الصفحات

السبت، 21 يوليو 2012

الهوية السلفية والصعود السلفي السياسي الحزبي

  مركز العربية للدراسات والتدريب
يرى الكثير من الباحثين أن ثمة خطراً ما على الهوية السلفية ومن تحول
تياراتها العلمية والتعليمية وغيرها إلى تكوين أحزاب سياسية في مصر وتونس وغيرها بعد الثورات العربية، رغم الموقف السابق لها من مسألة الحزب ومن الديمقراطية ومن غيرها، وها يلح الباحث الشيخ عبد المنعم المشوح على هذا الخطر وهو باب مفتوح للنظر والحوار دائماً.

إذا فهمنا طبيعة تركيب السلفية استطعنا قراءة المتغيرات وأثرها على أدبياتها ومفاهيمها وأصولها والمخاطر المُتوقعة التي تنتظر التيار السلفي المُتبنّي للعمل السياسي الحزبي ؛ لذلك نحاول استقراء طبيعة السلفية من خلال ثلاثة عناصر رئيسة

هويّة السلفية

وهنا نُجيب على عدة تساؤلات منطقية:
-هل السلفية حزب؟
-هل هي مذهب؟
-هل هي حركة إصلاحية؟

السلفية بمفهومها الصحيح عبارة عن دعوة إصلاحية ونهضة علمية تجديدية ، وأتباعها يُشكّلون تيارا يتناقلون أصولها وقواعدها كما يتناقلون العلم الشرعي .
وهذه البساطة والعفوية وعدم التعقيد في فهم الهوية السلفية من أهم أسباب انتشارها في العالم وتنامي دوائر المنتمين إليها ، ومُحافظتها على احترام الشارع الإسلامي لمبادئها وقيمها التي لا يشعر المنتمون إليها أنها خطّ خاصّ داخل الكيان الإسلامي.

أدبيات السلفية الخاصّة

بداهة نُدرك عناية السلفية بالعقيدة وتنقيتها من الشوائب ، وعنايتها بالحديث وعلومه وعلوم التفسير والآلة بطريقة تقليدية حفظت تراث الأمّة والأئمة ، وارتباطها القوي بفهم السلف للنصوص الشرعية وممارستهم الواقعية للتطبيقات الفقهية .

لكن داخل هذا الإطار العام والذي ينصب على القالب العلمي التراثي توجد أدبيات تدخل ضمن أبواب السياسة الشرعية وفقه الاحتساب والأساليب الدعوية ، هذه الأدبيات هي التي ميزت السلفية وجعلتها جزءا من الدولة المسلمة ناصحٌ وداعم ، مثل مسائل : طاعة ولي الأمر ، والنصيحة السريّة ، والتدرج في إنكار المنكر ، وعدم إعلان الجهاد إلا بإذن الحاكم ، ورفض كل أنواع الخروج أو التحريض عليه حتى لو كان سلمياً ؛ لأن الأصل دعم السلطة بما أنها لم ترتكب كفرا بواحا عندنا فيه من الله سلطان وبقية اشتراطات الخروج التي تصب في مبدأ عدم الوقوع في محاذير ومفاسد أعظم ، فالسلفية تُضيّق مسار المُعارضة مع التشجيع على المناصحة التي يجب أن تكون وفق الضوابط الشرعية وبناء على مراعاة المصالح والمفاسد.

وفي المجال الدعوي تنظر السلفية إلى الأولويات ولا تنظر إلى الجماهير وتكثير السواد ، فمن أهم أدبياتها التفصيلية إعطاء الناس ما يحتاجون لا ما يُريدون ، وليس الغاية جمع أكبر قدر ممكن من المريدين أو الأتباع بقدر ما تعتني بالكيف ومدى التزام الأتباع بالمنهج السلفي الصحيح.


لمتابعة العرض على الرابط:

http://www.alarabiya.net/articles/2012/07/18/227112.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..