الصفحات

الثلاثاء، 9 أبريل 2013

أسطورة البطل ( راعي البندق ) علي بن رشيد الخياط

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الموضوع الثاني أنقل لمحبي تاريخ عنيزة .. نبذة عن البطل الأسطورة ( راعي البندق )
علي بن رشيد الخياط
فهذا الرجل هو فخر لكل أبناء عنيزة حيث قاد رجال عنيزة للعديد من الأنتصارات التي رفعت شان عنيزة
وجعلت لها هيبة عظيمة أمام كل من حاول الدخول لها ....
بطل لا تمل من قراءة سيرته وضع له بصمة عظيمة على صفحات التاريخ لتمجيد أهل عنيزة ووفائهم وحبهم العظيم لهذه المدينة الغاليه ..
.................................................. ....................................

علي بن رشيد الخياط


بطل من الابطال المغمورين .. في نظري !!
والمشهورين في نظر اهل عنيزه الفيحاء !!
اقرأ هذه السطور القادمه .. لتعرف علي الخياط عن قرب ولتتعجب !! كيف تجمعت الوطنيه في شخص ,,, وكيف تشكل الوفاء بهيئه انسان ,,
شخصية الخياط فإنه يتمثـل بغيرته على مدينته والوفاء لها حيث قدم لها شعره وروحه وماله فهو مقاتل بطل وشاعر وطني مُعبرٌ مؤثرٌ حلَّـق باسمه وباسم عنيزة بشكل ليس له نظير حيث جرت قصائده واسم بلدته وأهلها تبعاً لها على كل لسان في أنحاء الجزيرة العربية بل وتعدتها إلى بلاد الشام والعراق حاضرة وبادية فما أن يسألك أحد من أهل حواضر وبوادي نجد والشام والعراق من أين أنت؟ فتقول: من عنيزة!
إلا ويبادرك في الغالب: ( أووه..
هذي عنيزة ما نبيعه بالزهيد(2) )
وقد لايعرف بقية البيت وهذا ما حدث معي شخصياً ولا أقول: يُقال لي.
أما الصفة الأخرى التي اتصف بها بتفوق فهي :
توظيف جزءٍ من ثروته للدفاع عن عنيزة في حياته وبعد مماته ويتمثل ذالك بتوقيفه كمية من الأسلحة والذخيرة المتنوعة والمشتملة على عدد من بنادق الفتيل والذخيرة والسيوف والدروع تكفي لتسليح أربعين محارباً أو سبعين حسب أقوالٍ أخرى وقفاً شرعياً على بلدة عنيزة لا يجـوز التصرف فيه لـغير ما أوقـفه عليه, وهذا أمر لم يسبقه أحد إليه لافي عنيزة وربـما ولا في غيرها في بلاد نجد, وقفٌ نوعي لم يوفق أحد إليه من قبله ولا من بعده من كبار الأُسر ووجهاء الأفراد في بلدته ممن لهم حظ من عنيزة أكبر من حظه ومصالحهم فيها أكبر من مصلحته ممن يدعون دائماً الفوقية على غيرهم ادعاءً يقوم أساسه على ملح مهروس مع الاستثناء وإن قل.

وقد ظل هذا الوقف على حاله مخـزوناً في صُـفَّـة(3) (حجرة) الخياط , حتى عام1374هـ ولانتفاء الاستفادة منه فقد استأذن علي بن عبدالرحمن بن علي بن رشيد الخياط(4) حفيد المُوقِف الذي آلت إليه الوكالة بعد وفاة عمه حمد بن علي الخياط(5) الوكيل الشرعي الأول لصاحب الوقف ,استأذن علي بن عبدالرحمن , قاضي عنيزة (6) حينذاك ببيعه وصرفه فيما يناسب زمنه فأذن له , وتم الحراج عليه بسوق الهفوف لعدة أيام وقد أقبل هـواة الصيد على شراء بنادق الفتيل وقاموا بتـحويـلها إلى بنادق "المقـمع" أما السيوف والدروع فقد تناقلها هواة الأثريات في أماكن مختلفة.

وإضافة إلى ماسبق ذكره فإن للخياط يداً في أعمال الخير ومن أبرز أعماله بناء مسجد الملاح القائم حالياً بأكمله على حسابه الخاص , وأوقف عليه أوقافاً معينه كما أوقف بعض أبنائه أوقافاً عليه طلبا ًللأجر وبراً بوقف والدهم, والخياط رجل قد أنعم الله عليه فهو صاحب تجارة ويملك عدداً من الأملاك خاصةً الزراعية في داخل البلد وخارجها في الوادي ومن أملاكه تلك:
مايعرف بحائط الخياط بعنيزة, وقسم من أم مسيند بعنيزة, وأم الرِّيش بوادي الجناح, والرفَيْعِي بواد الجناح,والحمْداني بوادي الجناح,والنزيِّة بوادي الجناح, وهي في موضع معركة المطر سنة1279هـ والتي قطع محمد الفيصل نخيلها ثم أعاد غرسه(1) ابنه حمد بعد عدد من السنوات وهي التي عناها الخياط وماقطع معها مما يجاورها في قوله :

ياعين ياللي حاربت للنوم * من يوم حل القطع بالوديان

والطْريْف بوادي أبوعلي, والثبيرة بوادي أبوعلي, و العداين بوادي أبوعلي, والضْوير, والغابة, والصفَـاف.

ولعل ممايدعو للأسف أن هذا البطل الذي قدم لبلدته عنيزة ماقدم من كرم وبطولة ارتحل منها عاتبا ومات ودفن في أرض غير أرضها دون أن تحدثُه نفسه بنقل أي شئ من أملاكه وثروته إلى بريدة التي مات ودفن فيها , وإنما ترك كل هذه الأملاك مكتفيا برعاية أبنائه لها الذين لم ينتقل أحد منهم بأمرٍ منه وفي هذا تعبير واضح أن عتبه مقصور على أمير البلدة زامل بن عبدالله السليم وليس على البلدة نفسها أي أنه ظل يحتضنها بقلبه وضميره حتى فارق الحياة في أول عام1294هـ(2) تقريباً وحسبما تشير إليه بعض أوراقه, وكانت مغادرته عنيزة مابين 1287, 1289هـ تقريباً ومما يؤيد ذالك عدم ورود أي دور له في يوم سبلا و الجهام سنة 1289هـ لا من حيث المشاركة الميدانية أو ذكر تلك الحادثه بشيء من شعره.

وأخيراً التقيت بالشيخ الوقور عبدالرحمن بن عبدالعزيز الزامل السليم أي حفيد الأمير زامل نفسه وهنا وجدت الإجابة المقبولة الشافية وعلى النحو التالي:
- أسمعُ أنا وغيري عن زعل الخياط وخروجه إلى بريدة وبقائه هناك حتى نهاية حياته ولكننا لم نجد من يعطينا السبب الحقيقي الذي دفعه لذالك فهل لديكم طال عمرك مايفيدنا عن السبب؟
فكان سؤاله : وماذا قيل لك ونابوك(2) من غيري فلا بد أنك سألت غيري؟
فأجبته نعم طال عمرك , سألت الراوي عبدالرحمن الربيعي وكذلك إبراهيم المحمد السليمان البسام وقلت له ماقالا لي , فجاءت إجابته مباشرة وباهتمام واضح :
لا ياولدي! حاشا لله أن يأنف الخياط رحمه الله عن التحاكم أمام شرع الله وإنما السبب أن الخياط دق (ضرب) أحد رجاجيل الأمير فلما أخبر الأمير بما فعل به الخياط بالسوق عاتب الأمير زامل الخياط بغضب - ويبدو أن هذا جرى في مجلس الأمير أي بوجود أناس آخرين - وبما أن الخياط لا يمكن أن يمد يده على أحد رجال الأمير إلا لسبب وجيه وباعتقاده أن الأمير يقدر للخياط مكانته ومواقفه المشهودة في سبيل عنيزة , وقد رأى أن الأمير أصابه بإهانة لايمكن احتمالها وعالج ذلك بأن أنف عن الإقامة هنا, وقرب ركائبه وغادر إلى بريدة ,
ثم علق عبدالرحمن العبدالعزيز: والخياط والله مايستاهـل يـاولـدي ثم واصـل وهو يـبتسم:
ولكن تعرف الأمراء مايبون أحد يـطول حـقـهم ... الخياط حقه كبير ولايستاهل .. رحمه الله.
1. حايط الخياط المعروف حالياً الواقع بمنطقة أم مسيند " ديرة العلى" كان اسمه(حايط أبالخيل) وديرة العلى , هم العلي الزامل من أبناء علي بن زهري بن جراح السبيعي.
2 .أوردت الحوار بيني وبين الشيخ عبدالرحمن العبدالعزيز الزامل رحمه الله على سجيته ليحمل صفة التوثيق الدقيق .

والمستفاض أنه بعد مرور أسبوعين أو أكثر من بقاء الخياط في بريدة رأى عدد كبير من وجهاء عنيزة أنه لايمكن التفريط برجل هذه مكانته وفضله على بلده فرأوا استئذان الأمير زامل بالذهاب إليه والأخذ لخاطره ومحاولة إقناعه بالعودة فأذن الأمير لهم وذهب بعض منهم برئاسة الوجيه يحي بن عبدالرحمن الذكير, وأقنعوه بالرجوع فقدر مسعاهم وعاد بالفعل,
ولكنه عندما ذهب إلى الأمير زامل للسلام عليه بإلحاح من نفس الوفد الذي أقنعه بالعوده واجهه الأمير بقوله: لنا أيام يابو رشيد ما شفناك(1)
فنهض الخياط غاضباً وقال:
(يازامل أنت تعرف إنني ماجئت إلاتكريماً لمن حضروا إلي هناك وهاهم أمامك أما أنا فخاطري طايب منك ومن ديرتك ساعة غادرتها بإرادتي.. وأنت بهذا تهين الرجال الذين أقنعوني بالمجئ ولست تهينني أنا , وهم أمامك في مجلسك يسمعون..
ثم التفت إليهم وقال: اعذروني فقد وفيتكم حقكم .. وأدار ظهره وخرج مسرعاً وأحضر ركائبه مرة أخرى ووضع عليها متاعه وغادر بشكل نهائي وهو يتمثـل ببيتي سعد بن حمود الضويان من"الشّْعَـرَاء" عندما غادر بلدته بسبب خلاف بينه وبين أبناء عمه " المسعود" أمرائها ,فقال وهو جالس على جبل ثهلان(2)  ينظر إلى سمرتها بعد العصر وذلك سنة 1250هـ:

يادار لوا لزمل تقوى تشــيلك * لشد بك عن ديرة جزت منها
القض بالفاروع مايستوي لك * و البيـع مـا كل يعـادل ثـمنهـا

أما بقية القصيدة التي يتناقلها أهل عنيزة فإنها إما تتمة منه,أو أنها ألحقت بها فيما بعد من قبل من لايتفقون وسياسة الأمير زامل السليم وهو ماأرجحه وخاصة منها البيت القائل:
مادام زامل فيك مانرعوي لك * ون راح جينا واحتملنا محنها

وذالك لأن الخياط رجل كبير المقام لايصدر عنه مثل هذا التعبير ,
ولأنه يعلم أن إمارة آل سليم لاتنتهي بموت زامل بن عبدالله , فزامل أمير توارث أسري , وليس أميراً مقطوعاً وسيلقى في الغالب ممن يأتي بعد زامل ما لقيه منه خاصة وأنه كشف عما في دخيلته شعرا تجاه زامل هذا لو صح أنه قائله.

وهذان البيتان نسبهما كذالك الأستاذ النقيدان مؤلف(شعراء بريدة) نسبهما إلى الأمير محمد بن علي العرفج أمير بريدة وقد يكون محمد بن علي العرفج تمثـل بهما أيضاً كما تمثـل بهما الخياط.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. كان سبب تصرف الأمير هذا لأنه فيما يبدو كان متأثراً سلباً من الخياط الذي لم يحضر للسلام عليه بعد عودته مباشرة حيث قيل أنه جلس في بيته اليوم الأول من وصوله لاستقبال الناس الذين قدموا للسلام عليه ولم يذهب لمجلس الأمير زامل إلا في اليوم الثاني.
2. ثهلان ويسمى الآن " ذهلان " جبل أسود غرب "الشًّعراء" ويعتبر من أكبر أعلام عالية نجد حيث يبلغ طوله من الشمال إلى الجنوب سبعين كيلومتر تقريباً.

والله مـادَوَّرْت دارٍ بـديــلــــك *    إلا لما شفت الجفا من سِكَـنْها
اومادام زامل فيك مانـرعـوي لك *   ون راح جينا واحتملنا مْحَنها
دونك اودون البيض اولجة نخيلك *   اللـي بها الـورقا ايفجع لحنـهـا
نروَي السلايل دون منهو يجي لك *    اوصولاتنا مشهورةَ الفعل عنها
تيهي ابوقتك واسحبي به شـليـلك *    اوباهي ابمجدول تعدى اعكنها
و تـعـيـنـي لا فـعـال شِبَّان جيـلـك *    تشهدعليها اسهالها مع رعَنْها
ولاغـشـاك اللـيل يـحـيـون لـيـلـك *    بـسـوالـف هذا لـهـذا تـِكـنْـهـا
اومن عقّ بك يادار وانكر جميـلـك *   لاِخْماسِيٍ درْجَه يسابق دخنها

إذاً هذي هي التتمة التي أضافها الخياط أو التي قيلت نيابة عنه , لأن قدرة الخياط الشعرية وصدقيته لا تجعله يقول: " كلا لما شفت الجفا من سكنها" لأنه يعلم أنه رأى الجفاء من أميرها فقط بل إن الرجال الذين يمثـلون سكانها ذهبوا إليه ودعوه للعودة بأنفسهم فواجه الجفاء مرة أخرى من الأمير نفسه لا ممن سكنها , والأمير زامل مشهود له بالتواضع والحكمة ولكن لكل إنسان وضع استثنائي.


 

 وهذه القصيدة للشاعر علي بن رشيد الخياط المتوفى سنة 1294هجرية وهي من عيون الشعر النبطي ومن روائع القصائد الحربية وشعر العرضة وقد اشتهرت هذه القصيدة شهرة كبيرة وذاع صيتها في انحاء الجزيرة العربية وخارجها واصبحت ابياتها امثالا سائرة يتداولها الناس ولاتكاد تجد شخصا مهتما بالشعر النبطي الا ويعرف هذه القصيدة او يحفظها او يحفظ ابياتا منها خصوصا قول الشاعر

هذي عنيزة مانبيعه بالزهيد
لا فرعن البيض نحمي جالها

او قوله

لي بندق ترمي اللحم لو هو بعيد
ما وقفت بالسوق مع دلالها

ولهذا البيت لقب الشاعر علي الخياط براع البندق وقد نشرت هذه
القصيدة عدة مرات ومن اشهر من نشرها شيخنا الجليل عبدالله بن خميس في كتابه اهازيج الحرب او شعر العرضه وفي برنامج من القائل الذي اصبح كتابا فيما بعد كما نشرها غيره وقد سبق لي الحديث عن الشاعر والقصيدة في مقالة قديمة هاتفني بعدها مشكورا الراوية
المعروف والمؤرخ البطحي رحمه الله وصحح لي بعض المعلومات عن الشاعر وعدل لي بعض الالفاظ الواردة في القصيدة والتي يرى انها تمثل الرواية الصحيحة وفي مطلع عام 1424هجرية قدم استاذنا الكريم المؤرخ الراوية البطحي رحمه الله بحثا رائعا عن الشاعرعلي الخياط راع البندق ولم ينشر هذا البحث حتى الان وقد اورد فيه معلومات مفيدة للغاية وعدد من الوثائق النادرة فجزاه الله خيرا على هذا البحث الرائع كما اورد الرواية التي يرى صحتها لقصيدة الخياط واليكم القصيدة برواية البطحي رحمه الله واسكنه فسيح جناته

يادارنا لاترهبي يومك سعيد
حنا حماة الدار وشب شعالها

هذي عنيزة مانبيعه بالزهيد
لا فرعن البيض نحمي جالها

دونك ودون الغيد مخضر الجريد
نروي من الضد الحريب سلالها

ياما ذبحنا دون غضاة تميد
جنايز ترمى ولا احد شالها

ياشيخ ياللي مانشى مثلك وليد
لارفعن الخيل شهب اذيالها

لو جبت عناز وشمر وابن رشيد
ونجد جميعه دقها وجلالها

جبته وخليته كما حلقة حديد
شرق وجنوب وغربها وشمالها

الدار دونه لابة تحمي الطريد
صعب على كل العداء منالها

كم سابق يوم اللقا جريه يزيد
عاداتنا ضربه وضرب امثالها

تاطا حديد وفوق راكبها حديد
توطته مركوبته بنعالها

عينت وين الجرو تكفى لاتحيد
قل له تعشته الضرا وعيالها

لي بندق ترمي اللحم لو هو بعيد
ما وقفت بالسوق مع دلالها

خمس رصاصه ستة اشبار تزيد
ملح الجريفه محيل يعبالها

ربعي هل الطولات والباس الشديد
خطر عزايمها تهد جبالها

اولاد علي هم عمى عين الضديد
عقالها يوم الوغى جهالها

وان كان تبغى الحكم بالراي السديد
اقلط على الديره وخضب جالها

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..