مواقع الكترونية خاضعة لحسابات سياسية إخوانية تُروّج لـ'ربيع خليجي' في تناغم مع الذراع الإعلامية للسياسة الخارجية القطرية.
| |||||
صعّدت
بعض المواقع الكترونية التي تدّعي الاستقلالية والصدقية
من حملاتها
المسعورة ضد أربع دول خليجية (الإمارات العربية المتحدة، السعودية، الكويت
والبحرين) إذ تحوّلت إلى أبواق "إخوانية" تصبّ الزيت على النار وتُروّج
لـ"ربيع خليجي"، كما يحلو لقطر، راعية الانتفاضة الفوضوية العربية.
آخر"الأنباء
العاجلة" و"الخاصّة" التي أوردتها الجمعة ما تسمّى بـ"وكالة الجزيرة
العربية للأنباء" التي زعمت بأن "السلطات الإماراتية جمّدت أكثر من مئة
حساب بنكي لعدد من زوجات وأبناء المعتقلين، أغلبهم من دُعاة الإصلاح،
بأوامر من أجهزة الأمن الإماراتية".
في
نفس اليوم، انفردت الوكالة -التي تتّخذ من "المصداقية بلا حدود والموضوعية
والاستقلالية" شعارا لها- بخبر من وحي خيالها يتحدث عن "اعتصامات تحدث
لأول مرة في الإمارات تُطالب بالإفراج عن المعتقلين، ويُنفّذها أهاليهم في
'ساحة التكبير'، الساحة الخلفية للمحكمة العليا، التي ستكون مكانا لتجمعهم
الدائم".
ولمزيد من "المصداقية"، أرفقت الوكالة الخبر بصورة لمجموعة من الرجال والنساء بالقرب من أحد المباني.
علّق
قارئ على الخبر والصورة بالقول "الحديث عن المظاهرة كذب وافتراء وهؤلاء
أهالي سمح لهم الأمن بزيارة ذويهم الموقوفين. لكن القافلة تسير، ولتنبح
الكلاب!".
وتسابقت
بعض المواقع المُتخصًصة في تأجيج الفتن وبثّ الإشاعات في نقل هذه "الأنباء
العاجلة". هكذا فعل موقع "وطن" الذي كان يعمل صاحبه لوقت قريب في قناة
أبوظبي التلفزيونية وصار يستهدف الإمارات الآن و"يُغرّد خارج السّرب" من
ولاية كاليفورنيا الأميركية ويزعم أن موقعه "المستقل، ينتهج اسلوبا اعلاميا
مختلفا ويُتيح نشر الأخبار والآراء بدون قيود".
ومن
بين من تلقفتها كذلك مدوّنة "مُعتقلي الامارات" التي أخذت على عاتقها
الدفاع عن مجموعة من الإماراتيين يتّهمهم القضاء بالانتماء إلى تنظيم
"الأخوان المسلمين" وتلقي أموال من الخارج وإنشاء جناح عسكري يُخطّط
للاستيلاء على الحكم وإقامة دولة دينية.
واستعرت
الحملة بعد صدور تقرير البرلمان الأوروبي حول ملف حقوق الإنسان في
الإمارات والذي تبيّن من خلال التعديلات التي أجراها البرلمان على مسودة
قراره الأول أنه يُخفي أصابع "الإخوان".
وزادت
الحملة استعارا عقب تجدد المظاهرات في الكويت احتجاجا على تعديل لقانون
الانتخابات في البلاد، وعقب قرار الحكومة البحرينية الأربعاء تجريد ثلاثين
من النشطاء الشيعة من جنسيتهم بعد اتهامهم بـ"المس بأمن الدولة"، وكذلك
تجدد المظاهرات الخميس في محافظة القطيف (شرقي السعودية) احتجاجا على قتل
نشطاء في مواجهات مع قوات الأمن منذ شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من العام
الماضي.
وتحدثت
هذه المواقع اليوم عن "إطلاق حملة 'التدوين من أجل معتقلي الرأي'
بالسعودية لمدة أسبوع، بدءًا من السبت" لـ"إحياء ذكرى 'شهداء الكرامة' في
المملكة.
في
المقابل، أبرزت المواقع "تبرئة قطر" من أحداث الكويت من قبل أميرها، الشيخ
صباح الأحمد الصباح، الذي أعرب عن "أسفه" للحديث عن دور لدولة قطر في ما
يحدث في الكويت، مُؤكّدا أن "قطر دولة شقيقة ولا علاقة لها بهذه الأحداث"،
ومُضيفا أنه "لا يلُوم" قناة الجزيرة القطرية عن تغطيتها للأحداث، بل
"يلُوم من يخرج على هذه القناة، ويتحدث عن بلده".
والحقيقة
هو أن بعض وسائل الإعلام القطرية ـ من بينها "الجزيرة" وصحيفة "العرب" ـ
كانت قد واكبت الأحداث خطوة بخطوة ونقلتها أولاً بأول.
فقبل
بداية المظاهرات في الكويت في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني، قامت صحيفة "العرب"
القطرية عبر موقعها في تويتر بحشد الجماهير والتحريض على الاعتصام، بل
"قامت أحيانا بالتهويل والترويج للإشاعات بهدف دعم الفوضى"، كما تبيّن من
الحديث عن "مهاجمة القوات الكويتية الخاصة للمنازل لترويع الأهالي وخروج
مسيرات حاشدة في مناطق مختلفة من البلاد"، مثلما جاء على أحد المواقع
الإلكترونية.
وأشارت عدة مواقع إلى تغريدة لرئيس تحرير الصحيفة، (احمد السليطي @ahmad_alsulaiti)
عبر موقعه في تويتر عشية انطلاق المظاهرات والذي كتب "إذا كان تاريخ ١١
سبتمبر غيّر تاريخ البشرية فإن ٤ نوفمبر سيغير تاريخ منطقة الخليج".
وبعد
انطلاق المظاهرات، شرعت "الجزيرة" في تسليط الضوء على المعارضة وتناولت
القناة في عدة حلقات من برنامج "في العمق" الذي يقدمه الإعلامي علي الظفيري
"الاحتقان السياسي في الكويت" للحديث عن الخلاف بين السلطتين التشريعية
والتنفيذية وتوضيح نظام الدوائر الانتخابية ورؤية المعارضة لتعديل نظام
التصويت في البلاد.
وتتفق
وجهة النظر حول دور "الجزيرة" في "صب الزيت على النار" مع ما جاء مُؤخّرا
في تقرير بثّته المحطة الإذاعية الألمانية الحكومية بعنوان "الجزيرة تتحول إلى بوق السياسة القطرية الخارجية".
ومن أهم ما ورد في التقرير، ما نقلته عن أكثم سليمان، الصحفي السوري الذي ترأس مكتب الجزيرة في ألمانيا قبل أن يستقيل لأن القناة "فقدت مصداقيتها ومهنيتها وتحولت إلى بوق للسياسة القطرية.
ونقلت
الإذاعة الألمانية عن الخبير في أمور الشرق الأوسط، غيدو شتاينبرغ، من
مركز أبحاث مؤسسة العلم والسياسة في برلين، قوله أن "الحكومة القطرية تدعم
القوى الإسلامية في المنطقة لأنها تعتقد أنهم المجموعات التي ستكون الأكثر
نفوذاً في المستقبل".
|
الصفحات
▼
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..