(يستهبل) كلمة عامية دارجة، و محاولة توضيحها يزيدها تعقيداً.. وكان بحسب ما سمعت ورأيت أن (الاستهبال) يُستملح في بعض الأحيان على الصغار فإذا رَشُدَ المرء قَبُح منه و أُنكر عليه.
***
(الاستهبال الثقافي) أو (ثقافة الاستهبال)مصطلح وليد لا علاقة
بالثورات العربية أو العولمة، كما أنه مُنبتٌ عن أَيِ نَسق ثقافي ولم يتبناه أو تيار فكري. وكان أول ظهور له قبل أقل من عام تقريبا. تُشير المصادر أن الأب الروحي لهذه الظاهرة (الاستهبال الثقافي) أو (ثقافة الاستهبال) رجل أعمال أراد ان يكون من أعيان المجتمع الثقافي.. فكان، فالمال هو لغة العصر التي لا تحتاج إلى مترجم!
لم تستطع الدراسات أن تحدد بشكل دقيق متى وَلج رجل الأعمال هذا لعالم الثقافة، المعلومات المتوفرة تقول: إنه عَمِل (سَئالاً) للناس، أو بتعبير الإعلامي المتألق أحمد منصور (مسئلاتي) و السّئَال يطرح أسئلة للناس ليجيبوا عليها، ثم إنه-بشكل مفاجئ- امتلك عمودا صحفيا يوميا وأصبح يكتب فيه بشكل يومي كذلك!
تطور الأمر ليصبح العمود الصحفي مركزاً للبحوث ودراسات -كل هذا تمَّ بشكل مفاجئ تماماً- وأصبح هذا المركز يقدم في بعض الأحيان الثقافة، وفي أحيان كثيرة النميمة السياسية و الفكرية و الغُثاء المعرفي، ثم انبثقت فكرة (الاستهبال الثقافي!). رُسم المشروع ودُشنت خطته بشكل سريع جداً. وبالفعل.. فالمال هو سيد الموقف! صَدَّر المركز رباعيته الرائعة التي وُصفت من قِبل بعض المختصين بأنها أنفس ما أصدر المركز وأعمق و أنضج ما كَتَب رجل الأعمال هذا.
أُعجب السادة -المسؤولين عن المعرض- بهذه الرباعية المُدهشة، سُمح لها فوراً، في المقابل لم يَتم الفسح لكتبٍ أخرى أقل منها جودة و (محتوى)، وبهذه الرقابة يجب أن تُحمى ثقافتنا.
ومن فحص دقيق لهذه الرباعية نستطيع تَلمُس واستنطاق ملامح (ثقافة الاستهبال) أو (الاستهبال الثقافي) هذا. ويتخلص في الآتي: أبرز ما تميَّزت به أنها رفضت مبدأ الوصاية على العقول و الأفهام. كما أن الرباعية خَلت من الفهرست، كما أنها لم تحتوي على مقدمة أو تمهيد، وقُدِمت الرباعية من دون محتوىً كذلك! ولكن يُعاب عليها أنها لم تحتوي على خاتمة تلخص أهم نتائج البحث، ولأن الكاتب (رجل الأعمال) يكتب بطريقة مختلفة جداً فلم يُضمن رباعيته بالهوامش، وهذا أمرٌ مُدهش جدا، ويدل على تَفرد وتميز..
***
مما ليس في الرباعية.. ( أحْيىَ الناس من كان الذم أشدُّ عليه من الفقر!)
عبدالرحمن الصبيح
عبدالرحمن الصبيح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..