الصفحات

الخميس، 2 أغسطس 2012

رسالة لطيفة لمن يؤيد مسلسل (عمر) .. ! (مناقشة علمية)

بسم الله الرحمن الرحيم
أخي المبارك  الجليل الشيخ / توفيق بن خلف الرفاعي  
أدام الله عزه ورفع في سماء المحامد قدره
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فيا محب أطلعت بعين الإنصاف وماعون الاعتدال على مقالك " على فرض سلامة مسلسل عمر " عرضاً لا غرضاً ، ووفاقاً لا إتفاقاً ، فرأيته قوياً في عباراته ، جميلاً في مفرداته ، متألقاً في تعبيراته ، كما هي عادة يراعتك
الأمينة ، ودأب قلمك الرصين ، إلا أنني أصارحك القول بأنه بعيد كل البعد عن جادة الصواب ، وسلكت فيه سبيلاً كنت من أبعد الناس عنه وذلك لما عنك أعلمه من وفور فهم ، وعمق علم ، ولطيف تجربة ، وعظيم حكمة
وبما أن الدين النصيحة ، والمؤمنون نصحة ، والمنافقون غششة ، وديني وواجبي يحتمان علي أن  أبين لك ما أرى أنه أقرب إلى الصواب ، وأبعد عن الخلل ؛ فأقول :
إن المسلسل على فرض سلامته ، ووضوح غايته ، وإخلاص مراجعيه ومجيزه ، لهو في نظري ونظر غيري ممن رأى تحريمه ، أنه مدعاة لمنهج جديد قائم على التمييع لقضايا الدين الأساسية ، وخروج عن سبيل المؤمنين ، بل هو – والله – لفتح لباب من الشر طالما توخينا كل الأساليب لسده ، ولذريعة إن فتحت فهي مدعاة لشر أكبر ، ولضرر أعظم ، وعلى من فتحها إثمها وإثم من اقتدى به وعمل بها إلى يوم الدين .
لقد كانت فتاوى علماء كبار ممن شهدت لهم الأمة كلها بالخيرية والعدالة والتقوى ، وأصالة النظر ، وبعد الرأي ، وعظيم الفكر ، مبنية على الفقه الدقيق المتزن ، المبني على تقدير المصالح والمفاسد ، محرمة لهذا العمل وغيره ، لأنها تعرف وتدرك خير الخيرين ، وشر الشرين ، وتدفع الأعلى من المفاسد ، وتسد الذرائع ، ولم تكن تلك الفتاوى مبنية على استجابة لضغط واقع ولحصول أمر سيقع فلابد من الركون إلى أقله .
إن الحرمة ليست هي المفسدة فحسب ، بل الحرمة تنظر  إلى الضرر وإلى المفسدة ، وإلى الدواعي والأسباب والموجبات ، والتفاوت بين المصالح والمفاسد وهما وظناً ورعاية وتقديراً ،والتفريق التام المبني على علم وأصالة وفقه ، بين المتماثلات عرضاً ونقضاً وموازنة ورعاية وتقديراً ،  مع احتياج ذلك كله إلى توفيق رباني ، وتجرد نية ، وعلم راسخ ، وكل هذا أحسبه قد توفر في أهل العلم الذين رأوا حرمة هذا العمل  ممن مضوا إلى ربهم ، وآخرون مازالوا على مثل هذا التحريم ينظرون بنور الله إلى مثل هذا المسائل ، ولم يبدلوا تبديلاً ، ولقد رأى أولئك وهؤلاء أن تحريم  هذا العمل وغيره هو الأقرب إلى روح الشريعة مسلكاً ومقصداً ورعاية وتقديراً للمصالح والمفاسد ، ولم تكن إجماعاتهم في هيئة كبار العلماء والمجامع الفقهية ، والأزهر الشريف وغيرها من مصادر ومنابع الفتوى المبينة على الروح الجمعية التي طالما تلقيناها ونشرناها وأرشدنا الناس إليها ، إلا هي الحق الذي ندين الله ونتعبده به ، لأن المسألة دين ومنهج وجادة لابد من الثبات عليها ؛ بدلا من التقلب والتلون والتغير حسب المستجدات والظروف ؛ وعليه فإنني أؤكد القول بأن هذا المسلسل  فيه مصالح ومنافع ، ولكن مفاسده وآثامه أكبر من مصالحه ومنافعه ، وقبل أن أدلف إلى ذكر هذه المفاسد ، أود أن أوضح تأصيلاً علمياً في مسألة تعارض المصلحة الموهومة والمفسدة الخالصة ، فإن ذلك مما ينير الدرب ، ويبصر العقل ، فأقول إن المصلحة الموهومة مهما مهد لها من تمهيدات ، وقعد لها من قواعد ، ستظل مصلحة موهومة ، لأنها مبنية على مقدمة خاطئة  ، وتصور كاسد ؛ وعليه فلابد أن تكون النتيجة فاسدة ، وهي بذلك لا تقوم بأدنى دور في مناقضة المفسدة الخالصة الواضحة فسادها ، والبينة بطلانها ، ولو تأملت معي هذه القاعدة ، وعرفت هذا التأصيل لأدركت عظيم فقه المصالح والمفاسد ، ومنزلته الكبرى  في هذه الشريعة الكاملة التي أنعم الله بها علينا تفضلاً وتكرماً .
وثمة فتوى نفيسة محررة لشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في مثل هذا الأمر وملخصها أن رجلاً من الوعاظ الصادقين المعروفين بحسن الديانة وعظيم الأمانة  ، جمع فئاما من الناس ممن بعدت قلوبهم عن الله عز وجل واستمرأوا المعاصي ، فجعل لهم شبابه وغناء ورقصاً ، فلما استمعوا ولهوا ورقصوا ولعبوا ووصلوا إلى الذروة العليا من ذلك ، قام بعدها بوعظهم وتذكيرهم واستمالة قلوبهم إلى دين الله ، فاهتدى على  يديه – بعد أمر الله ورعايته – جملة منهم فبكوا واستغفروا ، وحسن أمرهم وصلحت أحوالهم ؛ فماذا كان رأي شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - !! لقد رأى – رحمه الله – حرمة فعله ، وتبديع مسلكه ، ثم أشار إلى قاعدة عظيمة نافعة في مقصدها ، ماتعة في لبابها وهي : " أنه لا يعدل أحد عن الطرق الشرعية إلى الطرق البدعية إلا لهوى أو عجز ، أو جهل أو غرض فاسد " فانظر – يا رعاك الله – إلى فقه هذا الإمام وانطلاقه من ميزان الشرع لا الاستحسان والهوى ثم تأمل معي بعقل ثاقب وقلب صادق إلى مقصد ذلك الرجل الذي دعا الناس بمثل تلك الطريقة البدعية وإلى مقاصد من اتفقت كلمتهم على حل مسلسل عمر ، أليس في مسلسل عمر أضعاف مضاعفة من هذه المفاسد والأمور الخارجة عن ميزان الشرع التي تنبه إليها ابن تيمية –رحمه الله – فحرم فعل ذلك الرجل وبدعه وضلله . راجع مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (11/ 620 )
وأزيدك بياناً وإيضاحاً : إن مقصد من أجاز مسلسل عمر بلا شك ولا امتراء ، هو الدعوة إلى الدين الحق ، وإيضاح معالمه الصافية لعموم الناس ، وتبيين سيرة عمر التي هي لب العمل ، وقلبه النابض  ، ومن ثم فيتأثر الناس بعمر وسيرته مسلكاً ، فيرجعون إلى دين الله منهجاً ومقصداً ، إذن فالناس لا يريدون كما قررتم في مقالكم شخصية عمر لأنه عمر ، بل يريدون  أخلاقه الزكية ، وأعماله  النقية ، وأفعاله المنطلقة من روح الدين ، وأهدافه الخالصة العميقة فارتباط المسلسل بالدين وقيمه ومعالمه وأهدافه واضح وضوح الشمس في رائعة النهار ، فهل هذا الفعل فعل شرعي محمودة عواقبه ، نافعة مقاصده ، أترك الجواب لعلم فضيلتكم ؛ على مثل هذا السؤال ، وإني أجل فيك علمك وفهمك ، وأعرف حبك للشريعة ونصرتك لها
ثم بعد هذا التأصيل والتقعيد أذكر لك  بعض المفاسد الخالصة التي أرى أنها تحرم هذا العمل وغيره مما يتعرض للصحابة الكرام من تمثيل وتقليد وهي على النحو الآتي :
المفسدة الأولى : أن هذا المسلسل = مفسدته الواضحة الجلية = دعوته السافرة إلى الدولة المدنية ، وأهدافها من القيم الحضارية الغربية المتمثلة في أمرين هما :  أ . العدل والمساواة   ب. الحرية واختزال الدين كله في ذلك وكذلك اختزال سيرة عمر في هذين المسلكين ، والإعراض صفحاً عن بقية معالي ومسالك وأخلاق عمر التي كان من أعظم الناس دعوة  إليها من التوحيد الخالص والولاء والبراء والجهاد والعلم والفقه ، والتحذير من البدع والمحدثات والأخلاق المنكرة من اختلاط وتبرج وسفور وزنا وربا وغير ذلك مما لا يخفى على كل من نور الله بصيرته .
أخي المبارك : لقد أشرت إلى الثورات =  فهل تظن ظناً قاطعاً يقينياً أن هذه الثورات هي مقصدهم وأنهم  راضون عنها كل الرضا ، كلا  بل إن المخرج والمنتج من منهجهم الكاسد محاربة مثل هذه الثورات وعدم الالتفات  إليها  ، والحكم على الشيء فرع عن تصوره ، فماذا ترجى ممن بعد  عن الدين أصلاً ، أختزله شكلاً ، وحاربه غرضاً ، وناقضة نقضاً ، وعرفت في سالف الأيام نيته ومقاصده في مسلسلات وبرامج سبقت ،إلا أن يجعل الدين غرضاً لأهدافه ، وكذلك  لا يفسره إلا بهواه ؛ وما تملي عليه أحابيله وأضاليله ، والله المستعان .
بل الأدهى والأمر مصيبة ، والأنكى جرحاً وألماً ، أن يتخذكم يا أهل الدين – ممن راجع المسلسل أو أيده – بوقاً لضلالاته ومنكراته ، وسيفاً قاطعاً للدين باسم الدين ، إننا نحترم العلماء ونقدرهم ولكننا في نفس الوقت لا نعصمهم ونقدسهم ، فديننا عرفناه بالحق وجلاله وكماله ، لا الرجال وإن عظم قدرهم وتناهى  فضلهم ، فإياكم وإياكم من الانسياق خلف رغبات ونزوات من جعل الدين أرق من ثوب سابري ،واتخذكم متكأ يتكئ بها على باطل فعله وخبيث مكره ؛ وإنني أرغب من فضيلتكم النظر إلى هذه المفسدة بعين الاعتبار والتقدير ، وخطورة هدفها ، مرات ومرات مثنى وثلاث ورباع ، بل وإمعان الفكر فيها  والاستخارة حولها مراراً وتكراراً ثم بعد ذلك ستدركون جلياً – بإذن الله -هذه المفسدة ، وأنها وحدها كافية للقضاء على المسلسل برمته  ، ونقضه من أصله .
المفسدة الثانية : ظهور النساء المتبرجات السافرات المختلطات في هذا المسلسل  وقيامهن  بدور الصحابيات القانتات العابدات الصالحات الزاكيات  من كل تبرج وسفور ودنس  ، يوجب  بلا شك وريب تحريم هذا العمل ، فحرمه التبرج أولاً ، وخطورة الاختلاط ودواعيه ومفاسده ثانياً ، وإظهار الصحابيات بالزينة  والتبرج والسفور ، بل التغنج والمفاتن الصوتية والجسدية ، وغير ذلك من المفاسد ثالثاً ، أضف إلى هذه الثلاث المنكرات العظيمات رابعة هي الداهية الدهياء والنكرة الصلعاء ، وهي ما يستقر في أذهان العامة رجالاً ونساء وأطفالاً صوراً عن الممثلات أنهن حفصة الطيبة المباركة أو فاطمة بنت الخطاب التقية النقية ، أو عاتكة العابدة الساجدة ،أو سهلة الورعة الزاهدة ، وأنهن هن بل إذا شاهدوهن في مسلسل آخر فيه كل المنكرات قالوا هذه حفصة ، وتلك فاطمة وهلم جرا ، وهذه صورة واقعية لا محيد عن وقوعها فكيف إنكارها ، ولعمري إن الحق واضح في حرمة هذه الصورة وما ينتج عنها من مفاسد وأضرار كبرى ، ثم ثمة سؤال عريض ، هل سنرضى نحن – أي كلنا من حرم وأجاز – أن يقوم بدور بناتنا ونساءنا تمثيلاً من حالها معلوم من الفساد والانبطاح على صدور الرجال في أفلام ماجنة ومسلسلات هابطة ، فيها كل شيء من مقدمات الزنا ودواعيه اللهم غفراً غفراً : فكيف نرضاه لأشرف وأطهر جيل نسائي عرف على مدى الزمن والتاريخ ؛ أين غيرتنا على نساء الصحابة ، وعلام نرتضي مثل هذا الأمر الذي تذوب له قلوب أهل الغيرة كداً وحسرة ووالله إن المقر والمجيز والمؤيد لهم على خطر عظيم وشفا جرف هار .
ثم بعد هذا كله أقول : فلم نرتضي مثل هذا السبيل المعوج الذي هو من أخبث السبل في تمرير الباطل وترسيخه  بين الناس ، وينبغي أن نعلم أن الدين أشرف قدراً وأعلى منزلة ، من  مثل هذه الأعمال التي يظن أن من ورائها نصرة الدين ، وهي في حقيقتها ومآلاتها هدم ونقض لقيمه السامية ، وتعالميه الربانية ، وويل للشجي من الخلي .
المفسدة الثالثة : أن من يقوم بأدوار الصحابة هم ممن اشتهر فسقهم ، وانتشر شرهم ، وعظم ضررهم بل بعضهم ممن يحارب الله ورسوله ،وآخرون ممن يدينون بالنصرانية ديناً ومسلكاً ، والمترسخ في أذهان الناس هم ، ومازلت وغيرى من أبناء جيلي إذا تبادرت إلى أذهاننا ذكرى خالد وأبي عبيدة وسعد ، ارتسمت صورة الممثل عزت العلالي لنا فننحرف عن ذلك ونستغفر الله ، وها هو غسان مسعود النصراني الصليبي يقوم بدور الصديق أبي بكر ، ومن قبل النصراني باسم ياخور في دور خالد الوليد ، والنصراني رشيد عساف يقوم بدور معاوية  ، ظلمات بعضها فوق بعض ، إن هذه هي الصورة الحقيقية التي نحاول طمسها بتعليلات عليلة ، وتخريجات هزيلة والمفسدة بينه في ذلك كل البيان، والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل .
المفسدة الرابعة : وهي تابعة لما قبلها : أن هؤلاء الذين يقومون بأدوار الصحابة تمثيلاً سيجعلون الصحابة – في موضع السخرية والاستهزاء ، وذلك  لعدم إمكانيتهم لمطابقة ما كان عليه الصحابة من خلق حسن ، وسمت مبارك ، وهدي قويم ، فإظهارهم للصحابة في أوضاع خارجة عن الشرع ، وميزان العدل ، لهو فتح لباب التشكيك في الصحابة ومنزلتهم العالية الرفيعة ، وإذهاب لهيبتهم ومكانتهم ، وذريعة لبلبة أفكار المسلمين نحو عقيدتهم في الصحابة  وتلك مفسدة ما بعدها  مفسدة .
المفسدة الخامسة : قيام هؤلاء الممثلين وهم مسلمون أدوار  الكفار  ممن حارب الإسلام ، وعذب الصحابة ، وناقض الملة  ، وكفر بالله العظيم ، كأبي جهل وأبي لهب وعتبة بن ربيعة وأمية بن خلف ، وغيرهم من صناديد الكفر ، وأئمة الضلال ، ونطقهم بالكلمات الكفرية مثل السب لله عز وجل والذم للرسول صلى الله عليه وسلم والحلف  باللات والعزى  ولا شك أن هذا كله منكر عظيم ، وزور مبين ، وفعل  خطير يناقض الدين ، فكيف يجوز ويحلل مثل هذا العمل .
أخي المبارك : هذه مفاسد خمس ، الواحدة منها كافية – في نظري – لحرمة هذا العمل المبني على سوء التصور ، وحسن القصد ، وتغليب جانب المصالح  الموهومة المترجحة ، على جانب المفاسد الواضحة البينة ، وإنني أقول كما قال أخي المفضال الدكتور هشام السعيد حفظه الله وزاده علماً وفقهاً  في تغريدة ماتعة رائعة له : إن التأصيل النظري لمسألة التمثيل والقول بجوازه ، من غير  نظر إلى الواقع المباشر وما يحويه من فساد  إعلامي ذريع ، لا يتحقق مناط التمثيل غالباً إلا فيه ، يبعد بالفقيه عن درب التحقيق .
وكم من مسألة أجرى فيها الصحابة  أحكاماً بناء  على واقع  الناس  ، وحالة المستفتين ، كما حصل من ابن عباس في مسألة القتل العمد "
وقبل الخاتمة أود لفت نظر فضيلتكم إلى مسألة منهجية مهمة  ،وهي أنه لا يشترط لكل حادثة وجود نص ظاهر محرم ، بل الدليل على الحرمة والحل مصادره متنوعة من ظاهر واضح ، ومستنبط خفي تؤخذ مقدماته من النصوص ، وعلل  ومقاصد تفهم من أصول الشريعة  وقواعدها ونصوصها ، وغير ذلك مما لا يخفي على شريف علمكم ، وأما طلب النص الظاهر في كل حادثة ونازلة فهي طريقة المعتزلة في طلب الأدلة ومسالك الاستدلال  وهي طريقة فجة عابها السلف وحذروا منها أشد التحذير .
خاتمة – رزقنا الله حسنها – لابد منها :
قد يعترض معترض فيرفع عقيرته قائلاً أين البديل عن مسلسل عمر فأقول وبالله التوفيق :
ليس شرطاً لازما ، وواجباً خالصاً ، توفير البديل عن كل عمل  - رأى أهل العلم حرمته –ففي الحلال غنية عن الحرام عموماً وخصوصاً ، ولكن  مع ذلك فخذ بديلاً عنه وهو : أولاً :
كم بلغت ميزانية مسلسل عمر لقد تجاوزت خمسين مليون دولار وهذا رقم ضخم في عالم الإنتاج الدرامي والتمثيل المسلسلي .
ثانياً :  لو استغل  هذا المبلغ المرصود الضخم لعمل مسابقة كبرى في سيرة عمر وأخلاقه وجهاده ومواقفه على  إحدى القنوات السيارة المنتشرة وشكلت له لجنة تحكيم من أهل العلم المعروفين ، وفتح الباب على مصراعيه لكل مشارك مجاناً ، واختير لذلك كتاباً جامعاً مانعاً في سيرته – رضي الله عنه – ووضعت له جوائز متعددة من مبالغ مالية ، وسيارات وبناء بيوت ، وتوفير وظائف وتزويج الأيامى ، ودعم لمشاريع عملية ، وبحوث علمية رصينة مبتكرة ، وغير ذلك مما يعود بالنفع المتعدي المستدام على الأمة ، لكان في ذلك فتحاً عظيماً وسنة حسنة ، ونشراً لسيرة عمر ، وتقرباً إلى الله بالنفع لخلق الله ، وإنني أجزم أن المشاهدين سيتجاوزون كل التوقعات والأرقام التي توضع في الحسبان والتقدير .
وختاماً أقول : تذكر معي أخي المبارك قول الله عز وجل " ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً  " رزقني الله وإياك سبيلهم وأبعدنا عن سبيل المجرمين إن ربي  لسميع الدعاء ، هذه نصيحة محب ، ونفثة مصدور ، لعلها تلامس شغاف الفؤاد ،  والله من وراء القصد  وهو الهادي إلى سواء السبيل كتبه ورقمه .


محبكم وأخوكم  أبو يوسف عبد الرحمن بن يوسف الرحمة القرعاني 
الرياض 5/9/1433هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..