسي، و أحيانا يطلب البعض مساعدته للعلاج من اضطراب التفكير والسلوك والوجدان ، ويعتمد قبول المريض للعلاج على درجة استبصاره بالمرض. أما إذا فقد القدرة على الاستبصار فيؤدي ذلك إلى رفض العلاج، ويهاجم من يتهمه بالمرض وهنا يجب إدخاله المستشفي للعلاج قبل زيادة أعراض المرض.
واهم الأسباب التي تدعو الطبيب إلى إدخال المريض المستشفي هي :
  • عدم استبصار المريض بأعراضه ورفضه العلاج بشدة .
  • الفصام الكتاتوني الحاد
  • محاولات الانتحار المتعددة
  • العدوان المستمر على الغير وتحطيم الأثاث
  • القيام بسلوك فاضح يهدد استقرار المجتمع أو العائلة
  • رفض الطعام والشراب والخطورة على حالته الجسمانية
  • الحالة الاجتماعية للمريض،كأن يكون وحيدا لا يمكن التأكد من انتظامه في العلاج أو لا تستطيع العائلة تحمله في المنزل.
  • حالات الهياج الشديد أو الغيبوبة والانعزال المفرط
  • علاج المريض بجرعات عالية من دواء يحتمل أن يؤدي إلى أعراض جانبية سلبية إذ يستلزم وضع المريض تحت الملاحظة لفترة معينه .
  • حينما يكون المريض قد اجتاز نوبة ذهانية سابقة ثم ظهرت عليه دلالات عدم التكيف وعدم القدرة على التحمل وبدأ أنه في مسيس الحاجة إلي وسط اجتماعي مطالبه أقل.
  • حينما يكون المريض في حاجة إلى الجماعة العلاجية أو إلى أن يحيا ويعمل داخل وسط اجتماعي في برنامج تأهيلي .






من العسير التنبؤ بنسبة الشفاء من مرض الفصام وذلك لأن المرض يتميز بالانتكاس ووجود نوبات دورية وربما يصبح من الأمراض المزمنة ولا يستطيع أحد أن يتكهن بمصير المرض إلا بعد عدة سنوات من المتابعة والاستقصاء .
  • ومن الواضح أن المرض يختلف في استجابته للعلاج حسب نوع الحالة مما يجعل تقييمه عسيرا باعتبار العوامل المتداخلة وقد يستمر بعض المرضي في تناول العلاج عدة سنوات يكونون خلالها في حالة طبيعية ونشاط اجتماعي متواصل ولكن لا يمكن الجزم بأنهم قد شفوا تماما نظرا لتعرضهم للانتكاس بعد توقف العلاج.
  • وربما اتجه مريض الفصام إلى التدهور البطيء إذا لم يعالج في بدء الأمر ، لأن العلاج المبكر قد أثبتت أهميته ويؤثر تأثيرا فعالا في مصير المرضى ودرجه التوافق الاجتماعي للمريض مع خفض المدة التي يمكثها المريض في المستشفي
  • كذلك فأن العقاقير الطبية الحديثة أفادت كثيرا في علاج الفصام وساعدت على تخفيض نسبة الانتكاس وازمان المرض وطول مدة البقاء في المستشفي
  • وكذلك يلعب السن دورا هاما في الشفاء ، فالمريض الذي يعاني من هذا المرض في سن مبكرة تقل نسبة الشفاء لديه نظرا لعدم نضوج وتكامل شخصيته في هذا السن. وذلك عكس المرضى الذين يصابون بالمرض بعد سن الثلاثين .
  • ويلعب الذكاء دورا فعالا في سرعة الشفاء فكلما زاد ذكاء المريض زادت فرصته في الشفاء أما أولئك المصابين بالتخلف العقلي فتقل نسبة شفائهم بشكل واضح.
  • وتزيد كذلك نسبة الشفاء في المرضى ذوو الشخصية المتكاملة السوية قبل الإصابة بالفصام وتقل نسبة تحسنهم في المرضى ذوو الشخصية الانطوائية.
وقد وجد العالم بلويلر سنة 1972 بعد متابعة لمدة 22 سنة لمرضى الفصام أن التحسن يظهر في حوالي 2/3 المرضى أما الباقي فيدهور ويقل شفائه ونادرا ما يتحسن أو يتوافق اكثر من 1/5 الفئة الأخيرة . ومع استخدام العقاقير الحديثة فقد انخفضت نسبة المزمنين من المرضى وطول مدة البقاء في المستشفي وساعدت على سهولة التوافق الاجتماعي والاعتماد على الذات .





عن رأى الطب النفسي في موضوع العلاج الروحاني بالاستشفاء بالقرآن الكريم وخصوصاً بعد ظهور كتب تطالب بترك العلاج بالعقاقير والدواء والأطباء والاستعانة بكتاب الله للعلاج فقد رد كثير من العلماء المسلمين على هذه الدعايات المغرضة التي تدعو إلى تخلف المسلمين عن ركب التقدم والحضارة والعلم ، ويقول د . محمد عمارة المفكر والكاتب الإسلامي : في هذه الدعوة خلط نابع من الجهل الذي يقع فيه أولئك الذين يزعمون أن القرآن هو وسيلة للتداوى المادي بالنسبة للأمراض العضوية . وهذا الخلط النابع من الجهل مصدره عدم التمييز بين الاستخدام المجازى للمصطلحات في القرآن الكريم ، ففي حديث القرآن عن الشفاء نجده يستخدم الشفاء بالمعنى المادي ويؤكد ذلك أنه جعل الشفاء بعسل النحل لكل الناس الذين يتناولونه سواء أكانوا مؤمنين ، أم غير ذلك فهو يقول " يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس " أى لكل الناس . أما عندما يتحدث عن القرآن الكريم فإنه يجعله شفاء وهدى ورحمة للمؤمنين فهو شفاء هنا بالمعنى المجازى وليس بالمعنى العضوي أي أنه هداية فليس دواءا ماديا كالذي يصفه الطبيب للمريض فيقول سبحانه وتعالى " قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين " .
وهناك فارق بين العلاج المادي الذي أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نسلك إليه السبل التي هي أسباب مادية تؤدى إلى النتائج المادية في العلاج وبين العلاج النفسي الذي هو ثمرة لاعتقاد الإنسان في أمر من الأمور . فإذا أعتقد أي الإنسان أن قراءة القرآن أو حمل القرآن سيسبب له الشفاء فان الشفاء هنا والتداوى ليس بالمعنى المادي بسبب الآيات القرآنية وإنما هو ثمرة نفسية لاعتقاد نفسي بل أن هذا الاعتقاد من الممكن أن يصبح للتداوى والعلاج النفسي .
أما الباحث والكاتب الإسلامي محمد أحمد بدوي فيقول : ليس من مهام القرآن الكريم أن يتخذ منه علاج نوعى لأي مرض ولم يداوى الرسول صلى الله عليه وسلم بالقرآن مرضاً من الأمراض ولم يصف شيئاً منه لعلاج شئ منها . أما حديث الرقية بفاتحة الكتاب للسعة العقرب فهي واقعة حال وليس قاعدة قابلة للتوسع فيها ولا لقياس عليها وقد داوى النبي صلى الله عليه وسلم جراحه برماد الحصير المحروق وهو طاهر مطهر وأمر بإطفاء الحمى بالماء ، وتداوى بالحجامة ( تشريط الرأس بالموس لعلاج الضغط ) وداوى بها وبالعسل وبالكحل . وعلى المستوى الفردي فإن الحالة المعنوية التي تبثها قراءة القرآن الكريم في نفس المؤمن الذي يحسن تدبره تساعد في الشفاء من الأمراض كما تعين على مقاومة الأمراض العضوية بمقدار ما تبثه من الرجاء في الشفاء ومعاونة الطبيب في العلاج وإتباع نصائحه باهتمام إلا أن هذا لا يعنى أن القرآن الكريم وحده يشفى من الأمراض النفسية والعصبية ، فقد أهتدي الطب مؤخراً إلى استعمال الأدوية في هذه الأمراض وحصل على نتائج مشجعة فلا يجب أبدا أن نكتفي بقراءة القرآن بل نتبع ما أهتدي إليه الطب وهو من فضل الله .
أما فضيلة الدكتور محمود حمدي زقزوق فيرى أن الحياة كلها تسير طبقاً لقوانين لا تختلف إلا إذا أراد الله إظهار معجزة على يد نبي من الأنبياء وهذا أمر لم يعد قائما بعد ختم النبوات والمسلمون مطالبون بالتعرف على هذه القوانين وهذا هو طريق العلم والإسلام إذ يحض على ذلك فإنه يريد أن يغلق بذلك جميع المنافذ التي تدخل منها الخرافات والمشعوذات التي يمكن أن تنتشر بين الناس تحت ظل الجهل والتخلف ، فإذا جئنا إلى موضوع الأمراض التي تصيب الإنسان فإن الطريق الصحيح إلى علاجها يكون بالتشخيص الصحيح لهذه الأمراض سواء كانت جسمية أو نفسية لمعرفة الأسباب التي تؤدى إليها حتى يمكن تلافيها والقضاء عليها وحماية الناس منها وهذا هو طريق العلم وهو أيضاً الطريق الذي يحض عليه الإسلام ، فالله لم يخلق داء إلا وخلق له الدواء وهو سبحانه الذي يهيئ الأسباب فهو الذي يشفى عن طريق الأسباب التي يهدى الناس إليها وهذا كله يعنى ضرورة لجوء المؤمن إلى طلب العلاج الطبي أما أن تقتصر على التداوي بالقرآن فهذا أمر لا يحث عليه القرآن أبدا .
أما عن تحسن بعض الحالات بالعلاج الروحاني فهو أمر وارد خصوصاً في بعض الحالات النفسية مثل الأمراض الهستيرية حيث يكون المريض ذو شخصية هستيرية قابلة للإيحاء وهنا ينفع العلاج الإيحائي النفسي أو بقراءة بعض آيات القرآن الكريم ولكن الشفاء هنا في هذه الحالة يكون ثمرة نفسية لاعتقاد نفسي وليس لأمر مادي ويكون هذا التأثير مؤقت ويحتاج لاستمرار العلاج الطبي النفسي بعدها لإزالة سبب هذا المرض .
ويقول الدكتور رمضان عبد البر مدرس الطب النفسى بجامعة الزقازيق أن القرآن الكريم كله رقية خصوصا أم الكتاب وهى الفاتحة و السبع المثانى و اعظم سورة فى كتاب الله ، و أحاديث النبى صلى الله عليه وسلم و ادعيته فى الرقية كثيرة..وهذه الرقية الشرعية لا يشترط فيها شيخ أو رجل بعينه وانما الأولى أن يرقى الإنسان نفسه فان لم يستطع فيرقيه اقرب الناس إلية أبوه ..أخوه..زوجه.
ولا ينبغى الذهاب أبدا إلى السحرة و الدجالين لأن هذه معصية وذنب عظيم حذر منه خير الأنام عليه الصلاة والسلام. وهذه الرقية الشرعية كذلك لا تنفى استخدام الأدوية و العلاجات النفسية وذلك لأن الدراسات الحديثة أثبتت أن معظم الأمراض النفسية تكون نتيجة لاضطراب فى كيمياء الدماغ وتأتى هذه العقاقير النفسية لكى تعيد هذه الكيمياء إلى طبيعتها .
وقد أمرنا النبى صلى الله عليه وسلم بالتداوى في قولة "تداووا عباد الله فأن الذى خلق الداء خلق الدواء".
فالأفضل و الأولى أن تعالج الأمراض النفسية بمعرفة الطبيب المختص و بالطريقة العلمية الدقيقة . ويمكن للمريض مع هذا أن يستعين كذلك بالرقية الشرعية من القرآن ومن السنة الصحيحة،عند ذلك تكون رحمة الله عز وجل بإنزال الشفاء أقرب وأولى والله أعلم.




عندما يتم تشخيص أي مرض فإن الشخص المصاب يرغب دائماً في أن يعرف الآتي :

  1. كيف سيؤثر المرض على صحته ؟
  2. ماذا سيكون مسار ومآل المرض ؟

وكذلك فإن مرضى الفصام وأسرهم لديهم نفس الرغبة في معرفة كل شئ عن المرض ويكون لديهم العديد من الأسئلة :

  • هل سيكون في استطاعتي العمل كما كنت قبل الإصابة بالمرض ؟
  • هل الإصابة بمرض الفصام تعنى نهاية الأمل في أن أعيش حياة منتجة ؟
  • ماذا سيجلب المستقبل لي ؟
    وهناك أسئلة أخرى عن مسار ومآل مصير المرضى بالفصام :
  • هل سيرجع لي إحساسي الطبيعي السابق قبل أن أصاب بالمرض ؟
  • هل سأحتاج لدخول المستشفى مرة أخرى ؟
  • هل سأستطيع العودة للدراسة أو العمل ؟
  • هل أستطيع العودة للأصدقاء والشلة السابقة ؟
  • هل سأنجح في النواحي المالية والاجتماعية ؟
  • هل أستطيع الزواج ؟
  • هل أستطيع أن انجب أطفال ؟
  • هل أستطيع أن أحيا حياة مستقلة بعيداً عن الآباء ؟
  • هل سأكون سعيداً في حياتي ؟
  • هل سيلاحقني المرض طوال الحياة ؟
  • هل سأحتاج للعلاج طوال حياتي ؟
  • هل هذا المرض سيؤدى إلى تدهور حالتي في المستقبل ؟
  • هل أعراض المرض سوف تستمر للأبد وهل سوف تحدث لي أعراض أخرى ؟
  • هل سيؤدى المرض إلى وفاتي في سن مبكرة ؟


  • من الملاحظ أن دراية الناس ومعلوماتهم عن مرض الفصام مازالت محدودة خصوصاً عن مسار ومآل المرض . هناك معتقد عام عند عامة الناس أن مرضى الفصام لا يوجد لديهم أي فرصة للشفاء أو التحسن وأنهم أناس خاملين وكسولين وليس لهم قيمة في الحياة . ولسوء الحظ فإن هذه المعتقدات الخاطئة من الممكن أن تؤدى إلى اقتناع الناس بأنه ليس هناك أمل في الشفاء لمرضى الفصام .
    والحقيقة أن مرض الفصام مثله مثل أي مرض طبي ، وله مدى واسع من المسار والمآل ودرجة التحسن . وبعكس الكثير من المعتقدات الخاطئة التي كانت توجد في المراجع الطبية القديمة ، فقد أثبتت خمس دراسات حديثة أجريت لمدد تتراوح أو تزيد عن 2. سنة أن 6. % من مرضى الفصام يصلون إلى درجة من درجات التحسن أو الشفاء الكامل . ويجب أن نضع ذلك فى ذاكرتنا لأن المرضى المتحسنين لا يكونون فى الصورة ولا يسمع أحد شيئاً عنهم وفى الكثير من الأحيان لا يرغبون فى أن يعلم أى فرد أنهم كانوا مرضى فصام من قبل ولكن المرضى الذين نسمع عنهم ويكونون فى الصورة دائماً هم هؤلاء المرضى الذين لم يتم تحسنهم بدرجة كافية وهؤلاء يمثلون 4. % من المرضى .
    مسارات المرض ( Course )
    من المهم أن نلاحظ أن المرض له مسارات وليس مسار واحد ولمرض الفصام مسارات عديدة . وقد أظهرت الدراسات العديدة التي أجريت على مرض الفصام أن هناك العديد من المسارات المختلفة تتراوح ما بين 5 إلى 7. مسارا مختلفا .
    تأثير العلاجات الطبية على مسارات المرض :
    في الوقت الحالي أصبح من المؤكد أن مريض الفصام سوف يتلقى علاج نفسي طبي ، وفى أغلب الأحيان فإن العلاج يعطى نتائج ممتازة ويؤثر تأثير إيجابي على مسار المرض.
    ومن الأهمية بمكان أن تدرك أن جرعة العلاج ومدته يجب أن تكون مناسبة قبل أن تحكم بأن العلاج مؤثر ومفيد . ويحتاج المريض عامة أن يتناول جرعة طبية مناسبة لمدة 4 - 6 أسابيع قبل أن نحكم على العلاج هل هو ناجح ومفيد أو فاشل ويحتاج للتعديل .
    تأثير البرامج التأهيلية على مسار المرض :
    ازدادت أهمية البرامج التأهيلية فى السنوات الأخيرة خصوصاً فى علاج حالات الفصام المزمن . ويظهر ذلك خصوصاً فى الحالات المتحسنة مع العلاج بالعقاقير الطبية ولكنها تعانى من الصعوبة فى التكييف مع أنشطة الحياة اليومية ولذلك فإن التأهيل العلاجي يصبح ذو أهمية حيوية خصوصاً إذا استخدم فى الوقت المناسب للحالة ويظهر ذلك جلياً ويؤثر تأثيراً إيجابياً أو سلبياً على مآل المرض .
    تأثير التشخيص المزدوج أو المصاحب
    أحياناً تظهر علامات وأعراض مرض الفصام مختلطة مع أعراض مرض الاكتئاب أو مع أعراض أمراض نفسية أخرى أو مع وجود مرض الفصام في شخص مدمن أو شخص يعانى من اضطرابات عضوية أو مشاكل بالنمو . وفى هذه الحالات فإن مسار المرض الأولى "الفصامي" سوف يتأثر - غالباً بطريقة عكسية - مع وجود الاضطراب الثانوي . وفى الناحية الأخرى فإن المسار المتدهور للمرض الفصامي بسبب وجود مرض ثانوي آخر من الممكن تلافيه (turned- around ) وتداركه إذا أمكن علاج هذا المرض مبكراً وبطريقة فعالة .
    مقارنة الحالات الحادة والحالات المزمنة :-
    في حالات الفصام الحادة تكون هناك أعراض مرضية واضحة مثل الهلاوس السمعية والمخاوف والضلالات ) وتحدث أحياناً نوبات من الفصام الحاد بطريقة متكررة فى مسار المرض وأحياناً تحدث في الفترات الأولى من المرض فقط ، ويتداخل معها فترات من التحسن (الكامل أو الجزئي) حيث تختفي أعراض المرض وتكون أوقات التحسن طويلة أو قصيرة . وبعض الأفراد يعانون فقط من نوبات انتكاس يعقبها نوبات من التحسن ، والآخرون يعانون من فترات طويلة من المرض بدون تحسن وهذا يؤثر سلبياً على العلاقات الشخصية والعملية وعلى المقدرة التعليمية والوظيفية ويصبح المريض غير قادر على التمتع بالأنشطة الترفيهية . وبالرغم من هذا فإن المرضى المزمنين لمدد طويلة قد يحدث لهم نوبات من التحسن ويستطيعون خلالها العمل بطريقة طبيعية . وهذه المراحل الثلاث للمرض وهى النوبات الحادة - نوبات التحسن - أزمان المرض ، تتبع وتلاحق بعضها البعض بطريقة لا يمكن التنبؤ بها فى المرضى ومن الصعوبة بمكان التنبؤ بمسار المرض حيث أن مرض الفصام له أشكال متعددة وليس له سبب قاطع حتى الآن .

    تأثير الأعراض المرضية على المرضى :-
    تتفق معظم الدراسات أن التحسن فى مرض الفصام يكون فى المريض الذي يتسم بالصفات الآتية أثناء المرض :-
  • يشعر ويستطيع التعبير عن أحاسيسه وعواطفه .
  • يتمسك بقوة بالمعتقدات والأفكار الخاطئة ويكون شكاكاً بطريقة مرضية .
  • لا يظهر عليه أي اضطراب بالفكر (أي تستطيع أن تفهمه بسهولة) .
  • ألا يكون منطوياً أو منسحباً من الحياة .
  • يبدوا مرتبكا أثناء النوبات الحادة
  • لديه الكثير من الهلاوس
  • لا يشعر أو يعانى من الإحساس بالعظمة

وقد لوحظ أن وجود بعض الأعراض المرضية مثل وجود أعراض التخشب الكتاتونى أو الهياج الكتاتونى - بالرغم من أنها تحدث فى المراحل الحادة للمرض - إلا أنها تختفي سريعاً ولا تترك عادة أعراض مرضية بعد تحسن المرض .

تأثير الإنجازات الاجتماعية السابقة على مآل المرض

إذا كان المريض قبل المرض ذو شخصية ناضحة واستطاع اكتساب مهارات اجتماعية جيدة ولديه الكثير من الأصدقاء والهوايات واستطاع الحصول على درجة دراسية مناسبة واستطاع الاستمرار فى العمل فإن هذه العوامل كلها تشير إلى مآل جيد للمرض بعد الشفاء وإذا كان المريض لديه عمل قبل المرض فإن ذلك يشير إلى سهولة حصوله على العمل بعد المرض .

تأثير السن على مآل المرض

كلما بدأ المرض الفصامى فى سن متأخر كلما كانت فرصة التحسن والاستقرار أفضل.

تأثير جنس المريض على مآل المرض :-

الفصام يصيب النساء فى سن متأخر ، ويكون انتكاس المرض ودخولهم المستشفى أقل ، واستجابتهم العقاقير المضادة للذهان أفضل ،وتكون نوبات الهياج وميلهم لإيذاء الذات أقل منها عن الرجال .

وجود تاريخ أسرى مرضى للفصام وتأثير ذلك على مآل المرض

من غير المعروف حتى الآن علاقة وجود تاريخ أسرى للفصام - (أي أصابه أحد أفراد الأسرة الآخرين بالفصام) وتأثير ذلك على شدة أعراض المرض. وحيث أن الفصام والاضطرابات الوجدانية يصعب التفريق بينهم لوجود علامات مرضية متشابهة فى المرضين ، وحيث أن وجود تاريخ مرضى فى الأسرة لمرض الاضطراب الوجدانى يشير إلى فرصة تحسن جيدة لمريض الفصام .لذلك فمن الصعب الجزم بان التاريخ المرضى الأسرى للفصام يؤثر على مآل المرض .

تأثير وجود أعراض عصبية على مآل المرض

المرضى الذين يعانون من إصابات بالمخ نتيجة الإصابة أثناء الولادة أو أولئك الذين يعانون من إصابات عصبية بسبب الإدمان أو بسبب الأمراض العصبية المعدية يعانون من أنواع شديدة من الفصام .

تأثير الذكاء والمستوى الاجتماعى على مآل المرض

ارتفاع مستوى الذكاء والمستوى الاجتماعي يلعبان دوراً هاماً فى الوقاية من المرض فى المجتمعات المتقدمة .
وعلى الجانب الآخر فإن مرض الفصام يكون ذو تأثير أقل فى دول العالم الثالث عنها فى الدول الصناعية المتقدمة . وأسباب ذلك غير واضحة ولكن تلعب الأسرة دوراً هاماً فى ذلك حيث أن الترابط الأسرى ، والأسرة الممتدة التى تحوى الآباء والأبناء تلعب دوراً وقائياً هاماً فى هذا المجال ، كذلك فإن ضغوط الحياة تكون أقل فى الدول النامية.

تأثير المناخ الأسرى

أظهرت معظم الدراسات أن الأسر المستقرة – التى لا توجه الكثير من النقد والغضب والتى تكون فيها الروابط العاطفية معقولة ولا يكون الأب أو الأم مرتبطين عاطفياً بشدة بالمريض - تخلق مناخ مناسب يؤدى إلى تحسن مآل المرض . ويقاس تأثير المناخ الأسرى على المريض من خلال قياس تكرار دخوله المستشفى ومدى شدة الأعراض التى يعانى منها .

تأثير الانتظام على العلاج

المرضى الذين يلتزمون بالعلاج الطبى والبرامج العلاجية الموضوعة لهم تكون الأعراض المرضية ونسبة العودة للمستشفى لديهم أقل ويؤدى ذلك إلى حياة مستقرة . والعلاجات المتخصصة (مثل العلاج بالعمل والتدريب على اكتساب المهارات الاجتماعية ) تؤدى إلى استقرار المريض وتمنع الانتكاس المبكر للمرض

ماذا يستطيع الأقارب أن يقدموه لتحسين مسار المرض ؟

معرفة كل شئ عن المرض – أعراضه ، طرق العلاج ، المسارات المحتملة للمرض – يمكن الأسرة من أن تزيد المقدرة على حل المشاكل واكتساب مهارات التعامل مع الأزمات وبذلك تساعد المريض على التحسن والشفاء .

إرشادات للأسرة والأقارب
  • تعلم كيف تتعرف على الأعراض المنذرة للمرض .
  • ابحث عن المساعدة من الأخصائيين مبكراً .
  • علم نفسك كل شئ عن المرض .
  • يجب أن يكون لديك توقعات واقعية عن حالة المريض .
  • أعطى المساعدة المناسبة المطلوبة وأعطى نفسك الراحة عندما تحتاجها .
  • شجع المريض على أن يراعى نفسه بنفسه وان يكون لديه الثقة فى نفسه.
  • حاول أن تجعل المناخ الأسرى طبيعى .
  • كيف تحسن فرصتك فى الشفاء ؟

إذا كنت تعانى من مرض الفصام فإن هناك طرق عديدة يمكن عن طريقها تحسين الفرصة فى سرعة التحسن والشفاء بإذن الله .
  1. من الهام جداً عدم إنكار وجود المرض وإدعاء أن الأعراض هى بسبب المشاكل من الآخرين أو أن انتكاس المرض فى المستقبل هو شئ مستحيل .
  1. ليس من السهل قبولك تشخيص المرض بأنه فصام ، وأنه سوف يؤثر على قدراتك ... ولكن مع قبول الحقيقة فإنك تكون قد كسبت نصف المعركة .
  2. معرفة الحقيقة وأنك عرضه للمرض والانتكاس هو موقف قوة منك لأنك بذلك تستطيع أن تقرأ وتتعلم كل شئ عن مرضك وأن تشارك بإيجابية فى البرامج العلاجية .
  3. كلما ازداد علمك عن الأدوية النفسية كلما كان من السهل عليك وعلى طبيبك المسئول عن العلاج التوصل للعلاج المناسب لحالتك .
  4. كلما ازداد معرفتك بحالتك كلما ازداد مشاركتك وتفاعلك مع الطبيب المعالج وبذلك تستطيع الحصول على أفضل علاج .
  5. توقعاتك لنفسك يجب أن تكون واقعية ... العودة للخلف أو الانتكاس مرة أخرى يجب إلا تؤثر على نفسيتك أو تصيبك بالإحباط واليأس لأن الانتكاس هو جزء من المرض .
  6. الأدوية النفسية فى بعض الأحيان لها بعض الآثار الجانبية المرهقة . تحمل ذلك حتى تستطيع التخلص من الأعراض المرضية ، وهذه الأعراض السلبية للأدوية تختفى مع الوقت ومع تنظيم العلاج .
  7. البرامج التأهيلية قد تبدو أحياناً غير مفيدة لك ... التزام بتلك البرامج لأن تأثيرها لا يظهر ألا بعد مرور بعض الوقت .
  8. لا تخشى أن تطلب وتقبل المساعدة من الأسرة والأصدقاء والفريق العلاجى ... أن دورهم هو المساعدة خصوصاً فى فترات الأزمة وانتكاس المرض وكذلك لجعل الحياة مريحة لك ولها معنى أثناء فترات التحسن .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..