في بداية هذا المقال الذي أعتبره رسالة موجهة أولا إلى الحكومة السعودية
ممثلة في مليكي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي أهنئه بسلامته
من العملية الجراحية، والشعب السعودي الكريم، اعتذار وتوضيح لما بدر مني بموافقتي لإجراء
مقابلة مع قناة "العالم" التي لم أعرف هويتها في البداية لخطأ كبير من قبل
طاقمي الإعلامي في لندن، على أن هذه القناة تابعة للحكومة الإيرانية وإنها قناة تبث
سمومها في الجسد العربي والإسلامي، ولها تاريخ طويل في تحريف الكلام للكثير من قبلي،
وأنها شبه الناطقة الرسمية للحكومة الإيرانية، وإنها معروفة بعدائها المستميت لدولتنا
وشعبنا وشعوب المنطقة بأسرها، وحيث أنني لم أسمع بها من قبل لأنني لا أتابع للأسف هذه
القنوات التي اعتبرها دون مستواي العقلي والفكري والعقائدي، وهذا خطأ جسيم قد اقترفته
على نفسي وبحق أسرتي ووطني، لأني وبكل سذاجة اعتبرت وجهة نظري ودفاعي عن حقوق الإنسان
العربي والعالمي يجب أن يسمع في كل مكان، لأن الرسالة عالمية وليست فقط محلية، وكما
أحب أن أوضح للجميع باني لست ناشطة حقوقية، بل مدافعة عن حقوق الإنسان في كل مكان.
وحيث أن المقابلة قد أحدثت إرباكا لدى الجميع ، فإنني أؤكد ولائي المطلق
الذي لا يحتمل المزايدة لمليكي وولي عهده والنائب الثاني وجميع أسرتي والحكومة السعودية
وشعبها الكريم، كما أوضح عبر هذه الصفحة مرة أخرى أنه قد تم اقتطاع كثير من الحوار
عبر هذه القناة ، ووصل فقرات ببعضها لتمرير أجندتهم عبر بعض الأجوبة التي ليست بجديدة
على قرائي من توضيحي المستمر عبر رحلتي الصحفية داخل البلاد وخارجها عن وجهة نظري بالنسبة
لكثير من القضايا المتعلقة بالمواطن لتصل بوضوح إلى الجهات المناطة بالحلول لأساعد
وليس لتقليل من دور أحد من المسئولين في الحكومة التي تدار من قبل مليكنا ملك الإنسانية،
وأكرر أن من يقرأ ما بث عن بعض الجهات في القنوات الإلكترونية في الإنترنت لا يطابق
ما جاء في المقابلة من تعديل في الكلمات واستخدام جمل بدل أخرى، وهذا لا يبرر أنني
في الأول والخير كنت المسئولة عن هذا ، وكما يقولون "غلطة الشاطر بألف"،
كما أحببت أن أوضح أيضا أن هذه المقابلة قد تمت منذ أكثر من شهر ونصف، ولم تبث إلا
الآن لتخدم مصلحة إيران في موقفها العدائي والمستتر تحت ستار الدين والحق لبلوغ مآربها
المعروفة لدى الجميع ، وهي تفرقة الأمة العربية ووضع يدها على المناطق التي تريدها
باسم الإسلام والدين، وهذا ليس بغريب عليها لأنها "عضت" اليد التي مدت إليها
من قبل مليكنا الذي كان يريد أن يبدأ بداية جديدة صحية مع الجيران منذ توليه الملك
، ولكن وللأسف كانوا كما عهدناهم خائنين لكل المواثيق الدولية والحقوقية ، وهنا اذكر
أن إيران يعمها الفساد والخلاف الداخلي والانقسامات والتوجهات غير الإنسانية لشعبها
أولا ولدول الجوار ثانيا، وما كنت أريد إلا توضيح وجهات نظر العرب من حب للآخر، كما
أمرنا ديننا الحنيف، ولكن للأسف تم استعمالها للهجوم وإظهاري كمعارضة، لا كإنسانة ذات
فكر وإنسانية، أرادت أن توجه رسالة ونداء لشعوب المنطقة بالاتحاد لمجابهة الخطط المرسومة
لإحداث حروب وبلبلة بالمنطقة، وخاصة في منطقة القطيف، واستغلال الشعارات الوهمية والعاطفية
للتفرقة بين أبناء الوطن وإشعال الثورات للإخلال بأمن بلادنا التي لن يقدر عليها أحد
لأنها في حماية الواحد الأحد ، لن تستطيع إيران بأجندتها المكشوفة للجميع أن تنفذ ما
بهذه الأجندة لأنها وببساطة عميل آخر لجهات أخرى، حتى لا تستقر المنطقة، ويباع لها
الأسلحة وتنفق الميزانيات على آلات الحرب، فهي في الأول والآخر مصدر تهديد مثل إسرائيل،
وهنا أتساءل : لماذا لا توجه إنذاراتها لإسرائيل، وليس لدول الجوار التي تدين بالإسلام؟
ولكنها بأجندتها الخفية أصبحت مصدر عدم استقرار للمنطقة ونشوز عن الأنظومة العربية،
لترجع إلى ما بدأت عليه عبر التاريخ "المنطقة الفارسية" التي لم يغير التاريخ
فيها شيئا حتى الأمثلة العالمية بعدائها للأمة العربية، وأيقنت الآن ولكن بعد فوات
الأوان أن هذه الدولة لن تتغير مهما أعطيت لها الفرص وامتدت إليها الأيادي البيضاء
الطاهرة ابتداء من حكومتنا إلى كامل المنطقة العربية، فهي ألعوبة بيد خفية عالمية بأن
تكون دائما مصدرا للتهديد حتى لا تستقر المنطقة، وتباع الأسلحة بأجندات مختلفة، وبالتالي
فهي أكبر عميل للقوات الخارجية لزعزعة المنطقة بأسرها، وهي اشد فتكا من إسرائيل، لأنها
تلبس جلباب الإسلام كقناع ، وتخاطب الإنسان البسيط لتقنعه بأنها المدافعة عن الإسلام
الحقيقي، وفي واقع الأمر هي لا تمت لٌلإسلام بشيء إلا الشعارات الوهمية والإخلال بالعقائدية
المحمدية الأصيلة التي لا تحتمل المزايدة ولا التحاليل الإيرانية بولائنا المطلق للرسول
وآل بيته ، وهذا ما قد تم تقطيعه من الحوار، الذي بينت فيه ووضحت أننا في المملكة،
غير ما يثار على الساحة الإيرانية والشيعية لا نكن لآل بيت النبوة إلا كل احترام وإجلال
ولا نفرق بين احد من الصحابة وآل بيت النبوة ، فالكل له دوره وإجلاله ومكانته الإسلامية
والتاريخية، ولكنهم لم يعجبهم الرد ، وبذلك اقتطعوه من السياق الذي كان في بالهم، ولم
يعرفوا أنهم يخاطبوا امرأة ومواطنة وابنة هذه الأسرة الكريمة التي لم ولن تشذ عن القاعدة
الصحيحة لأهل السنة والتوحيد، ولن يمرر عبرها رسالات وتنجذب لما هو تخريب ونشاز عن
كل ما يتعلق بالانتماء العقائدي والوطني.
لذا أكرر اعتذاري لحكومة وشعب المملكة لما جنيته بيدي من إحراج لأسرتي
ووطني وشعبه، وهذا لم يكن إلا مصيدة ووقعت فيها من غير علم، وكنت اعترف بأنني بعيدة
عن اللعبة السياسية الكبيرة ، وتصرفت بتلقائية وببساطة وإنسانية ، وهذا كان خطأ فريقي
الإعلامي وهفوة كبيرة من جانبي.
الألعوبة كبيرة ، والمخططات أكبر، والتحديات أصبحت جسيمة، وأذكر هنا كلمة
سمو سيدي الأمير نايف بن عبدالعزيز في الحفل الخير الذي رعاه للمتقاعدين، بأننا وطن
واحد وشعب واحد ، وأمننا يعلو على كل المكاسب ، وأحييه عبر هذه السطور على تواضعه وسموه
وأخلاقه الكريمة باحتواء ما لا يقدر عليه جيش من الأعداء ، بكل روية وفهم عميق لاستقرار
بلادنا ، وإبعادها عن الرياح المحيطة بنا من كل الجهات الجغرافية، لذا وجب علينا الصمود
والاتحاد، وهذا لا يعني سكوتنا عن المنكر ومن يحاول تدمير أعمال وأوامر هذه الحكومة
الرشيدة، بل من المفروض أن يزيدنا إصرارا على الوقوف أمام كل من يحاول أن يعطل أجندات
الإصلاح في بلدنا ليصبح المواطن بحق له حقوقه الكاملة من غير نقص ولا اختزال لما يؤمر
به من ولي الأمر، لتتوازن الأمور ويعطى كل ذي حق حقه سواء النساء أو الرجال، بلا تفرقة
أو إخلال لما جاء به سيد الأنام.
همسة الأسبوع
لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه .. والاعتراف بالحق فضيلة لكل
من يتصف بالصدق و الشفافية.
الأميرة بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز
*كاتبة سعودية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..