الصفحات

الخميس، 26 يوليو 2012

ليتني لم أحذف"mbc"

نعم لقد خدعتنا (إم بي سي). هذا جواب على السؤال التي افتتحت به كُليمتي السابقة : (فرحة أصحاب المخدرات : وعصر"رشيدعلامة").
أجبت هذا الجواب القاطع،لقناعة سابقة،وعلى ضوء ما أخبرني به "أشرف" بأنه كان
يشاهد تلك القناة،ظنا منه أنها ستبث (خواطر) .. فإذا به يجد مسلسل سيدنا عمر – رضي الله عنه – ولكم أن تتصورا  الشخصية التي كانت في ذلك المشهد!!
إنه (الصديق)!! نعم عبد الله بن أبي قحافة!! أفضل الأمة بعد رسول الله – صلّ الله عليه وسلم – بمن فيهم  سيدنا عمر رضي الله عن الصديق والفاروق.
 هل هناك مسلسل جديد .. العام القادم أو الذي يليه، عن سيدنا الصديق – رضي الله عنه – فتثور ضجة جديدة .. وحوارات جديدة .. لا تنتهي؟!!
إذا تجاوزنا خدعة تمثيل سيدنا الصديق – رضي الله عنه – ولكن كشخصية ثانوية .. فقد قرأت تلك الأخبار التي تحدثت عن محاولة البعض الاعتداء على مقر قناة (إم بي سي) في الرياض،وأن المقر تحت الحراسة الأمنية .. وهذا أمر مؤسف .. أي الاعتداء على أملاك القناة ..
مع شجبنا لأي اعتداء على القنوات ..  إلا أننا نتذكر أحداثا مشابة وقعت هناك في الغرب (الحر والمتقدم) .. وإن كان الأمر لا يتعلق بمسلسل وإنما بفيلم .. كتب الدكتور محمد الرميحي يقول :
(وهناك بلدان كثيرة – حتى المشهورة منها بانفتاحها وتقبلها لكل لأفكار – لم تستطع أن تتحمل السماح ببعض العروض السينمائية. في فرنسا مثلا التي بنت سمعتها على حرية الفكر لم تستطع أن تتحمل عرض فيلم(الراهبة)(..) والفيلم كله يدور داخل دير مغلق للراهبات،حيث تحاول رئيسة الدير دفع راهبة صغيرة بفعل الإغراء والتهديد إلى أحضان الراهب الأكبر! لقد كان هذا الفيلم صدمة كبيرة للمؤسسة الكاثوليكية الفرنسية كلها،وقد حاولت أن تقف ضده،ودافع مخرج الفيلم عن نفسه بأنه كان يحاول أن يكشف الفساد الموجود داخل الأديرة الفرنسية،وتحمل وزير الثقافة الفرنسي،في ذلك الوقت "شارل لانج"مسئولية عرض هذا الفيلم.(..) ولكن الفيلم الأخير الذي أثار ضجة أكبر واعتراضات أعظم وصلت إلى حد قيام المظاهرات وإشعال النار في دور السينما في كل من أمريكا و كندا هو فيلم {عن سيدنا المسيح عليه وعلى نبينا،وعلى أمه الصلاة والسلام} وهو آخر فليم من سلسلة من الأفلام تحاول أن تروي قصة السيد المسيح (..) ولكن الجزء الأخير من الفيلم هو الذي أثار كل هذه الضجة فالمسيح وهو على الصليب يتذكر كل الإغراءات التي تعرض لها،والخطايا (..) والتي وصلت إلى حد تخيله وهو يمارس ؟؟؟){مجلة العربي،الكويتية العدد 439 / يونيو 1995م}.
بعد هذا التذكير بما حصل في بلاد (الفرنجة)،أقول .. إن ما يؤلم القنوات ليس عمل حملة لإيقاف عرض مسلسل ما - ولا مشكلة بطبيعة الحال  في عمل "حملة "تدعو لإيقاف فيلم ما أو مسلسل ما،وإن كان ذلك أجدى في بلاد تحترم مشاهديها  - وإنما (حذف) تلك القناة .. أو عمل حملة لحذف باقة قنوات (إم بي سي) .. فكل قناة (تجارية) إنما تبحث في الأصل عن (المشاهد) لتبيعه إلى (المعلن) أو حسب تصريحات السيد باتريك لولاي، رئيس قناة ( TF1 ) التي أدلى بها أساسا في اجتماع صغير : " الهدف من برامجنا هو وضع " دماغ المشاهد"في حالة من الجهوزية، أي تسليته وراحته من أجل تحضيره لرسالتين. فما نبيعه لكوكاكولا هو وقت من جهوزية الدماغ البشري،وما من شيء أصعب من الحصول على هذه الجهوزية". ..){ النسخة العربية من ( لوموند ديبلوماتيك ) عدد يوم الجمعة  2/1/1429هـ = 11/12008م}.  
أعود إلى العنوان الذي وضعته على رأس هذه الكُليمة .. نعم .. ليتني لم أحذف الـ(إم بي سي) .. لأقوم بحذفها الآن .. احتجاجا على عرض مسلسل سيدنا عمر رضي الله عنه ..
ختاما .. آمل فقط التأمل في الكلام الذي جاء بعد تصريح رئيس القناة الفرنسية ..
( أطرح هنا إذا الفرضية القائلة بأن ما يسمح لهؤلاء المشاهدين بالتحول إلى متعبدين للتلفزيون يجد تفسيرا له في لعب التلفزيون دور العائلة الافتراضية البديلة. من الضروري إذا أخذ هذه "العائلة" بعين الاعتبار لمن يريد فعلا وصف عالمنا وناسه والتعمق بهم. فذلك سيسمح له بالكشف عن طبيعته الحقيقية. هكذا، يشير برنار ستيغلر في كتاب حيوي صغير حول التلفزيون والبؤس الرمزية {هكذا} إلى أن :
 (( "المرئي والمسموع" يؤدي إلى تصرفات قطيعية وليس إلى تصرفات فردية، بعكس إحدى الأساطير. إن القول بأننا نعيش في مجتمع فرداني ليس سوى كذبة واضحة وخدعة مزيفة بصورة مذهلة (..) إننا نعيش في مجتمع قطيع، كما فهمه واستبقه " نيتشه" ..)). إن العائلة هي إذا في الواقع "قطيع" يقتصر الأمر فقط على أخذه إلى حيث نريده أن يشرب ويأكل، أي نحو منابع ومصادر محددة بوضوح. (..) ففي كتابه (ماهي الأنوار ؟) .. ( 1784) .. يطور "كانت" موضوع تحويل الناس إلى قطيع. إذ يعتبر أن هذا التحويل يحصل عندما يعدل الناس عن التفكير بعقولهم الخاصة ويضعون أنفسهم تحت حماية "حراس يقترحون" من كرم لطفهم، السهر عليهم فبعد أن يجعلوا قطيعهم ساذجا
( Hausvieh، وتعني حرفيا " قطيع منزلي") ويتوخون كل الحذر من أن تتمكن هذه الكائنات المسالمة من التجرؤ على القيام بأية خطوة خارج الحديقة المسيجة التي حُبسوا داخلها،ينبهونه إلى المخاطر التي ستواجهه في حال ذهبت إحداهم وحدها)). { النسخة العربية من ( لوموند ديبلوماتيك ) عدد يوم الجمعة  2/1/1429هـ = 11/12008م}.

أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي – المدينة المنورة في 5/9/1433هـ
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..