الصفحات

الأربعاء، 4 أبريل 2012

أيام بن لادن الأخيرة...

بقلم: ديكلان والش ( المصدر : إنترناشيونال هيرالد تربيون - 1 أبريل 2012 )
ترجمة : د. حمد العيسى

-----
الملخص : شهادة أصغر زوجة لأسامة بن لادن (رحمه الله) تكشف عن تحركات زعيم تنظيم القاعدة قبل أن يقتل في غارة أمريكية في مايو 2011.
النص الكامل :
قضى أسامة بن لادن تسع سنوات هاربا في باكستان بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية ، وخلال ذلك الوقت تنقل بين خمسة منازل آمنة وأنجب أربعة أطفال، على الأقل اثنين منهم ولدوا في مستشفى حكومي، كما قالت زوجته الصغرى للمحققين الباكستانيين.
شهادة الزوجة أمل (30 عاما) تقدم الرواية الأكثر تفصيلا حتى الآن لحياة هروب عائلة بن لادن في السنوات التي سبقت غارة قوات الكوماندوس الامريكية التي قتلته في مايو 2011 وهو في سن 54.
روايتها وردت في تقرير للشرطة الباكستانية مؤرخ في 19 يناير كسرد لتلك الفترة المحمومة، ولكنه تقرير يحتوي على عيوب واضحة: حيث تم اقتباس وإعادة صياغة كلام السيدة أمل من قبل ضابط الشرطة، وهناك القليل من التفاصيل عن الباكستانيين الذين ساعدوا زوجها في الهروب من مطارديه الأمريكان. ومع ذلك، فإن هذا التقرير يثير مزيدا من التساؤلات حول الكيفية التي استطاع المطلوب رقم واحد في العالم المناورة بها أثناء هروبه الأخير وتحريك عائلته بسلام بين مدن متفرقة تمتد على اتساع باكستان، بدون انتباه أو تدخل من قبل الأجهزة الأمنية الباكستانية القوية.
زوجات بن لادن الثلاث مهمات جدا لأنهن تملكن إجابات لبعض الأسئلة التي أحبطت أجهزة الاستخبارات الغربية في السنوات التي تلت عام 2001. إنهن الآن قيد الاقامة الجبرية في إسلام آباد، ومحاميهن يقول إنه يتوقع أن يتم توجيه الاتهام لهن مع ابنتي بن لادن (مريم ،21 ، وسمية، 20) يوم الاثنين بخرق قوانين الهجرة الباكستانية، وهو اتهام يحتمل أن تصل عقوبته لخمس سنوات سجن!!!
وقد تعاونت الزوجات مع السلطات بدرجات متفاوتة. المحققون يقولون إن الزوجتان السعوديتان الأكبر سنا خيرية وسهام رفضتا التعاون مع المحققين. ولكن الزوجة الصغرى السيدة اليمنية أمل ، التي أصيبت بطلقة رصاص في الغارة التي قتلت زوجها، تكلمت.
هذا التقرير، الذي كشفت النقاب عنه صحيفة الفجر الباكستانية يوم الخميس تم كتابته عن طريق لجنة مشتركة من مسؤولين مدنيين وعسكريين، ثم حصلت صحيفة نيويورك تايمز على نسخة منه. وفي واشنطن، قال مسؤولون أمريكيون أنه بالرغم من أنهم لا يستطيعون تأكيد كل تفاصيل التقرير، إلا أنه يبدو بشكل عام متسقا مع ما هو معروف عن تحركات بن لادن.
وقالت السيدة أمل في التقرير، إنها وافقت على الزواج من ابن لادن في عام 2000 لأنه كان لديها رغبة في الزواج من مجاهد. وسافرت الى كراتشي في يوليو من ذلك العام، وبعد أشهر، عبروا الحدود الى أفغانستان للانضمام إلى بن لادن مع زوجتيه الأخريين في مسكنه في مزرعة خارج قندهار.
وقالت إن هجمات 11 سبتمبر تسببت في تشتت عائلة بن لادن. وعادت إلى كراتشي مع ابنتها حديثة الولادة، صفية، ومكثوا هناك لتسعة اشهر. وغيروا المنازل ما يصل إلى سبع مرات بمساعدة «عائلة باكستانية» صديقة وسعد أسامة بن لادن نجل زعيم القاعدة.
وكانت أيضا هناك شخصيات بارزة أخرى في تنظيم القاعدة تقيم في كراتشي التي يقطنها ما يصل إلى 18 مليون نسمة. خالد شيخ محمد، مهندس هجمات 11 سبتمبر تم القبض عليه في منزل في مارس 2003.
وقالت السيدة أمل إنها غادرت كراتشي في النصف الثاني من عام 2002 وذهبت إلى بيشاور، عاصمة مقاطعة خيبر باختونخوا، حيث اجتمع شملها مع زوجها. وكانت مطاردة الولايات المتحدة لبن لادن على أشدها وفي قمتها: فقد هاجمت عناصر القاعدة فندق يملكه إسرائيلي في كينيا ونوادي ليلية في إندونيسيا، ولكون انتباه وكالة المخابرات المركزية لم تحول جهدها نحو العراق بعد ، فقد تركز البحث بقوة على منطقة الحدود بين باكستان وأفغانستان.
بن لادن، وفقا لزوجته، اصطحب عائلته في عمق المناطق الجبلية الريفية في شمال غرب باكستان - ولكن ليس في منطقة الحزام القبلي التي ركزت المخابرات الأمريكية عليها كثيرا. في البداية مكثوا في منطقة شانغلا في وادي سوات، وهي منطقة خلابة تبعد حوالي 130 كيلومترا شمال غرب العاصمة، إسلام آباد، حيث أقاموا هناك في منزلين مختلفين لمدة ثمانية الى تسعة اشهر.
ثم في عام 2003 انتقلوا الى هاريبور، وهي بلدة صغيرة أقرب إلى إسلام آباد، حيث مكثوا في منزل مستأجر لمدة عامين. وهنا، ولدت أمل فتاة، (آسيا ، 2003)، وصبي (إبراهيم، 2004)- وكلاهما ولد في مستشفى حكومي محلي. تقرير الشرطة ينص على أن السيدة أمل بقيت في المستشفى لفترة وجيزة في كل ولادة تقدر بنحو 2-3 ساعات. وتنص وثيقة أخرى أنها قدمت أوراق هوية مزورة لموظفي المستشفى.
أخيرا، وفقا للسيدة أمل ، في منتصف عام 2005، انتقل بن لادن وعائلته الى أبوت آباد على بعد نحو 30 كيلومترا إلى الشرق من هاريبور، حيث أنجبت طفلين أخرين: (زينب ، 2006) و(حسين ، 2008).
وقال السيد أمل للمحققين أن المنازل في وادي سوات، هاريبور وأبوت آباد تم ترتيبها من قبل مضيفيهم البشتون، وعرف المحققون أنهما شقيقان يدعيان إبراهيم وأبرار، الذين أبقوا أسرهم مع عائلة أسامة طوال الوقت. ويعتقد المحققون أن إبراهيم هو من أشير إليه في تقارير مخابراتية بأنه أبو أحمد الكويتي، وهو باكستاني من أصل باشتوني ولد وترعرع في الكويت والذي كان معروفا لبعض الوقت لاجهزة الاستخبارات الاميركية بـ «حامل الرسائل» لأنه يحمل رسائل زعيم القاعدة.
وعندما اقتحم كوماندوس البحرية الامريكية منزل أبوت آباد في مايو الماضي، قتلوا بن لادن وأصابوا السيدة أمل التي كانت في نفس الغرفة، برصاصة في ساقها ولكنها نجت، ولكن قتل أربعة اخرون في الغارة هم حامل الرسائل، وزوجته بشرى، وشقيقه أبرار، وخليل ابن أسامة بن لادن (20 عاما).
زوجات بن لادن الثلاث تقمن الآن تحت الإقامة الجبرية في منزل مستأجر في إسلام آباد. وأعلن حميد (...) ابن عم السيدة أمل في اليمن لوكالة رويترز أنها محتجزة في بدروم وإنها تعرج بسبب الرصاصة التي أصابتها في ركبتها، وانها تعاني من صدمة نفسية وانخفاض شديد في ضغط الدم.
رواية السيدة أمل ، إذا ثبتت، تشير إلى أن القوات العسكرية الأمريكية كانت قريبة المنال من أسامة بن لادن في أواخر عام 2005. ففي أكتوبر من ذلك العام، ضرب زلزال ضخم شمال غرب باكستان، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 73,000 شخص. ولأسابيع بعد ذلك، كانت طائرات هليكوبترات أمريكية من طراز شينوك ، تم تحويلها من أفغانستان لتوصيل إمدادات الإغاثة، تطير فوق منزل بن لادن يوميا. وفي الوقت نفسه، كان الحاكم العسكري لباكستان برويز مشرف، وهو حليف وثيق لادارة بوش، يؤكد مرارا أن بن لادن كانت تؤويه قبائل عبر الحدود داخل أفغانستان.
القرار الباكستاني لمقاضاة الزوجات الثلاث والبنتين يتعارض مع توصية من الشرطة بأن يتم ترحيلهم إلى المملكة العربية السعودية واليمن. وقال محللون باكستانيون إن الاستخبارات الباكستانية قد تكون عندها أسباب خفية لاعتقال الأسرة. وقال رفعت حسين، وهو محلل دفاع: أعتقد أن الحكومة تريد الإبقاء عليهم من خلال إجراءات المحاكمة حتى يمكن الانتهاء من التحقيق ، وأعتقد أيضا أن الأميركيين حريصون جدا على الوصول لزوجات أسامة بن لادن.
ملاحظة : حقوق هذه الترجمة «مفتوحة» لكل من يرغب في نقلها أو نشرها بأي وسيلة بدون أذن المترجم بشرط «عدم تحريفها»

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..