الصفحات

الاثنين، 9 أبريل 2012

اتفاقية السيداو (CEDAW) والأولمبياد





سيداو (CEDAW) اختصار لكلمات
(
Convention on the Elimination of All Forms of Discrimination Against Women)
وتعني "اتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة" وهي اتفاقية اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة
في 18 ديسمبر 1979 ، ودخلت حيز التنفيذ كاتفاقية دولية في

3 سبتمبر 1981 ،     وفي عام 1989 وافقت على الالتزام بها  مئة دولة   أي بعد عشر سنوات من اعتمادها .
 
ومن أعجب العجب أن أمريكا التي يوجد فيها مقر الأمم المتحدة رفضت التوقيع عليها بعد عرض الاتفاقية على الهيئة التشريعية ، ولم تنضم إليها أيضا ثمان دول أساسا وهي : إيران ، والفاتيكان ، والسودان ، ، والصومال ، وتونغا ، وكانت السويد أول الدول الموقعة عليها في 2 يوليو 1980 ، وهناك دول تحفظت على بعض بنودها ولكنها وقعت في النهاية إما خوفا أو مسايرة .
 
لستُ في مقام الدخول في تفاصيل الاتفاقية فقد كُتب عنها الكثير ، ونوقشت بنودها في البرامج والمنتديات ، بل لا يروادني شك في أن ما نشاهده من إقحام للمرأة في كثير من القضايا بسبب أو بدون سبب هو علقم تلك الاتفاقية الموقعة عليها والتي ألغت التشريعات السماوية ، والفروق الدينية وأبدلتها بقوانين وضعية تخدم أهدافا معينة نرى آثارها على أرض الواقع إذا لم يتدارك العقلاء الوضع .
 
ما يهمني فيها بعض بنودها التي أحببت طرحها تزامنا مع الحراك والنقاش الداخلي بخصوص مشاركة المرأة السعودية في الأولمبياد استمرارا لمسلسل الزج بالمرأة السعودية في كل ما لا يصلح لها ولا يناسبها ، ويبعدها عن الهدف الأسمى في قوله تعالى : "وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ"  
 
جاء في المادة العاشرة من الاتفاقية ما نصه : " تتخذ الدول الأطراف جميع التدابير المناسبة للقضاء على التمييز ضد المرأة لكي تكفل لها حقوقا مساوية لحقوق الرجل في ميدان التربية، وبوجه خاص لكي تكفل، على أساس المساواة بين الرجل والمرأة ... "
وجاء تحت نص المادة العاشرة فقرات ما يهمنا فيها الفقرة (ز) التي تقول : " التساوي في فرص المشاركة النشطة في الألعاب الرياضية والتربية البدنية " .
 
ولذا فلا غرابة أن نقرأ في الصحف عندنا وبعض القنوات سباقا محموما من أجل الإسراع في فرض الأندية النسائية الرياضية ، بل هناك فرق كرة قدم نسائية يمارسن كرة القدم ، وبلغ الأمر أن يسافرن لإقامة المباريات بين الجامعات أو الفرق الخارجية ، ووجدن دعما قويا من شخصيات ثرية ، وفي برنامج فضائي صرحت ضيفة في البرنامج أن لاعبا سعوديا دوليا يدربهن سرا !!
 
وكل هذا تحت غطاء أن المملكة وقعت على الاتفاقية فهي ملزمة بعدم الوقوف في وجه ممارسة المرأة للرياضة تحت نظر وعين ومراقبة الأمم المتحدة ، وللأسف أضحت سيادة الدول وثقافتها وعاداتها وتقاليدها لا قيمة لها ولا وزن تحت ظل هذه الاتفاقية .
 
وجاء في المادة الثالثة عشرة ما نصه : " تتخذ الدول الأطراف جميع التدابير المناسبة للقضاء على التمييز ضد المرأة في المجالات الأخرى للحياة الاقتصادية والاجتماعية لكي تكفل لها، على أساس المساواة بين الرجل والمرأة نفس الحقوق ... " .  
 
وتحت الفقرة (ج) من هذه المادة : " الحق في الاشتراك في الأنشطة الترويحية والألعاب الرياضية وفى جميع جوانب الحياة الثقافية "  .
 
لو دققنا في عبارة "التدابير المناسبة" في نص المادة الآنفة الذكر يمكن للمسؤول إذا كان يبحث عن رضى الله أن يتنصّل من تطبيق ما يخالف شرع الله من الاتفاقية وألا يتذرع بها ، ففي الحقيقة أن صياغة المادة عند التأمّل لا يُفهم منها الصراحة في الإلزام ، فالتقييد اللاحق للفظ التدابير وهو لفظ ( المناسبة ) يُمكّن الدول الأطراف من استبعاد غير المناسب من التدابير.
 
وفي الحقيقة أن الصياغة عند التأمّل لا يُفهم منها الصراحة في الإلزام ، فالتقييد اللاحق للفظ التدابير وهو لفظ ( المناسبة ) يُمكّن الدول الأطراف من استبعاد غير المناسب من التدابير.
 
صحيح أن لفظ التدابير عام لدخول ( ال ) الجنسية عليه ، ولكن قيد ( المناسبة ) لم يُبقه على عمومه ....
 
هذا مع التأكيد على  أنّ الاتفاقية الدولية ليست قانوناً بالمعنى الحقيقي لأنها تختلف عن القانون في مصدري التشريع والقضاء ، وكذلك فإن قواعدها – أي الاتفاقية – تفتقر إلى بعض خصائص القاعدة القانونية مثل الجزاء عند مخالفتها ، فغايته قطع العلاقات والشطب من الاتفاقية.
 
بل أضحت الاتفاقيات عند الدول الكبرى حبراً على ورق ، كالاتفاقيات المتعلقة بأسرى الحرب وغيرها ، وما يحدث في دول المسلمين المستضعفين شاهد على ذلك .
 
إن اختراق بنود الاتفاقية لمجتمع مسلم كمجتمعنا دستوره الكتاب والسنة يعد خرقا خطيرا يُخشى منه مستقبلا إذا طبقت البنود الأخرى من الاتفاقية ، وأحببت طرح المادتين المتعلقتين بالرياضة النسائية لتتضح الصورة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ، ولئلا تأتي الأجيال القادمة فتعجب من صورة مغايرة سمعوا بها مع تباعد الأزمان وتعاقب الأجيال .
 
وفي هذا المقام تذكرت عبارة جميلة خالدة للدكتور محمد السعيدي : " قد تصبح المرأة السعودية كاشيرة، وقد تصبح سائقة تاكسي، وقد تصبح عاملة نظافة، وقد نراها ممثلة إغراء، وعارضة أزياء، وراقصة باليه، ونادلة في مقاهي ليلية .. كل ذلك قد يكون، ولكن الذي لن يكون أن تذكر الأجيال القادمة أن كل ذلك مر علينا دون أن نؤدي واجبنا من المعذرة لأمتنا تجاهه " .ا.هـ.
 
فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ [ غافر : 44 ]
عبد الله زقيل

1465

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..