الصفحات

الأربعاء، 24 أكتوبر 2012

تغريدات للدكتور محمد السعيدي : حول أزمة الكويت


قدمت الكويت دولة وشعبا على مدى عقود خدمات جليلة للمسلمين يعرفها كل من تجول في بلاد الأقليات الإسلامية والبلاد الإسلامية الفقيرة ومناطق التوتر


قدم طلبة العلم الكويتيون والمثقفون نقلات متميزة في طباعة العلم الشرعي ونشر المعرفة بأنواعها جعلت الكويت اسما لا يمكن تجاوزه في تاريخ العلم والثقافة

المؤسسات المالية الكويتية من أبرز الداعمين للعمل الخيري والدعوي الإسلامي كما أن باعها في دعم المصرفية الإسلامية  لا يخفى على المتابعين

بقاء الكويت  بإذن الله إنما هو استمرار لمصدر من مصادر الخير والقوة للمسلمين ولا نشك أنه بوضعه هذا مزعج للكثيرين المتربصين

الكويتيون شعبا وحكومة  وأسرة حاكمة لديهم الوعي الكامل إن شاء الله بحجم التآمر الدولي والإقليمي عليهم وعلى دول المنطقة كما أن لديهم جميعا الاستعداد التام لتقديم التنازلات لبعضهم في سبيل المصلحة اكبرى وهو بقاء المسيرة المتجهة نحمو الأصلح


تنازل أحد الأطراف في الكويت للآحر إنما هو تنازل الأخ لأخيه والولد لوالده والوالد لولده ولا تخرج حقيقة الأمر عن ذلك ولا ينبغي أن  يفسرها أي طرف على أنها مكسب أو انتصار


بما أن نظام الكويت يسمح بالتظاهر والاعتصام  ،فتحديد مدى الصواب والخطأ في تلك المسيرات هو للقانونيين الكويتيين لا لغيرهم
كثير من الناشطين في العالم العربي دخلوا على خط ما يجري في الكويت بين مؤيد ومعارض وتتبعت عددا من كتابات  الفريقين فوجدهم بعيدين عن حقيقة المسألة

الكلمة مسؤلية وفي غضون المشكلات تكون أمانتها أعظم  وإلقاء الكلام لمحض الحماس لا سيما من المؤثرين  له عواقبه

على أهل القانون الكويتيين أن يرفعوا أصواتهم عاجلا ليعرف الجميع ما جرى من هذه المسيرات داخل حدود النظام وما جرى خارجه
نأمل من قادة المعارضة الكويتية أن لا يخرجوا بمسيراتهم واعتصاماتهم عن حدود ما يقرر القانون السماح به بضوابطه فالنظام عصمة وإن جار
 
رد الناس إلى جادة النظام يكون  وفق النظام أيضا فكما يطالب الشعب بالتزام الأنظمة فالحكومات مطالبة بها أيضا

لا أشك أن الأجندات الخارجية تبحث لها الآن في أحداث الكويت عن موطئ قدم  والحكومة الكويتية والمعارضة وعموم الشعب لديهم ما يكفي إن شاء الله من البصيرة بذلك


فليحذر الجميع من الأجندات الخارجية والتي تتسرب الآن عن طريق وسائل إعلام عالمية وبعض الشخصيات المعروفة في الإعلام الإلكتروني  فالكويتيون قادرون على تكوين ذهنيتهم بأنفسهم


المحكمة الدستورية الكويتية ردت قرار الحكومة الكويتية في عدد من السابقات وجعل المحكمة الدستورية مرجعا للشعب في هذه الأزمة مسألة ليست بعيدة
أمير الكويت انصاع مرات عدة للمطالب الشعبية على حساب قراره وأن يكرر الأمر درءا للفتنة ليس بعيدا عن فطنته أيضا أو يجعل الدسنور حكما بينه وبين الشعب

تنزيل البعض أحكام الخوارج والبغاة على ما يجري في الكويت مجازفة في الحكم ينبغي أن تتدارك فالفروق واضحة بين الحالين

أجلت المعارضة الكويتية مسيراتها إلى ما بعد العيد والمأمول في أمير الكويت والحكومة والمعارضة أن ينتهوا إلى حل يغني بمشيئة الله عن استئنافها ويحفظ للجميع مكانته

ينبغي أن يقع في خلد الجميع في الكويت وغيرها أن الإصلاح مطلب فطري لكنه لا يتم أبدا في ظل حكومة مستضعفة وشعب غاضب فعلى الحكومات أن تدرأ عنها غضب الشعوب وعلى الشعوب أن تحفظ قدر الحكومات


هدف الكويت وما نريده من الكويت أسمى بكثير مما يقع حوله الاختلاف اليوم


هذا والعزة لله وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..