الصفحات

الاثنين، 23 يوليو 2012

فرحة أصحاب المخدرات : وعصر"رشيد علامة"

                                                                                                                                              
 حري  بكل "مجتهد"(تعمم)بحديث (من اجتهد فأصاب فله أجران ..إلخ)
أن "يتمنطق"بالخشية من فتح باب شر على الأمة

هل خدعتنا (إم بي سي)؟!! وهل فرح (أصحاب المخدرات)؟!! ما قصدته - في الشق الأول -  أنها أوجدت حوارا-
لا ينتهي -  حول مسلسل سيدنا عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – لتصنع لمسلسلها (أكبر دعاية مجانية)؟!!
أطرح هذا السؤال في ضوء أن المفترض أن يكون الحوار عاما،حول سؤال محدد :
هل يجوز تمثيل الصحابة؟! بعيدا عن مسلسل محدد ... ومن إنتاج شخص محدد ... وسوف تبثه قناة محددة.
 إذا لم يكن تحديد المسلسل،ومنتجه،والقنوات التي ستبثه (دعاية)،فما هي الدعاية؟!!
على كل حال،يبدو أن الحديث عن المسلسل المذكور لا يريد أن ينتهي،و كان يجدر بي أن أكتفي بكُليمتي التي جاءت تحت عنوان (محاولة الإلمام بنازلة تمثيل الصحابة الكرام)،ولكن الحديث الذي لا ينتهي عن المسلسل جرني إلى الأمر مرة أخرى... خصوصا بعد ذلك (المقطع) الذي زودنا به أخونا(الجنرال) – عبر رسائل مجموعة الدكتور عبد العزيز قاسم البريدية – والذي تتحدث فيه الممثلة التي جسدت دور سيدتنا عاتكة،زوجة سيدنا عمر رضي الله عنهما،وقد تحدثت عن (الماكيج) الذي وُضع لها .. وقالت أنها في ذلك (الماكياج) لا علاقة لها بـ(الجمال)!! بل إنها حين رأت صورتها على (هاتفها) حذفتها مباشرة !! كل ذلك على أنغام ضحكات (الحضور) في الأستوديو الذي أجريت فيه المقابلة ..
هناك نقطة أخرى .. ذكرتها الممثلة – عرضا – وهي أن الفريق الذي يقوم بعمل (الماكياج) فريق من (إيران)!!!
ألا يبدو الأمر غريبا،أن يكون (ممكيجوا) (مشخصي) مسلسل سيدنا عمر رضي الله عنه من بلد يحتفل بمقتل الفاروق رضي الله عنه؟!! لا شك أن المخرج،والمنتج .. أثقل الله – سبحانه وتعالى – موازينهما بمسلسلهما .. لم ينتبها إلى هذه النقطة الصغيرة!!!
قبل الحديث عن (رشيد علامة)) أشير إلى ما ذكره الأستاذ محمد الكنعان،في مقالته التي نُشر تحت عنوان (حول"حِراك"مسلسل الفاروق حجة الهبدان تهاوت أمام منطقية القرشي)،وهو يرى أن سبب ذلك التهاوي يكمن .. (( في منطلقات الأستاذ القرشي التي جعلها الأرضية الصلبة التي يقف عليها في حواره مع الهبدان ، وبالذات في مسألتين ، الأولى (تحريم تجسيد شخصيات الصحابة في الأعمال التمثيلية) ، بمعنى أنه لا يوجد نصاً قطعياً {هكذا بالنصب!!}ُيحرم ذلك ، وأن الأصل في الأشياء الإباحة ما لم يطرأ عليها ما يحيلها إلى دائرة التحريم)){رسائل مجموعة الدكتور عبد العزيز قاسم البريدية،الرسالة رقم "1763"}.
لا أستطيع أن أخفي دهشتي من هذا (القطع) بأن أدلة (القرشي) حسمت الأمر!! كما لا أظن أن فرحة (أصحاب المخدرات) تقل عن دهشتي .. فلا يوجد (نصٌ قطعيٌ) بتحريم تعاطي المخدرات أيضا!!!  
أقول هذا الكلام كحقيقة .. وليس سخرية من أحد .. لأن كل (عالم) أفتى بجواز تمثيل الصحابة الكرام - رضي الله عنهم -  .. فلا نشك أنه يمسك (بحجته) .. ليقدمها {يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } (سورة النحل/111)
إن عدم وجود نص يحرم المخدرات مثلا،جعل تحريمها يستند إلى ما تسببه من (ضرر) .. وبطبيعة الحال لن أخوض في تحريم تمثيل الصحاية الكرام،ولكنني أشير إلى أن (تمثيل الصحابة) يعود إلى القاعدة نفسها .. أي الأضرار التي تنتج عن تمثيل تلك النخبة المختارة من صحابة النبي الكريم – صلّ الله عليه وسلم – وما يتركه تعاقب (الأدوار) الذي يمثله (المشخص) في وعي ولا وعي المشاهد ... فمن (دور) صحابي كريم .. إلى (دور) سفاح .. إلى غير ذلك من الأدوار – الشريرة والخيرة – التي يتقمصها (المشخصاتي)... ولعل سخرية الممثل التي قامت بدور سيدتنا عاتكة - رضي الله عنها - يعينا مؤشرا إلى الباب الذي فُتح.
من هذه النقطة ترد على الخاطر فكرة (تخصيص) ممثلين لأداء أدوار الصحاية الكرام،إن كان لابد من تمثيلهم .. وهنا أتذكر الممثل (رشيد علامة) الذي جسد أدوار شخصيات تأريخية  كثيرة .. ابن تيمية .. عمر بن عبد العزيز .. إلخ.
بل إن العجيب أنني لا أذكر أنني رأيته يرتدي (بزة) إلا مرة واحدة .. وكان يتحدث باللغة العربية الفحصى أيضا!!
أختم .. بخاطرتين .. وتذكير :
الخاطرة الأولى : قبل سنوات نشرت إحدى صحفنا المحلية،خبرا عن محاولة طفل الانتحار،وذكر والد الطفل أنه كان يقلد مسلسلا محليا .. وأنه سوف يرفع دعوى قضائية ضد المسلسل!!
لا أعرف نهاية تلك الحادثة .. ولكنني كتبت حينها أنني شاهدت حلقة من ذك المسلسل .. وفيها يحاول (عامل وافد) أن ينتحر .. كرر ذلك عدة مرات،وفي كل مرة تسقط مروحة السقف التي حاول الانتحار عبرها .. وقد قام بدور العامل ممثل محبب لدى الأطفال .. لاشك عندي في تأثير مشهد الانتحار،"الذي لا ينتهي بالموت" على المشاهد .. وخصوصا حين يكون المشهد كله في  ظل الفكاهة والضحك.
الخاطرة الثانية : ليست خاطرة بالضبط .. وإنما هي تذكير بمقطع من رواية عالمية !!!
يتحدث (ماركيز) عن جمهور السينما عند رؤيتهم لها أول مرة ..
(وكان مما يزعجهم أن أحد الأبطال قد مات ودفن في أحد الأفلام فذرفوا لعذابه وفراقه دموعا سخية،ولكنه ما لبث أن ظهر في فيلم جديد حيا،وقد بدا في هيئة رجل عربي.
وما كان الجمهور الذي يدفع الواحد من أفراده سنتين،كي يقاسم الممثلين معاناتهم ومصاعبهم وأحزانهم،ليحتمل هذه السخرية التي لا مبرر لها،فحطم الناس المقاعد جميعا،واضطر رئيس البلدية،عند إلحاح الدون برونو كريسبي،لأن يعلن على الملأ أن السينما ليست سوى آلة أوهام لا تستأهل الانفجار العاطفي من الجمهور المشاهد.){ص 283/ رواية (مائة عام من العزلة) / غبراييل غارسيا ماركيز / ترجمة : د/محمد الحاج خليل}.
تذكير : في الحوار الذي دار العام الماضي – 1432هـ - حول مسلسل (الحسن والحسين) .. قرأنا التالي :
(23 مرجعية سنية وشيعية أجازت الحسن والحسين){ رسائل مجموعة الدكتور عبد العزيز قاسم،الرسالة رقم 418}.

أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي – المدينة المنورة في 3/9/1433

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..