الصفحات

الأربعاء، 15 فبراير 2012

لقاء حواري مع الضال عبد الله حميد الدين حول ظاهرة اللادينية



هذه هي نسخة Google لعنوان http://www.humanf.org:8686/vb/archive/index.php/t-23864.html. وهي عبارة عن لقطة شاشة للصفحة كما ظهرت في 22 تشرين الثاني (نوفمبر) 2011 11:38:16 GMT. ربما تم تغيير الصفحة الحالية في غضون ذلك. تعرف على المزيد
تم تظليل مصطلحات البحث التالية: عبد الله حميد الدين  


سعيد رجاء السالم
09-10-2010, 09:18 AM
أشكر بادئ ذي بدء إدارة الشبكة الليبرالية السعودية الحرة على إتاحتها هذه الفرصة للحوار مع قلم جاد، وباحث بارز، فضيفنا هو الأستاذ:

عبد الله بن محمد حميد الدين.


ولد في لبنان عام 1969م، حاصل على درجة العالِمية (الماجستير) في علم اللغة من جامعة الملك سعود، إضافة إلى درجة العالِمية (الماجستير) أيضًا في العلوم الإنسانية من الجامعة الأردنية، علاقات دولية.

مهتم بقضايا متعددة، من أهمها:
حقوق الإنسان، القضاء على الفقر، حوار الحضارات/الأديان، الإصلاح الديني، التعليم.
ولضيفنا مجموعة من المؤلفات والأبحاث، نذكر منها:
- أصول دين الإسلام 1998.
- تعليقات على الإمامة عند الاثني عشرية 1998.
- الهوية في بنية العلاقات الدولية 2005.
- آفاق ووجهات (مقالات اجتماعية وسياسية) 2005
- قواعد اللغة العربية طبيعتها وأصولها 2005.
- تفسير سورة الفاتحة 2008.
- الكينونة المتناغمة: بحث فلسفي في التجربة الروحية 2009.
- الوسائط الاستراتيجية للتنمية 2010.

ولضيفنا أبحاث أخرى ما تزال تحت الطبع، من ذلك:
- العنف وبنية التسويغ الديني
- الأنظمة الروحية في القرن الـ 21

ولضيفنا كذلك نصيب في الكتابة الصحفية، إذ له عمود أسبوعي في صحيفة الحياة، كما أنه شريك مؤسس لمجلة بكة الثقافية ...

ولضيفنا بعد مشاركات متعددة في مؤتمرات ولقاءات وندوات ثقافية مختلفة ..

إني بالنيابة عن الشبكة الليبرالية السعودية الحرة وأهلها وأصحابها أرحّب بالضيف الكريم الذي سنتحاور معه حول ظاهرة اللادينية (وقد يندرج تحتها الإلحاد)، وأرجو من السادة الزملاء والزميلات التفاعل مع هذا الموضوع، وطرح ما يفكرون فيه من أسئلة حوله ومداخلات وسيقوم ضيفنا الكريم بجمع الأسئلة ثم الإجابة عنها على دفعات على قدر وسعه وطاقته.

رحبوا معنا أيها الإخوة والأخوات بالضيف الكريم، وتفضلوا بكتابة الأسئلة، ونرجو أن يكون لقاء نافعًا ومفيدًا ..

وتقبلوا تحيات أخيكم:
سعيد بن رجاء السالم ..

أغدا ألقاك
09-10-2010, 09:30 AM
مرحبا بك وبضيفك

دعني أنال شرف السبق:

ما موقف سعادتك من الأديان السماوية وغير السماوية، وهل تعتقد أن الحقيقة تكمن في أحد هذه الأديان أم فيها جميعا، أو ربما أنها غير موجودة في أي منها؟
سؤالي

بعض الملحدين أو " الأدريين " يزعم أن الإيمان بالله يلزمة دليل حسي أو مادي وأستشهدوا بأبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام

بالقصة المذكورة بالقرآن الكريم ( وإذ قال إبراهيم رب ارني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي )

ثم كما تعرف أن الإيمان هو إطمئنان كلي للشيء بدون مساءلة

وعندما سأل الله إبراهيم أولم تؤمن فرد عليه قائلا بلا و لكن ليطمئن قلبي!

ماذا يريد أن يقول إبراهيم هنا؟ هل قصد أن لديه شك؟ وهل الشك بوجود الخالق لا يخرج من الدين ؟

والسلام عليكم :
warda:



كوهي نور
09-10-2010, 02:30 PM
(((لقاء حواري مع الباحث عبد الله حميد الدين حول ظاهرة اللادينية )))


كيف تكون اللادينية ظاهرة وهي موجودة منذ أيام موسى وعيسى ومحمد وغيرهم ؟؟؟

بمعنى هل يمكن أن نطلق أسم ظاهرة على نهج عمره ألاف السنين؟؟؟؟.


أتمنى أن أحصل على الجواب من الأخ كاتب الموضوع.


.

روبين
09-10-2010, 03:28 PM
هل يمكن توظيف الدين بحيث يكون محقا من ادعى بأن " الدين افيون الشعوب " ؟ فأذا كان الجواب بنعم هل يمكن ان نكون ضحية هذا الافيون ؟ و ان كان الجواب كلا فلماذا نحن في عداد اكثر شعوب الارض تشددا و انغلاقا و اكثرهم فصلا بين الجنسين و اكثرهم تفعيلا للعقوبات الجسدية خاصة الجلد و الشعب الوحيد في الدنيا الذي يمنع قيادة المرأة للسيارة و الشعب الوحيد الذي يحظر السينما و الشعب الوحيد الذي يفتقد الى المؤسسات الحقوقية و المدنية و الحياة النيابية و الشعب الوحيد الذي لا يعرف حق الاقتراع و يتجافى و حرية الرأي و الرأي الاخر المختلف في المذهب او الدين او الضمير ؟؟

د. كساب العتيبي
09-10-2010, 03:31 PM
ولو أنني أنا الآخر أعدُ نفسي ضيفاً على هذا المُلتقى الجميل ، إلاّ أنه لا يمنع أن يُرحـِب الضيف بضيفٍ كريم .. فأهلاً وسهلاً بالأستاذ عبدالله بن محمد حميد الدين ، وأتمنى أن نجد الفائدة والمُتعة في وجوده في هذا المُلتقى ..

أجمل تحية ..

بكل صراحه
09-10-2010, 04:01 PM
الاستاذ الكريم
هل اللادينيه هي الحل الافضل والانسب للعصر
لاانها ابسط من الاديان بما فيه من تعقيدات وكراهيه
وتاريخ موغل بالدمويه وطوائف متنافره تجمعها
الاحقاد التاريخيه
ولاان الانسان اللاديني يكون مواكب فكريا للعصر
؟

ذكريات الطفولة
09-10-2010, 07:20 PM
أستاذ عبدالله ماهو الاكثر انتشارا اللادينية أم الالحاد ؟ ولماذا ؟

عبدالله حميدالدين
09-10-2010, 09:26 PM
بداية أشكر المنتدى على إتاحة هذه الفرصة. وأشكر الأخوة والأخوات على التفاعل والترحيب. وأتطلع إلى تبادل أفكار مثري.
الموضوع المطروح شديد التعقيد، والأجوبة فيه موزعة بيننا جميعاً، بل قد لا يكون هناك أجوبة أصلاً. ولذلك فبقدر ما أتطلع إلى الإضاءات التي سأستفيد منها قطعا من خلال المداخلات هنا، بقدر ما أتطلع إلى المشاركة في إبراز الأسئلة التي نحن كلنا بحاجة إلى التفكير فيها. فالسؤال قبل الجواب.

يمكن القول بأن محاور الموضوع هي:

1. إشكالية اللادينية
2. اللادينية كظاهرة مجتمعية
3. الأسباب المفترضة لللادينية
4. الأسئلة الفكرية التي تطرحها التوجهات اللادينية

قبل تناول أسئلة محددة أرجو السماح لي بوضع نقاط حول هذه المحاور، مع ملاحظة أن الكثير منه سيتكرر التطرق إليه لاحقا وبشكل أوسع:

الحديث عن اللادينية يواجه معضلات متعددة تبدأ من عبارة دين نفسها.
فكلمة دين تشير إلى مفهوم ذهني عائم لا توجد له حدود واضحة مستندة إلى أمر موضوعي ثابت. فما هو دين لدي هو لا دين لدى آخر. بل الأمر أكثر من هذا. إذ ما هو دين لدي قد يكون مجرد "غير دين" لدى آخر. هذا الأمر يشكل على من يريد وضع مقابلات خصوصاً على من يريد أن يتحدث بلغة: إما/أو.
ثم إن الكلمة مشحونة قيمياً بحيث إن نسبتها إلى أحد توحي بالمدح أو الذم حسب القيم السائدة. وفي السعودية فالواضح أنها سمة مدح. ومهما حملت سمة المدح فإنها ترتبط حينها بالقبول أو الاقصاء الاجتماعيين وبالتالي فالنقاش حولها يصبح في الحقيقة نقاشاً حول معايير القبول والإقصاء. لذلك فتعريف من هو ديني ومن هو لا ديني يخضع لانتقائية عالية، وهذه الانتقائية مستندة في نهاية التحليل إلى صراعات قوى في المجتمع. فعند بعض تبدأ اللادينية من الترك المنتظم لبعض الشعائر الأساسية ثم تمتد إلى رفض فكري لبعض المفردات الأساسية "العقيدية" بين المسلمين أو "المتدينين" لتمتد بعد ذلك إلى رفض مرتكزات الدين نفسها من إيمان بالله ونبوات ومعاد.
وربما من خلال الحوار يتبلور مفهوم "اللاديني" في السياق المحلي. وأيضاً ربما يتميز عما هو غير دين.

إشكالية أو معضلة ثانية هي الإحصائية. فيصعب بل يستحيل ضمن الواقع الحالي رصد اللادينية إحصائياً. والصعوبة تعود إلى مشكلات في التعريف بدرجة ما ولكن بدرجة أكبر إلى مشكلات في عملية البحث. واضح أنه لا يمكن وضع استبانة وتوزيعها على شريحة ذات تمثيل إحصائي! وقد يكون من الأنسب تجنب الحديث الإحصائي هنا لأن الأرقام غير متوفرة لدى أحد.
لذلك فتسميتها ظاهرة (أو نفي ذلك) لا يستند إلى دراسة موضوعية (مع التحفظ على وجود دراسة إحصائية موضوعية أصلا!) بل إلى التغيرات النسبية فيما ندركه من هذه الظاهرة. ففي حين كانت هذه الأفكار تناقش في إطار محدود فإنها اليوم صارت أكثر. وتجد جرأة أكبر في الطرح. وفي مجتمع محافظ ومتشدد في هذا الأمر كهذا المجتمع فإن النوافذ الصغيرة هذه تمثل ظاهرة حتى لو لم تعكس ظاهرة.

ولكن مهما شككنا في نسبة "اللادينيين" فما يمكن القطع به بناء على ما يجده المرء في المجتمع، وبناءا على ما تجارب مجتمعات أخرى هو أن الدين سيواجه مشكلات حقيقية وجذرية. ولا أعني هنا سلوكيات ولكن أعني الدين من أصله: الإلهيات والنبوات والمعاد. وبالتالي فيمكن تجاوز الحديث عن النسبة الإحصائية للادينية في المجتمع إلى الحديث عن وجود الأسباب التي تنتج بطبيعتها حالة من اللادينية. ويمكن ذكر مجموعة من الأسباب التي تعمل بشكل متداخل ومتوازي، ويتفاوت تأثيرها بحسب الفرد والبيئة والظروف والمصالح... إلخ:

1. تنامي نسبة الشباب والشابات غير القابلة لذهنية الوصاية. وهذا طبيعي للغاية. ولما يترافق مع هذا اطلاع على أفكار مختلفة وعلى تجارب إنسانية أخرى فإنه يؤدي إلى اهتزاز للقيم التقليدية.

2. قهر السلطة الدينية المؤدي إلى رفض الدين لارتباطه بتلك السلطة.

3. التضييق الممارس من السلطات السياسية المؤدي إلى تحول الدين ساحة من ساحات التعبير عن الذات أو عن عدم الرضا.

4. صعوبة التدين في هذا العصر للتناقض بين مقومات الرؤية الدينية التقليدية وبين الرؤى الكونية والاجتماعية المعاصرة. على سبيل المثال: عبارة لا منافاة بين العلم والدين غير دقيقة. بل بينهما تناف كبير. ليس في موضوع العلم ولا في موضوع الدين. فلا منفاة بين الإيمان بمعجزات موسى عليه السلام وبين استعمال السيارة. ولكن هناك منافاة على مستوى الظاهر بين مقومات الإيمان بمعجزات موسى وبين مقومات استعمال السيارة. عالم موسى يقتضي نظاماً سببياً مفتوحاً. وعالم السيارة يتقضي نظاماً سببيا مغلقا. وهذا الأخير يدفع الكثير ممن يسعى للانسجام مع ذاته إلى إنكار ما يكاد يكون بديهيا وهي الإرادة والهوية والغيرية ((
altruism) أساس الإيمان بالفعل الأخلاقي الخالص). فكيف أذهب إلى مثل هذا وأقول له أو لها يجب الإيمان بأمر يخرق مبدأ النظام السببي المغلق بناءا على روايات تاريخية؟

5. تطور المعادلة الأخلاقية: ما كان مقبولاً أخلاقياً في الماضي صار مستحيلا قبوله من قبل الكثير اليوم. وهذا يعود إلى تغيرات اجتماعية جذرية غيرت معادلة الأمن الاجتماعي وبالتالي أثرت على المعادلات الأخلاقية. لذلك ما كان يمكن لأفكار مثل حقوق الإنسان أن تنشأ في الماضي، ليس لأن الناس لا تدرك المبادئ الأخلاقية نفسها، ولكن لأن المعادلة الأخلاقية لا تقوم على الحس الأخلاقي فحسب، وإنما على تفاعل ذلك الحس مع الواقع الاجتماعي.

6. تطور الإنسان: الإنسان حالة وعي وليس فقط كائن بيولوجي. وإنسان اليوم يختلف بدرجة كبيرة عن إنسان ما قبل الثورة العلمية. والمعادلات الدينية كانت منسجة إلى حد ما مع إنسان الماضي ولكنها غير قادرة للتعاطي مع إنسان اليوم.

7. غياب الجدل المفتوح والصريح والجريء في هذه القضايا مما يعيق إمكانية تطوير خطاب ديني قادر على التعاطي مع هذه المشكلات الطارئة. اليوم هذه القضايا تناقش وراء الأسوار وهذا يضعف إمكانية نشوء خطابين: ديني/لا ديني واعيين. غياب المعرفة الفلسفية والاجتماعية مما يفقر الحوارات في هذه القضايا. بالتالي سيكون لدينا إما انكفاء شديد ودغمائية عالية لعدم قدرتها على الدفاع إلا من خلال التحصن بالقين الوهمي .. أو رفض شديد وربما أيضاً دغمائية من نوع آخر لعدم قدرتها على صياغة رؤية تتناسب مع نظرتها.

8. الضعف الشديد في العلوم الاجتماعية والإنسانية والفلسفية في مؤسساتنا التعليمية وغياب خطابات فكرية في هذه القضايا. وهي تمثل الأدوات الأساسية للحوار في أي قضية. وغيابها يعني التعاطي مع هذه القضايا بسطحية أو نخبوية أو ضمن دوائر محدودة للغاية.

هذه بعض الأسباب وفيها شيء من التعميم غير العلمي ، ولكن الحوار التالي قد يطور الأفكار التي فيها. ونتيجة لها نجد اليوم عدداً كبيراً من الأسئلة التي لا يوجد لها أجوبة ملائمة، أو بدائل معقولة في حال غياب الجواب.
هذا ما وودت طرحه الآن. ولي عودة مع الأسئلة والأفكار التي تم طرحها.

شكراً مرة ثانية.

concord
09-10-2010, 09:58 PM
اهلا وسهلا

جبل مايهزه ريح
09-10-2010, 11:34 PM
ارحب بالاستاذ عبدالله ..
*هل كنت في يوم من الايام لاديني ؟ او شككت بأيمانك ودينك يوم ما ؟

* التناقضات في القران والسنه وطبيعه الكون وانعدام البلاغه اللغويه في القران عند ترجمته وتناقضاته والناسخ والمنسوخ وتصوير الجنه على انها نعيم مادي خالد مليئ بالخضره والخمره والحوريات والغلمان وشخصيه الرسول محمد "المزواج"وجعل القران مسرح لحياته الزوجيه وايه"اذ تقول للذي انعم الله عليه وانعمت عليه امسك عليك زوجك " القصه المشهوره حين اشتهى زوجه ابنه بالتبني ..هذه بعض من الامثله البسيطه تخليني افكر الف مرة ومرة بالاديان وانها فقط تستخدم كأداه سياسيه والتاريخ يثبت ذلك؟هل توافقني الرأي في ذلك ؟ انتظر تعليقك ..!

* هل يوجد اي تفسير منطقي يجعل كل الاديان تخرج من الشرق الاوسط هذه البقعه الصغيره على سطح الكره الارضيه ؟

:
warda::warda:

ابن حزم
10-10-2010, 12:51 AM
اهلا بالباحث الأستاذ عبدالله :warda:

عبدالله فهد
10-10-2010, 02:06 AM
شكراً لكم, متابع.

ليبرالي حتى النخاع
10-10-2010, 05:31 AM
حوار شيق


تسجيل متابعه

صاحب فكر..!
10-10-2010, 05:46 AM
اهلاً بك أستاذ عبدالله

متابع لكم :
warda:



ألا تتفق معي ان بروز ظاهرة اللادينية هي نتيجة عكسية للتشدد الديني داخل المجتمع ! ومعالجة هذه الظاهره يكون بأصلاح الدين لكي يكون غذاء روحي للنفس وليست سوط جلاد لها ؟


**ما هو موقفك من الأديان السماوية وغير السماوية؟

**وهل تعتقد أن الحقيقة تكمن في أحد هذه الأديان أم فيها جميعا؟

بداية أرى أن ثنائية دين سماوي/دين غير سماوي لا تعكس الواقع بدقة.
فمفهوم الدين مركب من عناصر مختلفة لا تتصل مع بعضها البعض بحيث تشكل نظاماً متفاعلاً. فالعناصر أو الوحدات المختلفة التي تتجمع معاً لتكون ما نسميه دينا قضايا مختلفة في طبيعتها وأيضاً في أصلها. فنحن نرى في الظاهر: موقف من الوجود + رؤية أو فلسفة كونية + رؤية طبيعية + نظام تشريعي + هوية + سلطة ... إلخ من العناصر الممكن إدراجها.
والتحليل يظهر أن هذه العناصر لا تتصل ببعضها البعض بشكل نظامي ولا بشكل منطقي. فالنظام الصارم يفترض أنه ينتج تأثيراً منسقاً إلى حد ما. بحيث إن التغيير في وحدات النظام يؤدي إلى تغيير في آثار النظام. ولكن ما نراه هو أن تلك العناصر تؤثر بشكل يكاد يكون مستقل.
أيضا لا يوجد اتصال منطقي بين هذه العناصر. فلا يمكن استنتاج شكل الدين بمجرد معرفة صفات الإله فيه. يمكن استنتاج أمور كثيرة من هذا ولكن أيضاً سنجد أن قضايا كثيرة في الدين لا تتصل منطقياً ببعضها البعض.
طبعاً هذا لا يلغي كوننا نحب أن نتحدث عن الدين وكأن كل ، وليس كأنه تجمع. ولكن الحقيقة هو أن الكلية هي على مستوى الخطاب. وليس على مستوى الواقع.

أيضاً نجد أن أصول هذه العناصر مختلفة. فالمؤثرات التي تكون ما نسميه لاحقاً "دينا" متعددة. والوحي أو الاتصال بمصادر القوى الكونية الكبرى لا يمثل إلا أحدها. ولكن الدين أيضاً يتكون من الثقافة المحلية والمصالح السياسية والاجتماعية ويستجيب للمتطلبات البقائية والأمنية ويتفاعل مع الحاجات المعنوية والأخلاقية ... إلخ.
وإذا كان الأمر كذلك فيصعب أن نقول دين سماوي/غير سماوي لأن هذه الثنائية لا تكون دقيقة إلا إذا افترضت أن الدين نظاماً متماسكاً في الوحدات المتفاعلة والتي تتكون بفعل حضور مصدر مفارق. وعليه فالدين السماوي يكون ذلك الذي مصدره الله، والدين غير السماوي مصدره غير الله. ولكن الواقع غير هذا.
أمر آخر يشكل على الثنائية هي أنه حتى على افتراض نظامية الدين فإنه في نهاية التحليل لا يوجد فرق بين السماوي وغير السماوي على مستوى من يتلقاه. مثلاً بالافتراض أن البوذية دين غير سماوي فهل يغير من رؤية البوذيين لمفارقة المصدر الذي يدور عليه الكون في نظرهم؟ لو جاء كائن من المريخ ورأى بوذي أو مسلماً أو يهودياً فسيقول إن هذه كلها أديان غيبية تؤمن بمصدر أزلي وأبدي للوجود.
طبعاً هذا لا يعني وجود اختلاف بين الأديان. ولكن الاختلاف يجب أن نأخذه على مستوى وحدات الدين وليس على مستوى كلية الدين. فالمقارنة تكون في مسألة محددة مثل الإيمان بإله واع مدرك مقابل الإيمان بمصدر للوجود غير مدرك. أو الإيمان بإله واع مدرك شخصي يتدخل في أمور البشر مقابل إله واع مدرك ولكن غير شخصي غير معني بأمور البشر.

أي ـ وعذرا على التكرار ـ ما نسميه دينا هو أشبه بالفيسفاء التي يتم تجميعها من مصادر مختلفة ولها ألوان مختلفة واتصال تلك القطع ببعضها البعض لم يكن ضروريا بل لم يوجد ذلك الاتصال إلا بعد وجود ذلك التجمع.

ولكن الأمر أبعد من هذا. فيمكن القول إن الدين نفسه مفهوم ذهني اعتباري لا وجود له خارج الذهن. وما هو موجود هو المتدين.
هذا قد يبدو واضحاً، ولكن ذكره بهذا الشكل يساعد على دقة الحديث عن الدين والتدين والمتدين وشعائر التدين. فمثلاً السؤال:

وهل تعتقد أن الحقيقة تكمن في أحد هذه الأديان أم فيها جميعا؟

فإذا كنت أرى أن الدين وعاء موجود في الخارج فيمكن السؤال عن احتكاره او استيعابه للحقيقة.
ولكن إذا قلت إن الدين مفهوم ذهني يتم تكوينه وفق آليات محددة فعندها لا معنى أصلاً للسؤال عن: هل الحقيقة هي في هذا الدين أو ذاك؟ بل يكون المعنى الكامن وراء السؤال: هل يملك الحقيقة المتدين الفلاني أم المتدين الفلاني؟ وهذا مربط الفرس. فمأسسة الدين وقولبته هدفها خلق خطاب وهمي يوحي أن هناك أمر في الخارج فيه كل السعادة وأن هذا الأمر بيد مجموعة يجب منحهم مراتب معنوية ومادية مختلفة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..