الصفحات

الخميس، 8 نوفمبر 2012

خطر أبراج الجوال ... أين الحقيقة ؟

     يشكل موضوع خطر أبراج الهاتف الجوال معضلة وأزمة حقيقية في مجتمع

السلامة العامة وكذلك بين العلماء ، فلا تزال مسألة تحديد مدى خطر هذه الأبراج من عدمه مسألة لم تحسم بعد ، وسنحاول هنا استعراض أبرز ما يتعلق بالموضوع الشائك .
   سنبدأ من خلال بيان أن تلك الأبراج تعمل من خلال موجات ترددية لاسلكية ، وهي مماثلة لتلك المستخدمة في خدمات الراديو والمايكرويف ، وهي من ضمن الفئة التي لا تتسبب في تدمير الـحمض النووي (DNA) مباشرة ، على عكس بعض الإشعاعات الخطيرة مثل أشعة إكس وغاما .
    وقد وضع العلماء وعدد من الجهات العلمية العالمية مستويات محددة لهذه الموجات تبقي استخدامها في حدود الأمان والسلامة ، وهو ما يثير الاختلاف بين العلماء والجهات ذات العلاقة ، حيث تختلف الرؤية والتقييم لتلك الحدود الآمنة ، بالإضافة إلى مصداقية المعايير ودقة البحوث التي تبنى عليها تلك النتائج والمستويات المحددة .
    ثلاث من المنظمات الأمريكية المعروفة – (IARC) (NTP) (EPA) – تقوم بتصنيف المواد المسرطنة ، لم تقم حتى الآن بتصنيف أبراج الهاتف الجوال على أنه من المسرطنات ، فيما تؤكد العديد من الجهات ذات العلاقة مثل (FCC) وهي اللجنة الاتحادية للاتصالات في الولايات المتحدة أن المستويات الحالية المنبعثة من أبراج الهاتف الجوال آمنة ولاخوف منها ، مستندةً في ذلك على عدد من الدراسات العلمية .
   في السعودية ، كان عبدالله الضراب – محافظ هيئة الاتصالات حالياً – قد قدم ورقة عمل قبل حوالي ثلاث سنوات نفى فيها وجود ضرر واضح لتلك الأبراج ، حيث يرى أنه لا يوجد بحث علمي يثبت الضرر على الإنسان ، مبيناً - في ذلك الوقت - أنهم يدرسون دمج بعض الأبراج في برج واحد تخفيفاً من أي أضرار محتملة .
    في المقابل ، نجد أن بعض العلماء يعارضون الإدعاءات بسلامة تلك الأبراج ، مستندين في ذلك إلى أن تلك الدراسات تمت على المستوى الحراري لتلك الإشعاعات وأثرها ، في حين لم تبحث الآثار غير الحرارية والناتجة عن التعرض الدائم للإشعاعات ، وهناك العديد من الدراسات التي تحذر من تلك الإشعاعات ، إلا أنها لم تصل لمرحلة التحقق الكامل .
   كما أن (IARC) قد تراجعت بعض الشيء وأعلنت في عام 2011 ، أنها صنفت المجالات الكهرومغناطيسية الترددية اللاسلكية ضمن المسببات "المحتملة" للسرطان لدى البشر ، وتستخدم المنظمة هذا التصنيف ليشمل المواد التي توجد دلائل محدودة لخطورتها أو دلائل كافية على أثرها السلبي على الحيوانات التي خضعت للتجارب المخبرية . 
   وسبق لهيئة المرافق العامة بولاية كاليفورنيا أن حثت على عدم تشييد الأبراج الخلوية في الأماكن القريبة من المدارس والمستشفيات . 
   نحاول دوماً في تأكد أن نصل إلى نتيجة واضحة ، ولكن فيما يبدو أن هذا الموضوع غير قابل لمثل هذه النتيجة ، لذا لا يسعنا إلا أن نلخص الحديث بأن أبراج الهاتف الجوال لم يثبت ضررها أو سلامتها بشكل قاطع ومطمئن ، وحتى ذلك الحين يجب الاعتراف بأن الطريق للسلامة الأكيدة لا يزال بعيداً .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..