الصفحات

الأحد، 23 سبتمبر 2012

زيارة الملك عبد العزيز آل سعود إلى المملكة المصرية سنة 1946 -

   قام الملك عبد العزيز ال سعود سنة 1946 بزيارة مصر ، وقد كانت تلك الزيارة ردا على
زيارة الملك فاروق الى المملكة العربية السعودية سنة 1945 ، وهى الزيارة التى اعادت العلاقات بين البلدين بعد ان كان يشوبها بعض التوتر
وقد حضر الملك عبد العزيز ال سعود على اليخت الملكى المحروسة الذى كان قد اقلع من السويس فى يوم 2 يناير سنة 1946 متجها الى جدة لأحضار الملك عبد العزيز ال سعود
وقد استقبل الملك عبد العزيز استقبالا جماهيريا حافلا عند وصوله الى السويس ، وعند وصول الملك عبد العزيز الى القاهره استقل مع الملك فاروق عربة ملكية مكشوفة الى قصر عابدين مرورا بشوارع وميادين القاهرة ، وقد رحبت به الجماهير فى القاهرة ترحيبا كبيرا كان مثار انتباه المراقبون والمراسلون
كان اليخت الملكي " المحروسة " الذي أعد ليقل جلالة الملك عبد العزيز في زيارته إلى مصر وقــد وصل إلى جـدة في الساعة العاشرة من صباح يوم السبت 5 يناير 1946م يتقدمه " الطراد فاروق " ، وتتبعه " الطوافة فوزية ". وفي الساعة الواحدة من ظهر يوم الاثنين 7 يناير 1946م ركب الضيف الكبير ومن في معيته اليخت الملكي الذي وصل إلى ميناء السويس في العاشرة وخمس وأربعين دقيقة من صباح يوم الخميس / 10 يناير 1946م. وصعد الملك فاروق إلى ظهر اليخت الملكي " المحروسة " لمقابلة العاهل السعودي والترحيب بجلالته . 
 
الملك فاروق فى استقبال الملك عبد العزيز ال سعود لدى وصوله
 وامتطى الملكان (القطار الخاص) الذي جهـــز خصيصًا ليقل العاهلين إلى القاهرة ، وفي "محطة مصر" بالقاهرة كان كبار رجال الدولة في استقبالهما ، وتحرك الموكب الملكي من محطة مصر إلى قصر الزعفران حيث نزل الضيف الكبير وحاشيته ، وقد لقي الملك عبدالعزيز خلال زيارته الرسمية التاريخية لمصر التي استغرقت اثني عشر يوماً حفاوة بالغة .
جاءت الزيارة الرسمية التاريخية التي قام بها الملك عبد العزيز آل سعود لمصر التي تمت في شهر صفر 1365هـ / يناير 1946م بعد أن تخلص العالم من الحرب العالمية الثانية ، وكانت استجابة كريمة من الملك عبد العزيز لدعوة مصر لزيارتها ممثلة في ملكها فاروق الذي وجه تلك الدعوة لجلالته أثناء الزيارة التي قام بها للمملكة العربية السعودية في صفر 1364هـ / يناير 1945م ، فكانت هذه الزيارة الكريمة ردًا على زيارة الملك فاروق للمملكة .
وقالت الصحف المصرية أنه من المصادفات السعيدة أن يوم7 يناير 1946م الذي غادر فيه جلالة الملك عبد العزيز جدة قادمًا إلى مصر يوافق اليوم الذي أتم فيه الملك عشرين عامًا على مبايعته " ملكاً على الحجاز وسلطانًا لنجد وتوابعها" ، في الخامس والعشرين من جمادى الآخرة 1344هـ / العاشر من يناير .
 لقد سجلت الصحافة المصرية حيثيات الزيارة الرسمية التاريخية للملك عبد العزيز لمصر لكونها حدثاً عظيماً نجحت السراي الملكية والحكومة المصرية والهيئات الرسمية والشعبية في الإعداد له إعدادًا كبيرًا حتى إنها كانت موضع إعجاب وتقدير العاهل السعودي . 
وقالت الصحف عن استعداد مصر كلها لاستقبال الملك عبد العزيز بأنه لا يستطيع القلم مهما كان بليغاً أن يصف زينة مصر وابتهاجها واستعدادها لاستقبال ضيفها العظيم صقر الجزيرة ، لقد كتب أبلغ الكتاب ، ووصفوا هذه الزينة ، فلم يستطيعوا أن يبلغوا في وصفهم شيئاً من عظمتها التي لم تشهد مصر مثلها في تاريخها على الرغم من استقبالها ملوكًا كثيرين .
كما أوردت الصحافة المصرية أن الشعب المصري يحى عاهل الجزيرة والقطب العربي الكبير ، وأن مصر تسجل في تاريخها الحديث هذه الزيارة الكريمة بصفتها أسعد حدث من أحداثها المهمة ، وتعتز بضيفها  العظيم ، وكتب عبد الرحمن عزام باشا في مجلة المصور أن مصر حين تستقبل الملك عبد العزيز إنما تستقبل رجًلا تمر الحقب ولا يرى الناس مثله .
وأشار إلى أن هذه الزيارة ستترك بلا شك أثرًا خالدًا في العلاقات السعودية – المصرية – العربية ، وأنها تشكل مثالاً للعلاقات التي تقوى وتنمو بين مصر وملوك العرب وأمرائهم ورؤسائهم في سائر الأقطار .
وتجدر الإشارة إلى أن مصر كلها قد استعدت للقاء الملك عبد العزيز في جميع المدن التي يمر بها الموكب  طوال مدة الزيارة ، فعلى المستوى الحكومي طلبت وزارة الخارجية في أول ديسمبر 1945م – أي قبل  الزيارة بنحو شهر– فتح اعتماد إضافي في ميزانيتها بمبلغ 20.000عشرين ألف جنيه لنفقات هذه الزيارة ،  ووافقت اللجنة الملكية بمجلس النواب ، حيث تمت الموافقة النهائية من وفورات الميزانية ، ولقد جاء في  تقرير اللجنة ، أن هذه الزيارة جاءت ردًا على زيارة ملك مصر ، الذي استن سنة طيبة ، وافتتح عهدًا جديدًا لأخوة بين الشعوب العربية بزيارته للسعودية. كذلك طلب الديوان الملكي المصري نفقات اليخت الملكي " المحروسة " الذي سيكون في ركاب الملك الضيف، واعتمد مجلس النواب لذلك عشرة آلاف جنيه .
اما في الإسكندرية فقد وافق القومسيون البلدي هناك على اعتماد مبلغ عشرة آلاف جنيه لمواجهة زيارة الضيف السعودي للمدينة  ، وقررت الحكومة المصرية إصدار طابع بريد تذكاري لتخليد ذكرى هذه الزيارة التاريخية ، واعتمدت لذلك وزارة المالية المصرية مبلغ عشرة آلاف جنيه ، وصدرت التعليمات من رئيس الوزراء المصري لكل وزارة لاتخاذ التدابير اللازمـــة لتسهم كل منها بنصيبها في استقبال الملك عبد العزيز والحفاوة بـــه ، وأطلقت وزارة الأشغال المصرية اسم الملك عبد العزيز على شارع النيل  بقسم مصر القديمة بمدينة القاهرة .  
  
طابع تذكارى بمناسبة زيارة الملك عبد العزيز ال سعود الى مصر سنة 1946 
وقد كونت لجان للاحتفال بالضيف السعودي الكبير ، وروعي أقامة أقواس النصر في طريق جلالة الملك عبد  العزيز على الطراز العربي ، وقد تكلف كل قوس من أقواس النصر قرابة ألف جنيه ، وقررت لجنة الاحتفالات العامة بمدينة القاهرة إقامة أربعة أقواس نصر كبيرة ، أحدها في مدخل شارع إبراهيم ، واثنان بميدان إبراهيم باشا ، والرابع في دخل يدان عابدين ، كما قررت فتح جميع مطاعم الشعب مدة ثلاثة أيام لإطعام عشرة آلاف مواطن .
وقد جهز قصر الزعفران لاستقبال الملك عبد العزيز ، وزينت محطات السكك الحديدية ، وجهزت الطرق التي  يمر فيها الموكب الملكي ، وأضيئت المباني الحكومية ، واتخذت إجراءات الأمن اللازمة ، وتقرر اشتراك جنود  الجيش مع الشرطة في المحافظة على النظام ، وأعدت الأماكن التي سيزورها الملك عبد العزيز، طبقاً لبرنامج الزيارة الذي نشر بالتفصيل بالصحف اليومية  .
 وتألفت بعثة الشرف برئاسة الأمير محمد عبد المنعم ، على حين رافق الملك فاروق ضيفه الملك عبد العزيز طوال زيارته لمصر .
 وعلى الرغم من أن قانون النياشين كان ينص على ألا تهدى لمن لم يبلغ عمره أقل من 21 سنة ،غير أن الملك فاروق زيادة في تكريم أنجال الملك عبد العزيز رأى أن يهدى جميع الأمراء السعوديين المرافقين للملك عبد العزيز الوشاح الأكبر من نيشان النيل .
ولم يكن الاهتمام بهذه الزيارة قاصرًا على شعب مصر وحده ، ولكن أبدى الشعب السعودي أيضًا اهتمامًا بالغًا بأنباء الزيارة ، وتمثل ذلك في متابعة "الإذاعات اللاسلكية" حتى لقد بيع جهاز المذياع بخمسين جنيها ذهبيًا ، وتخليدًا لهذه الزيارة التاريخية بادر أفراد الشعب السعودي لتخليد ذكرى زيارة الملك عبد العزيز لمصر بالاكتتاب في إنشاء مستشفى لتخليد هذه الذكرى يسمى باسمه .
وبتتبعنا لبرنامج الزيارة منذ وصول الملك عبدالعزيز على متن اليخت الملكي المصري " المحروسة " الى ميناء السويس في العاشرة وخمس وأربعين دقيقة من صباح يوم الخميس الموافق العاشر من يناير 1946م   ، حيث كان في استقبال جلالته الملك فاروق وبعثه الشرف المرافقة ورجال الحكومة المصرية وممثلي  الهيئات الرسمية والشعبية ، والجماهير الشعبية التي احتشدت لاستقبال الضيف الكبير ومرافقيه ، وأدت شدة الزحام إلى تعديل المرور في مختلف الشوارع .
وشمل برنامج الزيارة بوجه عام القصر الملكي في عابدين ، ومقر الحكومة والبرلمان المصري ، والجامع الأزهر ، والجامعة العربية ، وأسلحة الجيش ، والمؤسسات العلمية والصناعية ، والمستشفيات ، وجامعة فؤاد الأول (القاهرة حاليًا) ، والمعالم الأثرية ، والقناطر الخيرية ، والمتحف الزراعي ، وإصلاحية الأحداث، كما زار المحلة الكبرى ، وهي إحدى قلاع الصناعة المصرية وأنشاص ومدينة الإسكندرية التي أستعرض بها الجيش المصري ، وغيرها من الأماكن المهمة .
وإذا كان يوم الخميس الموافق العاشر من يناير 1946م هو يوم وصول الملك عبد العزيز إلى مصر بدءاً بميناء السويس ، واتجه موكبه الميمون إلى القاهرة يرافقه الملك فاروق وبعثة الشرف وكبار المسؤولين  على المستويين الرسمي والشعبي حيث وصل الموكب الملكي إلى قصر الزعفران، فإن اليوم الثاني من البرنامج الموافق يوم الجمعة الحادي عشر من يناير 1946م قام فيه الملك عبد العزيز يرافقه الملك فاروق بأداء صلاة الجمعة في الجامع الأزهر ، وألقى خطبة الجمعة فضيلة الشيخ مصطفى عبد الرازق شيخ الجامع الأزهر ، وكان موضوعها قـــول الله عز وجل { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } الحجرات آيه : 13 ، وفي مساء اليوم نفسه حضر الملك عبد العزيز الحفل الرسمي الذي أقامته وزارة الخارجية المصرية على شرف جلالته ، وقد شهدها مائتا مدعو من كبار الشخصيات .
  
الملك فاروق والملك عبد العزيز فى زيارة الازهر الشريف ويظهر فى الصورة النقراشى باشا 
 أما في اليوم الثالث في برنامج الزيارة التاريخية الموافق السبت الثاني عشر من يناير 1946م فقد قام الملك عبد العزيز بزيارة جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليًا) حيث رحب بجلالته محمود فهمي النقراشي باشا وزير المعارف بالنيابة ، وكذلك الدكتور مصطفى مشرفة مدير الجامعة بالنيابة ، مشيدًا بدور الملك عبد العزيز في الحفاظ على العروبة والإسلام ، وأن الجامعة ترد بعض ما عليها عندما تعلم ناشئة المملكة العربية .
وحضر الملك عبد العزيز الحفل الذي أقامته الجامعة على شرف جلالته في قاعة الاحتفالات الكبرى بها  ، وكانت حافلة بكبار المدعوين من جميع الهيئات الرسمية والشعبية ، كما كانت مدرجاتها غاصة بجموع الطلاب الذين بلغ عددهم ثلاثة آلاف طالب ، وجلس على المنصة الوسطى أعضاء مجلس الجامعة .
وقد أشارت الصحف إلى أن هذا اليوم يعد يوماً خالدًا في تاريخ الجامعة ، التي قدمت للملك عبد العزيز جميع دواوين الشعر التي نشرت في مصر، وجميع الكتب التي نشرت منها عن التاريخ والآداب والفلسفة الإسلامية مجلدة تجليدًا فاخرًا  .
 وفي هذا الحفل الجامعي الذي أقيم على شرف جلالة الملك عبد العزيز فقد ألقى محمود فهمي النقراشي كلمة وزير المعارف المصري بالنيابة عنه لوجوده في السودان آنذاك قال  فيها :
إن هذا الاحتفال في الجامعة لدليل على أن العرب في نهضتهم الحاضرة ، ودعوتهم إلى التآخي والتضافر والعمل لسعادتهم ومجدهم إنما يقيمون نهضتهم على أسس ثابتة من التعليم والتهذيب ، وعلى قواعد راسخة من العلوم والأخلاق .
كما أوضح النقراشى باشا فى كلمته أن هذه الزيارة الكريمة للعاهل السعودي الكبير إنما جاءت في أوانها متجاوبة مع الأصداء في جميع الأنحاء بجامعة الدول العربية الناشئة الفتية التي تعلقت بها آمال العرب جميعًا .
كذلك أقيم مهرجان عربي تضمن عروضاً رياضية وغيرها ، كما قدم بعض السودانيين رقصات شعبية أعقبها إلقاء خطب ترحيبية ، وإنشاد قصائد شعرية في هذه المناسبة الكريمة .
وتجدر الإشارة إلى أنه عند زيارة الملك عبد العزيز للجامعة كان الطلبة يشاركون الجماهير المرحبة بالملك الضيف سواء في الطريق إلى الجامعة حيث اصطف الطلبة مع جماهير الأهالي على جانبي الطريق هاتفين ومصفقين ، ورحب الطلبة بالضيف الكبير في قاعة الاحتفالات بالجامعة ، وفي أستادها حيث قدم طلبة المدارس والجامعة العروض الرياضية ، وكذلك طلبة الشرطة الملكية والحربية الملكية ، بل قد سافر إلى القاهرة بضع مئات من جامعة فاروق بالإسكندرية للاشتراك مع زملائهم في تحية جلالة الملك عبد العزيز واستقباله ، وانضم إليهم كثير من طلبة طنطا وغيرها ، فزاد مجموعهم عن الألف ، وقد عادوا إلى بلادهم بعد أن شاركوا في الاحتفال بمقدم الملك عبد العزيز .
 وقد أهدت أسرة الضاد بكلية اللغة العربية الملك الضيف تحية شعرية تتضمن آيات الترحيب والحب والولاء بمقدم جلالته .
على حين اشتمل اليوم الرابع للزيارة الموافق الأحد الثالث عشر من يناير 1946م زيارة الملك عبد العزيز لمشاهدة عروض الخيل وسباقاتها في ميدان السباق .
وفي اليوم الخامس للزيارة الموافق الاثنين الرابع عشر من يناير 1946م شهد الملك عبد العزيز عرضًا عسكريًا للجيش الملكي أقيمت ساحة خاصة له ، ويعد آنذاك أعظم عرض من نوعه أقيم في مصر الحديثة ، إذ بلغ عدد القوات التي اشتركت في هذا العرض ستة
وثلاثين ألف جندي مزودين بأحدث أنواع الأسلحة .
 وقد بلغ عدد مصوري الصحف وشركات الأنباء والسينما الذين حضروا العرض مائة مصور ، وهو أكبر عدد من المصورين اجتمع في احتفال رسمي في مصر حتى ذلك الحين .
كذلك لم يتخلف عن المشاركة في استقبالات الملك عبد العزيز النزلاء الأجانب في مصر على اختلاف جنسياتهم ، وبينهم ضباط الحلفاء وجنودهم  ، كما احتفلت بجلالته السفارة البريطانية ، حيث أقام "اللورد كيلرن" السفير البريطاني مأدبة غداء في اليوم نفسه للضيف السعودي الكبير ، كذلك قام الملك عبد العزيز في اليوم نفسه بزيارة منطقة أهرامات الجيزة .
أما اليوم السادس لتلك الزيارة التاريخية للملك عبد العزيز لمصر الموافق الخامس عشر من يناير 1946م  فقد قام الملك عبد العزيز بزيارة منطقة القناطر الخيرية .
 ثم زار الملك عبد العزيز بعد ذلك البرلمان المصري حيث رحب بجلالته الدكتور محمد حسين هيكل باشا رئيس مجلس الشيوخ الذي ألقى كلمة أشاد فيها بدور الملك عبد العزيز في دعم جامعة الدول العربية ، وقال :
 " إن زيارتكم المباركة لبلادنا لفاتحة خير تستبشر بها الأمم العربية جميعًا ، كما أن هذه الزيارة زادت روابط المودة والمحبة بين مصر والمملكة العربية السعودية توثقاً ومتانة " .
كما قام الملك عبد العزيز بزيارة مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة في اليوم السابع الموافق السادس عشر من يناير 1946م حيث ألقى عبد الرحمن عزام باشا أمين الجامعة كلمة قال فيها :
 " إن للملكين الملك عبد العزيز والملك فاروق الفضل الكبير في إقامة الجامعة العربية " .
هذا وقد أطلق اسم الملك عبد العزيز آل سعود على الشارع الذي يقع فيه قصر المانسترلي – مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية السابق .
 ثم صدر في مساء اليوم نفسه تصريح ملكي مشترك للملكين عبد العزيز وفاروق أذاعته رئاسة مجلس الوزراء المصري ، وألقاه محمود فهمي النقراشي باشا رئيس الوزراء جاء فيه :
 " إن من دواعي سرورنا العظيم أن يكون اجتماعنا في هذا المكان التاريخي في الدار الجديدة لجامعة الدول العربية ، تلك الجامعة التي كان من حظنا وحظ إخواننا ملوك العرب وأمرائهم ورؤسائهم أن يضعوا أساسها وأن يرعوها ، فيقيموها على دعائم من التعاون والتكافل لخير العرب وخير البشر كافة ، ويستجيبوا بذلك لرغبات الشعوب العربية وأملها ، نحن نرغب في أن تضرب جامعتنا دائمًا للناس جميعًا المثل في تعاون صادق بين جماعة من الدول ، متضافرة على
سلامتها المشتركة ومتكافلة في صيانة حريتها واستقلالها .
ونحن واثقون أن جامعتنا ، وهي تؤدي هذه الرسالة بين العرب ، لا تريد علوًا واستكبارًا على أمة أخرى ، بل نرى أن من أسمى مقاصدنا ومقاصدها التعاون مع أمم الأرض كلها على البر والحق والعدل والسلم الدائم ، ونحن كذلك نثق بأن جامعتنا التي تربأ بنفسها عن كل تفكير في العدوان على غيرها تحرص كل الحرص على أن تدافع عن الحق والعدل والحرية .
ولم يكن المجهود العظيم الذي يبذله ملوك العرب وأمراؤهم ورؤساؤهم وحكوماتهم وشعوبهم لنصرة عرب فلسطين إلا تحقيقاً لمبادىء الحق والعدل ، ونحن نشارك المسلمين والعرب جميعًا في إيمانهم بأن فلسطين بلاد عربية ، وأن من حق أهلها ، وحق المسلمين والعرب معهم ، أن تبقى عربية كما كانت دائمًا ، وإنَّا لنقدر كل التقدير ما يرمي إليه ميثاق الجامعة العربية من أن يكون لكل قطر عربي حقه الواضح في تقرير مصيره  والتمتع بحريته الكاملة ، ويسعدنا أن تسير الأقطار العربية بخطى ثابتة نحو الوحدة ، وتضع من النظم ما يزيد في التقارب بينها وإحكام صلاتها ، ويؤدي إلى تبادل المنافع والخيرات لتسعد جميع طبقات الأمة العربية
بعيش أرغد، وتنعم بالثمرات الكثيرة التي وهبها الله – سبحانه – أرضهم وبلادهم ، ونحن واثقون كل الثقة فى ان الشعوب العربية التي تتمثل آمالها في جامعة الدول العربية لا تريد إلا السلم والحق والإخاء العام ، وأنها ستهتدي بسيرة أسلافها لتحقق المثل العليا التي يوجهها إليها تاريخ العرب ونهضتهم العظيمة ودعوتهم للمساواة العامة بين الشعوب والطوائف والأفراد ، فتتعاون جامعتنا مع المؤسسات الدولية التي تقيمها الأمم المتحدة لتحقيق حرية البشر والعدل والإخاء، فتكفل للحضارة الإنسانية سيرًا موفقًا في ظلال سلم دائم " .
ويعد هذا التصريح الملكي المشترك للملكين عبد العزيز وفاروق الذي أذاعته رئاسة مجلس الوزراء المصري ، وألقاه محمود فهمي النقراشي باشا رئيس الوزراء بمثابة تعبير واضح عن أهداف جامعة الدول العربية ، وأسلوبها في العمل ، وحرصها على عروبة فلسطين ، وحرصها على التعاون مع المؤسسات التي تقيمها الأمم المتحدة من أجل رقي الحضارة الإنسانية ، وتحقيق السلام الدائم والشامل .
أما اليوم الثامن من الزيارة التاريخية التي قام بها الملك عبد العزيز لمصر الموافق ليوم الخميس السابع عشر من يناير 1946م فقد زار فيه الملك عبد العزيز مصانع شركة مصر للغزل والنسيج في المحلة الكبرى حيث طاف بأقسام المصنع المختلفة ، وأقامت إدارة الشركة مأدبة غداء على شرف الملك عبد العزيز ومرافقيه من كبار الشخصيات .
 ثم قابل الملك عبد العزيز بعد ذلك عقب عودة جلالته من المحلة الكبرى إلى القاهرة عددًا من الوفود ، أعقبها مقابلة وفد من الجالية اللبنانية جاءوا للترحيب بالعاهل السعودي الذي أعرب لهم عما يكنه من العطف على لبنان واستقلاله ، وأسدى النصح إلى أهله بالاتحاد والتضامن ، وعدم الالتفات إلى عناصر التفرقة ، كما تناول حديث الملك عبدالعزيز مع وفد الجالية اللبنانية فلسطين العربية حيث أبدى اهتمامه بقضيتها .
وفي اليوم التاسع من الزيارة التاريخية للملك عبد العزيز لمصر الموافق يوم الجمعة الثامن عشر من يناير 1946م قام الملك عبد العزيز بزيارة المزارع الملكية في أنشاص حيث شاهد الحدائق الملكية ومحطات الري ، وأقيمت للملك مهرجانات عدة للترحيب بجلالته .
أما في اليوم العاشر من الزيارة التاريخية للملك عبد العزيز لمصر الموافق السبت التاسع عشر من يناير 1946م فقد قام الملك عبد العزيز بزيارة مدينة الإسكندرية التي استقبلته استقبالاً حماسياً رائعاً على المستويين الرسمي والشعبي ، ونزل في قصر رأس التين ، وقام بزيارة منطقة الميناء وأقسامه المختلفة ، واجتمع مع الملك فاروق في قصر المنتزة ، ومكث بالإسكندرية في اليوم الحادي عشر للزيارة الموافق الأحد العشرين من يناير 1946م ، وغادرها في صباح اليوم الثاني عشر للزيارة الموافق الاثنين الحادي والعشرين من يناير 1946م بعد أن تمت بعض المقابلات المرحبة بالضيف الكبير ، واختتمت الزيارة بمأدبة غداء أقامها الملك فاروق في قصر عابدين في اليوم نفسه على شرف الملك عبد العزيز .
وقد التقى الملك عبد العزيز بعد ظهر اليوم نفسه بقصر الزعفران نقيب الصحفيين فكري أباظة ، وأعضاء مجلس النقابة ، ولفيف من كبار الصحفيين المصريين ، والحقيقة أن الصحافة المصرية على اختلاف نزعاتها الحزبية قد رحبت بالملك عبد العزيز ، وبالزيارة الملكية التاريخية في صفحاتها الأولى ، وتتبعت أخبار الزيارة وبرنامجها ، والتصريحات الملكية وكلمات الترحيب ، سواء بالكلمة أو بالصورة ، إلى جانب المقالات العديدة عن العاهل السعودي والمملكة العربية السعودية .
وتجدر الإشارة إلى أن الطلبة السعوديين الموجودين بمصر آنذاك قد شاركوا في استقبال ملكهم خير استقبال ، وقد اجتمع جلالة الملك عبد العزيز بالطلاب السعوديين الذين حضروا بين يدي جلالته وزودهم بنصائحه القيمة .
وفي اليوم الأخير للزيارة التاريخية للملك عبد العزيز لمصر الموافق الثلاثاء الثاني والعشرين من يناير 1946م غادر الملك عبد العزيز الأراضي المصرية قبل المغرب من ميناء السويس بعد أن أمضى في ضيافة مصر ملكًا وحكومة وشعبًا اثني عشر يومًا ، وعقب إبحار اليخت الملكي "المحروسة" بجلالة الملك عبد العزيز فقد وجه جلالته رسالة إلى الملك فاروق جاء فيها :
 " لقد تجلت مصر الكريمة المضيافة عظيمة بمليكها وقادتها وشعبها ، عزيزة بنهضتها ، قوية بجيشها وما جيش مصر إلا جيش العرب ، فقد قمتم يا جلالة الأخ بالفضل فكانت أيام رضوى ثم أيام القاهرة والإسكندرية ، وما كنتم ونحن نقلب الرأي في شؤون العرب جميعًا لتنسوا البلاد العربية السعودية وصلاتها بأختها العزيزة مصر ، وما كنا لننسى مصر الكريمة وصلاتها بشقيقتها العربية السعودية ، فكان من حظ البلدين توثيق الروابط بينهما ، وتوحيد جهودهما في سياستهما وإقامة التعاون بينهما على أثبت الدعائم. وإنه لمن سعد الطالع لنا جميعًا أن الشعور العربي المشترك بيننا ، هو شعور عام اشتركنا فيه مع إخواننا وإخوانكم ملوك العرب وأمرائهم ورؤسائهم ، كما اشترك معنا في شعورنا كل مسلم وكل عربي  ، وما جامعة الدول العربية التي أسست دعائمها في عاصمة ملككم بفضل الله ثم بفضل جهود جلالتكم وجهود إخواننا ملوك العرب ورؤسائهم وأمرائهم إلا أثرٌ لهذه الروح التي تربط بيننا وتؤلف بين قلوبنا جميعًا .
كلانا – والحمد لله – موقن بأن القوة في وحدة الكلمة ، وأن الأخ درع لأخيه ، فإن تآخينا من شأنه أن يوثق عرى التآخي بين شعبينا  ، وما شك أحدنا في أن مصلحة البلدين تقضى بوحدة اتجاههما السياسي ووحدة السبيل الذي يسلكانه في منهاجهما الدولي ، ذلك مبدؤنا ومبدأ شعبنا يتوارثه الأبناء ، ويبقى – إن شاء الله – على وجه الدهر بهذه الروح " .
ومن خلال استعراضنا لحيثيات هذه الزيارة الرسمية التاريخية التي قام بها الملك عبدالعزيز لمصر خلال الاثني عشر يومًا التي شكلت عيدًا متصلاً للمصريين نتبين كيف اشترك الشعب المصري بكامل طوائفه في استقبال ضيف مصر ، والترحيب به إلى جانب الملك فاروق والحكومة المصرية والهيئات الرسمية والأزهر الشريف والجامعة المصرية والأحزاب السياسية على اختلاف توجهاتها ، بل لقد شارك العمال والفلاحون والموظفون والأعيان والنواب الشيوخ ، بل وكذلك النساء من شرفات منازلهن في المدن والقرويات اللاتي كن يزغردن على سطوح دورهن أثناء زيارة العاهل السعودي لأنشاص والمناطق الريفية .
كما رحب بجلالته مشايخ العرب من عمد وأعيان قبائل الجوازي ، والفوايد ، والرماح ، والفرجان ، كما احتفلت به عشائر الحويطات وعرب الطحاوية .
كذلك رحبت بالملك عبد العزيز كل القيادات المصرية والزعامات المعروفة ، فقد التقى جلالته مصطفى النحاس باشا ، وفؤاد سراج الدين باشا ، ومكرم عبيد باشا ، وإسماعيل صدقي باشا ، وعلي ماهر باشا ، وحسين سري باشا ، وآخرون من مختلف الاتجاهات السياسية في مصر آنذاك ، كما كان الملك عبد العزيز موضع ترحيب كتاب مصر ومفكريها ، على اختلاف نزعاتهم مثل عباس محمود العقاد ، وفكري أباظة ، وحافظ محمود ، وعبد الرحمن عزام ، وكريم ثابت ، ومحمد صبري أبو علم ، وعبدالرحمن نصر ، وإبراهيم عبد القادر المازني ، وأحمد حسن الزيات ، ومحمد توفيق دياب ، وكذلك الشعراء مثل علي محمود طه ، ومحمد الأسمر ، ومحمد توفيق خاكي ، ورشيد كرم ، ومطران خليل مطران ، وأحمد الغزاوي ، وفؤاد شاكر ، وحسين قطاني ، ومحمود حسن إسماعيل .
وإذا كانت الصحافة المصرية قد رحبت على اختلاف نزعاتها الحزبية بزيارة الملك عبد العزيز التاريخية لمصر على نحو ما سبق أن أشرنا إليه إلا أننا نقتبس بعض ما أوردته في مجال ترحيبها بالضيف الكريم ، ففي مقال للأهرام تحت عنوان " على الطائر الميمون يا خير قادم " تتحدث عن لقاء الملك عبد العزيـــز بالملك فاروق فتقول :
 " شيخ الملوك الحكم المجرب المحتفظ بهمة الفتيان ، يلتقى اليوم بفتى الملوك الهمام ، المزدان بحكمة الشيوخ" .
كذلك ترحب جريدة "الكتلة" لسان حال الكتلة الوفدية ، في صفحتها الأولى بالملك عبد العزيز وتتحدث عنه في مملكته بين شعبه وقومه مرحبة به فتقول :
 " عرفت فيه مصر الإخلاص للعروبة وأهلها ، والسعي بالخير لفلسطين وعربها ، والغضبة المصرية لكل ما يراد بالعرب من سوء أو مكروه "  .
كذلك تحدثت "روز اليوسف" عن مباهج القاهـرة بمناسبة زيارة الملك عبد العـزيز لمصر بقولها :
 " ومهما تمادت القاهرة في كرمها ، فلن تستطيع أن تعبر عن عواطفها لضيفها العزيز " .
على حين استبشرت صحيفة "السياسة" لسان حزب الأحرار الدستوريين بلقاء الملك عبد العزيز مع الملك فاروق بأنه " لقاء تشرئب إليه الأرواح " ، منذ صلاح الدين إلى يوم تعود للإمبراطورية العربية أمجادها القديمة مضاعفة مجددة " .
كما تعددت مقالات جريدة " المصري" لصبري أبوعلم وعبد الرحمن نصر وغيرهم ، بل إن يوسف ياسين ، السكرتير الخاص للملك عبد العزيز كتب بجريدة المصري عن جهود الملك عبد العزيز المثمرة في مملكته ، وتتبعت الصحيفة زيارة الضيف الكبير بالخبر والتعليق .
 كذلك أشادت جريدة  "المقطم" بموقف الملك الضيف إزاء القضايا العربية المختلفة ودعمه لجامعة الدول العربية .
وبوجه عام كانت زيارة الملك عبد العزيز لمصر زيارة رسمية تاريخية موفقة على المستويين الرسمي والشعبي إلى أبعد الحدود ، نظرًا للاستقبالات الرائعة التي لقيها جلالته في كل مكان بأرض الكنانة سواء في القاهرة أو الإسكندرية أو في عواصم المديريات التي مر عليها ركبه الملكي ، وكذلك بدت بوضوح إسهامات مؤسسات الدولة ووزاراتها في هذه الحفاوة البالغة فضلاً عن حفاوة الملك فاروق التي امتدت إلى الأمراء والبعثة المرافقة للضيف الكبير فمنحهم النياشين والأوسمة والأنواط تعبيرًا مخلصًا عن تلك الحفاوة .
ومما يؤكد حرص الملك فاروق وسعادته بترحيب الشعب المصري بالملك عبد العزيز الذي لم يسبق له مثيل تقديمه الشكر للشعب المصري لحفاوته بالعاهل السعودي .
وقد وجه الملك عبد العزيز شكره لمصر في الرسالة التي وجهها للشعب السعودي لما لقيه من حفاوة وتكريم على أرض الكنانة من الملك فاروق والحكومة المصرية والشعب المصري قاطبة ، إذ قال جلالته :
إن في " كل شبر مشيت فيه من أرض الكنانة من الحفاوة والإكرام ، ما لا يحيط به الوصف ، ولا يفي بحقه وافر الشكر، فقد كانت قلوبهم تتكلم قبل ألسنتهم بما تكنه لي ولبلادكم من حب " .
بل وفي كل مناسبة كان الملك عبد العزيز يشيد بما لقيه في مصر من حفاوة وتكريم ، كذلك أشار الملك عبد العزيز – عقب مقابلته لوفد رابطة الحجاج الجامعيين – إلى أن ما قابله في مصر أمر فوق الطاقة ، وأنه " لا يستطيع أحد أن يصل إلى ما في السماء ، غير أن إخواننا المصريين الأعزاء عملوا لإكرامي كل شيء ممكن فوق الأرض "  .
 وقد ذكر الملك عبد العزيز وهو في طريق عودته للسويس أنه لم يكن في كل ما رآه ، وسمعه ولمسه ، من قريب أو بعيد شيء ما من التكلف " .
لقد أبدى الملك عبد العزيز تقديره للحفاوة الشعبية العظيمة التي لقيها من قبل الشعب المصري كله بأنه يخيل إليه كما يقول " أن سبعة عشر مليونًا خرجوًا لتحيتي" ، وهو تعداد الشعب المصري آنذاك " .
كما عبر الملك عبد العزيز عن الحفاوة البالغة التي لقيها أثناء زيارته لمصر من مليكها وحكومتها وشعبها بقوله :
 " ليس البيان بمسعف في وصف ما لاقيته ، ولكن اعتزازي أني كنت أشعر بأن جيش مصر العربي هو جيشكم ، وجيشكم هو جيش مصر ، وحضارة مصر هي حضارتكم ، وحضارتكم هي حضارة مصــر، والجيشـان والحضارتان جند للعرب" .
كان ذلك عرضًا تحليليًا لحيثيات الزيارة الرسمية التاريخية التي قام بها الملك عبد العزيز لمصر في شهر صفر 1365 هـ / يناير 1946م ، وكانت تشكل الزيارة الرسمية الفريدة التي قام بها جلالته خارج بلاده ، وكان هو أول ملك من ملوك العرب يزور مصر في تاريخها المعاصر ، ولهذا فمن الطبعي أن يكون لهذه الزيارة التاريخية أصداء بعيدة المدى على المستويات الثنائية والعربية والدولية آنذاك .
زيارة الملك عبد العزيز ال سعود الى مصر فى صور
 
الملك فاروق فى انتظار وصول الملك عبد العزيز ال سعود والى جواره حسنين باشا والنقراشى باشا
  
الملك فاروق وكبار رجال الدولة فى انتظار وصول الملك عبد العزيز
 
الملك عبد العزيز يسجل كلمه بمناسبة زيارته لمصر
 
الملك عبد العزيز  في زيارة إحدى القطاعات بمصر ويرافقه اخوه الأمير عبدالله
 
الملك فاروق والملك عبد العزيز ال سعود فى قصر عابدين
 
الملك فاروق والملك عبد العزيز اثناء زيارته لمصر سنة 1946 ويظهر فى الصورة النقراشى باشا رئيس الوزراء
المصرى  والامير اليمنى سيف الاسلام بن عبد الله والشيخ يوسف ياسين







المصدر: موقع فاروق مصر *

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..