الصفحات

السبت، 29 أكتوبر 2011

سايكس بيكو القرن العشرين د محمد السعيدي

سايكس بيكو القرن العشرين

د.محمد السعيدي
 ع ق  831


أخي الدكتور عبد العزيز وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية لكم جميعا من بعد غيبة غير مقصودة نسأل الله للجميع التوفيق
يؤسفني أنني لم أعلم بسؤالك الذي وجهته إلى إلا من خلال ما دار بيننا من حديث هاتفي

ولذلك فسوف أجيبك على حدود سؤالك الذي طرحته علي في الهاتف وأعتذر عن عدم الرجوع إلى ذات الرسالة البريدية

أبدأ بالقول : إنني أرجو أن لا يعلق على ما أكتب إلا من يقرؤ الكلام كاملا , أما من تجري أعينهم بين السطور ثم يبادرون بالتعليق بزعم أنهم قرأوا فهؤلاء أرجو منهم أن يتوقفوا عن التعليق
ثم أقول : لا تؤاخذني بالقول : إن مما يعده علماء الجدل والمناظرة انحرافا عن الجادة أن تلزم مخالفك بالاعتذار عن رأيه مع أنك لم ترو رأيه رواية صحيحة .
فأنت زعمت أنني ضد الثورات
.
والحقيقة أنني لم أكتب فيما كتبت ما أشير فيه إلى أنني ضد الثورات أو معها

كل ما ذكرته هو أن على العلماء والمفكرين التريث في فهم الثورات قبل دفع الناس إليها . وأن يكون دفعهم إليها حال تقرره مقرونا بتوجييهها لا مجرد دفع دون توجيه وهذا ما يمكن الرجوع إليه في تصريحي لصحيفة أنباؤكم ومقالي لا تخونوا الأمة باسم الحرية ومقالي الثورة المصرية بين الفرح والفكر

فقد ناديت في كل ما كتبت بضرورة دراسة مسببات الثورات قبل الانسياق وراءها كما طالبت بتوجيهها وذكرت أن العلماء تركوا دورهم في توجيه الثورات واكتفوا بالانسياق وراءها

وقد أوضحت ذلك بجلاء في مداخلتي معك على الهواء في برنامج البيان التالي
:
وهذا الموقف لا زلت متمسكا به وأرى أن الثورات العربية باستثناء الثورة السورية تخفي مشكلات ومشاريع أجنبية لم يتفطن لها المفكرون حتى اليوم , أو أنهم تفطنوا لها لكنهم يخشون الإرهاب الفكري الذي يمارسه المجتمع عليهم
وكان الأحرى بهم التفطن لهذا المشروع وتوجيه الثورات توجيها يدرأ عنها كيد الكائدين الذين لا زالوا يحققون كل يوم نجاحا تلو نجاح
وقد يقول قائل وكيف يحققون النجاحات وهاهم الإسلاميون يفوزون في الانتخابات
والجواب منهم الإسلامييون الذين فازوا في الانتخابات ؟
الإخوان المسلمون لم يعودوا حزبا إسلاميا وإن زعموا ذلك
الإخوان المسلمون تنازلوا عن شعار الإسلام هو الحل وعن شعار السيفين والمصحف وعن شعار الجهاد سبيلنا . فماذا بقي لهم ؟
الآن هم حزب علماني ذي خلفية إسلامية فقط
ولديهم الاستعداد الكامل لتقديم كم أكبر من التنازلات كما فعل الدكتور راشد الغنوشي حينما بادر إلى تطمين الغرب عن البكيني والخمر
إذا لم يعد هناك حزب إسلامي مرشح للفوز

الأحزاب التي تفوز . هي الأحزاب التي ورد توصيفها في تقرير معهد البحوث السياسية البريطاني قبل أربع سنوات والذي قدمت إحدى الباحثات البريطانيات ملخصا له بعنوان بناء جسور لا جدران . وهي تلخص الموقف الغربي القادم من الجماعات الإسلامية .
وبالمناسبة هذا الملخص نشرته قناة الجزيرة في سلسلتها الكتابية .
الجماعات الإسلامية التي تفوز هي تلك الجماعات التي وصفها تقرير راند في نسخته المسماه : بناء شبكات إسلامية معتدلة
الجماعات الإسلامية التي تفوز هي تلك الجماعات التي وصفها تقرير راند في نسخته المسماه : الإسلام المدني الديمقراطي
الجماعات الإسلامية التي تفوز هي تلك التي وصفها فوكو ياما في مقالته : نهاية التاريخ
وهي تلك الجماعات التي وصفتها كوندليسا رايس في مقابلتها مع لجنة الحزب حين ترشيحها لوزارة الخارجية
إن الغرب اليوم يفضل العمل مع حكومات تقدم الإسلام كما يريد هو على حكومات تحارب الإسلام بشكل واضح

لا أشك أبدا : أن هذه الحكومات العلمانية الجديدة ذات الخلفية الإسلامية ستكون أرفق بشعوبها من الحكومات السابقة وسوف تحصل الشعوب منها على أشياء ممتازة من التنمية والرفاة , ولكنها لن تحقق لشعوبها أي أمنية في النصر كانت الشعوب تتوق إليها

ولن يكون موقفها من إسرائيل أحسن حالا من الحكومات السابقة
هذه الخطة الأمريكية الغربية كان بالإمكان إفشالها لو أن الثورات تم استغلالها بشكل أفضل , أي بشكل تقتضيه المصلحة وليس الانتهاز للأسف

لماذا أثق حتى الآن بالثورة السورية ؟؟؟؟

لأن الثورة السورية وموقف الغرب منها هما دليل صدقية ما ذهبت إليه
ففي شهر ربيع الأول من هذا العام تساءلت في مقالي : لا تخونوا الأمة باسم الحرية : هل سيقف الغرب من الشعب السوري لوثار كما وقف من ثورة مصر ؟
وأنا أعلم منذ ذلك الوقت : أن الجواب : لا . لو ثار الشعب السوري لن يقف الغرب منه موقفا مناصرا أبدا
.
وهذا ما حصل
لأن الحكومة السورية لم يأت دورها بعد في التصفية . فهي حكومة شابة ومتماسكة ومازالت قادرة على أن تعطي أكثر لإسرائيل وإيران وأمريكا
لهذا لم يأت دورها بعد في التصفية
فالثورة السورية عندما قامت فضحت الغرب وفضحت إيران وفضحت حزب الله
فنصرهم الله وبارك فيهم

والآن تشارك جامعة الدول العربية في التآمر على الثورة السورية بمباركة من الغرب ومن قطر التي قطعت كل برامجها من أجل ثورة مصر وتونس لكنها تعمل بمهنية وحيادية مع الثورة السورية وتنقل الرأي والرأي الآخر
أما ما ذكرته عن صديقنا الدكتور محمد الهاشمي فقصة أخرى أتحدث معكم عنها في وقت لاحق

خلاصة القول : إن الذي نشاهده هو ما عبر عنه محمد حسنين هيكل

سايكس بيكو جديد

تعليق: أشكر أخي الحبيب أبا إبراهيم، وأطلب من الزملاء الفصل بيننا، إما أنا واهم وأكهلتني المجموعة البريدية والبيان التالي، وإما حبيبنا السعيدي الذي تراجع، أتذكر تماما موقفه السلبي من ثورة تونس، والماحته بان اليساريين هم من كانوا خلفها، وقال على الاسلاميين التريث وألا يستعجلوا في تأييد الثورة التي ستأتي ضدهم، وقبل أول أمس مع نتائج فوز النهضة ، قلت له أن يتراجع، لأن ما حصل كان في صالح الاسلاميين 100%..ليتكم تفصلون بيننا يا جماعة الخير.. من الاحبة الذين تابعوا ما كتبه السعيدي عن ثورة تونس..عبدالعزيز قاسم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..