الصفحات

الخميس، 17 مايو 2012

غسيل… و ورق عنب


يرتب بعض الموظفين إجازاتهم الصيفية على شكل دورات أو “ورش عمل” وندوات.. إلخ، ومن نال رضا رئيسه سيختار البلد الذي يحب، كلما زاد مستوى الرضا ارتفع سقف الاختيار في السيرة العملية سيكتب عن حضور دورات تدريبية “متخصصة”، لا عن كونها دورة تدريبية مع العائلة للتعرف على المطاعم وأماكن الترفيه، هذه من الأساليب المتفق عليها دون إعلان تحت بند “أنت عارف وأنا عارف”، يمكن اعتبارها مكافأة أو “رضاوة” ولا مانع أن يشمل هذا للموظفين الكبار جولات تفقدية على مكاتب أو فروع أو توقيع اتفاقيات وحتى استطلاع تجارب الدول المتقدمة، كلها يحلو إنجازها في صيف بلدان مشهورة بالجذب الاصطيافي، “حج وبيع مسابح” تتلون وسائل استغلال العمل بتحميله مصروفات الإقامة والسفر مع نثريات على ميزانية المنشأة هذا يعتبر من الفئات مقارنة بغيره. في القطاع الخاص الأمر يختلف قليلاً، هناك تدقيق أكبر إلى حد ما، بعض القصص المضحكة دفعت للكتابة، لأتناول قدرة بعض الموظفين على استغلال وظائفهم باستنباط حيل ربما لا تخطر على بال.
اكتشفت الإدارة في المنشأة الخاصة أن فاتورة الفندق لموظفيها كثير الأسفار تحتوي على مبلغ محترم لتكاليف غسيل ملابس! يتكرر الأمر مع علم الإدارة أنه يسافر لوحده ليومين أو ثلاثة، طلبت الإدارة من الفندق تفصيلاً فظهر أن قطع الملابس تكفي لأشهر لا ليوم أو يومين، وفيها ملابس شتوية لمدينة تشكو من الحر والرطوبة وفساتين! وبعد المواجهة اكتشفت الإدارة أن موظفها يحرص في كل رحلة على حمل حقائب كبيرة للغسيل في الفندق! والعجيب أن الموظف متعاقد معه براتب كبير ومميزات لكنها العين الفارغة، ومثل هذا ربما يقنع رئيسه بالرحلات، الرئيس يفكر بمصلحة العمل والموظف متهم بالغسيل.
موظف آخر تظهر دائماً في فاتورة فندقه تكلفة قالب كبير من الكيك يكفي لعشرة أشخاص، على رغم سفره وحيداً، قبل السفر يطلبها على حساب عمله ليأخذها معه إلى المنزل ربما لسد عيون زوجته، ولو دققت أي إدارة منشأة في فواتير موظفيها لبرزت “علوم” هذا ونحن نتحدث عن مدن داخلية أما الخارجية فالعلم عند علام الغيوب،  لكن مثل هذا مثبت بالفواتير والتدقيق “يجيب خبره” إنما كيف تتعامل مع مثل هذا الاختلاس،
طبيبة متعاقدة مع جهة ما، تسوق لجيرانها في البناية، ورق العنب، والحمص والتبولة حتى أصابتهم الحموضة وكسدت بضاعة المطاعم المجاورة، تبيعها بأسعار متهاودة ولا مانع من الدين، وكلها من إعاشة الجهة “الما” ربما يحصل عليها من خصصت له وربما لا يتمكن.
كل هذا يعتبر من السرقات الصغيرة
لكن مقترفيها لو أمكنهم الوصول إلى لقمة أكبر لما ترددوا

عبد العزيز بن أحمد السويـّد
Posted: 17 May 2012 01:07 AM PDT

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..