الصفحات

الخميس، 8 مارس 2012

من وراء مؤتمرات ومنتديات المرأة ؟

1-2 د. نورة خالد السعد /
أكاديمة وكاتبة
 |  07/03/2012

المتابع للمؤتمرات الدولية للمرأة سيجد ان هناك هندسة مخطط لها لإجبار الدول التي وقعت علي اتفاقيات الأمم المتحدة بما فيها من ايجابيات وأيضا ما فيها من تناقضات مع التشريعات الاسلامية علي التنفيذ لجميع المواد والبنود وتدريجيا تحاصر هذه الدول بالمطالبة برفع
تحفظاتها التي تم تحديدها عند التوقيع والمصادقة علي هذه الاتفاقيات وخير مثال هو( اتفاقية القضاء علي جميع اشكال التمييز ضد المرأة ) , ولن استعرض هنا تاريخ هذه المؤتمرات الدولية فقد كتبت عنها مرارا ولكن سأتوقف عند مؤتمرات مماثلة نفذت في مجتمعاتنا العربية خاصة بالمرأة العربية ولكن شعاراتها لا تتغير هي الشعارات نفسها التي تنشرها توصيات المؤتمرات الدولية وأهمها ( المساواة التامة بالرجال دون تمييز !!) . ولهذا تم عقد مؤتمرات قمة للمرأة على مستوى قرينات رؤساء وملوك الدول ألعربية وقد عقدت ثلاث قمم الأولى في القاهرة بمصر في نوفمبر 2000 والقمة الاستثنائية التي عقدت في القاهرة أيضا في عام 2001 وقمة المرأة العربية الثانية التي عقدت في العاصمة الأردنية عمان يومي 2 و3 نوفمبر 2002 م , والتي أقرت إعلان أبو ظبي حول المرأة والإعلام الذي أصدره منتدى المرأة العربية والإعلام الذي استضافه الاتحاد النسائي العام في أبوظبي يومي 2 و3 فبراير/شباط 2002 م , ثم مؤتمر المرأة من أجل السلام الذي عقد بمدينة شرم الشيخ يومي 21 و22 سبتمبر/أيلول 2002 بهدف إنشاء حركة نسائية دولية تحشد طاقات المرأة وجهودها من أجل صنع السلام العالمي . مؤتمر (تمكين الأسرة في العالم المعاصر تحديات وآفاق مستقبلية ) في  الدوحة في قطر 2004 م. , مؤتمر (النسوية ألعربية رؤية نقدية ) عام2009    م.
وبعدها تم إنشاء مؤسسات خاصة بشئون المرأة على مستوى أعلى مثل المجلس القومي للمرأة بمصر، المجلس الأعلى لشؤون المرأة في بعض دول الخليج كالبحرين وقطر.
- إنشاء مكتب كبير منسقي قضايا المرأة الدولية بوزارة الخارجية الأمريكية والذي تقول رئيسته إبريل بالمرلي في كلمة لها بعنوان (النساء في مجتمع عالمي): "حدد مكتبي ثلاثة مجالات عامة للسياسة سوف نستهدفها في جهودنا ألقادمة وهذه المجالات هي:
- المشاركة السياسية للمرآة المشاركة الاقتصادية للمرأة. - الاتصال والتواصل مع النساء في الدول التي يشكل المسلمون غالبية سكانها."
وتلخص أهداف المكتب فيما يلي:
- دفع عجلة مفهومات حقوق المرأة ألإنسانية وتمكين النساء ومنحهن سلطه كعنصرين مهمين في السياسة الخارجية للولايات المتحدة.
- دمج هذا الهدف في ألسياسات وتحويله إلى جزء من مؤسساتها عن طريق الدبلوماسية ألعامة وبرامج التبادل المحلية والدولية، وتدريب العاملين في السلك الخارجي( الدبلوماسي).
- تشجيع ألحرية والأسواق ألحرة عبر برامج تروج لقضايا المرأة.
- إنشاء تحالفات مع الحكومات ألأخرى والمؤسسات الدولية، والمنظمات غير الحكومية المحلية والخارجية، والقطاع ألخاص لصيانة هذه المصالح.
هذه المؤتمرات الي الآن معظم توصياتها لم تحقق علي ارض الواقع الا في مجالات معينة لم تستفد منها القطاعات النسائية الكبيرة في احتياجاتها الحقيقة الصحية والسكانية والتعليمية والاجتماعية  . وبسقوط بعض ( السيدات الوائل في تونس ومصر وليبيا زوجات الرؤساء السابقين المطرودين من كراسي الحكم بعد ان اسقطهم الفساد الذي كان ينخر في مواقعهم ونشر علي الملأ سرقاتهم وثرواتهم التي بعض منها من تمويل الجهات الغربية لتمرير توصيات المؤتمرات التغريبية في المجتمعات الاسلامية ) .
ولكن في المقابل هناك مؤتمرات اخري للمرأة في المجتمعات الخليجية تم تنفيذها ومنها :
-مؤتمر (اتفاقيات ومؤتمرات المرأة الدولية وأثرها على العالم الإسلامي) في البحرين ، في المدة من28 / إلي  1/5/  1431 هـ هـ الموافق 13-15 أبريل عام 2010 م  بتنظيم من جمعية مودة بمملكة البحرين ومركز باحثات لدراسات المرأة بالرياض في المملكة العربية السعودية  وقد خرج المؤتمر بجملة من ألتوصيات ومن أبرزها:
- التأكيد على الالتزام بالمرجعية الإسلامية في التعامل مع قضايا المرأة ومطالبها ومشكلاتها
- رفض التدخل الأجنبي في قضايا المرأة والأسرة في الدول الإسلامية ، وتأكيد سيادة الدول وخصوصيات الشعوب في الحفاظ على هويتها .
- رفض كافة الاتفاقيات والمواثيق التي تخالف الشريعة ألإسلامية ولا تتفق مع فطرة المرأة ، أو تهدف إلى إلغاء الفوارق الفطرية بين الرجل والمرأة ، أو تهدد كيان الأسرة . ويطالب المؤتمر الحكومات الإسلامية ومؤسسات المجتمع المدني بتفعيل المادة 26 من اتفاقية (السيداو) والتي تمنح الأطراف الموقعة عليها حق إعادة النظر في الاتفاقية .
- مؤتمرِ "المرأةِ الخليجيةِ بينَ المرجعيةِ للشرعيةِ  والفكرِ النسوىِ ألعالمي في دولةِ  الكويت في الفترةِ  ما بين 17—18 جمادي الثاني عام هجريه لموافق 20-21 مايو 2011
وكانت اهم التوصيات :
- ضرورةِ تمسكِ  الجهاتِ  الرسميةِ والأهلية  بحقِ التحفظِ  على موادِ الاتفاقياتِ التي  تتعارضُ مع الثوابتِ الدينيةِ والسيادةِ الوطنيةِ .
- إنشاءِ شبكةً للمنظماتِ و المؤسساتِ النسائيةِ في دولِ الخليجِ العربيِ لتنظيمِ الجهودِ في مواجهةِ المتغيراتِ ذاتِ العلاقةِ بالبعدِ التشريعيّ و الاجتماعيّ للأسرة .
- (ملتقى المرأة السعودية .. مالها وما عليها ) 15في الرياض من 15-16 محرم 1433 هجرية الموافق 10- 11 ديسمبر 2011م بإشراف مركز باحثات في الرياض واهم توصياته :
- العمل على وضع آلية سهله لتطبيق الأحكام الشرعية الخاصة بالمطلقات تحفظ حقوقهن وحقوق وأولادهن وتضمن وكرامتهن وتحقق العدالة والإنصاف لهن.
**هذه المؤتمرات الثلاث الأخيرة قبل تنفيذها تم الهجوم عليها بادعاء انها مؤتمرات ستكرس الهيمنة الذكورية وستؤخر تقدم المرأة الخليجية  وأنها تخاف توجهات الدول التي وقعت علي اتفاقية السيداو – نسوا ان في الولايات المتحدة الأمريكية التي الي الان لم تصادق علي هذه الاتفاقية توجد جمعيات متعددة لرفض الاتفاقية وإظهار خطورتها علي الأسرة والمرأة الأمريكية ) !!
وكتبت مقالات تحريضية ضد هذه المؤتمرات بأنها ستعيد حقوق النساء  الي عهود الظلام !! وبعض القنوات انشغلت بالهجوم عليها ليس بالتحقيقات التلفازية الصحيحة عنها بل بإجراء لقاء مع شخص لا علاقة له بمركز باحثات لدراسات المرأة علي انه المدير العام للمركز الدكتور فؤاد العبد الكريم ولا اعرف كيف وافق ذلك الشخص علي الظهور الكاذب بدل الدكتور فؤاد ؟؟   تابع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..