الصفحات

الثلاثاء، 28 فبراير 2012

ما زلت أنتظر محاكمة كشغري

سامي المبرك


الحمدالله رب العالمين وبه نستعين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظي
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين أما بعد :
اجد نفسي الآن في مكان قد وعدني أن يعطيني حقي وهو محاكمة كشغري فحقي كمسلم أن يحاكم وأن اعلم ماذا صدر بحقه وما زلت
انتظر المحاكمة ولن أهتم ببيان يصدره مجموعة اشخاص يطالبون بعدم محاكمته فحرمة الله ورسوله أعظم من ذلك بكثير , نعم أتى إلى السعودية لكن لماذا تأخرت محاكمته ؟ ! ربما كانت هناك اجراءت واشياء اجهلها لكن سأنتظر وأرى الحكم الشرعي في كشغري ولذلك فأنا لا استطيع ان ابقى هادئاً وانا أنتظر فجوالي ليس آيفون لكي اتصفح الواتسب  وليس لدي آي باد لكي اتصفح الانترنت , ونسيت أن أحضر كتاب لكي اقرأ , وفوق ذلك جوالي ليست فيه بطارية كافية وإلا قمت بترتيب الأسماء والرسائل التي تأتيني كل يوم عن تخفيضات وعروض خيالية تصل إلى 100 % وربما 150% يعني تشتري السلعة وتأخذ 50 % من سعرها هدية هكذا فهمت أنا  !! ولذلك ولكي لا يصيبني الملل من الإنتظار

سأتحدث لنفسي ومع نفسي وليصفني من يراني من المسلمين الذين ينتظرون معي في نفس المكان على هذ الحال بالمجنون الذي يكلم نفسه وسأتكلم عن قضية مهمة جداً تهم كل مسلم :

ما زلنا نحن المسلمين لا نقدر الأمور كما ينبغي , بل نرفع امراً فوق امر , ونهتم لأمر وننسى امراً آخر فالضجة الإعلامية التي صاحبت رسوم الكاركتير المسيئة لجناب النبي صلى الله عليه وسلم لا تضاهي الضجة الإعلامية التي صاحبت التعرض لله جل وعلا , فالله عز وجل حقه أعظم واجل من أن يكون عرضة للسؤال فضلاً عن السب والشتم والتعرض لذاته سبحانه وتعالى  كما قال تعالى ( لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون ) فنخضع له طوعاً أو كرهاً ونحن مفقترين إليه سبحانه تعالى فهو سبحانه وتعالى غنيٌ عن كل خلقه لا تنفعه الطاعة ولا تضره المعصية، بل لا يزيد ملكه توحيد الموحدين ولا حمد الحامدين ولا شكر الشاكرين ، ولا ينقص ملكه كفر الكافرين ولا عصيان العاصين ولا إذناب المذنبين أبدًا .. قال الله جل وعلا: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ . إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ. وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ (وهو القائل جل في علاه وتقدست اسماؤه في الحديث القدسيّ الذي رواه مسلم من حديث أبي ذر وفيه: (يا عبادي لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقي قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك في ملكي شيء)

ففي أنفسنا فقر وحاجة إليه سبحانه وتعالى فكيف تتكبر وتتكلم وكأنك لن تعود إليه بل ستعود وستعض على يديك ( ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت من الرسول سبيلا )

, ألا ترى الكافر في كل المصائب ينزع عن نفسه رادء الكبر فيستغيث بالله عز وجل وحده لا شريك له , فإذا انجاه نسى ما كان يدعوه ورغم أنني كنت أظن أن هذا خاص بالمشركين في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن حتى في وقتنا هذا شاهدت أنه إذا اتت كارثة او مصيبة لكافر سواء كان نصراني او يهودي او مشرك دعا الله يستغيث به وهو يبكي والله سبحانه وتعالى يستجيب حتى للكافر فكيف بالمسلم المسرف على نفسه بالذنوب ؟ فإن رفع عبد مسرف على نفسه بالمعاصي يداه ليدعوه فليستحي من نفسه وليقل في دعائه ( كيف أدعوك وانا عاصي وكيف لا ادعوك وأنت الكريم ) وإذا دعاه واستغاث به فليستغيث بإسمائه الحسنى فإن كان يريد المغفرة فليدعوه بالغفور الرحيم وإن اراد العلم دعاه بالعليم وإن اراد الإعانة فليدعوه بالمعين وليعلم أنه يدعو قادراً عزيراً اتصف بأعظم الصفات فليس كمثله شيء وهو السميع البصير فكيف يصفه الاحمق تركي الحمد بالعاجز تعالى الله عن ذلك علواً كبير

وإن أراد الغنى فليدعوه بالغني الحميد وإن اراد الهداية فليدعوه بالهادي إلى سواء السبيل وليقل ( اهدني إلى صراطك المستقيم ) وليفرح بكونه مسلماً وليبكي وهو يرى الكافر
لأن الله اراد له الإسلام ولم يرد لذلك الشخص الإسلام فيتمسك بالإسلام حياً وبعد الممات
بتعليم ذريته الإسلام وحثهم على التمسك به فيكبرون فيصبحون ذرية صالحة تدعو له بعد الممات .
 وإن اراد السعادة الأبدية فليتذكر قوله تعالى ( وأنه هو أضحك وابكى ) ويعلم انها بيد الله

وإن وجد في حياته الشقاء فليتذكر قوله تعالى ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى ) فيلزم ذكر الله عز وجل فينفك عنه الضنك وإن ضاقت به الدنيا وكادت أن تبطش به فليعلم أن في قلبه ميل لها فإنها لا تضيق إلا لمن تعلق بها فليتعوذ بالله من شرها ويتعلق بالله وحده ويتزود بالقناعة فإنها كنز لا يفنى ويعلم أن الأرزاق مقسمة بين الخلق بحكمة الله عز وجل وعدله فإن كان الله جعلك غنياً فهو يعلم أن الغنى هو خير لك

فلو كنت فقيراً لكنت من الذين اصابهم اليأس من رحمة الله والعياذ بالله فإن جعلك فقيراً فأعلم أنك لو كنت غنياً لكنت جباراً في الأرض متكبراً تمنع الزكاة عن الفقراء وإن تصدقت تصدقت بالمن والأذى لا تبتغي اجراً بل تريد الشهرة  فإن كنت مسلماً فقبل يداك من الظاهر والباطن وتمسك بالإسلام ولا تساوم فيه ابداً واجعله كالخط الاحمر الذي لا يقبل المساس به ابداً كائنا من كان وقارب وسدد فإن وجدت تقصيراً فأستغفر وتب ولتكن همتك عالية في مرضاته

والتقرب إليه فإن وجدت قوة في العبادة فأنطلق في العبادة وأكثر منها فإن اتى الفتور  فتمسك بالفرائض والواجبات وسوف تجد أنك قطعت مسافة كبيرة في العبادة فإن نشطت النفس فأنطلق مرة أخرى حتى إذا اصابك الفتور مرة اخرى ستجد أنه فتور ليس كالأول وهكذا حتى تستقيم نفسك لك وترضخ لك رغماً عنها فتقطع مسافة كبيرة جداً فتكون كما قال احد السلف ( لو قيل لي أن يوم القيامة غداً ما زدت في عملي شيئاً ) يقصد أن يومه كله اصبح لله فكيف يزيد ؟
فاليوم كله اعمال صالحة لله عز وجل فلا يقبل زيادة عمل والله اعلم
 ولذلك أعود وأقول إن الله عز وجل لا تضره حماقة تركي الحمد ولا سفاهة حمزة كشغري ولن يمنع محاكمة كشغري ومن قبله الحمد بيان او خطبة او مظاهرات فإن لم يحاكم في الدنيا فسوف يحاكم يوم القيامة بأشد من محاكمته في الدنيا فإن عذاب الدنيا اهون واقل من عذاب الآخر فإن وجدت ظالماً لم يعذبه الله في الدنيا
ومات على ذلك فأعلم أن له عذاباً في الآخرة لو انفق جبال الذهب والفضة ليهرب منه لم يستطع وسيبكي الدم وسيشرب شرب الهيم وهو داء يصيب الإبل تشرب الماء فتزداد عطشاً والعياذ بالله فيأكل الزقوم فلا يستسيغه فيملاً بطنه منه فيشرب عليه الحميم والعياذ بالله فأعود وأقول ما زلت أنتظر محاكمة كشغري محاكمة شرعية تكون عبرة لغيره وسأنتظر ......

هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين
سامي بن خالد المبرك


1310

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..