الصفحات

الخميس، 5 يوليو 2012

علي الأمين ومستقبل العلاقة بين الإخوان المسلمين والشيعة

العلامة المجتهد السيد علي الأمين في مقابلة أجرتها معه الوطن الكويتية تنشر لاحقاً حول مستقبل العلاقة بين الإخوان المسلمين والشيعة

30 / 06 / 2012

العلامة المجتهد السيد علي الأمين - جريدة الوطن الكويتية – الأستاذ أحمد زكريا

1- هل ترى سماحتكم أن ثمة حواجز شرعية تمنع من تقارب الإخوان والشيعة
- لا يوجد أي مانع شرعي من قيام العلاقات بين "الإخوان المسلمين" و الشيعة بل إنّ الأخوّة الإسلامية تتطلّب قيام أحسن العلاقات المبنيّة على التراحم و التعاون وأذكر أنّه عندما كنّا في حوزة النّجف الأشرف كانت العلاقة جيدة بين حزب الدّعوة الإسلاميّة في العراق وبين الإخوان المسلمين وكانت كتب سيّد قطب رحمه الله تُدرّس في الحلقات الحزبيّة وإن كانت نظرة عموم الحوزة الدينيّة في تلك المرحلة نظرة سلبيّة إلى الأحزاب الدّينيّة من الإخوان المسلمين وغيرهم لوجود نظرة لديهم تدعو إلى اجتناب السّعي إلى السلطة والحكم ولكن هذه النظرة تبدّلت بعد وصول كثير من الأحزاب الشيعية إلى السلطة في ايران و العراق و غيرهما من البلدان خصوصاً وأن المرجعيات الدينية نظراً لتبعيتها لتلك الأحزاب أصبحت من المنظّرين للوصول إلى السلطة واستلامها والمشاركة فيها.
2- ما نقاط الاتفاق التي يمكن أن يلتقي عليها الجانبان ؟
- ما يمكن أن يتفق عليه الجانبان في الأوطان المشتركة هو العدالة الاجتماعية والحريات الدينية التي تتسع للمذاهب والأديان وقيام السلطة على مبدأ الشورى والانتخاب وهو ما يتيح المشاركة فيها للجميع بنحو متوازن واعتماد منهج للتعليم الديني المشترك في المدارس و الجامعات يبتعد بالمجتمع عن استحضار خلافات التاريخ ويهتمّ بالفضائل والأخلاق الدّينيّة وتبقى الخصوصيات المذهبية يأخذها الطالب من محيطه وبيئته ومن المعاهد الدينية الخاصّة وليس من مراكز التعليم العامة التي تعمل على نشر العلم والمعرفة والتربية الوطنية. وهناك قضايا كبرى أخرى تجمعهم كالصراع العربي الإسرائيلي.
3- هل تري أن علاقة الشيعة بإيران عقبة في طريق هذا التقارب بين الإخوان والشيعة ؟
- إن علاقة الشيعة العرب هي مع شعوبهم وأوطانهم ودولهم والروابط المذهبية مع إيران يجب أن لا تتحول إلى روابط سياسية خارج دولهم التي ينتمون إليها فليس لإيران ولاية خارج حدودها الجغرافية وقد تسبب بهذه النظرة السلبية إلى الشيعة العرب ارتباط بعض الأحزاب و الحركات الشيعية في العالم العربي بالمشروع السياسي الإيراني وهذا خطأ يجب أن تخرج منه تلك الحركات وقياداتها ، ويمكن لهذه العلاقات الإيجابية بين الإخوان المسلمين و الشيعة العرب أن تنعكس إيجابياً على سياسة إيران في المنطقة داخلياً وخارجياً.
4- البعض يزعم أن الإخوان يتعاملون بعليائية خاصة فيما يسمي دول الربيع العربي..هل تؤيد هذا الطرح ؟
- لقد تطورت نظرة الإخوان المسلمين إلى المجتمع والدولة من خلال التجارب الماضية وقد ظهر ذلك من خلال الوثائق السياسية التي أعلن عنها الإخوان المسلمون في مصر وسوريا وغيرهما حيث أظهرت الانفتاح على كل مكونات المجتمع والقدرة على بناء الدولة المدنية التي تقوم على قاعدة المواطنة التي تضمن العدالة والحرية لجميع المواطنين وليس بوسعهم الخروج من هذه الشعارات بعد الوصول إلى السلطة واستلامها.
5- هل ثمة تشابه بين نظرية ولاية الفقيه ورجوع الإخوان للمرشد العام ومكتب الإرشاد ؟
- تختلف ولاية الفقيه عن مرجعية المرشد في الإخوان المسلمين حيث إن الأولى تُعطى الصفة الدينية الإلزامية و الثانية تُعطى الصفة التنظيمية دون الولاية الشرعية.
6-كيف تتوقع وضع الشيعة في الدول التي سوف يتولي فيها الحكم الإخوان المسلمين؟
- عندما يتمّ الاحتكام إلى موازين العدالة الإسلامية في العلاقة بين المسلمين تزول الكثير من الخلافات على قاعدة الرّجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله الجامعة. وليست دعوة الإخوان المسلمين للوصول إلى السلطة بعيدة عن هذه الموازين. تُضاف إليها الحريات الدينية والسياسيّة التي رفعوا شعاراتها وقد عاش المسلمون سنة و شيعة قروناً عديدة في المنطقة بعضهم مع البعض الآخر دون خلافات تُذكر على مستوى العلاقات الشعبيّة والاجتماعية فيما بينهم.
7- برأي سماحتكم ما المطلوب من الإخوان حتى يشعر الشيعة أن التقارب بين الطرفين أمر ممكن؟
- كما قلت لكم في جواب سابق إنّ الوثائق السياسية التي صدرت عن الإخوان المسلمين تشكل مصدر اطمئنان لكل المكونات في الوطن الذي يجمع بين المسلمين وغير المسلمين وبين المسلمين أنفسهم سنة و شيعة وأنصح بالمزيد من هذه الوثائق التي تزيد من درجات الاطمئنان وتحبط الكثير من الدّعايات الهادفة للوقيعة بين المسلمين.
8- هل زيارات بعض الشخصيات البارزة لطهران يمكن أن تشكل لبنة في طريق التقارب يمكن البناء عليها ؟
- إن الزيارات المتبادلة للشخصيات الدينية تفتح الطريق لبناء الثقة ولكنها لا تكفي وحدها بل لا بدّ من عقد اللقاءات الدينية الموسعة بين مختلف المرجعيات الدينية والسياسية والخروج بوثيقة مشتركة بين تلك المرجعيات تحدد أسس العلاقة بين المسلمين وتضع الضوابط الشرعية في المسائل الخلافية التي تثير النزاعات المذهبيّة وتؤكد على المشتركات الكثيرة بين المسلمين بحيث تصبح تلك الوثيقة كتاباً مدرسيا يُدرّس في المدارس و الجامعات وينتشر في المجتمعات وبذلك يتقدّم التقارب بين المسلمين إلى الأمام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..