الصفحات

الاثنين، 30 أبريل 2012

السعودية ومصر..الدوائر المتشابكة !

الخبر:
قررت المملكة العربية السعودية استدعاء سفيرها في القاهرة للتشاور وإغلاق سفارتها وقنصلياتها في القاهرة والإسكندرية والسويس، وذلك بسبب
المظاهرات التي خرجت ضد البعثات الدبلوماسية احتجاجا على إلقاء القبض على محام مصري بتهمة تهريب أقراص مخدرة.

تعليق لجينيات:  الناظر في تاريخ العالم العربي يدرك أنه يقوم على محور رئيس, يحرك هذا العالم, وبقوته يشتد ظهر العرب, وبضعفه واهتزازه يتراجع دور العرب على الصعيد الإقليمي والدولي, ذلك المحور الذي يتشكل من مصر ـ السعودية ـ سوريا.
 
وقد أدى انسلاخ سوريا من هذا المحور العربي,وركونها إلى تحالف طائفي مع إيران, إلى ضعف لحق به, لاسيما وأن المحور الجديد في المنطقة, وهو الذي تشكل من إيران ـ سوريا,  وجه سهامه المسمومة مباشرة إلى العالم العربي, في محاولة لسحب بعض الدول من رقعته العربية إلى رقعة طائفية, وكان في مقدمتها العراق ولبنان.
 
 وهكذا خسر العرب خسارة مضاعفة , فقد فقدوا ضلعا هاما كان يشكل مصدر قوة في منظومة العمل العربي, بل وانقلب هذا الضلع إلى خصم يواجه العرب بتحالفه الاستراتيجي مع إيران التي ما فتئت تحاول تصدير فتنتها الطائفية مصحوبة بتوترات سياسية إلى دول الجوار العربي.
 
ويبدو أن المتربصين بهذا العالم العربي على الصعيد الإقليمي والدولي ما راق لهم أن تظل العلاقات المصرية ـ السعودية محافظة على حرارتها, مشكلة رصيدا يمكن البناء عليه لبعث عربي إسلامي جديد قد تتاح له فرصة التموضع مجددا على الساحة السياسية.
 
وهكذا يبدو لنا أن الأحداث التي تسبب في هذه السحابة العابرة إن شاء الله  مصطنعة من جهات تدرك ما يمكن أن يصل إليه العمل العربي المشترك, لو أسقطت هذه السحابة قرارات تفسد العلاقة التاريخية بين أكبر دولتين عربيتين, و تمحو ما قد بقي من عمل عربي مشترك على ضالة حجمه.
 
إن تطبيق الأحكام الشرعية ,  يشكل مخرجا مناسبا من هذه الأزمة, بحيث يحفظ لكل الجهات حقوقها,ولتخرج السياسية من القضية, ويبقى لكل دائرة من دوائر العلاقات بين الدولتين الكبيرتين آليتها التي لا تنسحب على الدوائر الأخرى.
 
فإذا كان التعامل بآلية القانون العادل مجالها هنا لتفكيك الأزمة, والانتهاء من القضية بصورة تحفظ لكل الجهات حقوقها وماء وجهها, فإننا, ومن منطلق حرصنا على العمل العربي المشترك, وتاريخية العلاقة بين البلدين, ومعرفتنا بأن ضعفا سيلحق بكلا الدولتين أن هي سعت لتفكيك علاقاتها بالأخرى نرجو أن تبقى دائرة السياسية بعيدة عن هذه الأزمة.
 
فالسياسية أدبياتها المصالح المشتركة, والأمن القومي العربي, وهذه كلها دوائر تتأبى على ما قد يفسد العلاقة بين البلدين, لأن في ذلك تحقيقا لأهداف أعداء الأمة, وعصفا بآخر سطر في منظومة العمل العربي المشترك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..