الصفحات

الأربعاء، 19 أكتوبر 2011

خارطة طريق لاصلاح التعليم


أبو بكر بن محمد

حضرة الفاضل أبا أسامة تحية طيبة لك ولأعضاء مجموعتك الكرام...
قرأت مقالتك الأسيفة لماذا غاب المعلمون عن يوم المعلم؟
وما كتبته من أسباب لذلك الغياب الفاضح في مقالتك تلك...
وكما أن ذو الشوق القديم مشوق حين يلقى العاشقين... فكذلك حالي كلما قرأت شيئا عن حال التعليم لدينا .. ومن باب المشاركة الفاعلة في الموضوع أعرض لكم خارطة طريق لإصلاح التعليم لعلها تلقى قبولا عند من يهمه أمر التعليم ..إذ كنت قد قدمت ورقة عمل في بعض اللقاءات التربوية بعنوان (تعليمنا إلى أين؟) وقد نشرت في بعض المواقع وصفت فيها واقع المدرسة وواقع المعلم وواقع الطالب وأسباب ضعف المعلم والطالب وغياب دور المدرسة الحقيقي..وذكرت من ضمن أهم الأسباب في ضعف تعليمنا أن من يملك المعلومة ليس بيده أي قرار ومن يملك القرار لايدرك شيئا من واقع التعليم...ثم حاولت وضع علاج لهذا الواقع الذي نتفق جميعا على وجود خلل فيه..وها أنا ذا أصف ما يمكن أن يكون علاجا يسهم في إصلاح التعليم وأتمنى أن يلقى قبولا عند من بيده الأمر..ولله الأمر من قبل ومن بعد.
وتقبلوا تحياتي..أبو بكر بن محمد.
                                                                                                                         خارطة الطريق لإصلاح التعليم

دون إسهاب في المقدمات وتوصيف الواقع سأستعرض هنا بعض الحلول المتاحة والتي يمكن أن تكون خارطة الطريق لإصلاح التعليم بشكل متكامل؛ إذ إن محاولات الإصلاح الجزئية المعتمدة على التلفيق وترقيع النظام لم تجدِ شيئًا حتى الآن، وهنالك نداءات عالمية ومحلية بإصلاح أنظمة التعليم إذ أصبحت ضرورة لا يمكن لأي مسئول أن يتجاهل أبعادها الاجتماعية. ولعل أفضل وصف للنظام التعليمي الحالي أنه رقع ممزقة ومزق مرقعة في وصف بليغ لحالة التعليم العام، إذ إنه وُضع قبل عقود طوال ومازالت الحياة تتطور وهو باقٍ يراوح مكانه، وكل ما يجري من تطوير إذا حدث فإنما هو من باب الترقيع للثغرات التي تحدث فيه، وقد آن للقائمين على التعليم أن ينظروا له نظرة شمولية فما كان يصلح لأجدادنا فإنه لا يصلح الآن، وقوانين التغير الاجتماعي والتطور لا تحابي أحدًا، وعليه فإننا يجب أن نرقى بالتعليم ليفيدنا ولئلا يبقى مشكلة كما عبر وزير تربية سابق عن ذلك حينما قال: عقدنا مؤتمرًا لحل مشاكل التعليم العربي فوجدنا أن التعليم برمته مشكلة.
وهذه الحلول إنما تقوم على القناعة بأن نظام التعليم لكثرة التعديل والترقيع غدا مشكلة المشاكل، ولهذا فإن من أوجب واجباتنا أن نسعى لإصلاحه، وانطلاقًا من هذا حاولت مقاربة الحلول التي جمعتها من خلال مصادر مختلفة وأرجو أن يكون فيها ما رجوته من إصلاح، وهي كالتالي:
1-  إرادة التغيير:
قال ربنا عز وجل: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم), وقال تعالى: (ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة), وقال نبينا صلى الله عليه وسلم: (من يتحر الخير يصبه، ومن يتوق الشرّ يوقه)
2-  الخروج من الحلقة المفرغة:
من الأسهل على الناس أن يغيروا ما يعملون لا أن يغيروا كيف يعملون. وهذا يعني إعادة صياغة التعليم العام وهيكل المدرسة بشكل كامل.
3-  تقنين الأنظمة والإجراءات ووضوحها:
كثير من المشكلات الموجودة في الميدان سببها عدم وجود نظام واضح فيختلف الحل باختلاف المناصب والأفهام والخبرة بالميدان.
ولا تستغرب وجود تضارب بين إدارة وأخرى حيال مشكلة واحدة فيضيع الوقت والجهد في فرض الرأي والجدل الذي يعقد المشكلة أكثر مما يحلها.
4-  الحل في الداخل وليس في الخارج:
تتجه مؤسساتنا الحكومية لحل مشكلاتها إلى الاستعانة ببيوت الخبرة العالمية، وتضع الخطط بناءً على توصياتها، مع أن تلك البيوت تستهلك كثيرًا من الوقت في محاولة إدراك خصائص مجتمعنا، ومع ذلك لا تفلح في تصور حاجاتنا. بينما لدينا في الميدان من المتخصصين والمؤهلين لأداء أفضل وتكلفة أقل وزمن أقصر ورؤية أشمل.
5-  إصلاح وضع المدرسة بشكل عاجل ووضع خطط قصيرة المدى:
ولابد عند وضع هذه الخطط السريعة على المدى القصير أن تركز على الجوانب الرئيسة التي تمثل أهم الجوانب لإصلاح المدرسة والتي لابد منها سواء في الحل السريع أو في الخطط طويلة الأمد، وهي:
إعداد المنهج-إعداد المعلم - التقييم - تقديم دعم من المجتمع الحكومي والأهلي للمدرسة
6-  الشمولية في وضع الخطط طويلة المدى:
وضع خطط طويلة المدى على أن يراعى فيها جانب الشمولية لجميع عناصر النظام التعليمي وعدم الاقتصار على محاولات ترميم مؤقتة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..