الصفحات

الخميس، 23 فبراير 2012

لابد من تصحيح أخطائنا التي تسببت في ميلاد فكر كشغري د. نورة خالد السعد

  لابد من تصحيح أخطائنا التي تسببت في ميلاد فكر كشغري د. نورة خالد السعد / أكاديمة وكاتبة |  22/02/2012

ما بدر من حمزة كشغري من الحاد بالله وإساءة الي مقام الرسول الكريم وما اكتنفه من تجاذبات من اطراف تطلق علي نفسها الليبرالية والتنويرية !! وبين من يريد تحكيم كتاب الله في هذا الجانب دون الرجوع عن هذا .


هذا الموقف يؤكد ان هناك خللا  انتاب منظومتنا الفكرية والثقافية سمحت بتسهيل وصول كتب الالحاد الي ايدي هؤلاء الشباب في هذا العمر الغض واجتذابهم بشكل وآخر والعولمة الثقافية تؤتي اكلها المدنس يوميا ولا اتحدث هنا عن جوانبها الايجابية كنقل التقنية والتحديث في جوانب الحياة الصحية والعمرانية والخ بل جوانبها المظلمة التي نراها الان ممثلة في التدخل في منظومتنا العقدية تطالب بإلغائها كما في (اتفاقية القضاء علي جميع اشكال التمييز ضد المرأة )،  وفي بعض اخطر موادها المادة (2) منها وفي وبنودها  هـ) اتخاذ جميع التدابير المناسبة للقضاء على التمييز ضد المرأة من جانب أي شخص أو منظمه أو مؤسسه ،
(و) اتخاذ جميع التدابير المناسبة، بما في ذلك التشريع، لتعديل أو إلغاء القوانين والأنظمة والأعراف والممارسات القائمة التي تشكل تمييزًا ضد المرأة.
(ز) إلغاء جميع أحكام قوانين العقوبات الوطنية التي تشكل تمييزًا ضد المرأة، والتمييز مصطلح فضفاض يعني عدم مساواتها الكاملة بالرجل دون مراعاة الفروق البيولوجية وامتد هذا المصطلح الي حماية المعتقد فكل انسان له الحق يختار معتقده وكل امرأة لها الحق في استخدام جسدها كما تريد لاقيود لهذه الحرية ومن يقرا ما يحدث كل عام من تقارير ترفع لمنظمات الأمم المتحد ليجد ان هناك انزلاقا الي خندق غير اخلاقي وفق مفاهيمنا الاسلامية .
وللأسف نجد من يروج لهذه الشعارات والمصطلحات في صحافتنا وفي القنوات الفضائية الفضائحية التي تروج لزواج الأخ من اخته والي حقوق الشواذ والي أن ( الحرية قبل الدين ) !!

حمزة كم عمره ؟ اليس 21 عاما كما نشر اذا هو كان في العاشرة عندما  هجمت الإدارة الأمريكية علي عالمنا الاسلامي وعلي المملكة بادعاء أن هناك ستة عشر شابا دمروا برجها في 11 سبتمبر 2011 م اذا هو نشا في المناخ الاعلامي داخليا وخارجيا والذي في مجموعه لم يكن نقدا موضوعيا لما يدور في المجتمع من افكار ورؤى وتطبيقات وهذا ( واقع لابد ان نعترف به ) , بل في بعضها كان خروجا عن الجوانب العقدية للمجتمع , هذا واقع مررنا به ولابد من الاعتراف به إذا كنا نريد ان نصحح أخطاءنا الان التي تسببت في ميلاد افكار يمثل الكشغري نموذجا لها . دعونا نتساءل بعض الأسئلة التي قد توضح جزءا من الخلل :

- هل اعدنا النظر في منظومتنا التعليمية  ؟ وهل هي تعزز الجانب العقدي وحب السيرة النبوية ؟؟ وقد كان هناك ملتقي تربوي في مكة المكرمة منذ اعوام وطالبت فيه حينها ان تكون السيرة النبوية من ضمن المقر وتصاغ بطريقة جاذبة لكل مرحلة فهذا يعمق حب الرسول صلي الله عليه وسلم وايضا كيف نغرس العقيد في نفوس الناشئة وفق خصائص كل مرحلة .

- حمزة نشأ في مرحلة ( الحوار اوطني ) فلماذا لم يستثمر في هذا الشاب ؟ لماذا أستطاع القلة من الإلحاديين ان يجذبوه الي جانبهم ؟؟ولماذا الان يدافعون عن جرائمه ؟ اليس هذا استمرارا  في الخلل للمنظومة الفكرية لدي هؤلاء ؟

وكما ذكر الدكتور صالح الشمراني   في مقالته المتميزة التي ناقشت قضية حمزة  ( القرآن في مواجهة الإلحاد   ) ألأتي :
(وكما واجهت الدولة بالأمس خلايا الإرهاب ومنابعه ومغذيه فإن مواجهة هذه الخلايا أولى ؛ إذ غاية ما تذهبه الخلايا الأولى الأرواح وأما هؤلاء فيذهبون بديانة الناس ويشككونهم في نبيهم وربهم.
أما كيف غرروا بالشباب ؟ فمن خلال أمور :

1-    دلالة الشباب على موارد التيه والشك بحجة القراءة الحرة والتحرر عن سلطة النصوص وعن فهم الغير ، تجد هذا في كتاباتهم ومكتباتهم ومنتدياتهم وجسورهم ، وقد رتبها المقسطون تجهيزا لمحاكمتهم.

2-   ومن جهة أخرى يتحمل هذا التيار هذه الميول الجديدة بصرف الشباب عن الهدي الأول ، وتزهيدهم في علم الشريعة وطريقة أهلها بل يصل في كثير من الأحيان إلى السخرية بهم وبعلومهم ووصمها بعلوم الحيض والنفاس ونحو ذلك من العبارات المنفرة .

3-     تركيز الحديث عن الحريات وفيها حق لكنهم يتذرعون بها إلى مآلات باطلة فينتقلون من الحديث عنها إلى رفض الوصاية على العقول والألسنة ثم يستخدمون المظالم لتبرير ما يجدفون به فيبدؤون بالأفراد ثم السلطة الدينية ثم السلطة السياسية ثم النصوص الشرعية ثم ترتقي بل تتحدر بهم حريتهم إلى الطعن في الرسول صلى الله عليه وسلم ثم ينتهي بهم المطاف إلى التشكيك في الذات الإلهية.) .

** قضية حمزة لا يجب ان تمر وفق تجاذبات الاعلام الغربي الذي لاهم له إلا الحديث عن حق حمزة في اختيار الدين الذي يريد وحقه في أن يقول رأيه ( فحرية الرأي من المقدسات لديهم لاحدود لها ) !!ويقلدهم العديد من اصحاب الفكر المنحرف في عالمنا العربي ولدينا هنا ويتم استضافتهم للحديث في هذا الشأن العقدي .أو وفق تجاذبات بعض الكتاب  من الداخل .

انها قضية جيل من الشباب لابد من حمايتهم من هذا الإلحاد . وإعادتهم الي ضوء الإسلام وصفاء العقيدة . 


=========================================================================
مقال   رائع بحق / ربط بين الأحدات وانعكاساتها  على مجتمعنا
ولا ننس  ان هناك  قصور واضح في استباق الأحداث ، فاغلب ما نراه ( ردود افعال ) للظواهر  ومسكنات !
لتعود هذه الظواهر  بشكل متحور !
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..