الصفحات

السبت، 3 مارس 2012

خرافة الوهابية للشيخ عبد الله المنيع عضو هيئة كبار العلماء


كنا في اجتماعات هيئة شرعية لإحدى المؤسسات المالية وكان رئيس الهيئة أحد علماء الأزهر وكان الاجتماع في القاهرة وانتهينا إلى إعداد محضر لهذا الاجتماع فبدأ سكرتير الهيئة بإعداد المحضر دون افتتاحه بحمد الله والصلاة على رسول الله. فوجهت السكرتير إلى ضرورة افتتاح المحضر بحمد الله والصلاة على رسول الله. فقال هذا العالم الأزهري لماذا لا تقول: والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله. أو لأنك وهابي؟ فقلت أما سيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته فهذا محل إجماع بين المسلمين بل هو سيد ولد آدم ومن ولد آدم رسل الله وأنبياؤه. ونحن نفخر ونعتز بسيادته صلى الله عليه وسلم، ولكن بصفتك حسب دعواك، من كبار علماء الأزهر فلعلك تتكرم على محبك بذكر خصائص الوهابية في عقيدتها ومسلكها واتجاهها الطائفي، فأنت تقول بأنني وهابي وأنا والله لا أعرف للوهابية عقيدة مخالفة لما عليه صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعون.ومن المّسلم به أن لكل طائفة من الطوائف أصولا تعتمد عليها تلك الطائفة فاذكر لي جزاك الله خيرا هذه الأصول أو بعضها وإن لم تفعل فأنت جاهل أو مفتر على من تسميهم بالوهابية على سبيل الزراية والإنكار. وحسبنا الله على كل مفتر كذاب. فإن كنت جاهلا فأنت إمعة تقول سمعت الناس يقولون شيئا فقلته. فاستشاط غضبا حتى كاد يسقط من كرسيه أو سقط. فقلت يا أخي لم أتجاوز أصول الحوار فيما ذكرت، أكرمك من أن تكون مفتريا كذابا، ولكني أتمسك بمطالبتك ببيان أصول الوهابية وفي حال عجزك أؤكد أنك إمعة.
عند تأكيدي إن لم يثبت بيان أصول الوهابية كما يزعم سيكون لا محالة إما كذابا ومفتريا أو إمعة يسمع الناس يقولون شيئا فيقوله كما هو مسلك الغوغائية والعوام من الناس وهذا منهج يخرجك من صفوف أهل العلم مهما ادعيت أنك منهم أو من كبارهم كما تزعم. فبهت الذي افترى.
والوهابية مثلبة أطلقها على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الإصلاحية فئات سياسية للتنفير منها حينما كانت دعوة الشيخ شوكة في حلوقهم فافتروا على أهل هذه الدعوة المباركة مجموعة من الافتراءات الآثمة ومنها:

1 – إن أهل هذه الدعوة لا يحبون رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا شك أن هذه فريـة يعرف أفكها كل ذي نصف واتباع للحق والعدل ولست في حاجة إلى الرد عليها إلا إذا احتاج النهار إلى دليل.

2- إن أهل هذه الدعوة يكفرون بالمعاصي ويقولون بتخليد أصحابها في النار. وهذا قول باطل ومن المفتريات على أهل هذه الدعوة.
فعقيدة أهل هذه الدعوة هي عقيدة أهل السنة والجماعة في أن التكفير والتخليد بالنار خاص بالشرك بالله لقوله تعالى(إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذالك لمن يشاء) وقوله تعالى(ومن يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار) وأما المعاصي فلا تخرج أصحابها من ملة الإسلام وليسوا مخلدين بها في النار وإنما هم تحت مشيئة الله إن شاء غفر لهم وإن شاء عذبهم بذنوبهم ثم أدخلهم الجنة بإيمانهم وفي الصحيح من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: وحق العباد على الله ألا يعذب من لا يشرك به شيئا.

3- ويقولون عنهم إنهم لا يعترفون للأولياء بكراماتهم أحياءً وأمواتا وهذا منهج السلف الصالح.أما الاعتراف لهم بفضلهم وتميزهم بالصلاح والتقوى وقوة الإيمان والتعلق بالله فهم أهل لذلك وأهل لاحترامهم والاقتداء بهداهم ومسالكهم.وأما التعلق بهم أحياءً وأمواتا.في جلب خير أو دفع ضرر فهذا مما يتنافى مع كمال الإيمان بالله وإخلاص العبادة له وحده دون غيره فمهما بلغ الإنسان من تقوى الله وخشيته وولايته فهو بعد موته عاجز عن نفع نفسه فضلا عن نفع غيره.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث إلى آخر الحديث) وقال تعالى في شأن المتعلقين بغير الله (أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب) فتعلق أهل هذه الدعوة بالله وحده دون غيره منقبة من مناقب أهلها ومسلك من مسالك سلفنا الصالح أهل القرون الثلاثة المفضلة.

4- يقولون عنهم إنهم ضد البدع مطلقا حسنها وسيئها وهذا فضل من الله لأهل هذه الدعوة فالنصوص الصريحة الثابتة من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم تؤكد ضرورة ترك البدع والمحدثات والتمسك بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم دون تخصيص أو استثناء قال صلى الله عليه وسلم :(إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة).

فوصف أهل هذه الدعوة الإصلاحية بوصف يوحي بخروجها عما عليه السلف الصالح في عصور القرون الثلاثة الأولى المفضلة وصفها بذلك افتراء وزور وبهتان وقوله عليها بغير سلطان وبرهان نسأل الله تعالى أن يثبتها على هذا المسلك السليم وأن يعين حكامها على رعاية هذا المسلك.
أقول قولي هذا وأؤكد أن البقاء للأصلح وأن هذه الدعوة الإصلاحية ستسير بحول الله ورعايته إلى ما فيه مرضاة الله ونصرة دينه وسيقوم بالعناية بها وحفظها علماؤها وحكامها خلفا عن سلف تحقيقا لقول رسولنا صلى الله عليه وسلم:ولا يزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرها من خالفها إلى يوم القيامة. فهي إن شاء الله الطائفة المستثناة من النار في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة. هي ما كان على مثل ما عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وعليه أصحابه والله حسبنا ونعم الوكيل والله المستعان.
انتهى مختصرًا من بعض مقالات الشيخ في جريدة الوطن السعودية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..