الصفحات

الاثنين، 15 أكتوبر 2012

مالم يقله حميد الدين صراحة ( خلوا الدرعا ترعى)


مقالة عبدالله حميد الدين  التي نشرت بعنوان اختلاف التعامل مع ظاهرة مواجهة الإلحاد والتي شرق فيها وغرب ليثبت أن رقم 2 يمكن أن يسبق رقم 1 وناقض المنطق الذي أظن أنه يحترمه والذي من أبجدياته أن لكل نتيجة سببا لكنه لأمر ما يريد أن يجعل النتيجة سببا والسبب نتيجة ... وهنا سأنقل بعض عباراته وأعلق عليها بما أتمنى أن يكون مفيدا له وللقارئ.
 
يقول: (فأولا «ظاهرة مواجهة الإلحاد» أكثر حضورا من ظاهرة الإلحاد. بل لا توجد إلى الآن ظاهرة إلحادية بالمعنى الدقيق،وفي حين أنه صارت توجد «ظاهرة مواجهة الإلحاد» أو تكاد...)
كلامه هنا يخالف ما يعرفه عن العلاقة بين السبب والنتيجة وهي علاقة منطقية لا أشك أنه يعرفها جيدا ولولا روائح الأفكار الإلحادية  التي أزكمت الأنوف لما ظهر هناك من ينكرها.
وهل نحتاج لأن نذكره بالشبكة الليبرالية سيئة الذكر وموقع الليبراليون السعوديون وأسماء دعاة الإلحاد في تويتر الذين يزدادون جرأة في كل يوم.ولم يبق مقدس لم يتطاولوا عليه...
وفي ظني أنه لابد أن يعرف حميد الدين –ومن معه- ما معنى الإلحاد ويعيد دراسة هذا المصطلح على ضوء الكتاب والسنة... ولو شاء دراسته على مفهوم النصارى أو اليهود فلن يذهب بعيدا عن الخطوط العريضة للإلحاد.
 
ويقول:(...أوّل تلك الأمور وأبرزها هو تخويف المجتمع من ازدياد هذه الظاهرة وتقديمها على أنها تهديد على أمنه وسلامته وعلى تماسك نسيجه ووحدته واستمرار أخلاقه وقيمه. والتخويف من الإلحاد غير الخوف منه. التخويف من الإلحاد يهدف إلى خلق حالة استنفار مجتمعية ستكون بالضرورة إقصائية وسطحية ومتعصبة وأحيانا عنيفة. أما الخوف من الإلحاد فلا يهدف إلى شيء محدد، وإنما هو انفعال من أمر مقلق، ممكن أن يتحول إلى فعل إيجابي كما يمكن أن يكون فعلا سلبيا...)
أما الخوف والتخويف والتفريق بينهما فهو من باب التلاعب اللفظي الذي لا طائل من وراءه فالتخويف ناتج طبيعي عن الخوف وهو ردّ فعل اجتماعي طبيعي وإجراء احترازي من المجتمع يمارسه في حال انتشار فيروس ملوث ينتقل بالعدوى . وهو دليل حياة المجتمع وأن أجهزته المناعية لا زالت تمارس دورها الصحيح...نعم يجب أن يكون ردّ الفعل منضبط ورشيد ومقنن لكن لنتذكر أنه في حال عدم وجود ذلك فلا تسل عن ردات الفعل العنيفة التي يمارسها المجتمع تجاه من ينشر بينهم ما يطعن في أغلى مايملكونه.
 
ويقول: (ويبقى كثير مما يجب قوله. ولكن سأختم بملاحظات حول طريقة التعامل مع الإلحاد؟
أولا من الضروري عدم تحويل الإلحاد إلى تهديد اجتماعي، والتعامل معه على أنه خطر محدق بأخلاق الناس. فهذا أسوأ ما يمكن القيام به في مواجهة الإلحاد. فأيا كانت أسباب الإلحاد، وأيا كان موقفنا منه فإن مثل هذا التصرف يزيد الأمر سوءا ويخلق قطبية في المجتمع لا تفيد أحدا.)
دعنا نسألك أيها المهون من شأن الإلحاد : أيهما أهون في الدين الإسلامي السرقة وغيرها من الموبقات كالزنا والربا أهي أهون أم الإلحاد؟
فهل تقول بأنه لا ينبغي التعامل مع السرقة ولا الزنا أو الربا على أنها خطر محدق بالمجتمع؟
مع أن مرتكب تلك الموبقات يبقى صاحبها تحت مظلة الإسلام الذي ينفعه في الآخرة أما الإلحاد فهو مخرج له من الإسلام ولا تسل عن حال الملحد في الآخرة.
أرأيت إلى أين يجرنا تطبيق قاعدتك في التهوين؟.
 
ويقول:(ثانيا من المفيد اعتبار الإلحاد ظاهرة ناشئة من التفاوت بين الناس في علاقتهم بالغيب والمجتمع، وأيضا من التحولات الاجتماعية التي حصلت في العالم هذا القرن. واعتباره ظاهرة لا يعني قبوله، وإنما التعامل معه كما هو. فاعتبار الإلحاد حالة مرضية أو استثنائية مهين للغاية، ولا يعالج الإلحاد بقدر ما يسيء للمجتمع كله...)
وهنا لنسألك مرة أخرى لماذا أرسل الله الرسل وأنزل الكتاب وعلى ماذا قامت الشرائع السماوية ولماذا شرع الجهاد وكيف وصف الله عزوجل بعض خلقه بالمجرمين؟
أما أن الإلحاد حالة مرضية ومهينة فلا يشك في ذلك عاقل !. بل هم أدنى منزلة من البهائم فهو-الملحد- قد اتبع هواه وجعله إلها يعبده على حين لم تفعل ذلك البهائم.
قال تعالى : (فَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ )
وقال تعالى: (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ)
 
ويقول:(الثالثة اعتبار الإيمان حالة معقدة غير بسيطة وأن النظريات الإلحادية معقدة أيضا...)
أما إن كان يقصد إيمان الفلاسفة فلا شك أنه حالة معقدة غير بسيطة وا صحيح كذلك أن نظريات الملاحدة معقدة وهذا جزاء من أعرض عن ذكر الله وما جاءه من الحق.
وأما الإيمان الذي جاء به النبي عليه الصلاة والسلام فقد بلغ من بساطته أن يفهمه الأمي والجاهل والصغير والكبير ويكفيك أن تقرأ حديث جبريل الطويل وسؤاله عن الإسلام والإيمان والإحسان لتعرف معنى من معاني الحنيفية السمحة.
وقد قال بعض الحكماء :من أعرض عما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وبحث عن الإيمانيات لدى الفلاسفة فإن الله عزوجل يبتليه بالوساوس والقلق والتذبذب لأنه ممن استبدل الأدنى بما هو خير جزاء وفاقا.
 
ويقول: (الملاحظة الرابعة والأهم هو فتح المجال لحوارات متكررة والتحلي بالتواضع وإدراكٍ للمحدودية، وفتح القلوب على الجميع بالتراحم والتسامح والتعاطف والحب والشكر. والحوار أهم بكثير من الاحتجاج والإفحام والاستدلال. والحوار هو الذي سيحافظ على وجود الله – تعالى – حتى في قلوب من يعلنون إلحادهم به. فالله لا يوجد في الحياة فقط من خلال الإقرار به، ولكن يوجد بوجود المحبة والسلام وشيوعها بيننا.
أسأل الله – تعالى – أن يملأ قلوبنا حبا لبعض، وسلاما نحو بعض...)
أما فتح الحوار فهو ضروري وكذلك التواضع وإدراك المحدودية لكن كل ذلك ينبغي أن يكون خاضعا لهيمنة القرآن والسنة أما الحوار من منطلقات مختلفة فلن يزيدنا إلا بعدا وهو على ماقيل(أنت تئق وأنا مئق فمتى نتفق).وحوار لا حجة فيه ولا استدلال عليه ولا فيه إفحام بالحق لا يعدو أن يكون مضيعة للوقت.
وقولك أن (الحوار سيحافظ على وجود الله تعالى) سوء أدب مع الله تعالى فهل تظن أن الله تعالى في كبرياءه وجل في علاه محتاج لك أو لأحد من خلقه ؟ وقانا الله وإياك لوثات الفلسفة التي جعلت مثل هذه العبارات تسهل عليك.
وأما المحبة التي يجب أن نسعى لها فهي المحبة لله وفيه والكره لله وفيه وهي أوثق عرى الإيمان .
ومالم يقله حميد الدين وفهمناه من مقالته هذه وغيرها فحواه ( خلوا الدرعا ترعى) وكل يعتقد مايشاء ويقول ما يشاء وينفي ما يشاء ويثبت مايشاء ومثل هذا المستوى لا يقبل به أي مجتمع قديم ولا معاصر وحتى أمريكا قبلة الليبراليين لها خطوط حمراء لا يجوز لأحد أن يتجاوزها .
أسأل الله العظيم أن يأخذ بنواصينا إلى الحق والهدى وأن يبصرنا بحقيقة وجودنا ومآلنا وأن يجمعنا على الحق والمحبة الحقة ، ولله الأمر من قبل ومن بعد.
      كتبه خالد بن محمد الشهري
                                                                                            @abubaker_m
                                                                                                
                                                                              1433/11/28هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..