الصفحات

الاثنين، 30 أبريل 2012

الاصلاح ليس شرهة

فقط للمعلومية فكلمة شرهه لمن لا يعرف الكلمات السائدة فى مجتمعنا السعودي بحكم التنوع المناطقي الجميل تحمل أكثر من معنى ولكن المعنى المقصود هو ما يقدمه الرجل النافذ للأنسان المستحق بمواصفة أن هذه الأعطية ليست حقاً يحصل عليه المواطن ولكنها هدية من الرجل النافذ القصد منها تكبيل المواطن بالكم الكثير من الخير الذي يصله من النافذ على الرغم أن النافذ ليس مجبراً لا حقوقياً ولا إجتماعياً بتقديم هذه الشرهه . وما يدفعه لهذا العمل فقط حب الخير وطلب الأجر عند الله .

لكن لأن هذا الطلب الخيري لدى النافذ غير صحيح فنجده عند أصغر زله تجاهه من قبل المواطن يزبد ويرعد وينسى الله والحقوق وبحجم الزله تكون العقوبة وربما تصل العقوبة من قبل النافذ الى تغييب المواطن لسنوات فى غياهب السجون حمانا الله من هذه الشرهات وتبعاتها .

وحتى تتضح الصورة حول العنوان والمقدمة نُذكّر بعضنا بحقوقنا كمواطنين أو بعض منها العدل وحماية بيت مال المسلمين من السرقه والفساد وحصول المواطن على حق التعليم والسكن والعمل والتطبيب والمشاركة في إدارة الدولة. ولذلك تم تأسيس الوزارات والهيئات المتخصصة وآخرها هيئة مكافحة الفساد وهي لحماية المال العام وكل هذا البناء الإداري هو إعتراف بأن كل ما تقدم هو حقوق يجب أن يحصل عليها المواطن !

وكل مسؤولي الدولة صباح مساء وبصوت واضح وعبارات جليه يؤكدون أن دورهم هو تقديم هذه الحقوق للمواطن بلا منّه بل نسمع التهديد والوعيد على من يتقاعس في أداء عمله لخدمة المواطنين !

وحتى نتحقق أن تلك الحقوق تصل الى أصحابها بيسر أرجو مراجعة الصحف المحلية لمدة أسبوع لنرى كم من المواطنين يطالبون بحقوقهم عبر وسائل الإعلام ولا يحصلون عليها ! وعدم حصول المواطن على حقوقه ليس بسبب عدم قدرة الأجهزة على تحقيق المطالب ولكن العقلية التي تدير البلد تظمر ولا تفصح أن كل ما تقدمه الدولة هو شرهه وإن لم تصل هذه الشرهه الى المواطن فهي ليست حقا ملزما للمسؤول بأدائها !

و  حتى تتضح الصورة أكثر هل تتذكرون حينما تطاول بعض المواطنين كما تعتقد الإدارة وطالبو بآلية جديده للإدارة بكتابة دستور يحدد الحقوق والواجبات على الجميع . ماذا كانت النتيجة يكفي فقط بأنهم تم وصفهم بأنهم يقفزون فى الظلام . وهذا التوصيف سببه تقارير مظلله وصلت الى القيادة السياسية لتأليبها ضد الناصحين الشرفاء. على الرغم أن هؤلاء الناصحين يقفزون الى منطقة النور والمأسسة وهو مطلب الجميع ولو لم يكن مطلب الجميع لما تأسس مجلس الشورى والمجالس البلدية .

عدت الى هذا الملف حينما قرأت اليوم نصاً رائعاً بعنوان مطالب الشباب وأشتمل البيان على كل المطالب التي ذكرت في البيانات السابقة ولكن بوضوح وجرأه أكثر . لكن المفارقة حينما تمت المطالبة بالدستور قبل سنوات وقع على البيان أقل من 50 شخص وكثير منهم دفع أثمان باهظة سجن ومنع من السفر ومطاردة ومتابعة . واليوم تجاوز العدد 10000 شاب هل هؤلاء الشباب يقفزون فى الظلام ؟ أعتقد أن هؤلاء الشباب رموا خلف ظهورهم مسألة الشرهات وأعتمدو مسألة الحقوق وهذا ما كان النشطاء يشيرون إليه فى جميع جهودهم منذ عام 2003 حينما قدمت عريضة رؤية لحاضر الوطن ومستقبله وما بعدها من بيانات ومقالات وجهود إعلامية مسموعة ومرئية, وبدلا من الإستماع الى مطالب الإصلاح والناصحين أصبح السجن والمحاكمات والتشويه والتلفيق هو سيد الموقف لكل شريف ناصح .

و مع كل ما تقدم يبقى وطننا العزيز المملكة العربية السعودية لديه من المساحة ما يكفي لتلافي أي مخاطر وهناك متسع من الوقت لكنه مرهون بسرعة الشروع بالإصلاح الجدي وهذا لن يحدث إلا بالتخلي عن مبدأ الرعية والإلتزام بمبدأ المواطنة وبشفافية عالية .

عقل ابراهيم الباهلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..