الصفحات

الثلاثاء، 18 سبتمبر 2012

الدجل الإيرانى!


أعلنت مؤسسات إيرانية أمس عن رفع قيمة مكافأة قتل الكاتب الهندى البريطانى سلمان رشدى إلى أكثر من ثلاثة ملايين دولار وذلك فى أعقاب الضجة والأحداث المواكبة للفيلم المسيء للنبى الكريم صلى الله عليه وسلم، ولم أفهم لماذا زادت إيران مكافأة سلمان رشدى الذى نسيه الناس تماما، والذى كانت قضيته قبل أكثر من عشر سنوات عندما نشر كتابا أدبيا فيه افتراءات تاريخية، لماذا تذكرته إيران ولم ترصد مكافأة لأصحاب الحالة الجديدة، هذا شيء عجيب جدا، بطبيعة الحال، أنا أرفض مثل هذه الأفكار المخربة والمدمرة للسمعة الإسلامية، سواء مع سلمان رشدى أو صانعى الفيلم المسيء أو غيرهم، وأعتقد أن من يعلن عن مثل تلك الجوائز هم أعداء حقيقيون لرسالة الإسلام فى عالم اليوم، وإن كنت أعتقد أن الأسلوب الأمريكى فى تعقب خصوم الولايات المتحدة هو الذى فتح الباب أمام مثل هذه الأفكار لأن الأمريكيين هم الذين ابتدعوا فكرة رصد مكافآت لمن يدلهم أو يعينهم على قيادات سياسية أو عسكرية فى العالم ممن يقاتلونها أو يهددون مصالحها، على كل حال أتصور أن ما فعلته إيران هو محاولة لاستثمار حالة الغضب الإسلامى لافتعال قضايا ومعارك تبعد بالمشاعر الإسلامية عن واقع سياسى وإنسانى وأخلاقى متورطة فيه إيران نفسها الآن،

 فالادعاءات الإيرانية عن رصد مكافأة لمن يقتل من أساء إلى رموز إسلامية، محاولة لتضليل الرأى العام عن جرائم إيرانية تورط فيها الملالى وجنرالاتهم فى تدمير المساجد والمدارس فى ربوع سوريا، وذبح الأطفال بالسلاح الأبيض فى مشاهد امتنعت الفضائيات عن بثها لأنها مخيفة بدرجة لا يحتملها معظم المشاهدين، وهدم مدن على رؤوس من فيها من النساء والأطفال والشيوخ واغتصاب النساء، كل هذا الخراب والدمار والإجرام والوحشية التى يجرمها الإسلام يتم ارتكابها الآن فى سوريا بالسلاح الإيرانى والمال الإيرانى والخبراء العسكريين الإيرانيين، ثم بعد ذلك يحدثوننا عن غضبهم من إهانة الإسلام ورموزه.

 ولقد نظر النبى الكريم صلوات الله عليه وتسليماته إلى الكعبة المشرفة، قدس أقداس المسلمين, وقال: ما أعظمك وأعظم حرمتك عند الله، وإن دم المسلم لهو أعظم حرمة عند الله من حرمتك، أو كما قال، فعلى هؤلاء القتلة المجرمين سفاكى دماء المسلمين أن يتوقفوا أولا عن جرائمهم وسفكهم لدماء المسلمين وقتل الأطفال والنساء فى سوريا قبل أن يحدثونا عن عرض النبى وكرامته، وقبل أن يتبختروا ـ كذبا ـ أمام العالم برصد جوائز لمن يقتل منتهكى أعراض المسلمين، والحقيقة أن ردات الفعل على الفيلم المسيء أو ما يسمى بالفيلم، لأن من أنتجوه وأخرجوه لا يصلحون لإنجاز شريط هواة لطلبة فى مدرسة ثانوية،

 أقول: إن ردات الفعل رغم تعاطفى مع عفوية أصحابها إلا أنها تكشف عن ضعف فى الوعى السياسى والدينى معا لدى شعوب العالم الإسلامى، فحماية مقدسات الإسلام والغيرة عليها لها ألف طريق آخر غير ضرب رجال الشرطة أو اقتحام السفارات أو حرق الأعلام، ولو أننا قمنا بترشيد الجهد السياسى والإعلامى والمالى فى حزمة من المواقف والأعمال والمشروعات الحضارية، لأمكن محاصرة مثل هذه "البذاءات" المتطرفة التى تظهر كل حين، ودفنها فى مهدها وحرمان أصحابها من نيل الشهرة الرخيصة، ولقطعنا الطريق على المغامرين الذين أصبح واضحا أنهم يستغلون هذه العفوية فى عواطف المسلمين لاستنزافها فى هدر أو فيما يسيء إلى دعوتهم ورسالتهم فى عالم اليوم، فهل نتعلم الدرس، وهل نخطط للمستقبل بشكل شامل، أعتقد أن الربيع العربى ـ الإسلامى، يلزمنا بذلك، ويفتح لنا الأبواب لتحمل مسؤولياتنا تجاه هذا الملف الذى أصبح عاجلا.

المصريون


جمال سلطان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..