الصفحات

الاثنين، 6 أغسطس 2012

تجّار الدم

- عفوت لوجه الله مقابل 40 مليون ريال استلمها خلال ثلاثة أشهر، وإذا لم أحصل
على المبلغ خلال هذه المدة فإن هذا التنازل يعتبر باطلاً!

اكتشف الخطأ الكبير في العبارة السابقة!

حاول مرة أخرى فهو واضح وفاضح!

نعم بالضبط! عبارة (لوجه الله)، فهي أكبر نكتة وكذبة ونصبة تقال وتكرر ويسكت الناس عن فضحها حياءً وخوفاً من فشل المساعي! الحقيقة أن هذا المتنازل لم يتنازل إلا حين دخل حسابه 40 مليون ريال جمعها أصحابها من خلال الدموع والجهود والوقوف على باب من يستحق ومن لا يستحق، ولذلك فأين البحث عن وجه الله في هذا الموضوع؟ بل وأين استحقاق الشكر الذي يطالب به الآخرون وهو قد نال جزاءه ريالاً ريالاً؟!

ذكرت الأربعين مليون ريال للتمثيل وإلا فحتى المليون الواحد لا يحق لمن طلبه أن يدعي أنه تنازل لوجه الله، فإذا كانت دية القتل العمد وشبه العمد حسب الأمر السامي الكريم هي أربعمائة ألف ريال، فإن في المليون رقبتين، وفي الثلاثين مليوناً 75 رقبة مسلمة!

لقب العافي لوجه الله كبير جداً فهو يحمل أعلى معاني النبل والشجاعة والسمو والتعلق بما عند الله، ولذلك من الظلم مساواة من أخذ المال برجل لم يرض أن يغلق باب جاره الذي قتل ابنه فاستحق لقب شيخ العافين حمود بن طوعان ، ورجال آخرون من رجال هذا الوطن تتكرر قصص سموهم وترفعهم على جراحهم من أجل فضيلة العفو، فنالوا المجد الدنيوي والعز الأخروي حسب وعد ربهم سبحانه.

إنقاذاً لنا من هذا التلاعب أتمنى من أهل منتظر القصاص ألا يتسرعوا في الموافقة مع تقديري لظروفهم ومعاناتهم، ولكن من قبل أن يأخذ الثمن سيقبل بما هو أقل من هذه المبالغ الخيالية، كما أتمنى ألا يشككوا من خلال سعيهم المبرر لإنقاذ ابنهم في القضاء الشرعي، فمن يسمع بعض الطرح يعتقد أن قضاءنا ظالم متعسف؟! كما أتمنى ألا يجعلوا أساس اعتمادهم على القبيلة والقبلية، ففيها إيغار للصدور هم في غنى عنه! كما أتمنى أن يحذروا من سماسرة الدم الذين يريدون أن يبنوا جاههم وسمعتهم وفي أحيان أرصدتهم على دماء الآخرين. وأخيراً أتمنى أن يوضع حل لهذه المسألة فإن السكوت عن هذا الأمر لن ينتج عنه إلا مزيداً من نزيف الدماء والأموال، وسيصل الأمر لعقد اتفاقات وشراكات على هذه المبالغ!  قال المجربون: مالان لا يستفيد منهما صاحبهما: مهر البنت، وقيمة دم القتيل!
شلاش الضبعان
http://www.alyaum.com/News/art/55882.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..