الصفحات

السبت، 21 يوليو 2012

بورما بين النسيان والطغيان

هذه هي بداية المأساة، عندما يجتمع 300 فرد مسلَّحين بالسلاح، مشحونين بالكراهية، على ثمان رجال كهول، لا يحملون بين أيديهم سوى صحائف قرآنية، إنها بداية: بداية لمأساة ومذبحة، بداية لحملة إبادة، إنها
ميانمار التي تُعرف ببورما.

5 % هم نسبة المسلمين من 55 مليون نسمة، يعيشون في هذا البلد الملاصق لبنجلاديش، الذى يسمى ميانمار.

في يوم الجمعة الموافق 8 يونيو 2012 بداية؛ حيث أعلنت الحكومة أحقية الأقلية المسلمة المعروفة باسم: "روهنج"، والمتمركزة بإقليم "أراكان" في الحصول على بطاقة المواطنة، أدى هذا الإعلان من قِبَل الحكومة إلى احتقان "الماغ" -البوذيين- الذين يمثلون الأغلبية في ميانمار، والذى يؤدي لتسرب السيطرة عن أيديهم؛ حيث كانوا يأخذون منهم الإتاوات، فلا بد للمسلم في "أراكان" أن يدخل بتأشيرة ويخرج بتأشيرة، وكان مواطنًا من الدرجة الأخيرة، وإن ارتقى في الأصل أن يكون مواطنًا!

السلطة والإعلام وجهان لتزييف أي واقع، وخلْق أي ديكتاتور، وتبرئة أي مجرم، واتهام أي بريء.

هذا ما قام به "الماغ"؛ حيث قاموا بحملة إعلامية شرِسة ضد المسلمين، واصفين إياهم بالإرهابيين، وتعاملت معهم الشرطة على هذا النحو، ومن هنا بدأ العداء الحقيقي، وبدأت الحرب بين "الماغ" و"الروهنجيين"، أو الحرب على "الروهنجيين" مسلمي أراكان.

حافلة تقل عشرة علماء مسلمين، لا يحملون سوى صحائفهم ومصاحفهم في زيهم المعروف، ولحاهم المطلقة، والشيب الذي اشتعل في رؤوسهم، وبعيدة عن "أراكان"؛ حيث لا يوجد سوى القليل من المسلمين، وتحديدًا في مدينة "تاس" الواقعة على الطريق المؤدي لعاصمة ميانمار "رانغون"، وبين تقطيع الأجساد، وفَقء العيون، وإخراج العقول، وما يمكن أن تتخيله؛ كان في حق هؤلاء العشرة العُزَّل على يد الـ"300 البوذيين" المسلَّحين.

ولما كانت السلطة والإعلام في يد هؤلاء البوذيين، تم التعتيم على الخبر، وتم القبض على ثلاثة من المسلمين بتهمة قتْل واغتصاب فتاة بوذية، وأنَّ قتْل العشرة كان بموجب الاحتقان لدى البوذيين من أفعال المسلمين الإرهابيين مغتصبي الفتاة وقاتليها، على حسب ما قال الإعلام "بميانمار".

لم يتحمل المسلمون هذا الكذب والافتراء، وقاموا بأعمال شغب ومظاهرات، وكانت هذه فرصة "للماغ" البوذيين لاصطيادهم وقتْلهم، وتدخَّلت الشرطة، وقامت بحظر التجوال، ولم يكن حظر التجوال إلا وبالاً على المسلمين؛ حيث تم محاصرة الشرطة لهم، وتركت "الماغ" البوذيين على حريتهم المطلقة، وتم إحراق أحياء بأكملها في "إكياب" عاصمة إقليم "أراكان"، وتم تهجير الكثير منهم والقتل، وما زال الهتك مستمرًّا، وما زال العرض مستمرًّا، وما زال المجتمع الدولي واقفًا ومستقرًّا!

 



نشأت ماهر طنطاوي
تاريخ الإضافة: 18/7/2012 ميلادي - 28/8/1433 هجري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..