الصفحات

الاثنين، 13 فبراير 2012

نتيجة متوقعة: حمزة أنموذجا

ع ق 1256



محمود بن عبدالله القويحص



سؤال تبادر إلى ذهني عندما تطاول الكاتب: حمزة كاشغري على الذات الإلهية، وعلى مقام رسولنا صلى الله عليه وسلم، تساءلت ما السبب خلف هذا التطاول الصادر من فرد نشأ وترعرع في بلاد الحرمين الشريفين؟ 

وقبل أن أجيب على هذا السؤال تذكرت معلومة لا تخفى على كل ذي بصيرة مفادها: أن البكتيريا والجراثيم لا تتكاثر إلاّ إذا توفرت لها بيئة حاضنة ومناسبة، وتوفرت العوامل المساعدة لتكاثرها، فكلما كانت البيئة قذرة ووسخة كلما كثرت الجراثيم والمكروبات، وكلما كانت نظيفة كلما تلاشت.

ومن هذه المعلومة انطلق لتحليل حقيقة الجرأة التي دفعت بحمزة لما تلفظ به، فحمزة ما هو إلاّ نتيجة متوقعة وإفرازات حتمية لمن تشرّب الفكر الليبرالي، الذي بدأ يجد مساحة له في مجتمعنا، وبدأت تعلو الأصوات التي تروج له وتحاول تظهر محاسنه الزائفة، فحمزة كتب وأعلن وغيره في الطريق، فمتى تعبأ الكأس فاض.

إن الكاتب حمزة شاب لا يزال في مقتبل العمر ولكنه وللأسف تلقى ثقافته من أفراد بعيدين كل البعد عن العلم الشرعي، وعلى يد أفراد انغمسوا في الفكر الليبرالي، واتخذوه منهجا دون بصيرة بحقيقته ومآله، فكان حمزة هو النتيجة المتوقعة، ويكفي أننا شاهدنا منهم في هذه الأيام من حاول أن يلتمس العذر له، ويحمل كلامه على حسن النية، ويخفف من وطأة كلامه، لأنهم لا يرون فيما قال شيئا، فحسبنا الله ونعم الوكيل هان عليهم الدين فهانت عندهم التغريدات.

فحمزة نشأ وعاش ودرس في بلاد الحرمين الشريفين ولكنه شاهد في المجتمع المسلم المحافظ من يكتب روايات مليئة بالكفر والانحرافات العقدية والفكرية والتطاول على الذات الإلهية، ومع ذلك تباع هذه الروايات ويحتفى بها وبكتّابها في بلاد التوحيد ويمكنون أصحابها من المناصب وأماكن التوجيه.

حمزة نشأ وقرأ في الصحف من ينكر بعض الثوابت كالحوض والصراط ولا يزال يمرح ويسدح ويمكّن من الكتابة في الصحف، دون وقوع أيّ عقوبة رادعة له ولأمثاله.

حمزة نشأ وقرأ في صحافتنا من يتلاعب بالنصوص الشرعية، فينكر الأحاديث الصحيحة، ويستشهد بالآراء الشاذة، ويفسر القرآن حسب هواه دون أيّ استنكار.

حمزة نشأ وشاهد في المجتمع المسلم المحافظ من ينشئ شبكة ليبرالية سعودية مليئة بالكفر البواح والتطاول على جميع الثوابت الدينية دون أن يحرك أيّ مسؤول ساكنا بحجة حرية الرأي.

حمزة نشأ وهو يشاهد من يحتفي بمجتمعنا بأمثال: أركون والجابري ويمجدهم ويترحم عليهم ويعتبرهم رموزا للثقافة والفكر وهما مِن أكثر مَن نقد الثوابت والتراث الإسلامي.

حمزة نشأ ولاحظ أن كل من هب ودب له القدرة لانتقاد فتاوى العلماء، وهو ـ أيّ المنتقد ـ لا يحمل أي مؤهل شرعي، ومع كل هذا يرحب به عبر الصحف والمواقع ولا يوجد من يمنع تلك المهازل.

نشأ حمزة وهو يرى دور الفسق كمركز دراسات الوحدة العربية ودار الساقي والجمل تنشر قاذوراتها في بلادنا وبين شبابنا، وتفتح لها معارضنا دون خجل أو حياء.

أخيرا علم حمزة بأن ما ينشر بالإعلام من مخالفات شرعية ليس مردها للمحاكم الشرعية للفصل فيها، بل هي من اختصاص لجنة في وزارة الإعلام فأيقن بطولة سلامته، وتجرأ على التغريد اعتقادا منه أنه سيكون في أمان لما سيقوله.

كل هذا كان دافعا لجرأة حمزة على التطاول، فإذا أردنا الإنصاف والعلاج فلابد من تجفيف منابع الفكر الليبرالي، لأنه من المؤسف أن تنشأ في بلاد الحرمين الشريفين بيئة حاضنة لأصحاب التوجهات المشبوهة والأفكار الهدامة، وهي التي عرفت أخيرا بثقافة الماريوت التي أنتجت لنا حمزة وأمثاله، وستنتج لدينا المزيد لو استمر لها الدعم وتوسعت بالظهور.

إننا بحاجة إلى وقفة جادة لمنع تطاول تيار الفساد العقائدي والأخلاقي قبل أن يصبح هذا الأمر أمرا عاديا في بلاد التوحيد ويستفحل الأمر ويتسع الشق على الراقع، لابد من اجتثاث هذا الفكر ومحاربته كما يحارب التكفير والإرهاب، وتخليص المجتمع من ويلاته وإفرازاته، لأن الإرهاب والليبرالية هما عينان للتطرف، وكل منهما له أساليبه وخططه لإفساد المجتمع، فهما وجهان لعملة واحدة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..