الصفحات

الأحد، 22 يوليو 2012

القلب على الطماطم

 
تأثرت السيدة هيلاري كلينتون وأسفت على إهدار الطعام. وزيرة الخارجية الأميركية علقت على رمي موكبها بالطماطم في أحد شوارع القاهرة قائلة: إن هذا مؤشر إلى تزايد الحرية… والقلق! إنها غير غاضبة من الموقف
الذي تعرضت له، «وما أسفت عليه حقاً هو ضياع الطعام على الأرض»، ذكرت «سكاي نيوز عربية» ذلك التصريح عن كلينتون بعد وصولها إلى تل أبيب قادمة من مصر. ولم تحدد كلينتون سبب القلق المقرون بالحرية الذي شاهدته أو وصفته، لن يستغرب أن يكون هذا القلق ناتجاً من زيارتها، وتوابع محتملة لهذه الزيارة. لكن قلب الوزيرة الأميركية الذي أسف على إهدار حبات طماطم لم يتحرك فيه عرق أو شعيرة دموية واحدة، حينما قامت بزيارة تاريخية لبلد تقام فيه مجازر ضد المسلمين.
السيدة كلينتون كانت في ميانمار قبل أيام، ولم تعلق بكلمة واحدة على ما يحدث من مجازر بشعة للمسلمين هناك، بل إنها قالت شيئاً آخر لرئيس ميانمار: «أنا هنا لأن الرئيس باراك أوباما وأنا متشجعان للإجراءات التي اتخذتموها من أجل شعبكم»، وحتى من باب اللياقة أو حتى الخجل أو حقوق الإنسان التي طالما غردت بها واشنطن، لم يتم الاهتمام بتوقيت الزيارة الذي وافق المجازر ضد السكان المسلمين، بل وصفت من رئيس ميانمار بالزيارة التاريخية لكسرها جموداً في العلاقات عمره خمسة عقود، وهي في ما يبدو إعادة تأهيل «عالمية» للسلطة هناك.
يمكن لنا وصف السيدة كلينتون بسيدة الطماطم، الأخيرة لديها أهم من شلالات الدماء. تذكر الأولى ويتم التغاضي عن الثانية، ولا أتوقع أن الإخوة المصريين قاموا برمي موكبها بثمار طماطم صالحة للاستهلاك الآدمي، فالطماطم لا تستحق هذا، وهم يقدرون النعمة. عينا وزيرة الخارجية الأميركية اللتان تجاهلتا دماء آلاف البشر في ميانمار مع حرص على «الطماطم»، أكملتا رؤيتهما لما يحدث في المنطقة، ففي المؤتمر الصحافي المشترك مع الحليف الاستراتيجي إسرائيل قالت إن التغييرات في المنطقة «توفر فرصة لتحقيق الأهداف المشتركة»، وإلى هنا وهي صادقة. أما الكذب فيأتي لاحقاً حينما تكمل التصريح، محددة الأهداف بـ «الأمن والسلام والديموقراطية والرخاء لعشرات الملايين من سكان المنطقة»، والحقيقة أنه مع هذا الحلف الاستراتيجي لا أمن ولا سلام في المنطقة إلا لإسرائيل.


عبد العزيز اجمد السويد

Posted: 22 Jul 2012 01:17 AM PDT

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..