الصفحات

الخميس، 1 مارس 2012

سُلطة المقاطعة

جميلة جعفر كعكي
مديرة العلاقات العامة النسائية بتعليم البنات بجدة /سابقاً

إن مشكلة غلاء الأسعار التي تلتهم دوماً ميزانية الشهر وتتزامن عادة مع أي زيادة في الرواتب أو مكافآت يحصل عليها المواطن .. أو ربما لا يوجد سبب إلا جشع التجار وغياب العقوبة .. عندما ارتفعت أسعار "الأرز" في السابق لم يقبل الكثير الاستغناء عن وجبة الكبسة اليومية وكذلك الحال عند أرتفاع سعر "البيبسي" وغيره , مما زاد الأزمة وجعلها تكرر بين الحين والآخر بسبب غياب ثقافة المقاطعة التي تجبر التاجر الجشع على تخفيض الأسعار , والتي تعتبر سلطة قوية متى ما استخدمت بالطريقة الصحيحة .
يذكر الدكتور عبد الله النفيسى المفكر الكويتي , عندما كان في بريطانيا وإذا بطفل لم يتجاوز الثانية عشر من عمره يطرق الباب ويقول له: نحن قد قررنا مقاطعة هذا السوبر ماركت فهل أنت معنا ؟ فقال له : ولما تقاطعون السوبر ماركت ؟ قال : لأنه يرفع من سعره مقارنة بباقي المحلات ، فقال : نعم أنا معكم فقال له الطفل : إذاً وقع هنا حتى نعلم كم واحد معنا
هذا الوعي بالمقاطعة الذي يغيب عن الكثير منا مما يجعل مافيا الأسعار تلعب بنا وتحركنا كما تشاء.. بعيداً عن قوانين العرض والطلب
وما حصلت قبل عدة سنوات في إحدى مدن أمريكا الجنوبية يوم قرر التجار رفع أسعار البيض فرد الشارع بالمقاطعة وتكبدت مزارع إنتاج البيض خسائر فادحة لدرجة أنهم القوا بالبيض في البحر كطعام للأسماك.

إن ثقافة (المقاطعة) غائبة بقوة في مجتمعنا , التعّود على الترف(السابق) افقدنا القدرة على الاستغناء عن الضروريات رغم أنحدار دخل الأسر وأختلال ميزان المصروفات مقارنة بارتفاع الأسعار ,لذلك وجد التاجر وصاحب المال المجال واسع للعزف على هذا الوتر
عندما اشتكى المسلمون  إلى الخليفة عمر بن الخطاب ارتفاع سعر اللحم فرد عليهم رضي الله عنه بكلمة واحدة " تشرّع " لنا وسيلة نقضي بها على شجع التجار فكانت " "أرخصوه أنتم " أي اتركوه

لن ننتظر هيئات أو جهات أن تَفُوق من سباتها العميق الذي أمتد لسنوات وأن تتدخل (فالحقوق تنتزع ولا تعطى) وهذا التوجيه من صاحب رسولنا الكريم يعطينا السلطة والشرعية  التي نستطيع بها القضاء على جشع التجار وتلاعبهم في الأسعار وأن نقطع عليهم الطريق فبدلا من أن نكون مصدر كسب .. نترك بضائعهم على رفوف متاجرهم تتكدس ويصيبها التلف  .. ونجبرهم على احترامنا كمستهلكين جديرين بالرحمة .. والبعد عن امتصاص دماء الكادحين وذوي الدخل المحدود

             ع ق 1318

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..