الصفحات

الأربعاء، 17 أكتوبر 2012

محللون: شعبية الإخوان المسلمين تتراجع في الشارع العربي لصالح تسيد السلفيين المشهد

عمان - ذهب محللون سياسيون وعاملون في حقل دراسة الحركات الاسلامية، الى توقع انخفاض شعبية الإخوان المسلمين في الشارع العربي والاسلامي، مرجحين في الوقت ذاته تزايد شعبية التيارات السلفية بكافة توجهاتها.

ويرجع المحللون هذا التقلب في المزاج الشعبي جهة الإخوان، نتيجة انتقال الجماعة من العمل الدعوي الى السياسي، واستغلال التيارات السلفية الربيع العربي، وتمسكها بالدعوة الاسلامية وابتعادها عن الاسلام المسيس، ما اسهم بزيادة مؤيديها وشعبيتها.

ومع ذلك، فإن محللين آخرين يقللون من الآراء التي تشير الى تراجع شعبية الاخوان المسلمين في فترة الربيع العربي، بالرغم من اعتبارهم ان "السلفيين" تقدموا بصورة واضحة في فترة الربيع.

ويرجح المحلل والخبير في الحركات الاسلامية حسن ابوهنية انتشار التيار السلفي، وتحديدا الطيف الجهادي منه، خلال حقبة الربيع العربي، الى أسباب عديدة، منها: الاحباط الذي اصاب الشارع العربي بسبب سياسة الاخوان (الاسلام السياسي) حين وصلوا للسلطة في بلدان عربية؛ وبخاصة في مصر.
ويتفق معه، المحلل في الشؤون السلفية اسامة شحادة بقوله إن "السلفيين اصبح لهم نشاط ملحوظ في الشارع، وتأييد كبير من قبل الجمهور، بسبب ادائهم الدعوي والعلمي في المساجد والمدارس وبعض وسائل الإعلام، بخاصة الفضائيات".

ولفت شحادة الى ان ذلك يأتي بعد تخلي الاخوان منذ أكثر من 15 عاما عن دعويتهم، وتركيزهم على العمل السياسي.

الكاتب ابراهيم غرايبة، رأى ان شعبية الاخوان لم تتزايد، لكنها لم تتراجع ايضا، في وقت زاد فيه عدد المؤيدين للتيارات الدينية بكافة الوانها، بخاصة التي بدأت تنتشر مؤخرا.

ابو هنية قال إن الاخوان كحركة "تخلت عن تطبيق تراثها السياسي المتعلق بتطبيق الشريعة الاسلامية، ودخلت في منظومة الدولة المدنية، ما جعلنا نشهد وجود حركات للسلفية الجهادية بمسميات جديدة، أهمها ظاهرة جماعات انصار الشريعة، المنتشرة في ليبيا والمغرب واليمن وتونس". واعتبر ان تسميتها بـ"أنصار الشريعة" جاء مقصودا للتأكيد على غياب تطبيق الشريعة من قبل الاخوان، او الجماعات الاسلامية التي وصلت للسلطة السياسية، بحسب تقييم ابو هنية.

وأضاف إن سببا من أسباب تراجع شعبية الاخوان في الشارع العربي، يتعلق بتراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية، خصوصا في مصر وكذلك اهتمام السلفية الكبير بالشأن المحلي، على عكس ما كانت عليه قبل ثورات الربيع العربي، من صبغة عالمية، فحمل أحد أجنحتها، وهو تنظيم القاعدة هذه الصبغة "لذلك شاهدنا السلفية تنتهج وسائل لم تتبعها سابقا".

وحسب ابو هنية، تولد لدى الشعوب العربية الاسلامية أن السلفية تقدم نفسها كممثل وحيد للإسلام النقي غير المسيس، لذلك كان موقفها مميزا في الاعتصامات والمسيرات في مختلف الدول العربية الاسلامية، نصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكثر وضوحا من الجماعات الاسلامية الاخرى، وكان ذلك جليا لدى جماعاتهم في ليبيا واليمن والمغرب وتونس والاردن.

وأكد ابو هنية أن التيار السلفي في العالم العربي، سيكون فاعلا رئيسا في ساحة المعارضة، وليس هامشيا كما كان قبل ثورات الربيع العربي، وبالتالي سيكون اهتمامه لاحقا بالشأن السياسي أكثر من الاجتماعي.  أما شحادة، فيستشهد بأن حجم شعبية السلفيين، ظهر في مشاركتهم السياسية عبر تجربة حزب النور في مصر الذي فاجأ المراقبين، بحجم قوته.

وأكد أن السلفية بدأت تنافس الاخوان في التأييد الشعبي، وتصل الى شرائح لم تكن تصلها سابقا، كالشباب والمثقفين والأكاديمين.

وعلل شحادة تراجع شعبية الاخوان الى الهجمات الاعلامية "المغرضة" التي تستهدفهم من قبل بعض الانظمة العربية والاتجاهات العلمانية المتطرفة، والتي لا تسعى لتعديل مسار الاخوان بقدر ما تتطلع الى اجتثاث وجودهم من الشارع، مقابل عدم تمكن الجانب الاعلامي الاخواني من تقديم رؤية لمجابهة ذلك.
غرايبة، قال إن "شعبية اخوان الاردن تتراوح زيادتها ونقصانها، حسب الحراك السياسي، لكن هناك زيادة في شعبية تيارات دينية كالسلفية والصوفية، لكن الاخوان لم يزيدوا عددا في ظل هذه الزيادة". وأضاف ان هناك موجة تدين قوية في منطقتنا، سواء للسلفية بكل انواعها (الاصلاحية، التقليدية) او بالعودة الى الدين، ما ادى الى زيادة كافة انواع التيارات الدينية السياسية او غير السياسية او المستقلة.

ولفت غرايبة الى ان شعبية اخوان الاردن تراجعت عام 1989، بعد بدء الحياة الديمقراطية في المملكة، ومشاركة الاخوان فيها، مرجعا سبب تراجع شعبيتهم آنذاك الى عدم تطبيقهم للشريعة، او ربما إغفال القضية الفلسطينية، وبرغم ذلك يقول إنهم كسبوا مؤيدين.

واشار غرايبة الى أن تجربة اخوان مصر وتونس، لا يمكن تعميمها على اخوان الاردن، الذين عملوا بحرية وعلنية على عكس ما كانوا عليه في مصر وتونس، اذ كان ينظر إليهم كأعداء "ولكن لدينا يتم التعامل معهم كحزب سياسي، وبالتالي فإن شعبيتهم هي ضمن بوصلة الحراك يخسرون ناسا ويكسبون آخرين".

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
موفق كمالالغد الأردني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..