الصفحات

الأربعاء، 31 أكتوبر 2012

مكاسب وتكاليف العمل العسكري ضد إيران


2012
وقّع على التقرير 32 من أبرز القيادات العسكرية والمدنية في أمريكا

أصدرت مجموعة من السياسيين والعسكريين الأميركيين تقريرا تحليليا حول مكاسب وتكاليف أي عمل عسكري محتمل قد تقدم عليه الإدارة الأميريكة ضد إيران. وقد أكد الموقعون على أن التقرير لا يقدم نتائج نهائية ولا يصدر أي توصيات ولكنه – بحسب تقديمهم للتقرير- يقدم وصفا موضوعيا لبعض متطلبات التفكير في استخدام القوة العسكرية ضد إيران من الحاجة إلى وضع أهداف أكثر وضوحا، وتقييم قدرة الجيش الأميركي على تحقيق هذه الأهداف، ووضع استراتيجية للخروج في حال اتخاذ قرار الحرب.


“المجلة” تقدم لقرائها رسالة الموقعين على التقرير إلى الشعب الأميركي وأسماءهم ووظائفهم بالإضافة إلى ترجمة لـ “الملخص التنفيذي” لهذا التقرير المهم (مشروع إيران) الذي يرى واضعوه أنه “سيساعد على وجود نقاش عام يعتمد على المعلومات في قضية تمثل تحديا مهما أمام المصالح الأميركية في العالم”.

من موقعي هذا التقرير
صدرت هذه الوثيقة عن «ذا إيران بروجيكت»
يضم المحتوى رؤية جماعية للموقعين

المواطنون الأعزاء..
نحن مجموعة من المهتمين من المسؤولين السابقين في الحكومة الأميركية والمتخصصين في الأمن القومي الأميركي الذين يؤيدون هذا التقرير (تقدير مكاسب وتكاليف العمل العسكري ضد إيران)، نشيد بكُتاب التقرير وهدفهم في الإسهام بتحليل موضوعي غير حزبي للخلاف القومي الراهن. شارك بعض منا في كتابة التقرير، ولكننا لسنا بالضرورة متفقين مع جميع النقاط التي وردت في هذه التقرير المهني المفصل.
نعتقد أن هذا التقرير سيساعد على وجود نقاش عام يعتمد على المعلومات في قضية تمثل تحديا مهما أمام المصالح الأميركية في العالم. ونعتقد أيضا أن التقرير يتفق مع سياسات الولايات المتحدة – التي تستمر في الضغط على إيران مع الإبقاء على إمكانية الوصول إلى حل سياسي، دون استبعاد اللجوء إلى القوة العسكرية.
لا يقدم التقرير نتائج نهائية ولا يصدر أي توصيات. ولكنه يقدم وصفا موضوعيا لبعض متطلبات التفكير في استخدام القوة العسكرية ضد إيران: الحاجة إلى وضع أهداف أكثر وضوحا، وتقييم قدرة الجيش الأميركي على تحقيق هذه الأهداف، ووضع استراتيجية للخروج، ثم المقارنة بين مكاسب وتكاليف الخيارات العسكرية.
نرشح للشعب الأميركي قراءة هذا التقرير ليكون أساسا لنقاش مفتوح ومُطلع في قضية تحمل أهمية قصوى للأمن القومي الأميركي. وكما أشار توماس جيفرسون ذات مرة، «في دولة جمهورية يقود فيها المواطنين العقل والإقناع، وليس القوة، إذ يحتل فن التفكير الأهمية القصوى». يسعى هذا التقرير إلى المساعدة على «فن التفكير»، في الوقت الذي يختلف فيه المواطنون في جميع أنحاء البلاد حول مسألة استخدام القوة لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي.

توقيع وتأييد كل من:

·        الجنرال أنتوني سي. زيني – القائد السابق للقيادة المركزية الأميركية
·        السفير مورتون ابراموفيتش – سفير سابق
·        ريتشارد إل أرميتاج – نائب وزير الخارجية السابق
·        السفير ويليام اتش لويرز – سفير سابق
·        إيلين ليبسون – نائبة رئيس مجلس الاستخبارات الوطني سابقا
·        زبيغينيو برجينسكي – مستشار الأمن القومي السابق
·        السفير نيكولاس بيرنز – سفير سابق
·        جيسيكا تي ماثيوس – مركز كارنيغي
·        السفير ويليام جي. ميلر – سفير سابق
·        الجنرال ستيفن إيه. تشيني – المدير التنفيذي لمشروع الأمن القومي
·        جوزيف سيرينيسيوني – مركز كارنيغي
·        ليفتنانت جنرال غريغوري نيوبولد – جنرال في التقاعد
·        السيناتور سام نان – عضو مجلس الشيوخ السابق
·        السفير إدوارد بي. دجيرجيان – سفير سابق
·        جيمس دوبينز – مدير مركز الأمن الدولي وسياسات الدفاع بمعهد راند
·        توماس آر. بيكرينغ – سفير سابق
·        جو سيستاك – عسكري ونائب سابق في الكونغرس
·        أدميرال ويليام جيه. فالون – عسكري سابق
·        ليزلي إتش. غيلب – رئيس مجلس العلاقات الخارجية
·        آن ماري سلوتر – أستاذ العلاقات الدولية في برنستون
·        بول فلوكر – مستشار اقتصادي ورئيس للبنك الفيدرالي سابقا
·        السيناتور تشوك هاغل – عضو سابق بمجلس الشيوخ
·        لي إتش هاميلتون – نائب سابق في الكونغرس ومستشار الأمن الوطني
·        جيمس والش – خبير أمني ومستشار لدى مجلس الشيوخ
·        جون سي. وايتهيد – مساعد وزير الخارجية السابق
·        ستيفن بي. هاينتز – رئيس صندوق الإخوة روكفلر
·        كارلا إيه. هيلز – محامية ووزيرة سابقة في عهد الرئيس فورد
·        كولونيل لورنس بي. وليكرسون – عسكري سابق
·        السيناتور تيموثي إيه. ويرث – عضو سابق بمجلس الشيوخ
·        ليفتنانت جنرال فرانك كيرني – عسكري سابق
·        السفير دانيال سي. كيرتزر – سفير سابق
·        السفير فرانك جيه ويزنر – رجل أعمال وديبلوماسي سابق

يقدم هذا التقرير “تقدير مكاسب وتكاليف العمل العسكري ضد إيران” تحليلا يعتمد على حقائق نرجو أن يوضح للأميركيين ما يكفي للمقارنة بين مكاسب وتكاليف استخدام القوة العسكرية ضد إيران – بين الضرورة والحماقة البشرية في اللجوء إلى الحرب.

تقدير المكاسب والتكاليف

يعلن رؤساء أميركا منذ عشرة أعوام أنهم «لن يستبعدوا أي خيار» في سبيل منع إيران من تصنيع قنبلة نووية – مما يترك الباب مفتوحا أمام اتخاذ إجراء عسكري ضد إيران في ظل ظروف معينة.

الغرض من التقرير

في الوقت الذي أصبح النقاش الدائر حول هذه القضية المهمة مدفوعا في الغالب بشؤون السياسة ويعتمد على افتراضات غير مدروسة بشأن قدرة العمل العسكري على تحقيق أهداف الولايات المتحدة، يسعى هذا التقرير إلى تقديم أساس للتفكير الواضح في إمكانية استخدام القوة ضد إيران. يدرك مؤلفو التقرير والموقعون عليه، وهم مجموعة من خبراء الأمن القومي المنتمين إلى الحزبين، أن هذا النقاش جزء من حوار موسع عن السياسة الأميركية تجاه إيران. ولكننا نعتقد أنه سيكون من المستحيل إجراء تقييم عقلاني لدور القوة العسكرية في أي استراتيجية إيرانية شاملة دون إجراء تقييم دقيق في البداية للمكاسب والتكاليف المحتملة للعمل العسكري.
يستعين هذا التقرير بمجموعة كبيرة من التحليلات والآراء المُطلعة، المتاح جميعها (متضمنة تقارير الاستخبارات غير السرية). ويعتمد التقرير على الحقائق قدر الإمكان وهو واضح في تناول مساحات الخلاف أو الشك. أمام كمية وثراء الأبحاث التي أجريت في العديد من القضايا المتناولة في التقرير، كان علينا تلخيص بعض من مناقشات الخبراء المهمة في الملاحظات الختامية، ونشجع القراء المهتمين على الاطلاع على هذه الملاحظات لمزيد من التفاصيل. عندما نتحدث عن آرائنا المهنية نحدد ذلك بوضوح. لا يدافع هذا التقرير عن رأي ما، بل نرجو أن تساعد دراستنا الموزونة لهذه القضية الساخنة القراء على الوصول إلى نتائجهم الخاصة المُطلعة فيما يتعلق بحكمة القيام بعمل عسكري ضد إيران.

تفاهمات مشتركة

قدم مؤلفو هذا التقرير بعض التفاهمات المشتركة التي أوصلت مجموعتنا المتباينة إلى نظرة عامة مشتركة.
ندرك أن القيام بعمل عسكري ضد إيران محل تفكير بسبب ما ستمثله إيران المسلحة نوويا من تحديات خطيرة للمصالح والأمن الأميركي بالإضافة إلى أمن إسرائيل.
نعلم أن إيران حاولت لمرتين في الماضي التوسع في برنامجها النووي سرا – وهما محاولتان تم رصدهما وإيقافهما – وأن إيران حاليا تنتهك قرارات مجلس الأمن التي تشترط منها وقف أنشطة تخصيب اليورانيوم. تستمر الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تراقب برنامج إيران النووي، في المطالبة بتوضيح ردود إيران المراوغة على أسئلة تتعلق بسجلها السابق في الخداع، ولكن لم تستطع الوكالة الدولية حتى الآن الدخول بشكل كامل إلى المنشآت العسكرية الإيرانية للتأكد من الوضع الراهن لبرنامج السلاح النووي الإيراني الذي يعتقد مسؤولون استخباراتيون أنه تم وقفه في عام 2003. بالإضافة إلى ذلك، يصدر القادة الإيرانيون تصريحات مكررة تهدد إسرائيل يتم ترجمتها على أنها تحد لحق دولة إسرائيل في الوجود.
نتفق على عدم تناول مسائل عامة تتعلق بالتزام الولايات المتحدة بعدم الانتشار النووي والتي يمكن إثارتها بقرار أميركي باستخدام القوة ضد إيران لتجنب حصولها على سلاح نووي، ومنها مسألة إذا كانت الولايات المتحدة سوف تستمر في استخدام القوة ضد أي دولة أخرى ربما تقرر الحصول على سلاح نووي. وبدلا من ذلك ركزنا على مسائل تتعلق بقضية إيران على وجه التحديد.
نعتقد أن استخدام القوة العسكرية يجب أن يكون الخيار الأخير ويجب أن تصاحبه دراسة صارمة للمكاسب والتكاليف المحتملة.
اخترنا عدم تناول بدائل استخدام القوة في هذا التقرير، ولكننا سنركز عليها في تقرير آخر في المستقبل.
نعترف بأن الوصف الدقيق للمكاسب المحتملة للعمل العسكري ضد إيران أسهل من تحديد تكاليف مثل هذا الإجراء، وبخاصة التكاليف طويلة المدى، التي تحتاج إلى تكهنات أكبر، وتكاليف التبعات الممكنة غير المقصودة.
ندرك وجود خلاف حول عدد من أهم المسائل التي تناولها التقرير. وقد اتفقنا على شرح هذه الاختلافات بموضوعية وبناء أحكامنا الخاصة على وجهات نظر حذرة لتحليلات وآراء الخبراء.
هدفنا هو تقديم الحقائق والتحليلات التي تفيد النقاش حول تحد أمني خطير في العام الذي يشهد إجراء الانتخابات.

نظرة عامة

يدور التقرير حول الأسئلة التي يجب أن يطرحها قادة أميركا ومواطنوها عند التفكير في القيام بأي عمل عسكري: ما المرحلة التي يصبح فيها استخدام القوة مبررا؟ ما أهداف العمل العسكري؟ هل نملك القدرة على تحقيق هذه الأهداف؟ ما استراتيجيتنا للخروج؟ ما المكاسب المحتملة لاستخدام القوة العسكرية في هذا الوضع؟ ما التكاليف الفورية وبعيدة المدى؟ وينتهي التقرير بعرض أساسي عن البرنامج النووي الإيراني.
يتناول التقرير التقييمات الموضحة فيما يلي بتفاصيل أكبر واستشهادات بكثير من المصادر.

نقاط بارزة

التوقيت والأهداف والإمكانيات واستراتيجية الخروج:

أشارت الولايات المتحدة إلى أن لديها «جميع الخيارات» – بما فيها استخدام القوة العسكرية ضد إيران، إذا فشلت العقوبات والمساعي الدبلوماسية – وإذا أو عندما تظهر إشارة واضحة على أن إيران قررت تصنيع سلاح نووي. بعد قرار تصنيع قنبلة نووية، ستحتاج إيران من شهر إلى أربعة أشهر لإنتاج ما يكفي من اليورانيوم المستخدم في السلاح النووي لصناعة قنبلة نووية واحدة. وستحتاج إيران إلى وقت إضافي، يصل إلى عامين وفقا لتقديرات محافظة، من أجل صناعة رأس نووي يمكن تحميله لصاروخ. في ظل المراقبة الشاملة للأنشطة الإيرانية، على الأرجح سيتم اكتشاف مؤشرات على قرار إيراني بتصنيع سلاح نووي، وسيكون حينها أمام الولايات المتحدة شهر على الأقل من أجل تنفيذ خطة العمل.

وفقا لتصريحات مسؤولين، سيكون هدف أي عمل عسكري تقوم به الولايات المتحدة في هذه المرحلة هو منع إيران من تطوير سلاح نووي. وفي رأينا، ليس من المرجح أن يتحقق هذا الهدف من خلال عمل عسكري يعتمد على الضربات الجوية تتبعها هجمات إلكترونية، وعمليات سرية، وربما إرسال قوات العمليات الخاصة. بعد استعراض العديد من الدراسات التي أجريت حول هذه المسألة المثيرة للجدل، توصلنا إلى الاقتناع بأن قيام الولايات المتحدة بمفردها أو بالتنسيق مع إسرائيل بعمليات عسكرية موسعة يمكنها أن تدمر أو تلحق أضرارا بالغة بأهم منشآت نووية إيرانية معروفة، سيتسبب في انتكاسة للبرنامج النووي الإيراني لفترة تصل إلى أربعة أعوام. يشير تقديرنا المبني على معلومات بأن شن هجوم عسكري من إسرائيل بمفردها قد يؤجل قدرة إيران على تصنيع القنبلة لمدة تصل إلى عامين. وفي رأينا، لن تستطيع إسرائيل تكرار نجاح الهجمات الوقائية المبكرة التي شنتها من قبل على مفاعلين منفردين في كل من العراق وسوريا، حيث إن المواقع النووية الإيرانية متعددة ومتباعدة للغاية، ويوجد أحدها (فوردو) تحت الصخور. إذا لم يمكن تحقيق حل دائم للتوترات المحيطة ببرنامج إيران النووي في أعقاب شن هجوم عسكري أميركي و/أو إسرائيلي (كما هو مطروح فيما يلي، نعتقد أن التصرف العسكري على الأرجح سيقلل من احتمالات الحل السياسي بدلا من تعزيزها)، ربما تكون هناك حاجة إلى استكمال الهجمات في مرحلة ما في المستقبل.

نلاحظ عدم وجود اتفاق جماعي ووضوح في واشنطن بشأن ما يجب أن تهدف إليه الإدارة الأميركية من خلال القيام بأي عمل عسكري ضد إيران. قد يتبنى بعض خبراء ومستشاري الأمن القومي بشكل شخصي الهدف الأكثر تواضعا بتأخير قدرة إيران على تصنيع سلاح نووي، كخطوة تجاه المنع، ولكن ربما يرى البعض الآخر أهدافا أشمل مما تدعو إليه التصريحات الرسمية التي تصدر في الوقت الراهن. حتى من أجل تنفيذ الهدف المعلن بضمان عدم حصول إيران على قنبلة نووية على الإطلاق، ستحتاج الولايات المتحدة إلى الدخول في حرب موسعة جويا وبحريا على مدار فترة ممتدة على الأرجح ستستمر لأعوام. وإذا قررت أميركا أن تحقق هدفا أكثر طموحا، مثل تغيير النظام في إيران أو تقويض النفوذ الإيراني في المنطقة، سيتطلب ذلك منها تخصيص قدر أكبر من القوة بهدف احتلال جميع أنحاء البلاد أو جزء منها. وأمام مساحة إيران وعدد سكانها الكبير، وقوة النزعة القومية لديهم، نرى أن احتلال إيران سيستلزم تخصيص موارد أكبر مما أنفقته أميركا على مدار الأعوام العشرة الماضية في حربي العراق وأفغانستان مجتمعتين.
كلما ارتفع طموح أهداف العمل العسكري وطالت مدة الصراع، ازدادت صعوبة التخطيط لاستراتيجية خروج فعالة.

المكاسب:

ندرك أن أهداف أي عمل عسكري ضد إيران قد تتنوع من كونها محدودة للغاية إلى التوسع كثيرا. إذا كان تقديرنا بأن الهجمات الأميركية الوقائية قد تؤخر قدرة إيران على تصنيع سلاح نووي إلى مدة تصل إلى أربعة أعوام، سنفترض أن نشر القوة الجوية الأميركية وطائرات التجسس والصواريخ المحمولة بحرا وقوات العمليات الخاصة وشن الهجمات الإلكترونية لمدة عدة أسابيع أو أكثر سوف تلحق أضرارا خطيرة بمئات الأهداف.

قد يثمر مثل هذا العمل العسكري المكاسب التالية:
·        تدمير أو الإضرار بمنشآت التخصيب الرئيسية المعلنة في إيران في ناتانز، ومنشآت تحويل اليورانيوم في طهران وأصفهان، ومجمع الأبحاث النووية في طهران، ومفاعل ومصنع إنتاج الماء الثقيل المكتمل جزئيا (الذي يمكن استخدامه في تطوير البلوتونيوم) في آراك، وبعض منشآت الطرد المركزي. يمكن أيضا بصعوبة أكبر أن تلحق الغارات الجوية الأميركية أضرارا بمنشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم أو أن تدمرها (وهي مخبأة بعمق 200 – 300 متر تحت الصخور).

 
·        الإضرار بالقدرات العسكرية الإيرانية، من وسائل دفاع جوي وأجهزة رادار وعناصر قوات جوية ومنشآت القيادة والتحكم، وقدر كبير من إمكانيات إيران على الانتقام المباشر، مثل القواعد والمنشآت العسكرية الرئيسية للحرس الثوري الإيراني والقوات البحرية والجيش والقوات الجوية الإيرانية. يمكن أن تستهدف الضربات أيضا منشآت غير نووية يشتبه في استغلالها من أجل تطوير الأسلحة، مثل موقع بارشين.

·        التأكيد على جدية ومصداقية الولايات المتحدة، والتوضيح لإيران أن الولايات المتحدة عازمة على منعها من الحصول على سلاح نووي والتأكيد على الدول الأخرى في الشرق الأوسط المعنية بطموحات إيران الإقليمية بأن الولايات المتحدة ملتزمة بحفظ أمن هذه الدول. قد تتمكن أي عملية عسكرية ضد إيران أيضا من زعزعة سيطرة الحكومة الإيرانية، واستنفاد الخزانة الإيرانية، وإثارة التوترات الداخلية – على الرغم من أننا لا نعتقد أنها ستؤدي إلى تغيير في نظام الحكم أو انهياره أو استسلامه.

·        ربما يقلل العمل العسكري الأميركي ضد البرنامج النووي الإيراني أيضا من احتمالات قيام دول أخرى في المنطقة بالسعي إلى الحصول على سلاح نووي. إذا تم تقويض البرنامج النووي الإيراني لن تشعر أطراف إقليمية رئيسية مثل السعودية وتركيا ومصر بضغوط كبيرة من أجل تنفيذ برامجها النووية الخاصة. ربما يردع العمل العسكري الأميركي آخرين أيضا – داخل وخارج المنطقة – من تنفيذ أطماعهم النووية خوفا من التسبب في رد فعل أميركي مشابه.

·        نعتقد أن أي عمل عسكري إسرائيلي أحادي الجانب قد يقوض البرنامج النووي الإيراني لمدة تصل إلى عامين، نظرا لقدرات إسرائيل العسكرية الأكثر محدودية. قد تصيب الهجمات الإسرائيلية منشآت التحويل النووي في أصفهان وطهران، والمنشأة التي يشتبه في أنها تطور السلاح النووي في بارشين. ولكن قد لا تستطيع إسرائيل إلحاق أضرار بالغة بمنشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم المدفونة في عمق الجبال، دون اللجوء إلى هجوم بري أكثر مخاطرة.

التكاليف:

إضافة إلى التكاليف المالية للعمل العسكري ضد إيران، والتي ستكون كبيرة (لا سيما إذا كان على الولايات المتحدة أن تقوم بعدة هجمات وإذا كان عليها العودة إلى استخدام القوة دوريا في الأعوام المقبلة)، من المرجح أن تكون هناك تكاليف أخرى قريبة المدى ترتبط بعملية انتقام إيران، من خلال هجمات غير منظمة مباشرة وبالوكالة. ويمكن استشعار التكاليف الخطيرة التي ستلحق بالمصالح الأميركية على المدى البعيد أيضا، إذ نعتقد أن تبعات صعبة ستؤثر على الاستقرار العالمي والإقليمي، بما فيه الاستقرار الاقتصادي. قد تسفر ديناميكية التصعيد والعمل والعمل المضاد عن تبعات خطيرة غير مقصودة يمكنها أن تضاعف كثيرا من التكاليف وقد تؤدي إلى حرب إقليمية شاملة.

من التكاليف المحتملة التي تم تناولها في هذا التقرير:
·        انتقام إيراني مباشر من الولايات المتحدة
·        في حين يدفع البعض بأن إيران قد تمتنع عن استخدام القوة تجنبا لإثارة حرب واسعة النطاق، نرى أن إيران قد تنتقم مما يؤدي إلى فقدان أرواح أميركيين، والإضرار بمنشآت أميركية في المنطقة، والتأثير على المصالح الأميركية في العراق وأفغانستان والخليج وغيرها. يمكن أن تستخدم إيران إمكانياتها الصاروخية التقليدية الواسعة وصواريخ الحرس الثوري الجمهوري المضادة للسفن، والغواصات الصغيرة، وقوارب الهجوم السريعة، وحرب الألغام في الخليج. ربما تحاول إيران غلق مضيق هرمز، مما يزعزع الأسواق العالمية ويتسبب في ارتفاع أسعار النفط كثيرا (بالإضافة إلى غلق ممر رئيسي لصادرات النفط الإيراني ذاته).

·        هجمات إيرانية على إسرائيل
·        قد تعتبر إيران أن إسرائيل تتحمل جزءا من مسؤولية الهجمات التي تتعرض لها، سواء شاركت القوات الإسرائيلية في العملية العسكرية أم لا. وعلى الرغم من قوة برامج الدفاع المدني ومضادات الصواريخ الإسرائيلية، فإن وقوع هجمات جوية إيرانية قد يسفر عن وقوع ضحايا وتدمير للمنشآت، وربما يكون من بينها المجمع النووي الإسرائيلي ديمونة.

·        انتقام إيراني غير مباشر
قد تتسبب هجمات يقوم بها وكلاء إيران المسلحون جيدا مثل حزب الله أو الجماعات الشيعية المسلحة في العراق، بالإضافة إلى قوات إيران السرية وفليق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، في أضرار جسيمة للمصالح الأميركية والإسرائيلية أكثر مما قد يسفر عنه الانتقام الإيراني المباشر. قد يتضمن مثل هذا الانتقام غير المباشر إطلاق صواريخ وقذائف من الوكلاء بالإضافة إلى شن هجمات إرهابية وعمليات سرية مثل التخريب والاغتيالات. وإذا كان حزب الله سيستخدم بكثافة الصواريخ والقذائف التي نشرها في جنوب لبنان، قد يوسع ذلك من نطاق الصراع، وربما يؤدي إلى حرب إقليمية في المشرق.

·        انقسام محتمل في التضامن العالمي ضد برنامج إيران النووي الذي تحقق بصعوبة
نعتقد أنه إذا تعرض البرنامج النووي الإيراني إلى هجوم أميركي أو إسرائيلي في غياب تفويض دولي أو تحالف متعدد الجنسيات، سيضعف كثيرا الدعم الذي يحظى به استمرار العقوبات المفروضة على إيران. وقد تستكمل مبيعات الأسلحة إلى إيران التي تحظرها العقوبات في الوقت الراهن، وكذلك أيضا مبيعات المواد التي يمكن استخدامها في تصنيع سلاح نووي.

·        زيادة احتمالية أن تصبح إيران دولة نووية
في حين أنه ليس من المستحيل أن تدفع الهجمات الجوية بإيران إلى طاولة المفاوضات، نعتقد أن العمل العسكري قد يقلل من إمكانية التوصل إلى حل سياسي أكثر دواما للمخاوف المثارة حول برنامج إيران النووي. في الواقع، نرى أن شن هجوم أميركي على إيران قد يعزز دافع إيران إلى تصنيع قنبلة، بسبب: 1) قد تصبح القيادة الإيرانية أكثر اقتناعا بأن تغيير النظام هو هدف السياسة الأميركية، و2) سيعتبر تصنيع القنبلة وسيلة لمنع هجمات مستقبلية ويعوض الإهانة الناتجة عن التعرض للهجوم. يمكن أن تنسحب إيران أيضا من معاهدة حظر الانتشار النووي، وتنهي جميع سبل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مما يترك لدى المجتمع الدولي معلومات ضئيلة للغاية عن البرنامج النووي الإيراني.

·        عدم استقرار سياسي واقتصادي حول العالم متضمنا اضطرابات في إمدادات الطاقة والأمن
قد يجلب أي هجوم أميركي و/أو إسرائيلي على إيران قوى سياسية واقتصادية مزعزعة للاستقرار إلى منطقة تعاني بالفعل من تحولات كبرى. بالإضافة إلى تكبد الاقتصاد الأميركي لمئات المليارات من الدولارات سنويا، سيرفع استمرار الصراع سعر النفط ويزيد أزمة الاقتصاد العالمي الذي يعاني بالفعل من الضعف.

·        الإضرار بسمعة الولايات المتحدة الدولية وزيادة مصداقية الجماعات المتطرفة المعادية لأميركا
قد يزيد العمل العسكري الأميركي، وخاصة إذا كان أحادي الجانب، من إبعاد المسلمين وآخرين حول العالم، حيث يعزز من فكرة لجوء الولايات المتحدة إلى القوة العسكرية في أغلب الأحيان. وقد يرفع الهجوم على دولة مسلمة من قدرة الجماعات الإسلامية المتطرفة، ومن بينها «القاعدة»، على تجنيد الأفراد. وحتى على الرغم من أن بعض المسلمين من السنة سيسعدون لشن هجوم على إيران الشيعية، فإن التأثير المحتمل على مكانة أميركا في العالم الإسلامي سيكون سلبيا.

أما بخصوص المسألة المختلف عليها حول إذا ما كان العمل العسكري سيضعف أو يقوي التأييد الشعبي الإيراني للنظام الحالي، نصل إلى أن الهجمات الأميركية و/أو الإسرائيلية من المحتمل أن توحد الشعب خلف الحكومة على نحو أكبر من إمكانية أن يتولد عنها مقاومة.
قد تُخفف حدة بعض من هذه التكاليف إذا وقع الهجوم الأميركي ردا على تصرفات إيرانية تظهر بوضوح نية تطوير سلاح نووي. ربما تتضمن مثل هذه التصرفات طرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية والانسحاب من معاهدة منع الانتشار النووي، أو البدء في برنامج عاجل لزيادة الإمدادات القائمة من اليورانيوم العالي والمنخفض التخصيب إلى مستوى التخصيب المكافئ للأسلحة. نظرا للفترة اللازمة لأن تتقدم إيران من مرحلة القرار إلى التسليح إلى امتلاك سلاح نووي موثوق به وتسليمه، قد تملك الولايات المتحدة فرصة لكسب التأييد الدولي لعمل متعدد الأطراف ضد إيران، يتضمن فرض عقوبات أخرى وإجراء مفاوضات إضافية واستخدام القوة العسكرية. في حين أن التكاليف المرتبطة بالرد الإيراني لن تتغير بدرجة كبيرة إذا أيدت دول أخرى أي عمل عسكري أميركي أو شاركت فيه، إلا أن التكاليف بعيدة المدى التي ستتحملها المصالح الأميركية ستنخفض بدرجة ما.


الباحث: أستن لانج – وليام لورز
The Iran Project   - مبادرة إيران
نيويورك
سبتمبر  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..