الصفحات

الجمعة، 23 سبتمبر 2011

( يَا شَامُ يَا شَامُ والتاريخُ مُشتَعِلٌ )

بسم الله الرحمن الرحيم

( يَا شَامُ يَا شَامُ والتاريخُ مُشتَعِلٌ )

لم يبلغ نظام سياسيٌ من الخِسَّةِ والدَّناءَةِ والحقارة ما بَلَغَهُ نظامُ البعثِ الطائفيّ في سوريا خلال مواجهته الهمجية لثورة الشعب السوري العظيم خلال الأشهر الستة الماضية ، وفي المقابل لم يصمد شعب من الشعوب العربية في وجه الطغيان والهمجية وآلة الدمار في ربيع العرب مثلما صمد الشعب السوري ، فإلى الأحرار والأبطال الذين قدموا أنفسهم وأولادهم وكل ما يملكون ثمناً لحريتهم وكرامتهم وعزتهم أهدي هذه الأبيات.

آليتُ كُلُّ الذي أهواهُ والولدُ
فِداكِ يا شامُ بلْ روحي وما أجِدُ

تَزَاحَمَ الشِّعرُ في صَدري فَمَزّقّهُ
وأشعلَ الوَجدَ حتّى ذَابتِ الكَبِدُ

فَلا تَلومي إذا التاعَ القَصِيدُ جَوىً
إن الشُّجُونَ بِقَلبي اليومَ تَتَّقِدُ

يا شَامُ يا زَهرةَ الدُّنيا وَبَهجَتَهَا
أنتِ السَّناءُ الذي بِالمَجدِ يَنفَرِدُ

أنتِ الضِّياءُ الذي في كلِّ بَارِقَةٍ
وأنتِ قَطْرُ النَّدى والغَيثُ والبَرَدُ

خَابَ الطُّغاةُ وخابت كلُّ زُمرَتِهِمْ
وخابَ ما زَرَعُوا بَغْياً وما حَصَدوا

السَّافِلونَ كِلابُ البعثِ مَنْ نَكَثُوا
كُلَّ العُهُودِ لَكَمْ خانُوا وكم فّسّدُوا

الأرذَلونَ الأولى بالعارِ قد غَرِقوا
المَارِقونَ على الإلحادِ هم مَرَدوا

هَيْهاتَ هَيْهاتَ تَعلوا اليومَ رايتُهُمْ
هَيْهاتَ يَرقى لَهُمْ شأنٌ وإنْ جَهِدوا

هَيْهاتَ يَبقآ لهم صَرحٌ وَقَدْ وَثَبَتْ
كُلُّ الشَآمِ وثَارَ السَّهلُ والنُّجُدُ

يا شامُ يا شامُ والتاريخُ مُشتعِلٌ
كُلُّ البُطُولَةِ في بُرديكِ تَحتَشِدُ

نَهرُ الشَّهادةِ أنتِ اليومَ مَنبَعُهُ
وفي ثّراكِ سَواقي المَجدِ تَتّحِدُ

في رِيفِ دَرعا أغارَ العِزُّ مؤتَلِقاً
وَمن حَماةَ أتاهُ الِّرِّفدُ والمَدَدُ

وفي رُبى حِمصَ قَامَ المَجدُ مُنتَفِضاً
يُخزي الفَسادَ وَيَجلو كُلَّ مَنْ جَحَدوا

وفي حَمى الدَّيرِ دَير الزّورِ مَلحَمَةٌ
مِنَ الفِداءِ تُحيّي كُلَّ مَنْ صَمَدوا

يا شَامُ أنتِ رَبيعُ الأرضِ أجمعَهُ
وأنتِ أنتِ الهَوَى والحُسْنُ والغَيَدُ

وأنتِ مَفخَرَةُ الأوطانِ قَاطِبَةً
وفي بَنيكِ لِواءُ العِزِّ مُنعَقِدُ

يَا شَامُ يَكفيكِ إيمانٌ صَدَعْتِ بِهِ
لَهُ الطّواغيتُ في الآفاقِ تَرتَعِدُ

يا شَامُ لَنْ يُدركَ البَاغُونَ غايتَهُم
أو يَبلُغُوا رَغمَ طُولِ المَكرِ ما قَصَدُوا

وَلَنْ يَنالوا وإنْ خَسَّتْ مَكائدُهُمْ
مِنْ بَأسِ صِيدٍ لِغَيرِ اللهِ ما سَجَدُوا

د. أحمد بن عثمان التويجري

محام سعودي ورئيس منظمة العدالة الدولية
الرياض 22 شوال 1432هـ الموافق 20 سبتمبر 2011م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..