الصفحات

الثلاثاء، 3 يناير 2012

الناشط السعودي عبدالعزيز الخميس: أولاد عبدالعزيز اسقطوا إرادته

ع ق 1099

إبراهيم حمودة – إذاعة هولندا العالمية 15-11-2011
بدعوة من المحطة العامة للتلفزة الهولندية زار الصحفي السعودي والناشط في مجال حقوق الإنسان هولندا ليتحدث بحكم خبرته وتجربته عن الأوضاع الخليجية وتغطية القنوات الخليجية للثورات العربية والتنافس الشديد بين هذه القنوات في هذه التغطية كذلك الذي بين قناة الجزيرة وقناة العربية.
يقول عن تغطية قناة الجزيرة بأنها "محفزة للثورات حتى أصبحت دليلا للثوار ومرجعا لإدارة عملياتهم حتى سميت كأحد الجنود في هذه الثورات العربية "
ولكن رغم ذلك تواجه قناة الجزيرة الكثير من الانتقادات والاتهامات لانتهاجها الانتقائية في تغطيتها الصحفية للواقع الخليجي والحراك الحادث فيه، يقول الخميس بهذا الصدد:
" الجزيرة بعيدة عن الثورات التي حدثت في البحرين وفي عمان، بعيدة عن المطالب الشعبية في السعودية. بعيدة عما يحدث في الكويت من صراعات برلمانية وبين بعض البرلمانيين والأسرة الحاكمة وبعيدة عن تغطية الشئون المحلية داخل قطر من صراعات ومشاكل، حتى أن الجزيرة تجرد قائمة بأسماء المقبوض عليهم في أنحاء عديدة من العالم العربي إلا أنها لا تذكر أسماء المقبوض عليهم داخل قطر مثل فواز العطية وغيره من الشخصيات المهمة".
ما تفعله الجزيرة ينطبق بحسب عبدالعزيز الخميس على العديد من القنوات العربية في منطقة الخليج ، مستشهدا بالثورة السورية التي التزمت هذه القنوات الصمت تجاهها تحسبا للموقف الرسمي لحكوماتها. لم تتحرك هذه القنوات للتغطية إلا بعد أن فرض الثائر العربي أجندته على الجميع وأصبحت الثورة في سوريا تحتاز على اهتمام وسائل الإعلام العالمية. في مثل هذا الظرف لم يكن أمام هذه القنوات بدا من إغفال رغبات الحكام والانخراط في تغطية هذه الثورات خشية من انهيار مصداقيتها.
عبدالعزيز الخميس الذي عمل من قبل كصحفي بقناة الجزيرة وبصحيفة الشرق الأوسط ثم رأس تحرير مجلة المجلة ، شخصية لا تخلو من إثارة الجدل منذ أيام عمله بصحيفة الشرق الأوسط ونشره للخلاف بين الدكتور محمد المسعري والدكتور سعد الفقيه. يقول عن تلك الفترة أن ما نشره عن هذا الخلاف كان شيئا جديدا وغير معروف وتجاوز ، حتى أن القارئ كان يتساءل عمن سمح له بكل هذا. اتهم الخميس وقتها بأنه يعمل لصالح المخابرات، يقول ضاحكا أن هذا الاتهام مازال قائما ويتم ترديده ويواصل:
" كل صحفي وإعلامي عربي عليه أن يتصدى لصحافة الاستقصاء والتحري. يجب أن لا ننتظر الخبر حتى يأتينا من الحكومة أو المعارضة ، علينا أن نصنع الخبر من داخل ما يخفيه الحاكم والمعارضة. رجل المخابرات يجمع هذه المعلومات كي يسلمها لرئيسه في العمل ولكن نحن كصحفيين نجمع هذه المعلومات لنملكها للشعب، هذا هو الفرق بيننا أما فيما عدا ذلك فإن طرائق العمل والأساليب تتشابه في الوصول للمعلومة".
غير دوره الصحفي فإن الخميس يرأس المركز السعودي لحقوق الإنسان. رغم أن الناظر عن بعد لنشاط العاملين في حقوق الإنسان داخل المملكة يحس بمحدودية السقف الذي يعملون تحته حتى يظن بأنهم ينشغلون فقط بنزاعات العمل ومظالم العمالة الأجنبية إلا أن عبد العزيز الخميس لا يخفي إعجابه بالناشطين والعاملين في مجال حقوق الإنسان داخل المملكة العربية السعودية.
" في الحقيقة رأسي ينحني لكل من يعمل في مجال حقوق الإنسان داخل المملكة فهم يعملون في ظروف تختلف عنا نحن الذين نعيش في الخارج ونمتلك كامل الحرية في انتقاد النظام بينما هم يعملون تحت سيف النظام وتحت الخوف على أبناءهم وأسرهم وأنفسهم. هناك من يعملون بقوة وفعالية أكثر من النشطاء في الخارج اذكر على سبيل المثال المسئولين في جمعية الحقوق المدنية والسياسية. هناك زملاء ألقى القبض عليهم لأنهم ذهبوا بأنفسهم للاحتجاج أمام وزارة الداخلية السعودية".
يضيف الخميس واصفا تعقيد الوضع الذي يعمل فيه هؤلاء النشطاء والمجال الحقوقي الذي يتحركون فيه قائلا إنهم لا يصارعون نظام آل سعود فقط ولكنهم يصارعون مكونات المؤسسة الدينية والمؤسسة القبلية والمؤسسة المناطقية.
" يحاول الجيل الجديد من الناشطين نزع مفاصل هذه المؤسسات ويصارع في عدة جبهات. فالمؤسسة الدينية تملك سلطة تشبه سلطة محاكم التفتيش الكنسية التي تفتش يوميا في عقل المواطن. الصراع الحقوقي في السعودية لا يشبه أي صراع آخر في أي منطقة أخرى من العالم ، انه صراع مع التاريخ ومع آلاف السنين".
ربما يلاحظ المراقب عن بعد للحراك الاجتماعي في السعودية تشتت المجموعات القائدة لهذا الحراك والتي تصل أخبارها الصحف بين الفينة والأخرى مثل الحركة الاحتجاجية النسوية من اجل حق قيادة السيارة أو حركة المطالبة بالمشاركة في الانتخابات البلدية. إلا أن الخميس يؤكد بأن هناك حراكا قويا جدا عبر وسائط وشبكات التواصل الاجتماعي واجتماعات الصوالين، ونشوء تحالفات عدة للوصول إلى بر الأمان الذي سماه " تفكيك سيطرة العائلة المالكة" مشيرا إلى أن هذا الحراك امتد حتى إلى داخل العائلة المالكة التي يطالب بعض أفرادها بنوع من "الدمقرطة" وإعطاء مساحة لحرية الرأي داخل الأسرة.
" هناك أقطاب حتى داخل الحكومة إلا أنها تخشي من أن تصعيد التوتر سيؤدي إلى تفتت المملكة العربية السعودية بشكلها الحالي والتي هي عبارة عن خمس دول وحدها الملك عبد العزيز الذي انشأ حين دخوله مكة أول مجلس شورى منتخب وقال أن على أهل المدن ان يختاروا شرطتهم وحكمهم المحلي . إلا أن أولاد الملك عبد العزيز قضوا واسقطوا إرادة الملك عبد العزيز".
------------------------------------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..