افتتح زميلنا الشاعر الراوية الأستاذ علي الخراشي,
مراقب مجلس القاضي
موضوعه الجميل المعنون بـ (جزل القصيد) بسامرية
القاضي الشهيرة:
والله والله والله الذي نزّل ..
صحايف الكتب والفرقان للتالي
وهي أبيات من قصيدة طويلة عدد أبياتها خمسة وثلاثون, مطلعها:
لطيف رحبٍ وتسليم عدد ما هلّ .. وبلٍ على الخد همّالٍ وهطّالي
وما أحب التنبيه عليه هنا هو أن البيتين الأوليين اللذين أوردها أبوبسام
في سامرية القاضي, وهما:
يايوه شيليني عن شمس الضحى للظـل
................ الموت عن مقعد الحقران أنا أشوى لي
كـــلٍّ يـــقــلب عشيره فوق فرش الزل
................. وانا اتـــقــلــب لــما انــه يذن التالي
لم يردا في ديوان الشاعر الذي كتبه الشاعر بخط يده, ونشره المرحوم
خالد الفرج, في ديوان النبط, ولم يردا كذلك في رواية الربيعي التي نشرت
مع دراسة شاملة لحياة القاضي وشعره, وصدرت قبل عام ونصف بعنوان
(شاعر نجد الكبير) لمؤلفه عبدالعزيز بن حمد القاضي ..
وقد أشار الباحث بعد شرح البيت الأخير من القصيدة إلى هذا, وقال:
"في الروايات الشفهية أُدخل على القصيدة بيتان ليسا منها, هما (وذكر البيتين)
إذ لم توردهما جميع الروايات المعتبرة, ونفى حفيد الشاعر العم إبراهيم
المحمد القاضي نسبتهما لجده, وذكر أنهما أضيفا إلى القصيدة فيما بعد" انتهى
(انظر: شاعر نجد الكبير 401/2).
وفي فصل (ملاحظات توثيقية حول شعره), تحت عنوان:
(ثامنا: قصائد وأبيات نسبها بعض المؤلفين للقاضي وليست له)
جاء ما يلي:
9- في قصيدته الشهيرة التي مطلعها:
لطيف رحب وتسليم عدد ما هلّ .. وبلٍ على الخد همّالٍ وهطالي
أدخل الرواة البيتين التاليين:
يايوه شيليني عن شمس الضحى للظـل
........ .... الموت عن مقعد الحقران أنا أشوى لي
كلٍّ يقلب عشيره فوق فرش الزل
................ وانا اتقلب لــما انه يذن التالي
وهما مشهوران على مستوى الرواية الشفهية شهرة كبيرة, ولا تزال فرق
الفنون الشعبية ترددهما في (شيلات السامري والحوطي), وقد أوردهما
الأستاذ أحمد االعُريفي (بعض المتشابه من القصائد الشعبية) ضمن
القصيدة وقال في التقديم "وهي في ديوانه ولكن بإسقاط بعض أبياتها"
وأورد معهما بيتا ثالثا هو:
سميّها بالمدينة (لمبة) تـعمل
............ وسهيل بالليل نوره يشعل اشعالي
قلت (القائل الباحث): أما البيتان الأولان فمشهوران معروفان,
ولكن ليس بالرواية التي أوردها العريفي, وهي:
وكلٍّ يقلّب عشيره فوق فرش الزل
............. وأنا أتقلّب لما انه يذّن التالي
(ياياه) جرّيني عن شمس الضحى للظل
........... الموت عن مقعد الحقران أنا أشوالي
وإضافة إلى أنه قدّم البيت الثاني على الأول فإن كلمة (ياياه) هنا منكرة!
أما البيت الثالث فانفرد العريفي بإيراده, ولم يذكر مصادره. وفي البيت ملامح
تشكّك في صحة انتمائه إلى القصيدة, منها أن معناه غير متلائم مع ما قبله, ومنها أن
كلمة (لمبة) إذا كان المقصود بها المصباح الكهربائي, فإنها غير معروفة في زمن القاضي
ومنها أن قفلة (يشعل إشعالي) وردت في بيت آخر في القصيدة. انتهى كلام الباحث!
قال روح التميمي:
ومن هذا يتبيّن أن البيتين ( يايوه جريني ..) و(كلٍّ يقلب ..) ليسا في ديوان الشاعر
المنشور بجميع رواياته, لكنهما مشهوران كما أشار الباحث على المستوى الشعبي
فهل أسقطهما القاضي من الديوان ورعا؟ أم أنهما مما أدخله الرواة على القصيدة
كما ذكر ذلك حفيد الشاعر, وهو باحث ثقة (أعني الحفيد), الذي أشار إليه الباحث؟
وإذا افترضنا أن القاضي رحمه الله أسقطهما من ديوانه كما يفعل الشعراء عند
ترتيب دواوينهم وتهذيبها, فلماذا أسقطهما الربيعي من الرواية إذن؟ وأنا أظن ظنًّا
يقارب اليقين أن الربيعي نسخ ديوان القاضي في مجموعته الشعرية, قبل أن يظهر
ديوان القاضي مطبوعا لأول مرة عام 1372هـ ..
لست أدري, ومادام في الأمر شك, فالأولى حسب ـ قواعد الأصول الفقهية ـ أن ننفي
نسبتهما للقاضي حتى يثبت عكس ذلك, وليس هناك ما يوحي بثبوت هذا العكس.
أما البيت:
سميّها بالمدينة (لمبة) تـعمل
............ وسهيل بالليل نوره يشعل اشعالي
فواضح وضوحا لا يقبل الشك ـ كما أشار الباحث ـ أنه مما أُدخل على القصيدة ..
هنا
الصفحات
▼
يقال بأن البيتين (يا ياه جرينِ عن شمس الضحى للظل ...) لشاعر مقعد يخاطب أمه، كما يدل على هذا قوله: (يا ياه) وهي صيغة معروفة في شمال الجزيرة في نداء الأم، وليست معروفة في نجد بحسب علمي، والله أ‘لم.
ردحذف