الصفحات

الجمعة، 24 فبراير 2012

أخطار الملوثات العضوية الثابتة الصناعية

أخطار الملوثات العضوية الثابتة الصناعية 1-2
تعتبر الكيماويات من أخطر المواد التى يتداولها الإنسان وتتسبب في زيادة تلوث عناصر البيئة وبالتالى تؤثر على صحة الإنسان . وفى إطار الاهتمام الدولي بمواجهة التلوث بالمواد الكيماوية خاصة منها المواد الثابتة , فقد صدرت عن المجتمع الدولى اتفاقية باستكهولم والتى بدأ العمل بها فعلا في الفترة الماضية من هذا العام بعد أن تم تصديق العدد المطلوب من الدول عليها . ويزيد عدد المركبات الكيماوية المعروفة فى العالم حتى الآن عن اثنى عشر مليون مركب. يتداول منهم نحو سبعون ألف فى الحياة اليومية . ولكن المعلومات أو البيانات الخاصة بتأثيراتها على صحة الإنسان وبيئته وطرق الوقاية والعلاج منها ما زالت محدودة. ولتقليل المخاطر الناشئة عن تداول الكيماويات يلزم وضع سياسات ونظم خاصة لإدارة تداولها بطرق أمنة مبنية على اسس علمية سليمة وعلى معلومات وبيانات دقيقة واضحة ومتجددة.كما يلزم توعية العامة بمخاطر الكيماويات والتأكد من معرفة كل من يتداولها بخواصها وتأثيراتها وأنسب الطرق لتقليل مخاطرها وطرق الوقاية والعلاج منها. وتستخدم الكيماويات فى مجال الزراعة المبيدات والأسمدة بمعدلات مرتفعة بغية زيادة انتاجية الاراضى الصالحة للزراعةوذلك لتلبية احتياجات النمو السكانى المتزايد.وقد أدى ذلك الى تلوث التربة الزراعية وأثر على قدرتها الإنتاجية كما تلوثت مصادر المياه السطحية والجوفية والنباتات والمحاصيل المختلفة نتيجة استخدام الطائرات فى الرش المساحى.وأدى ذلك إلى تسمم الماشية وغيرها من الحيوانات وتاثر الانسان بطريقة مباشرة عن طريق ملامسته للمبيدات او استنشاق أبخرتها او بطريقة غير مباشرة عندما يتغذى بالنباتات والحيوانات ومنتجاتها ويؤثر ذلك على ثروتنا الحيوانية والنباتية وعلى اقتصادنا القومى. وفى مجال الصناعة تستخدم الكيماويات فى الصناعات الكيماوية والمعدنية والتعدينية والدوائية والغذائية وصناعات الأثاث والزجاج والجلود والبلاستيك والنسيج ويتعرض العاملين فى هذه الصناعات الى مخاطر التعرض للكيماويات وخاصة عند عدم توفر الإجراءات السليمة للوقاية منها.وتتصاعد الغازات الضارة من بعض المصانع مثل ثانى أكسيد الكربون والأكاسيد الكبريتية والنيتروجينية والأمونيا ويبقى أغلبها معلقا فى الجو وتلوث الهواء المحيط بالمناطق الصناعية وتتسبب فى الامطار الحمضية التى تودى الى تآكل اسطح المنشات والمناطق الاثرية كما تودى الى تلف المحاصيل الزراعية وتتسبب فى امراض الجهاز التنفسى وأمراض الدم. ينتج عن كثير من الصناعات مخلفات صلبة وسائلة تلقى معظمها فى المجارى المائية دون معالجة ويزيد من خطورة هذه المخلفات أن معظمها شديد الثبات ولا يتحلل تحت الظروف الطبيعية المعتادة ويبقى أثرها الضار طويلاً فى المجارى المائية.وفى كثير من الأحيان تحتوى هذه المخلفات على مواد فعالة تتفاعل مع مكونات البيئة التى تلقى فيها وتؤدى إلى استهلاك قدر كبير من غاز الاكسجين الذائب فى مياه المجارى المائية مما يودى إلى قتل الكائنات الحية التى تعيش فيها.كما تحتوى بعض المخلفات الصناعية على المعادن الثقيلة مثل الزئبق والنحاس والكادميوم والكروم والزرنيخ والزنك وهى عناصر شديدة السمية للكائنات الحية وعلى رأسها الإنسان لقدرتها على التراكم فى الانسجة الحية وتقوم الاسماك بتخزين الزئبق فى اجسامها على هيئة مركب عضوى يعرف باسم"ثنائى فينيل الزئبق" "او" ميثيل الزئبق وتصبح غير صالحة للاستهلاك الآدمى . وللحديث بقية
وقفة
أيتها البيئة: أن النظافة هي الشغل الشاغل للجميع دون استثناء, وكانت هناك ثمة خلافات بين الأطراف حول تصنيف وتعريف النفايات وتحديد المسؤوليات وغياب العقوبات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
نشر المقال بجريدة البلاد
الاثنين 3/1/1428هـ
الكاتب د .فهد تركستاني



---------------------------
أخطار الملوثات العضوية الثابتة الصناعية 2-2
أن عمليات تصنيع بعض المبيدات والمواد المطهرة مواد شديدة الخطورة مثل مركبات " الديوكسين " وتعتبر من أخطر المواد السامة التى حضرها الإنسان. وينتج عن بعضالصناعات الصغيرة مثل المسابك وورش الطلاء والمدابغ ملوثات كيميائية خطيرة معظمهامن المعادن الثقيلة مثل الرصاص والكروم والكادميوم والنيكل وتلقى معظمها على شبكاتالصرف الصحى وتؤدى إلى تلف محطات المعالجة للصرف الصحى التى تستخدم الطرقالبيولوجية فى المعالجة. وتستخدم الكيماويات فى الأنشطة البترولية فى عمليات الاستخراج والتكريروالصناعات البتروكيماوية ، وتضاف مادة " رابع ايثيل الرصاص " على الوقود المستخدمفى السيارات لتحسين خواصه لزيادة كفاءة المحرك الأمر الذى يؤدى إلى تلوث البيئةبمادة الرصاص التى تؤدى إلى حدوث امراض خطيرة على الإنسان وخاصة الأطفال حيث تؤثرعلى الجهاز العصبى وتتسبب فى التخلف العقلى. كما يمثل التلوث بزيت البترول خطورة كبيرة على الكائنات الحية بما فيها الإنسانلاحتوائه على المركبات العضوية والمركبات الكبريتية التى تتسبب فى حدوث أورامواضطرابات فى حياة الكائن الحى. ويؤدى استخدام المنظفات الصناعية التى تستعمل بكميات كبيرة فى عمليات الغسيل فىالمنازل والمنشآت التى تلوث المجارى المائية التى تلقى بها مخلفاتها لزيادة مركباتالفوسفات التى تؤدى إلى نمو الطحالب وبعض النباتات المائية الأخرى وتؤدى إلى حالةالتشبع الغذائىوتتحول البحيرات إلى مستنقعات خالية من الأكسجينتؤدى إلى قتل الأسماك وغيرها من الكائنات الحية. وهناك بعض الكيماويات العضويةالمحتوية على الهالوجين ينتشر استعمالها فى أغراض كثيرة دون الأخذ فى الاعتبارأثرها الضار مثل مواد " البولى فينيل كلوريد " والتى يطلق عليها " P.V.C " وتستخدمفى صناعة كثير من الأدوات المنزلية وبعض العبوات وتعتبر من المواد الخطرة إذااستعملت فى بعض أجزاء صناعة الأغذية أو فى تعبئة المواد الغذائية وخاصة السائلة مثلاللبن أو الزيت أو العصائر وتسبب الإصابة بالسرطان. ومن أخطر المواد الكيمائية التى تحتوى على " الهالوجين مركبات " ثنائى الفينيلعديد الكلور المعروفوتستعمل فى صناعة المحولات والمكثفات الكهربائيةبسبب قدرتها العالية على عزل الكهرباء وتحملها للحرارة العالية كما تستعمل كموادملونة فى صناعة اللدائن وكمواد مضادة للفطريات فى صناعة الطلاء وورق التغليف وتؤثرهذه المواد تأثيراً سيئاً على البيئة التى تظهر فيها وتلوثها تماماً وتختزن فىالجسم وفى الأنسجة الدهنية بوجه خاص ويؤدى زيادة تركيزها فى الجسم إلى الإصابةبالسرطان. كما أن التدخين يلوث الهواء الذى يدخل إلى الرئة محملاً ببخار القطران وأبخرةمواد كيماوية مسرطنة مثل " البنزبايرين " و " البنزانثراسين ". ولم يتوقف التأثير الضار للكيماويات عند سطح الأرض وفى جوفها ، بل يتعدى ذلك إلىالفضاء حيث تصعد الكيماويات المستخدمة فى أجهزة التبريد والتكييف وعبوات الإيروسولوبعض الصناعات الأخرى والتى تعرف بمركبات " الكلورفلوروكربون " والتى تتميز بشدةثباتها إلى طبقات الجو العليا وتؤدى إلى تلف طبقة الأوزون التى تحمى سطح الأرضوالكائنات الحية من أضرار الأشعة فوق البنفسجية المنبعثة من الشمس. وقد يحدث تلوث كيمائى نتيجة لحوادث اثناء التصنيع والنقل والتخزين للكيماوياتوالغازات الصناعية.
وفقة
أيتها البيئة: أن التعامل مع مخلفات المنزل باعتبارها موردا وليس عبئا تريد أن تتخلص منه الأسرة،فبمنظور التدوير وإعادة الاستعمال لا وجود لشيء اسمه "نفايات"؛ إذ إن النفايات فيحقيقة الأمر عبارة عن الموارد غير المستعملة أو غير المرغوب فيها، وعندما تتراكملدينا مثل تلك الموارد لا بد أن نبحث في كيفية التقليل منها أو إزالتها أو تدويرها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشر المقال بجريدة البلاد
الكاتب د.فهد تركستاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..