الصفحات

الأربعاء، 22 فبراير 2012

أيّهذا الشّاكي وما بك داء

أيّهذا الشّاكي وما بك داء = كيف تغدو اذا غدوت عليلا؟
انّ شرّ الجناة في الأرض نفس= تتوقّى، قبل الرّحيل ، الرّحيلا
وترى الشّوك في الورود ، وتعمى=
أن ترى فوقها النّدى إكليلا
 هو عبء على الحياة ثقيل =من يظنّ الحياة عبئا ثقيلا
 والذي نفسه بغير جمال= لا يرى في الوجود شيئا جميلا
 ليس أشقى مّمن يرى العيش مرا= ويظنّ اللّذات فيه فضولا
 أحكم النّاس في الحياة أناس= عللّوها فأحسنوا التّعليلا
 فتمتّع بالصّبح ما دمت فيه= لا تخف أن يزول حتى يزولا
 وإذا ما أظلّ رأسك همّ =قصّر البحث فيه كيلا يطولا
 أدركت كنهها طيور الرّوابي= فمن العار أن تظل جهولا
 ما تراها_ والحقل ملك سواها= تخذت فيه مسرحا ومقيلا
 تتغنّى، والصّقر قد ملك الجـ=ـــوّ عليها ، والصائدون السّبيلا
 تتغنّى، وقد رأت بعضها يؤخــ=ذ حيّا والبعض يقضي قتيلا
 تتغنّى ، وعمرها بعض عام= أفتبكي وقد تعيش طويلا؟
فهي فوق الغصون في الفجر تتلو= سور الوجد والهوى ترتيلا
 وهي طورا على الثرى واقعات =تلقط الحبّ أو تجرّ الذيولا
كلّما أمسك الغصون سكون =صفّقت الغصون حتى تميلا
 فاذا ذهّب الأصيل الرّوابي= وقفت فوقها تناجي الأصيلا
فأطلب العيش مثلما تطلب الأطيــ=ـار عند الهجير ظلاّ ظليلا
 وتعلّم حبّ الطلّيعة منها =واترك القال للورى والقيلا
فالذي يتّقي العواذل يلقى =كلّ حين في كلّ شخص عذولا
 أنت للأرض أولا وأخيرا= كنت ملكا أو كنت عبدا ذليلا
لا خلود تحت السّماء لحيّ= فلماذا تراود المستحيلا ؟..
 كلّ نجم إلى الأفول ولكنّ= آفة النّجم أن يخاف الأفولا
غاية الورد في الرّياض ذبول= كن حكيما واسبق إليه الذبولا
وإذا ما وجدت في الأرض ظلاّ =فتفيّأ به إلى أن يحولا
وتوقّع ، إذا السّماء اكفهرّت= مطرا عاجلا ليحيي السهولا
 قل لقوم يستنزفون المآقي =هل شفيتم مع البكاء غليلا؟
ما أتينا إلى الحياة لنشقى= فأريحوا ، أهل العقول، العقولا
 كلّ من يجمع الهموم عليه= أخذته الهموم أخذا وبيلا
كن هزارا في عشّه يتغنّى= ومع الكبل لا يبالي الكبولا
 لا غرابا يطارد الدّود في الأر=ض ويوما في اللّيل يبكي الطّلولا
كن غديرا يسير في الأرض= رقراقا فيسقي من جانبيه الحقولا
 تستحم النّجوم فيه ويلقى =كلّ شخص وكلّ شيء مثيلا
لا وعاء يقيّد الماء حتى= تستحيل المياه فيه وحولا
 كن مع الفجر نسمة توسع =الأزهار شمّا وتارة تقبيلا
 لا سموما من السّوافي اللّواتي= تملأ الأرض في الظّلام عويلا
 ومع اللّيل كوكبا يؤنس الغابـ=ـات والنّهر والرّبى والسّهولا
 لا دجى يكره العوالم والنّاس= فيلقي على الجميع سدولا
 أيّهذا الشّاكي وما بك داء= كن جميلا تر الوجود جميلا

إليا  أبو ماضي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..