الصفحات

الأحد، 29 أبريل 2012

سقوط الثورة العربية

13/02/2012
في مدينة بيروت اللبنانية التقيت بمثقف فرنسي من أصل مغربي وجلسنا في إحدى المقاهي البيروتية الجميلة على شاطئ الروشة وتناقشنا بعمق في اوضاع الثورات العربية واتفقنا كثيراً , واختلفنا قليلاً وهذه من طبائع
الثقافة .
لقد استطاعت الثورات العربية ان تكشف عوراتنا , حيث كان العالم يظن اننا شعوب قادرة على ممارسة شتى انواع الثورات باخلاقها واهدافها وقيمها, والانحياز الكامل للمعاملة الإنسانية أثناء ذلك . وظنوا أننا قادرون على ممارسة الحرية وبكل اشكالها . ولكن اكتشف وتبين لهم أن الثورات قامت , ولكنها قامت باساليب وافكار العصور الوسطى الاوروبية نفسها التي انتهكت كل شيء , وقتل البشر بدون رحمة . لان عقولنا كشعوب عربية لم تتغير مع الثورات ولن تتغير, بل إنهم اكتشفوا اسوأ وابشع ما في سلوكياتنا الفوضوية العربية , وسوء الخلق , وتصدر الانتهازية على افكارنا واخلاقنا . وهنا تذكرت مقولة ابن خلدون : "العرب قوم همج هذبهم الاسلام فاذا ابتعدوا عن دينهم رجعوا إلى همجيتهم".
واكد الثوار العرب للغرب ومن فيه إننا أمة فقدنا البصيرة وقدمنا البصر عليها . وبصيرة الإنسان عقله وهو مجمع الفضائل والرذائل وموئل الفكر . والعقل يدرك المحسوسات والمجردات ويحكي لنا التاريخ العربي ان كبار المفكرين والمثقفين والادباء والشعراء والكتاب كان بعضهم مكفوفاً ,ولكنه امتلك بصيرة نافذة ونيرة مثل : بشار بن برد , وأبو العلاء المعري , ومحمد بن القاسم بن خلاء المكنى بأبي العيناء والدكتور طه حسين والشيخ عبدالحميد كشك وغيرهم . هذه العيوب والنواقص والمفاسد وغيرها , استطاع الغرب رصدها واستغلالها لاختراق الثوار والشارع العربي . من اجل افساد الدول العربية وجعلها تعيش شتى أنواع الصراعات وبمختلف مستوياتها . حتى تسقط الدولة العربية وبكل هياكلها , ويقوم بديلها حسب شهوات الفكر السياسي الغربي, ونبدأ في مرحلة الاستعمار الفكري والسياسي والتحكم في صياغة القرار العربي .
وكم استغل الغرب الكثير من المشاهد التي بثتها واذاعتها القنوات الفضائية والصحافة العربية والاسلامية . فمثلا صرح احد كبار المسؤولين في وزارة الدفاع الاسرائيلية قائلا: "نحن لا نحارب جيشاً مكروهاً من الشعب" . وكان يعني الجيش المصري.
وأكدنا للعالم كله أننا افضل أمة تهين حاكمها وتنتهك كرامته وحرمته, وبخاصة ما فعل بالرئيس المصري محمد حسنى مبارك والذي خدم شعبه وامته , ولكن للأسف اننا آمة جاحدة للجميل فالعرب تناسوا القيم بقصد بسبب جنة الشهوات الناتجة من الجلوس على كرسي السلطة .
في هذه الثورات البعض يمكن ابتزازه , بل شرائه بثمن بخس, أي أن الغرب وضع ثمناً لكل من يتعامل معه لتنفيذ مخططاته وطموحاته بعدم استقرار المنطقة كما ظهر في هذه الثورات  الفعل الانتقامي بشكل مفجع ومؤلم , وهذا الفعل اجهض مبادئ الثورة وعزز الاحقاد بين الشعب .
فعلا أكدت هذه الثورات أن الديمقراطية عند الأمة العربية هي على
الورق فقط لا غير . وقال احد المفكرين مقولة رائعة "لا يخلو عربي من ثورة , ولا يخلو عجمي من لؤم".
والله يسترنا فوق الأرض , وتحت الأرض , ويوم العرض , وساعة العرض , وأثناء العرض .
كاتب سعودي
zkutbi@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..