الصفحات

الاثنين، 12 مارس 2012

قميص حمزة!


عندما تشتعل الفتنة ويعمي دخانها العيون والعقول يختار العاقل موقف المراقب الداعي بالهداية للجميع. وفي فتنة حمزة كشغري وطارق الحبيب احتار دليلي .. فقد خرج الامر عن
عقلانية المناظرة والحوار الى مناحي اخرى اخشى عواقبها على بلدي ومجتمعي، ولذا اخترت بعد استخارة واستشارة ان ادلو بدلوي.


وبدأ انوه بأن أمرا رفعه ولاة الامر الى اعلى مراتب القضاء لا يليق ولايجوز لي ولا لغيري مهما بلغ علمه او شأنه ان يخوض فيه. فثقتنا في ولاة الامر والقضاء الشرعي اكبر من ان نشكك فيها بأي مداخلة.
ولذا فأني احصر تعليقي في تساؤلات مقلقة آمل من اهل  العلم والاختصاص والحكمة ان يفتوني فيها:
١. طالب خطيب الجمعة في جامع حينا  برأس الطالب حمزه كشغري وتجاهل البروفسور طارق الحبيب، ومثله فعل كثيرون، فلماذا التمييز؟
٢. لم يقبل الخطيب وامثاله توبة الكشغري رغم وضوحها وصراحتها وشككوا في صدقها، وقبلوا اعتذار الحبيب رغم انه يقول لو كنت أخطأت (في حق النبي وام المومنين عائشة) فأني اعتذر!! اي انه ليس متأكدا من خطأه .. فلماذا التمييز؟
٣. الكشغري درس وتخرج من مدارس اسلامية وتحفيظ قرآن، وعلى يد مشايخ كسعيد بن ناصر، فكيف تحول هو وغيره كل هذا التحول من درب الرحمان الى دروب الشيطان الحادا، او غلوا وتنطعا، او ارهابا؟
٤. الاسلام لا يفرق بين عربي وعجمي، ولاتزر عنده وازرة وزر اخرى، فكيف سمح من تدثر بعباءة الاسلام لنفسه واتباعه بالتهجم على اسرة واصول الكشغري، رغم انها تعود لحصن من حصون الاسلام يجاهد اهلها الشيوعية الصينية، منذ عقود، في غياب شبه مطلق للامة الاسلامية التي يفترض ان تكون كالبنيان المرصوص وكالجسد الواحد ان اصيب فيه عضو تداعى معه باقي الجسد بالسهر والحمى؟ وكيف نتهكم على اصوله البخارية رغم ايماننا بأن اصدق الكتب بعد القرآن هو صحيح البخاري؟
 ٥. يقول خطيبنا ان توبة شاتم الرسول لاتقبل، مستندا الى بضعة اقوال وآراء فقهية، لا الى نصوص قرآنية او لاحاديث صحيحة  .. ولكن الله يقبل توبة الكافر والمرتد ويحرم دم المسلم. وسيد البشر عليه افضل الصلاة والتسليم نهى عن الحكم على الضمائر ووبخ بشدة سيف الاسلام سيدنا خالد بن الوليد رضي الله عنه وارضاه عندما قتل كافرا اعلن الشهادة والسيف مسلط على رقبته شكا في صدقه بقوله: هل شققت صدره .. فكيف لاتقبل توبة الشاب الغر حمزه كشغري ويهدر دمه بحكم ائمة مساجد ودعاة انترنت قبل حتى عرضه على المحكمة لاستتابته والتثبت من توبته؟ ويقبل نصف اعتذار الشيخ البالغ العاقل، البروفسور طارق الحبيب، رغم ان الاول كان يكتب في موقعه بتويتر في حوار مع اصدقائه، والثاني يتحدث الى عشرات الملايين من مشاهدي ام بي سي؟
٦. لماذا يثر احد على الداعية الشيخ محمد العريفي بعد تهكمه بالقرآن في ترتيله لكلام اسماه سورة التفاحة وسط ضحكات مستمعيه؟ 
٧. تساؤلي الاخير  .. لماذا لم تهدأ الضجة والتاليب والافتاء في هذا الشأن رغم أن الكشغري قبض عليه وستتم محاكمته حتى وصل الامر الى اتهامة بالتخابر مع اسرائيل ؟ هل القضية هي حمزه فعلا .. ام انه قميص حمزه؟!!


(منعت من النشر في جريدة الشرق)


د. خالد محمد باطرفي

ع ق 1355

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..