الصفحات

الأربعاء، 14 مارس 2012

قاضيان في النار وقاضٍ في الجنة!

أحمد الله الذي أقر عينيّ بانكشاف ستر بعض القضاة ممن تسببوا بظلم الناس تحت غطاء ديني، وأذكر أنني ضمن من فتح النار على سلك القضاء وطالب بتطهيره من الشوائب والأطماع التي تنخر في نفوس بعض منتسبيه دون التعميم!! ولقد ثابرت بالكتابة مطالِبة بالتطهير رغم
هجوم بعض البسطاء والمخدوعين بمظاهر التقى والورع التي تختبئ خلفها نفوس شريرة! بحسب ما أقرأه أو يصلني من رسائل المتضررين والمتضررات من مجانبة بعض القضاة للحق والعدل. وبالمقابل أسمع الدفاع عنهم وتلميع صورهم تحت مفهوم( لحوم العلماء المسمومة) واتهام كثير من كتّاب الصحف بمحاربة الدين، دون التفريق بين الدين عقيدة وسلوكا وبين مدعيه!
أما وقد انكشف الغطاء مؤخرا من خلال ما أظهرته وسائل الإعلام عن خدعة عاشها المجتمع بسبب حبائل قلة من القضاة وكتّاب العدل؛ فإننا إزاء مسيرة تطهير لسلك القضاء الذي يجب أن ينأى بنفسه عن مطامع وميول ذاتية ونظرة دونية للضعفاء وللمرأة، وبحسب ما ذكرته إحدى السيدات أنها رفعت قضية خلع ضد زوجها وكان بينهما أطفال. وحين حضرا عند القاضي سأل زوجَها: هل تعترف بأن الأولاد التي أنجبتهم هذه المرأة هم من صلبك ؟ حينئذ اندهش زوجها وقال اتق الله يا شيخ هي زوجتي طاهرة عفيفة ولكن بيننا سوء فهم! ولم يكتفِ القاضي بجرحه للزوجة ولكنه سجل في عقد الطلاق اعتراف زوجها بأبنائه! وألزمها برد مبلغ إضافي على المهر لطليقها المخلوع ،هذا عدا ما يحصل في المحاكم من ظلم وتعدٍ وعدم إدراك حاجات الناس، ليس أقلها إقرار العضل وقضايا المعلقات وعدم إلزام الأب بالنفقة على أبنائه، ناهيك عن تسليم الأبناء للزوج دون النظر لمصلحتهم. ويجري الأمر على التلاعب بالصكوك والنصب في بيع الأراضي بطرق غير شرعية وغيرها!
ولقد سررت بما أصدره المجلس الأعلى للقضاء باجتماعه الاستثنائي وقراره كف يد قاض في المنطقة الجنوبية عن العمل، ورفع الحصانة عنه، وإخضاعه للتحقيق على خلفية إصداره صكوكا غير نظامية لأشخاص دون علمهم.
العجيب وـ كالعادة ـ أن القاضي لا يزال ينكر التهم المنسوبة إليه، مؤكدا أن خصومه دبروا له مكيدة وزوروا وثائق للإيقاع به. تماما مثلما زعم قاضٍ آخر تعرضه للسحر حين زور صكوكا!
ورفع الحصانة عن قاضٍ مذنب والتحقيق معه خطوة سريعة ورائدة تستحق الإشادة بمجلس القضاء الأعلى، كما أنها تعد بطاقة حمراء لجميع أمثاله الذين ربما غطّت تلك الحصانة عيونهم وقلوبهم عن الحق والعدل، وحولتها لعصا غليظة ضد أي انتقاد أو تجاوز شرعي أو نظامي، بل وجعلت القاضي فوق الشبهات، برغم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم “ قاضيان في النار وقاضٍ في الجنة” بما يؤكد إمكانية خطأ القاضي حين لا يلتزم العدل والإنصاف!!
رقية سليمان الهويريني

 http://www.al-jazirah.com/20120313/ar1d.htm

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..