علاء الأسواني يكتب جملة اعتراضية
ــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
منذ بضعة شهور سافر نجيب ساويرس في زيارة الى كندا أجرى خلالها عدة مقابلات في التليفزيون ، وقد كرر
ساويرس ـــ في كل لقاءاته ــ مطالبته للدول الغربية بالتدخل في مصر من أجل حماية الاقباط ومساعدة الليبراليين في بناء الدولة المدنية وعندما اعترض المذيع على تدخل الغرب في شئون مصر صاح ساويرس غاضبا :
ـــ لماذا تتركون قطر والسعودية تمولان الاخوان المسلمين .؟!. اما أن تمنعوا هذا التمويل او تتدخلوا في مصر لصالحنا ..
وفي لقاء آخر مع المذيعة الكندية كريستينا فريلاند طالب ساويرس الغرب بالتدخل لحماية الاقباط والليبراليين من الاسلاميين وعندما اعترضت المذيعة على التدخل في شئون مصر قال ساويرس بالحرف :
ــ عندما تتدخل الدول الغربية لدعمنا لا يجب أن يكون ذلك علنا
واندهشت المذيعة وقالت :
ــ أنت اذن تطالب الدول الغربية بدعم سري ..
.. كل هذه اللقاءات مسجلة ومتوفرة على الانترنت ولا يستطيع ساويرس انكارها.. ليس من حقى أن أشكك في وطنية نجيب ساويرس لكننى أرفض تماما هذا الطلب الذى قدمه للدول الغربية حتى تتدخل في شئوننا .. واذا كان هناك تمويل للاسلاميين من قطر والسعودية فالحل الصحيح أن تخضع ميزانيات الاحزاب الاسلامية والمدنية جميعا لرقابة الجهاز المركزى للمحاسبات مع تجريم أى تمويل سري مهما يكن نوعه ومصدره . .
أما أن يطالب ساويرس الحكومات الغربية بالتدخل في مصر لحماية الاقباط فلا شك عندى أن الاقباط بكل تاريخهم الوطنى سيكونون أول من يرفض هذا التدخل المشين . أنا يساري أدافع عن الدولة المدنية التى يتساوي فيها المواطنون بغض النظر عن أديانهم لكننى أرفض أى تدخل أجنبي في شئون بلادي وأسأل السيد ساويرس :
أية ديمقراطية تلك التى ستصنعها لنا الحكومات الغربية الاستعمارية ..؟!.اذكر لي بلدا عربيا واحدا قامت فيه الحكومات الغربية بحماية الاقليات .. هل حمت الولايات المتحدة المسيحيين أو الشيعة في العراق المحتل ..؟! هل حمت الدول الغربية المسيحيين في فلسطين الذين تقتلهم القوات الاحتلال الاسرائيلي وتدمر كنائسهم ..؟! ا.
ان مصر قد ناضلت على مدى عقود وقدمت آلاف الشهداء مسلمين وأقباطا من أجل الاستقلال والسيادة الوطنية وبالتالي فان دعوة ساويرس للغرب بالتدخل في مصر انما تهدر كل ما مات هؤلاء الشهداء من أجله .أدعو السيد ساويرس أن يقرأ قليلا عن تاريخ الكنيسة المصرية ليفخر كما أفخر كمصري بمواقفها الوطنية العظيمة التى قدمت مصلحة مصر على أى اعتبار .
أدعو ساويرس لقراءة تاريخ بطل وطنى من طراز رفيع هو القمص سرجيوس ، أحد زعماء ثورة 1919 الذى خطب في الأزهر وأعلن أن الأقباط يرفضون حماية الاحتلال البريطاني لهم ويطالبونه بالجلاء الفوري عن مصر ... الغريب أن السيد ساويرس دعا الدول الغربية الى التدخل في بلاده وطلب دعمهم السري لكنه في نفس الوقت عندما جاءت وزيرة الخارجية الامريكية في زيارة رسمية معلنة الى الرئيس مرسي المنتخب فان نجيب ساويرس رفض هذه الزيارة وأعلن أنها تعتبر تدخلا في شئون مصر .من المتحول يا سيد ساويرس ..؟!
ثانيا : ما موقف نجيب ساويرس من الثورة ؟! هل كان يؤيدها أم يعارضها .. ؟! شاهدت تسجيلات عديدة للسيد ساويرس فأصابتني دهشة بالغة : السيد ساويرس ينتقل من الموقف الى نقيضه بلا أدنى حرج .. قبل الثورة أعلن نجيب ساويرس مرارا وتكرارا أنه يحب حسني مبارك ويؤيده ويعتبره بطلا قوميا .. وفي بداية الثورة ، في مداخلة على قناة المحور خرج ساويرس على الناس باكيا من فرط تعاطفه مع مبارك .. عندئذ قال له المذيع سيد علي :
ــ يا أستاذ ساويرس دموعك غالية علينا . أنا عارف ان دموعك دي عشان مصر .
وفي لقاءات متوالية ، أثناء الثورة ، أكد ساويرس أنه لايريد لمبارك أن يرحل وأنه لم ينزل الى ميدان التحرير بل نزل الى ميدان مصطفى محمود حيث حمله مؤيدو مبارك على الاعناق وراح يهتف معهم من أجل بقاء مبارك . ... هذا الموقف يتحول الى نقيضه بعد نجاح الثورة فيؤكد ساويرس ، في لقاءات مسجلة أيضا ، أنه أيد الثورة منذ اليوم الأول وفرح بها فرحا شديدا ثم يبالغ فيقول ( في ندوة في كندا ) ان تأييده العارم للثورة جلب عليه غضب أفراد أسرته الذين خافوا عليه من عواقب شجاعته الثورية ..
هذه المواقف المتناقضة لنجيب ساويرس مسجلة وموجودة واذا سمح لي سأطبعها له على سيديهات وأرسلها الى مكتبه ليطالع مواقفه على مهل ويعرف من هو المتحول ..؟! .
ثالثا : السيد ساويرس غضب منى واتهمنى بالعنصرية لأننى أوردت في مقالى الأخير الجملة التالية : " بعض الأقباط أصابهم الذعر من وجود رئيس اسلامي لدرجة جعلتهم يريدون التخلص منه حتى لو كان الثمن اجهاض الثورة وعودة النظام القديم "
أولا سأوضح تعريف العنصرية في القوانين الغربية :
"العنصرية هي الاعتقاد بأن الاختلاف في العنصر أو الجنس يؤدى الى الاختلاف في القدرات الانسانية " أنصح السيد نجيب بأن يكتب هذاالتعريف ويفهمه جيدا وألا يستعمل بعد ذلك مصطلحات يجهل معناها ..أما عن الجملة التى أثارت غضبه فهو للأسف لم يكن أمينا في نقلها فقد كتبت " بعض " الاقباط لكن السيد ساويرس أورد الجملة بعد حذف "بعض " مما يوحي بأن رأيي ينسحب على الأقباط جميعا .
على كل حال تعالوا نتحدث بصراحة : .. هل ننكر ان قطاعا كبيرا من الأقباط قد صوتوا لصالح شفيق وكانوا سيصوتون لعمر سليمان رحمه الله لو انه أكمل ترشيحه .؟! الكاتب القبطى البارز سليمان شفيق أكد في مقاله باليوم السابع أن 80 في المائة من الاقباط صوتوا لصالح شفيق .. هل ننكر ان وصول شفيق او عمر سليمان الى الحكم كان سيعنى اجهاض الثورة او على الاقل نهاية الموجة الأولى من الثورة .؟!. انا أتفهم موقف الاقباط الذيم دعموا النظام القديم خوفا من الاسلاميين لكننى لا يمكن أن أوافقهم على هذا الموقف ..
رابعا : يقول السيد ساويرس ان قناة اون تي في لعبت دورا مهما في الثورة وانا أوافقه تماما وقد كان لي حظ الاقتراب من هذه القناة ورأيت المجهود العظيم الذى بذله مدير القناة
ألبير شفيق ونجومها المتألقون مثل يسري فوده وريم ماجد وآخرون ورأيت عشرات الشباب يتعلمون ويمارسون القواعد المهنية لاعلام راق وصادق .. كنت فخورا بقناة اون تي في ورأيتها وهي تحارب بشجاعة لتنقل الحقيقة ثم ماذا حدث .؟!. ما أن أعلن عن خوض أحمد شفيق جولة الاعادة ضد محمد مرسي في انتخابات الرئاسة حتى تصرف نجيب ساويرس بمنطق صاحب الكرة ( عندما كنا نلعب الكرة ونحن أطفال كان صاحب الكرة له الكلمة النهائية ولابد أن نطيعه والا فانه سيأخذ الكرة ويمضى فلا تكون هناك مباراة أصلا ) فرض ساويرس على قناة اون تي في تأييد احمد شفيق ومنع انتقاد شفيق في كل البرامج وتم الغاء دعوات لضيوف عديدين من منتقدي شفيق وفي وقت ما تم الغاء معظم البرامج الحوارية ثم نتيجة لكل هذه الضغوط انسحب الاعلامي الكبير يسري فوده ووجه بيانا لمشاهديه قائلا : " لقد انسحبت احتراما لكم " ثم رفض العودة للقناة لأن المسألة مسألة مبدأ كما قال .. كل هذه وقائع لايستطيع ساويرس انكارها بل ان تأييده العارم لشفيق ــ الذى ينكره الان ــ عليه عشرات الشهود وأذكر أن رجلا مصريا عظيما ، واحد من أهم رموز الثورة في مصر ، قال لي في اتصال تليفوني :
ــ تصور نجيب ساويرس كلمنى ثلاث مرات عشان أدعم شفيق .. "
ثم عقب الرجل الكبير بكلمة لا أحب أن أذكرها .. الأمثلة على تحولات ساويرس لا تنتهي .
خامسا : يتهمنى السيد ساويرس بأنى تحولت في موقفي وتحالفت مع الاخوان المسلمين .
ولا أعرف من أين أتى بهذا الكلام ، لكننى أدرك أن موقفي صعب الفهم على ساويرس لأننى لست منحازا لطائفة أو حزب أو مجموعة مصالح ، أنا أدافع عن مبدأ ، أدافع عن الحق أينما وقع . الاسلاميون ( الاخوان والسلفيون ) أختلف معهم في الافكار والسياسات لكنى أدافع عن حقوقهم كمواطنين تماما كما أدافع عن حقوق الاقباط .. كنت من الاصوات القليلة التى رفضت المحاكمات العسكرية للاخوان وطالبت بحقهم في انشاء أحزاب و كتبت ذلك في عز جبروت نظام مبارك . .
وكنت أيضا من أكبر منتقدي الاخوان بعد الثورة لأنهم فضلوا مصالحهم على مصلحة الثورة وتحالفوا مع العسكر على حساب الثورة حتى وصلنا الى هذه المحنة كما أننى لم أنتخب محمد مرسي ودعوت الى مقاطعة الانتخابات احتجاجا على ترشح شفيق للرئاسة قبل التحقيق معه في 35 قضية فساد تلاحقه منذ عام ونصف . .. لماذا يتهمنى ساويرس اذن بالتحالف مع الاخوان ..؟! ..
لأننى تلقيت دعوة من رئيس مصر المنتخب لكي يستمع الى رأيي في كيفية تحقيق أهداف الثورة . ذهبت اليه بصحبة كوكبة من الثوريين الوطنيين المخلصين : وائل غنيم وأسماء محفوظ ووائل قنديل وحسن نافعه وسيف عبد الفتاح وحمدي قنديل وعبد الجليل مصطفى وعمار علي حسن وغيرهم ..
قلنا له كل ما نتوقعه منه لكي يصبح بحق رئيسا للمصريين جميعا وليس مندوبا للاخوان في الرئاسة .. ما العيب في ذلك .؟!. هل كان المفروض أن أرفض دعوة رئيس مصر المنتخب حتى يرضى عنى ساويرس .؟!.
أنا لايهمنى رضا ساويرس أو غضبه فأنا أفعل دائما ما يمليه على ضميري بغض النظر عن النتائج . . الغريب أن السيد ساويرس الذى التقى كثيرا بمسئولين ورجال أعمال اسرائيليين من أجل مشروعاته في اسرائيل يغضب منى اذا قابلت رئيس مصر المنتخب .. السبب انه رئيس اسلامي وهذه فيما يبدو جريمة لا تغتفر في عرف ساويرس ..
ليست هذه أول مرة أكتشف هذا الجانب في شخصية ساويرس .. ففي أعقاب تكوين حزب الحرية والعدالة اشتركت في مناظرة تليفزيونية مع الدكتور محمد مرسي باعتباره رئيسا للحزب في برنامج الاعلامي الكبير يسري فوده .. ناقشت مع الدكتور مرسي كل مآخذى على تيار الاسلام السياسي وسجلت اختلافي الكامل مع أفكارهم ومضى الحوار بطريقة بناءة ومتحضرة .. وقد أشاد بالحوار الدكتور مرسي والاستاذ يسري فودة ومعظم المشاهدين على تويتر وفيسبوك ... بعد يومين رأيت نجيب ساويرس بالصدفة عند صديق مشترك فبادرني قائلا :
ــــ أنا ما عجبنيش حوارك مع محمد مرسي . أنت كنت لطيف معه زيادة عن اللزوم
قلت له ان هدفي أن أعبر عن آرائي لا أن أهين الآخرين وأكدت له اننى كنت في مناظرة وليس مشاجرة .ثم دار بيننا حوار خاص تأكد لي من خلاله اننا ننظر الى الاسلاميين بطريقة مختلفة .
يا استاذ نجيب أنا أختلف مع أفكار الاخوان والسلفيين وبيننا خصومة سياسية أما أنت فان خصومتك مع الاسلاميين تحولت للأسف الى عداوة ..
الخصومة الشريفة لا تمنعك أبدا من الاعتراف بحقوق خصومك والدفاع عنهم اذا كانوا على حق أما العداوة فهي تمنعك من الانصاف وتدفع بك الى التحيز والتجنى .. أنا أبنى موقفي على الحق كما أراه وأنت تبنى مواقفك على عداوتك للاسلاميين ..
النتيجة أننى والحمدلله أتبنى موقفا متماسكا مستقيما سأظل أدافع عنه مهما يكن الثمن وأنت يا أستاذ نجيب للأسف قد ضللت الطريق حتى أصبحت تشترك في نفس الموقف مع جماعة أبناء مبارك وآسفين ياريس وتوفيق عكاشه ..
أستاذ نجيب ساويرس .عد الى الحق .. الرجوع الى الحق فضيلة
-----------------------------------
المقال سينشر غدا بجريدة المصري !
ــــــــــــــــــــــــــ
منذ بضعة شهور سافر نجيب ساويرس في زيارة الى كندا أجرى خلالها عدة مقابلات في التليفزيون ، وقد كرر
ساويرس ـــ في كل لقاءاته ــ مطالبته للدول الغربية بالتدخل في مصر من أجل حماية الاقباط ومساعدة الليبراليين في بناء الدولة المدنية وعندما اعترض المذيع على تدخل الغرب في شئون مصر صاح ساويرس غاضبا :
ـــ لماذا تتركون قطر والسعودية تمولان الاخوان المسلمين .؟!. اما أن تمنعوا هذا التمويل او تتدخلوا في مصر لصالحنا ..
وفي لقاء آخر مع المذيعة الكندية كريستينا فريلاند طالب ساويرس الغرب بالتدخل لحماية الاقباط والليبراليين من الاسلاميين وعندما اعترضت المذيعة على التدخل في شئون مصر قال ساويرس بالحرف :
ــ عندما تتدخل الدول الغربية لدعمنا لا يجب أن يكون ذلك علنا
واندهشت المذيعة وقالت :
ــ أنت اذن تطالب الدول الغربية بدعم سري ..
.. كل هذه اللقاءات مسجلة ومتوفرة على الانترنت ولا يستطيع ساويرس انكارها.. ليس من حقى أن أشكك في وطنية نجيب ساويرس لكننى أرفض تماما هذا الطلب الذى قدمه للدول الغربية حتى تتدخل في شئوننا .. واذا كان هناك تمويل للاسلاميين من قطر والسعودية فالحل الصحيح أن تخضع ميزانيات الاحزاب الاسلامية والمدنية جميعا لرقابة الجهاز المركزى للمحاسبات مع تجريم أى تمويل سري مهما يكن نوعه ومصدره . .
أما أن يطالب ساويرس الحكومات الغربية بالتدخل في مصر لحماية الاقباط فلا شك عندى أن الاقباط بكل تاريخهم الوطنى سيكونون أول من يرفض هذا التدخل المشين . أنا يساري أدافع عن الدولة المدنية التى يتساوي فيها المواطنون بغض النظر عن أديانهم لكننى أرفض أى تدخل أجنبي في شئون بلادي وأسأل السيد ساويرس :
أية ديمقراطية تلك التى ستصنعها لنا الحكومات الغربية الاستعمارية ..؟!.اذكر لي بلدا عربيا واحدا قامت فيه الحكومات الغربية بحماية الاقليات .. هل حمت الولايات المتحدة المسيحيين أو الشيعة في العراق المحتل ..؟! هل حمت الدول الغربية المسيحيين في فلسطين الذين تقتلهم القوات الاحتلال الاسرائيلي وتدمر كنائسهم ..؟! ا.
ان مصر قد ناضلت على مدى عقود وقدمت آلاف الشهداء مسلمين وأقباطا من أجل الاستقلال والسيادة الوطنية وبالتالي فان دعوة ساويرس للغرب بالتدخل في مصر انما تهدر كل ما مات هؤلاء الشهداء من أجله .أدعو السيد ساويرس أن يقرأ قليلا عن تاريخ الكنيسة المصرية ليفخر كما أفخر كمصري بمواقفها الوطنية العظيمة التى قدمت مصلحة مصر على أى اعتبار .
أدعو ساويرس لقراءة تاريخ بطل وطنى من طراز رفيع هو القمص سرجيوس ، أحد زعماء ثورة 1919 الذى خطب في الأزهر وأعلن أن الأقباط يرفضون حماية الاحتلال البريطاني لهم ويطالبونه بالجلاء الفوري عن مصر ... الغريب أن السيد ساويرس دعا الدول الغربية الى التدخل في بلاده وطلب دعمهم السري لكنه في نفس الوقت عندما جاءت وزيرة الخارجية الامريكية في زيارة رسمية معلنة الى الرئيس مرسي المنتخب فان نجيب ساويرس رفض هذه الزيارة وأعلن أنها تعتبر تدخلا في شئون مصر .من المتحول يا سيد ساويرس ..؟!
ثانيا : ما موقف نجيب ساويرس من الثورة ؟! هل كان يؤيدها أم يعارضها .. ؟! شاهدت تسجيلات عديدة للسيد ساويرس فأصابتني دهشة بالغة : السيد ساويرس ينتقل من الموقف الى نقيضه بلا أدنى حرج .. قبل الثورة أعلن نجيب ساويرس مرارا وتكرارا أنه يحب حسني مبارك ويؤيده ويعتبره بطلا قوميا .. وفي بداية الثورة ، في مداخلة على قناة المحور خرج ساويرس على الناس باكيا من فرط تعاطفه مع مبارك .. عندئذ قال له المذيع سيد علي :
ــ يا أستاذ ساويرس دموعك غالية علينا . أنا عارف ان دموعك دي عشان مصر .
وفي لقاءات متوالية ، أثناء الثورة ، أكد ساويرس أنه لايريد لمبارك أن يرحل وأنه لم ينزل الى ميدان التحرير بل نزل الى ميدان مصطفى محمود حيث حمله مؤيدو مبارك على الاعناق وراح يهتف معهم من أجل بقاء مبارك . ... هذا الموقف يتحول الى نقيضه بعد نجاح الثورة فيؤكد ساويرس ، في لقاءات مسجلة أيضا ، أنه أيد الثورة منذ اليوم الأول وفرح بها فرحا شديدا ثم يبالغ فيقول ( في ندوة في كندا ) ان تأييده العارم للثورة جلب عليه غضب أفراد أسرته الذين خافوا عليه من عواقب شجاعته الثورية ..
هذه المواقف المتناقضة لنجيب ساويرس مسجلة وموجودة واذا سمح لي سأطبعها له على سيديهات وأرسلها الى مكتبه ليطالع مواقفه على مهل ويعرف من هو المتحول ..؟! .
ثالثا : السيد ساويرس غضب منى واتهمنى بالعنصرية لأننى أوردت في مقالى الأخير الجملة التالية : " بعض الأقباط أصابهم الذعر من وجود رئيس اسلامي لدرجة جعلتهم يريدون التخلص منه حتى لو كان الثمن اجهاض الثورة وعودة النظام القديم "
أولا سأوضح تعريف العنصرية في القوانين الغربية :
"العنصرية هي الاعتقاد بأن الاختلاف في العنصر أو الجنس يؤدى الى الاختلاف في القدرات الانسانية " أنصح السيد نجيب بأن يكتب هذاالتعريف ويفهمه جيدا وألا يستعمل بعد ذلك مصطلحات يجهل معناها ..أما عن الجملة التى أثارت غضبه فهو للأسف لم يكن أمينا في نقلها فقد كتبت " بعض " الاقباط لكن السيد ساويرس أورد الجملة بعد حذف "بعض " مما يوحي بأن رأيي ينسحب على الأقباط جميعا .
على كل حال تعالوا نتحدث بصراحة : .. هل ننكر ان قطاعا كبيرا من الأقباط قد صوتوا لصالح شفيق وكانوا سيصوتون لعمر سليمان رحمه الله لو انه أكمل ترشيحه .؟! الكاتب القبطى البارز سليمان شفيق أكد في مقاله باليوم السابع أن 80 في المائة من الاقباط صوتوا لصالح شفيق .. هل ننكر ان وصول شفيق او عمر سليمان الى الحكم كان سيعنى اجهاض الثورة او على الاقل نهاية الموجة الأولى من الثورة .؟!. انا أتفهم موقف الاقباط الذيم دعموا النظام القديم خوفا من الاسلاميين لكننى لا يمكن أن أوافقهم على هذا الموقف ..
رابعا : يقول السيد ساويرس ان قناة اون تي في لعبت دورا مهما في الثورة وانا أوافقه تماما وقد كان لي حظ الاقتراب من هذه القناة ورأيت المجهود العظيم الذى بذله مدير القناة
ألبير شفيق ونجومها المتألقون مثل يسري فوده وريم ماجد وآخرون ورأيت عشرات الشباب يتعلمون ويمارسون القواعد المهنية لاعلام راق وصادق .. كنت فخورا بقناة اون تي في ورأيتها وهي تحارب بشجاعة لتنقل الحقيقة ثم ماذا حدث .؟!. ما أن أعلن عن خوض أحمد شفيق جولة الاعادة ضد محمد مرسي في انتخابات الرئاسة حتى تصرف نجيب ساويرس بمنطق صاحب الكرة ( عندما كنا نلعب الكرة ونحن أطفال كان صاحب الكرة له الكلمة النهائية ولابد أن نطيعه والا فانه سيأخذ الكرة ويمضى فلا تكون هناك مباراة أصلا ) فرض ساويرس على قناة اون تي في تأييد احمد شفيق ومنع انتقاد شفيق في كل البرامج وتم الغاء دعوات لضيوف عديدين من منتقدي شفيق وفي وقت ما تم الغاء معظم البرامج الحوارية ثم نتيجة لكل هذه الضغوط انسحب الاعلامي الكبير يسري فوده ووجه بيانا لمشاهديه قائلا : " لقد انسحبت احتراما لكم " ثم رفض العودة للقناة لأن المسألة مسألة مبدأ كما قال .. كل هذه وقائع لايستطيع ساويرس انكارها بل ان تأييده العارم لشفيق ــ الذى ينكره الان ــ عليه عشرات الشهود وأذكر أن رجلا مصريا عظيما ، واحد من أهم رموز الثورة في مصر ، قال لي في اتصال تليفوني :
ــ تصور نجيب ساويرس كلمنى ثلاث مرات عشان أدعم شفيق .. "
ثم عقب الرجل الكبير بكلمة لا أحب أن أذكرها .. الأمثلة على تحولات ساويرس لا تنتهي .
خامسا : يتهمنى السيد ساويرس بأنى تحولت في موقفي وتحالفت مع الاخوان المسلمين .
ولا أعرف من أين أتى بهذا الكلام ، لكننى أدرك أن موقفي صعب الفهم على ساويرس لأننى لست منحازا لطائفة أو حزب أو مجموعة مصالح ، أنا أدافع عن مبدأ ، أدافع عن الحق أينما وقع . الاسلاميون ( الاخوان والسلفيون ) أختلف معهم في الافكار والسياسات لكنى أدافع عن حقوقهم كمواطنين تماما كما أدافع عن حقوق الاقباط .. كنت من الاصوات القليلة التى رفضت المحاكمات العسكرية للاخوان وطالبت بحقهم في انشاء أحزاب و كتبت ذلك في عز جبروت نظام مبارك . .
وكنت أيضا من أكبر منتقدي الاخوان بعد الثورة لأنهم فضلوا مصالحهم على مصلحة الثورة وتحالفوا مع العسكر على حساب الثورة حتى وصلنا الى هذه المحنة كما أننى لم أنتخب محمد مرسي ودعوت الى مقاطعة الانتخابات احتجاجا على ترشح شفيق للرئاسة قبل التحقيق معه في 35 قضية فساد تلاحقه منذ عام ونصف . .. لماذا يتهمنى ساويرس اذن بالتحالف مع الاخوان ..؟! ..
لأننى تلقيت دعوة من رئيس مصر المنتخب لكي يستمع الى رأيي في كيفية تحقيق أهداف الثورة . ذهبت اليه بصحبة كوكبة من الثوريين الوطنيين المخلصين : وائل غنيم وأسماء محفوظ ووائل قنديل وحسن نافعه وسيف عبد الفتاح وحمدي قنديل وعبد الجليل مصطفى وعمار علي حسن وغيرهم ..
قلنا له كل ما نتوقعه منه لكي يصبح بحق رئيسا للمصريين جميعا وليس مندوبا للاخوان في الرئاسة .. ما العيب في ذلك .؟!. هل كان المفروض أن أرفض دعوة رئيس مصر المنتخب حتى يرضى عنى ساويرس .؟!.
أنا لايهمنى رضا ساويرس أو غضبه فأنا أفعل دائما ما يمليه على ضميري بغض النظر عن النتائج . . الغريب أن السيد ساويرس الذى التقى كثيرا بمسئولين ورجال أعمال اسرائيليين من أجل مشروعاته في اسرائيل يغضب منى اذا قابلت رئيس مصر المنتخب .. السبب انه رئيس اسلامي وهذه فيما يبدو جريمة لا تغتفر في عرف ساويرس ..
ليست هذه أول مرة أكتشف هذا الجانب في شخصية ساويرس .. ففي أعقاب تكوين حزب الحرية والعدالة اشتركت في مناظرة تليفزيونية مع الدكتور محمد مرسي باعتباره رئيسا للحزب في برنامج الاعلامي الكبير يسري فوده .. ناقشت مع الدكتور مرسي كل مآخذى على تيار الاسلام السياسي وسجلت اختلافي الكامل مع أفكارهم ومضى الحوار بطريقة بناءة ومتحضرة .. وقد أشاد بالحوار الدكتور مرسي والاستاذ يسري فودة ومعظم المشاهدين على تويتر وفيسبوك ... بعد يومين رأيت نجيب ساويرس بالصدفة عند صديق مشترك فبادرني قائلا :
ــــ أنا ما عجبنيش حوارك مع محمد مرسي . أنت كنت لطيف معه زيادة عن اللزوم
قلت له ان هدفي أن أعبر عن آرائي لا أن أهين الآخرين وأكدت له اننى كنت في مناظرة وليس مشاجرة .ثم دار بيننا حوار خاص تأكد لي من خلاله اننا ننظر الى الاسلاميين بطريقة مختلفة .
يا استاذ نجيب أنا أختلف مع أفكار الاخوان والسلفيين وبيننا خصومة سياسية أما أنت فان خصومتك مع الاسلاميين تحولت للأسف الى عداوة ..
الخصومة الشريفة لا تمنعك أبدا من الاعتراف بحقوق خصومك والدفاع عنهم اذا كانوا على حق أما العداوة فهي تمنعك من الانصاف وتدفع بك الى التحيز والتجنى .. أنا أبنى موقفي على الحق كما أراه وأنت تبنى مواقفك على عداوتك للاسلاميين ..
النتيجة أننى والحمدلله أتبنى موقفا متماسكا مستقيما سأظل أدافع عنه مهما يكن الثمن وأنت يا أستاذ نجيب للأسف قد ضللت الطريق حتى أصبحت تشترك في نفس الموقف مع جماعة أبناء مبارك وآسفين ياريس وتوفيق عكاشه ..
أستاذ نجيب ساويرس .عد الى الحق .. الرجوع الى الحق فضيلة
-----------------------------------
المقال سينشر غدا بجريدة المصري !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..