تعريف علم النفس :
1-
علم النفس هو العلم الذي يدرس جوانب نشاط الإنسان وهو لا يعيش في فراغ
وإنما يعيش في بيئة من الناس
والأشياء ويسعى لإشباع حاجاته العضوية
والنفسية - وفي خلال سعيه تعترضه العوائق المادية والاجتماعية ….
2-
علم النفس هو الدارسة العلمية للسلوك ومن هذا المنطلق فإن علم النفس يصف
السلوك – كما يحاول تفسير وتوضيح أسباب السلوك – ( لماذا يحدث؟)…..
3-
إن موضوع علم النفس هو الإنسان من حيث هو كائن حي يرغب ويحس ويدرك وينفعل
ويتذكر ويتعلم ويتخيل ويفكر ويصبر وهو في كل ذلك يتأثر بالمجتمع الذي يعيش
فيه .
4- علم النفس هو ذلك العلم الذي يحاول الكشف عن القوانين
والمبادئ التي تفسر العلاقات الوظيفية القائمة بين العوامل المتفاعلة
والمتدخلة في أي موقف سلوكي وهو في ذلك يهدف إلى فهم السلوك والتحكم فيه
والتنبؤ به – وكذلك تطبيق المعرفة السيكلوجية على المشكلات الإنسانية
لمحاولة حلها ……
5- علم النفس هو العلم الذي يهتم بدراسة الظواهر
النفسية بنا حيتيها الداخلية الذاتية والخارجية الموضوعية مند مجه في وحدة
متكاملة وهي عدة الإنسان وأداته في التكيف مع بيئة .
بواسطة kgabry 21:46 | علم نفس | تعليق(6) | الرابط الثابت
علم النفس :
يدرس علم النفس السلوك والعمليات الذهنية.
يدون علماء النفس تصرفات الناس والحيوانات بعضهم تجاه بعض وتجاه البيئة.
كذلك يبحثون عن أنماط تساعدهم على تفهم السلوك ويستخدمون أساليب علمية لاختبار صحة أفكارهم.
وقد
وجدوا ـ بفضل هذه الدراسات ـ أشياء كثيرة من شأنها مساعدة الناس على تحقيق
إمكاناتهم وزيادة التفاهم بين الأفراد والجماعات وبين البلدان والثقافات.
وعلم النفس ميدان واسع للدراسة يستقصي طائفة كبيرة من المسائل والأفكار والمشاعر والأفعال.
ومن الأسئلة التي يثيرها علماء النفس: كيف تبصر وتسمع وتشم وتتذوق وتحس؟
ما الذي يجعلنا نتعلم ونفكر ونتذكر، ولماذا ننسى؟
وما النشاطات التي تميز البشر عن الحيوانات الأخرى؟
ما القدرات التي تولد معنا؟
وما القــدرات الواجب علينا اكتسابها؟
ما مدى تأثير العقل في الجسد. وكيف يؤثر الجسد في العقل؟
وهل نستطيع تغيير سرعة نبض القلب أو درجة حرارة الجسم بمحض إرادتنا؟
ماذا تستطيع الأحلام أن تنبئنا عن حاجتنا ورغباتنا؟ ولماذا نحب من نحبهم؟
ولماذا يشعر بعض الناس بالخجل وغيرهم لا خجل لديهم إطلاقًا؟
ما أسبـــاب العنــــف؟
ما المــرض العقلي؟
وكيف يمكن شفاؤه؟.
ساعدت نتائج بحوث علماء النفس كثيرًا على تحسين فهمنا لأسرار تصرفات الناس.
فعلى
سبيل المثال اكتشف علماء النفس الكثير عن كيفية تطور شخصية الإنسان،
وتشجيع النمو السليم، ولديهم بعض المعرفة التي من شأنها مساعدة الناس على
تغيير عاداتهم السيئة ومساعدة التلاميذ على التعلم.
كما يدركون بعض الشروط المؤدية إلى تشجيع العمال على رفع كفاءتهم الإنتاجية.
هناك أشياء كثيرة لم تكتشف بعد.
لكن الإدراك الذي اكتسبناه بفضل علم النفس بإمكانه مساعدة الناس على تحسين تصرفاتهم.
المجالات الرئيسية لعلم النفس
الإدراك.
يعرّف
الإدراك في علم النفس بأنه دراسة الطريقة التي يصبح بها أي كائن واعياً
بالأشياء والأحداث والعلاقات في العالم حوله باستخدام الحواس. ولذا يحلل
علماء نفس الإدراك حقولا مثل البصر والسمع والذوق والشم واللمس والحركة.
التعلم.
يبحث هذا الفرع من علم النفس في كيفية حدوث التغيرات الدائمة في السلوك نتيجة الخبرة والممارسة والتدريب.
ويُعنى علماء النفس في دراساتهم بأهمية الثواب والعقاب في عملية التعلم، وكيف يتعلم مختلف الأفراد والأنواع.
وما العوامل التي تؤثر في الذاكرة.
الدافع.
ينصب اهتمام علم النفس على دراسة القوى الواعية وغير الواعية الكامنة وراء تصرفات البشر والحيوانات الأخرى.
كما يركز العلماء على تفهم الحاجات الجسدية والدوافع الجنسية والعدوان والانفعال.
الشخصية.
تشير الشخصية إلى الخصائص التي تميز الناس بعضهم عن بعض وتفسر سلوكهم.
ويدرس علماء نفس الشخصية كيفية تطور شخصية الفرد، وأنماط الشخصية الرئيسية، وقياس سمات الشخصية.
علم النفس الاجتماعي.
يبحث
هذا العلم في السلوك الاجتماعي للأفراد والجماعات مع الاهتمام بكيفية تأثر
السلوك بمجرد وجود أشخاص آخرين أو بتأثيرهم على السلوك.
ويركز علماء النفس الاجتماعي على عمليات مثل الاتصالات والسلوك السياسي وتكون الميول والاتجاهات.
علم النفس التربوي.
يحاول
هذا العلم تحسين طرق التعليم ومواد التعليم، وحل مشكلات التعلم في هذا
الميدان وقياس القدرة على التعلّم ودرجة التقدم التربوي.
ويعمل
الباحثون في هذا الميدان على وضع اختبارات تحصيل وتطوير طرق تعليمية جديدة،
وتقييم درجة فعاليتها أو دراسة كيفية تعلم الأطفال في مختلف أعمارهم.
علم النفس السريري أو الإكلينيكي (الطبي).
يستخدم الفهم المستمد من علم النمو وعلم نفس الشواذ لتشخيص الاضطرابات العقلية ومصاعب التكيف بغية معالجتها.
ويعمل
بعض علماء النفس السريري على تطوير برامج من شأنها منع الأمراض العاطفية،
أو يقومون بأبحاث أساسية تساعد الأفراد على مجابهة مشكلات الحياة اليومية
على وجه أفضل.
علم نفس الشواذ.
يعالج الاضطرابات السلوكية والأفراد المضطربين.
فعلى
سبيل المثال قد يحقق الباحثون في أسباب السلوك العنيف أو السلوك الهدام
للذات، أو فعالية الأساليب المستخدمة في علاج الاضطرابات الانفعالية.
علم النفس الصناعي.
يهتم هذا الفرع من علم النفس بدراسة الناس في أماكن العمل.
ومن المسائل التي يعنى بها علماء النفس الصناعي في بحوثهم كيفية جعل العمل أجدى معنوياً، وكيفية تحسين أداء العمال.
كذلك يدرسون المسائل المتعلقة بانتقاء الموظفين، والقيادة، والإدارة. وعلم نفس المنظمات قريب الصلة بعلم النفس الصناعي.
علم النفس الفسيولوجي.
يدرس العلاقة بين السلوك وتركيب الجسم أو وظائفه، ولاسيما عمل الجهاز العصبي ويدرس وظائف الدماغ وكيف تؤثر الهورمونات على السلوك.
ويستقصي السلوك والعمليات الجسدية التي تؤثر في التعلم والعواطف.
علم النفس المقارن
يستقصي أوجه الاختلاف والشبه في سلوك الحيوانات وأنواعها المختلفة.
ويقوم علماء النفس في هذا الميدان بدراسات منهجية حول قدرات مختلف أنواع الحيوانات وحاجاتها ونشاطاتها مع مقارنتها بالجنس البشري.
علم نفس النمو.
يدرس التغيرات العاطفية والفكرية والاجتماعية التي تطرأ على الناس في مختلف مراحل العمر.
ويتخصص بعض علماء نفس النمو بدراسة مشاكل الأطفال أو المراهقين.
علم النفس والعلوم الأخرى
يتصل علم النفس اتصالا وثيقًا بأحد العلوم الطبيعية، وهو علم الأحياء.
فعلماء النفس ـ مثل كثير من علماء الأحياء ـ يدرسون قدرات البشر والحيوانات وحاجاتهم ونشاطاتهم.
غير أن علماء النفس يركزون دراستهم على عمل الجهاز العصبي ولا سيما الدماغ.
ولعلم
النفس صلة أيضًا بفرعين من العلوم الاجتماعية، هما علم الأجناس وعلم
الاجتماع، اللذان يدرسان الإنسان في مجتمعه، إذ يدرس علماء النفس ـ شأنهم
في ذلك شأن علماء الأجناس وعلماء الاجتماع ـ ميول البشر وعلاقاتهم في
النطاق الاجتماعي.
وتدرس هذه الفروع الثلاثة من المعارف الأكاديمية
المشكلات ذاتها، ولكن من زوايا مختلفة، بيد أن علماء النفس يركزون دراساتهم
على سلوك الفرد، ذلك لأنهم معنيون بصورة خاصة بتفكير الشخص والمشاعر التي
تؤثر في أفعاله.
إضافة إلى ذلك يشبه علم النفس فرعًا من فروع الطب
يدعى الطب النفسي. ويحمل معظم علماء النفس شهادات جامعية في علم النفس، لكن
لا يتخصص إلا القليل منهم في علاج الاضطرابات العقلية. بينما يحمل الأطباء
النفسيون شهادات طبية، ويكرسون عملهم لمعالجة الاضطرابات العقلية.
مناهج البحث في علم النفس
يستخدم علماء النفس في أبحاثهم الأساليب ذاتها تقريبًا التي يستخدمها غيرهم من العلماء.
فهم يصوغون نظريات، تسمى أيضًا فرضيات، تعبر عن التفسيرات المحتملة لمشاهداتهم، ثم يستخدمون أساليب عملية لاختبار صحة هذه الفرضيات.
ومن المناهج الرئيسية المستخدمة في البحوث النفسية:
1ـ المشاهدة الطبيعية.
2ـ التقويم المنهجي.
3ـ التجريب
المشاهدة الطبيعية.
ينطوي هذا المنهج على مراقبة سلوك البشر والحيوانات الأخرى في بيئتها الطبيعية.
فمثلاً قد يدرس الباحث تصرفات قرود الشمبانزي في بيئتها الطبيعية، بينما يبحث عالم النفس التمييز بين مسببات الأحداث ونتائجها.
كما يبحث عن أنماط السلوك العامة.
يحاول علماء النفس في دراساتهم مراقبة فئة ذات عدد كاف وصفات معينة كافية تؤهلها لتمثيل مجتمعها السكاني تمثيلاً دقيقــًا.
وتدعى هذه الفئة العينة النموذجية.
ويحاولون ألا تؤثر آراؤهم الشخصية في استنتاجات دراستهم، وألا يؤثر وجودهم في سلوك الكائن الخاضع للملاحظة.
فالعالم الحريص على أمانته، إما أن يبتعد عن المشهد أو يطيل أمد بقائه فيه إلى أن يصبح وجوده جزءًا مألوفــًا من المشهد.
وتُعد المشاهدة الطبيعية مصدرًا قيمًا للمعلومات التي يحصل عليها علماء النفس.
أما
تأثير البحث نفسه في السلوك المراقب فيقل عن تأثير التجربة المنضبطة، غير
أنه نادراً ما تنجح المراقبة وحدها في إثبات وجود علاقة سببية بين حدثين أو
أكثر.
لذا يستخدم علماء النفس المشاهدة الطبيعية بوصفها أسلوبًا
استطلاعيًا بصورة رئيسية لاكتساب نظرة وأفكار تعرض على محك الاختبار فيما
بعد.
التقويم المنهجي.
يطلق اسم هذا المنهج العلمي على طائفة من الطرق النظامية المستخدمة في الحكم على أفكار الناس ومشاعرهم وسمات شخصياتهم.
وتحتوي الأنواع الرئيسية في التقويم المنهجي على الآتي:
دراسة تاريخ الحالة، وإجراء المسوح والاختبارات المعيارية.
تاريخ الحالة.
أي سيرته المؤلفة من مجموعة معلومات مفصلة عن ماضيه وحاضره.
يجمع معظم علماء النفس السريريين تواريخ حياة مرضاهم لتساعدهم على تفهم مشاكلهم وعلاجها.
ويتسنى
لعالم النفس ـ لدى ملاحظته تجارب متماثلة أو أنماطــًا فكرية متشابهة ـ
اكتساب المزيد من الإدراك بأسباب بعض الانفعالات العاطفية.
المُسُوح.
تدعى أيضًا استطلاعات الرأي العام، وتنطوي على دراسة ميول الناس ونشاطاتهم بتوجيه الأسئلة إليهم مباشرة.
وتزودنا المسوح بمعلومات عن وجهات النظر السياسية وعادات المستهلكين الشرائية ومواضيع أخرى عديدة.
ويعد
عالم النفس قائمة بأسئلة تُنتقى كلماتها بعناية. وقد يجري الباحث مقابلة
شخصية مع المشتركين في الاستطلاع، أو يرسل إلى كل واحد منهم الاستبانة
بالبريد.
وإذا كان مراد عالم النفس التوصل إلى استنتاجات عامة التطبيق، وجب عليه جمع الردود من أفراد عينة نموذجية.
الاختبار المعياري.
اختبار تقررت له في البدء معايير أداء وسطية، وأظهر لدى تطبيقه نتائج ثابتة.
وفوق ذلك يشترط وضع أساليب موحدة لإجراء الاختبار وتقويم نتائجه.
ويستخدم علماء النفس مثل هذا الاختبار لقياس قدرات الناس واستعدادهم ومواضع اهتماماتهم وسمات شخصياتهم.
وثمة اختبارات أخرى كالاختبارات الإسقاطية وظيفتها سبر أغــوار مشاعر الفرد الداخلية.
ففي أحد اختبارات رورشاخ، يصف الشخص تحت الفحص ما يراه في سلسلة من بقع الحبر.
وفي
اختبار تفهم الموضوع (اختبار إسقاطي) يطلب إلى المفحوص أن يحكي القصة التي
توحي بها سلسلة من الصور غير معدة البناء نسبيًا أو موضحة المعالم.
فهذا الاختبار مادة ملائمة يمكن للمفحوص أن يسقط عليها حاجاته وانفعالاته وصراعاته.
ويستطيع علماء النفس ترجمة إجابات هذه الاختبارات إلى تعبيرات عن شخصية الفرد.
يزود
تاريخ الحالة، والمسوح، والاختبارات المعيارية علماء النفس بكثير من
المعلومات التي لايتسنى لهم الحصول عليها بالمشاهدة الطبيعية.
غير أن دقة المعلومات المجموعة تتوقف على حسن إعداد الدراسات، كما تعتمد على صدق إجابات الأفراد المشتركين فيها وكمال هذه الأجوبة.
التجريب.
يساعد هذا المنهج عالم النفس على البحث عن وجود علاقات سببية في السلوك أو تأكيد وجودها.
ففي
تجربة نموذجية يقسم الباحث بصورة عشوائية الأشخاص المشتركين في التجربة
إلى مجموعتين، تدعى إحداهما المجموعة التجريبية والأخرى المجموعة الضابطة
ثم يحدث الباحث تغييرًا في ظرف يمكن أن يؤثر في سلوك أفراد المجموعة
التجريبية، مع إبقاء العوامل الأخرى دون تغيير، بينما لا يدخل أي تغيير في
ظروف المجموعة الضابطة.
فإذا اختلف سلوك المجموعة التجريبية عن سلوك المجموعة الضابطة كان من المحتمل اعتبار الظرف المتغير سببًا للفارق في سلوك المجموعتين.
وثمة تجارب أخرى تُجرى في الغرب تنطوي على تكرار اختبار سلوك الأشخاص تحت ظروف مختلفة.
فمثلاً،
قد يكون هدف الاختبار معرفة مدى تأثير المسكرات على سائقي السيارات، حيث
يمتحن كل سائق بوساطة مشباه مخبري وهو منتبه، ثم يكرر الامتحان بعد تعاطيه
قدراً من الكحول.
عندها يمكن عزو أي فارق في الأداء إلى الكحول المتعاطى.
ويستطيع العلماء بفضل الأسلوب التجريبي اختبار صحة نظرية ما تحت ظروف ضابطة.
ولكن
كثيراً من علماء النفس يترددون في قبول استنتاجات مبنية على بحوث مخبرية
فقط، إذ أن سلوك الناس في حالات كثيرة يتغير بمجرد علمهم أنهم موضع تجربة
نفسية.
نبذة تاريخية
البدايات.
منذ العــهود القديمة يحاول الفلاسفة والناس عامة فهم الأسباب الكامنة وراء تصرفات البشر والحيوانات الأخرى.
وتعود أصول علم النفس إلى الفيلسوف الإغريقي أرسطو الذي ركز اهتمامه الرئيسي على قدرة الإنجاز لدى العقل الإنساني.
واعتقد أن العقل أو النفس، التي أسماها الإغريق الروح، شيء منفصل عن الجسد.
ورأى أن النفس هي التي تمكن الناس من التفكير، فضلاً عن كونها مصدرًا لأسمى الفضائل الإنسانية.
وفي
عصور الحضارة العربية الإسلامية أسهم المفكرون والعلماء والأطباء المسلمون
في دراسة النفس الإنسانية وتركوا آثارًا بارزة في هذا المجال، منها رسائل
لابن سينا وآراء للرازي وابن الهيثم وغيرهم.
وفي أوروبا أسهم علماء العصور الوسطى في دراسة السلوك الإنساني.
كما
أسهم فلاسفة القرنين السابع عشر والثامن عشر في ذلك. فالفيلسوف الفرنسي
رينيه ديكارت اعتبر العقل والجسد شيئين منفصلين، لكل منهما تأثير كبير في
الآخر.
وأشار إلى أن التفاعل بينهما يحدث في الغدة الصنوبرية وهي عضو دقيق الحجم في الدماغ.
واعتقد ديكارت أيضا أن الناس قد ولدوا ومعهم القدرة على التفكير والتمحيص.
غير
أن هذا المذهب المسمى المذهب الطبيعي تعرض للرفض في أواخر القرن السابع
عشر وأوائل القرن الثامن عشر الميلاديين من مجموعة من الفلاسفة أطلق عليهم
اسم التجريبيين، ومنهم توماس هوبز وجون لوك وديفيد هيوم الأسكتلندي وجورج
باركلي الأيرلندي، إذ اعتقد هؤلاء بأن الإنسان يولد معه عقله صفحة بيضاء،
وأن معرفته بالعالم الخارجي لا تأتي إلا عن طريق الحواس، وأن أفكار الناس
هي حصيلة تجاربهم الحياتية.
علم النفس يصبح علمًا.
في منتصف
القرن التاسع عشر الميلادي بدأ عالمان ألمانيان، هما العالم الفسيولوجي
جوهانز مولر والفيزيائي والفسيولوجي هيرمان فون هيلمولتز، أولى الدراسات
المنتظمة للإحساس والإدراك.
وأوضحت هذه الدراسات أنه من الممكن دراسة العمليات الجسدية الكامنة وراء النشاط العقلي بصورة علمية.
غير أن علم النفس لم يتطور إلى علم قائم على أساس الملاحظة والتجريب حتى أواخر القرن التاسع عشر الميلادي.
ففي عام 1875م أسس الفيلسوف الأمريكي وليم جيمس مختبراً نفسيًا ربما كان أول مختبر من نوعه في العالم.
وفي ألمانيا تأسس مختبر مماثل عام 1879م على يد فلهلم فونت، وهو فيلسوف تلقى تدريبًا في علمي الطب ووظائف الأعضاء أيضًا.
وتُعد منجزات جيمس وفلهلم بداية علم النفس بوصفه حقلاً منفصلاً ومتميزًا عن علم الفلسفة.
وانقسم
علماء النفس فيما بينهم في آواخر القرن التاسع عشر الميلادي إلى
الثلاثينيات من القرن العشرين الميلادي حول المواضيع الواجب عليهم دراستها،
وكيف ينبغي أن تدرس.
وتبعاً لذلك نشأت وتطورت أربعة مذاهب أو مدارس رئيسية.
وهذه المدارس هي:
1-المدرسة البنيوية
2- المدرسة السلوكية
3- المدرسة الجشطالتية
4- مدرسة التحليل النفسي.
المدرسة البنيوية.
نشأ هذا المذهب بفضل أعمال جيمس وفلهلم ومعاونيهما.
إذ اعتقد علماء النفس هؤلاء بأن الغرض الرئيسي لعلم النفس هو وصف تجارب الإنسان الواعي وتحليلها وتفسيرها.
وحاولوا الإتيان بتحليل علمي للتجربة الواعية، وذلك بتجزئتها إلى العناصر المكونة لبنياتها.
فقد ميزَّوا ـ على سبيل المثال ـ بين أربعة إحســاسات جلدية أساسية: الدفء والبرد والألم والضغط.
واعتبروا إحساس البلل ـ بعد تحليلهم له ـ مزيجًا من إحساسي البرد والنعومة.
واستخدم
علماء هذا المذهب أسلوبًا رئيسيًا في البحث يدعى الاستبصار أو الاستــبطان
ينطوي على تدريب الأشخاص ـ موضع البحث ـ على الانتباه لعملياتهم الذهنية
ومشاعرهم وتجارب حياتهم.
المدرسة السلوكية.
أسس هذا المذهب عام
1913م عالم النفس الأمريكي واطسون جون برودس إذ اعتقد هو وأتباعه أن السلوك
الظاهري ـ لا التجربة الباطنة ـ هو مصدر المعلومات الوحيد الممكن الوثوق
به. وجاء هذا التركيز على الحوادث المرئية بمثابة رد فعل لتأكيد مدرسة
البنيوية على الاستبصار.
وقد أكَّد السلوكيون على أهمية البيئة في
تكوين السلوك الفردي، وبحثوا بصورة رئيسية العلاقة الكائنة بين السلوك
الظاهري والمثيرات البيئية.
وتأثرت حركة الســـلوكية كــثيرًا بأعـــمال عالم النفس الفــيزيولوجي الروسي إيفان بافلــوف.
ففي دراسة مشهورة له، يقرع جرسًا كلما قدم طعامـًا إلى كلب وكان لعاب الكلب يسيل كلما شم رائحة الطعام.
وبعد تكرار بافلوف لهذه التـــجربة عدة مرات أخذ لعاب الكلب يسيل بمجرد قرع الجرس، حتى ولو لم يكن هنالك طعام.
ودلت
هذه التجربة على أن انعكاسًا لا إراديًا ـ كسيلان اللعاب ـ يمكن أن يقترن
بمثير غير المثير الأول الذي ولّده في الأصل، وهو في هذه الحالة صوت الجرس
لا رائحة الطعام.
وتدعى عملية التعلم هذه حيث تصبح الاستجابة رد فعل لمثير جديد (الارتباط الشرطي).
وأدرك واطسون وغيره من السلوكيين أنه من الممكن أيضًا تغيير سلوك الإنسان بالإشراط.
والواقع أنه اعتقد أن بإمكانه توليد أية استجابة يريدها من خلال التحكم في بيئة الفرد.
وفي
منتصف القرن العشرين اجتذب عالم النفس الأمريكي بي إف سكنر كثيرًا من
الانتباه بفضل أفكاره السلوكية، ففي كتابه والدن الثاني (عام 1948م) وصف
سكنر كيفية تطبيق مبادئ الإشراط من أجل خلق مجتمع مثالي وفقاً لمخطط مرسوم.
المدرسة الجشطالتية.
تعني الكلمة الألمانية، جشطالت، نمطـًا أو صيغة أو شكلاً.
نشأ هذا المذهب، مثلما نشأ مذهب السلوكية، بوصفه رد فعل لمدرسة البنيوية.
إذ
اعتقد علماء نفس الجشطالت أن البشر والحيوانات الأخرى يرون العالم الخارجي
وكأنه نمط أو شكل منظم متكامل، لا مجموعة من إحساسات فردية.
مثلاً يتألف شريط الفيلم من ألوف الصور الفردية الساكنة.
ومع ذلك يبدو لنا تعاقب صوره لدى مشاهدته ¬ـ كأنه سلسلة حركات متواصلة.
وخلافــًا
للسلوكيين يعتقد علماء الجشطالت بوجوب دراسة السلوك بوصفه نمطــًا منظمـًا
متكاملاً لا مجموعة من مثيرات واستجابات منفردة.
ويعبر القول المأثور ¸الكل أكبر من مجموع أجزائه• عن مبدأ مهم من مبادئ حركة الجشطالت.
تأسس علم نفس الجشطالت نحو عام 1912م على يد عالم النفس الألماني ماكس ويرثيمر.
وخلال الثلاثينات من القرن العشرين نقل فيرثهايمر مع زميلين له حركة الجشطالت إلى الولايات المتحدة. لمزيد من المعلومات.
التحليلي النفسي.
تأسس هذا المذهب في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي وأوائل القرن العشرين على يد الطبيب النمساوي سيجموند فرويد.
وهو مبني على أساس النظرية القائلة إن قوى باطنية جبارة، معظمها كامن في خبايا العقل الباطن، هي التي تحدد سلوك الإنسان.
ويرى
فرويد وغيره من علماء التحليل النفسي أن الناس، منذ طفولتهم المبكرة،
يكبتون، أي يطردون من الإدراك الواعي، أية رغبات، أو حاجات، غير مقبولة
لديهم، أو لدى المجتمع، إلى العقل الباطن.
وأن بإمكان المشاعر المكبوتة خلق اضطرابات في الشخصية أو سلوك هدام للنفس أو حتى عوارض بدنية.
وعمل فرويد على تطوير عدة أساليب من شأنها دفع المشاعر المكبوته نحو عالم الوعي، منها أسلوب يدعى التداعي الحر.
وبمقتضى
هذا الأسلوب يسترخي المريض ثم يتفوه بكل ما يخطر على باله، بينما ينصت
الطبيب المعالج، محاولاً التقاط كلمات أو تعابير تنم عن مشاعر المفحوص
البـــاطنية.
ويحاول علماء التحليل النفسي أيضاً تفسير الأحلام، باعتبارها انعكاساً للدوافع والنزعات اللاواعية.
والغاية هي مساعدة المريض على فهم مشاعره المكبوته وتقبلها وإيجاد طرق لمعالجتها.
علم النفس الحديث.
يحتوي هذا المذهب على كثير من تعاليم المذاهب السابقة له.
فمثلاً
يرفض كثير من علماء النفس اليوم بعض آراء فرويد، لكن معظمهم يقبلون فكرته
العامة، وهي أن العقل اللاواعي يؤدي دوراً رئيسيًا في تكوين السلوك
الإنساني.
كذلك يتفق معظم علماء النفس مع السلوكيين حول تأثير البيئة
في السلوك، ووجوب دراسة الأفعال القابلة للمشاهدة بصورة رئيسية غير أن
كثيراً منهم يعارضون المدرسة السلوكية البحتة، إذ يعتقدون أنها لا تعير إلا
اهتمامـًا يسيرًا لعمليات مثل التفكير وتطور الشخصية.
ومايزال علم النفس اليوم يتطور باستمرار في اتجاهات عديدة.
فهنالك مجموعة مكونة من السلوكيين المتطرفين تدعى مدرسة المثير والاستجابة، تعتقد أن السلوك سلسلة من الاستجابات للمثيرات المختلفة.
ولذا يمُكن في نهاية المطاف تعريف كل مثير له استجابة، كما يمُكن التكهن بالسلوك والتحكم فيه.
وثمة
مجموعة أخرى من علماء النفس هم أصحاب المدرسة المعرفية تعتقد أن الطبيعة
الإنسانية تسمو عن كونها مجرد ارتباطات من مثيرات واستجابات.
ولذلك
يركز أتباعها على العمليات الذهنية مثل التفكير، والتمحيص والإدراك الذاتي،
ويودون معرفة الطريقة التي يستخدمها الإنسان في جمع معلوماته عن العالم
وكيفية تحليله لها وتخطيط استجاباته.
وهناك مدرسة تدعى علم النفس
الإنساني، نشأت وتطورت بديلاً للمدرسة السلوكية ولعلم التحليل النفسي
ويعتقد أتباعها أن الأفراد هم قيد قيمهم وخياراتهم لا رهن البيئة إطلاقــًا
ـ كما يعتقد السلوكيون ـ ولا رهن الدوافع اللاواعية ـ كما يعتقد علماء
التحليل النفسي. وغاية هذه المدرسة مساعدة الناس على العمل بصورة فعالة
وتحقيق إمكاناتهم الفريدة.
ومن أنصار هذه المدرسة عالما النفس الأمريكيان إبراهام ماسلو وكارل روجرز.
والجدير
بالذكر أن كثيراً من علماء النفس لا يعدون أنفسهم أتباعـًا لمدرسة أو
نظرية معينة، وإنما يختارون ما يروق لهم من مصـــادر مـتنوعة.
ويطلق على هذا النهج اسم الانتقائية.
فروع علم النفس
علم النفس الإجتماعى :
علم
النفس الإجتماعى ( تعريفه ، أهميته ، دوره فى المجالات التطبيقية المختلفة
)، تاريخ علم النفس الإجتماعـى ، مناهــج البحث فى علم النفـس الإجتماعى ،
التنشئة الاجتماعية ( أو التطبع الإجتماعى ) ، الاتجاهات الاجتماعية ،
المعايير الاجتماعية ، العلاقات العنصرية
و التعصب ، القيادة أو الزعامة و أنواعها، التفاعل الإجتماعى أو الفرد و الجماعة ، ديناميكية الجماعة ، العلاقات الدولية .
نظريات الشخصية :
طرق
جمع البيانات لبناء النظرية و اختيارها ، أنماط نظريات الشخصية ، أبعاد
نظريات الشخصية ، نظريات الشخصية عند كل من سيجموند فرويد - كارل يونج -
ألفريد إدلر- كارين هورنى - أريك أريكسون - هنرى مورى - جوردون البورك-
ريموند كاتل - كارل روجرز - إبراهام ماسلو- كيرك – ليفين)، الوضع الراهن
والاتجاهات الحديثة لدراسة الشخصية.
علم نفس التعليم (1)
أمثلة
لبحوث التعلـم ، لغـة التعلم و طـرق دراسته ، التعليـم البسيط : الإشراط
الكلاسيكى و الإشراط الإجرائى ، العادات المعقدة ( تعلم أنماط الاستجابات
المتسلسلة )، الدافعية و التعلم ، تعلم المفاهيم و انتقال أثر التعلم ،
التذكر و النسيان .
قياس نفسى (2)
بناء اختبار هدفى المرجع و
جماعى المرجع .، تقنين اختبار الاستدلال اللغوى ، تصميم مقياس التسلط و
الإهمال من وجهة نظر الأبناء ، مقياس القلق السوى .
قياس نفسى (1):
مفهوم
القياس النفسى والتقويم و الأسس التى يقوم عليها ،القياس و التقويم ،
خصائص القياس ، أساليب القياس ، وسائل القياس ، مجالات القياس والتقويم و
أهم المقاييس المستخدمة فيها .
علم نفس إجتماعى :
نشأة النظرية
النفسية الاجتماعية ، أهم مراحل التطور و أهم الاتجاهات فى علم النفس
الإجتماعى فى الغرب ، مادة علم النفس الإجتماعى و علاقتها بالعلوم الأخرى ،
علم النفس الإجتماعى و سيكولوجية الشخصية ، علم النفس الإجتماعى و الصحة
النفسية ، عناصر النظرية النفس اجتماعية ، بعض المفاهيم النظرية الأساسية ،
علم النفس الإجتماعى اهتماماته و مناهجه الرئيسية ، التنشئة الاجتماعية .
علم نفس التعليم (2):
تصنيف
الأهداف التعليمية ، أهداف المجال المعرفى ، أهداف التذكر ، أهداف
التغاير، صياغة الأهداف التعليمية ، مدخلات التعليم ، مدخلات المعلمين ،
التقويم المبدئى و التعليم التعويضى ، نماذج التعلم ، النماذج الاختزالية
للتعليم ، النماذج التركيبية للتعليم ، شروط التعلم ، نظرية التعلم ، نواتج
التعليم (نواتج عامة – معرفية – مهارية – وجدانية و اجتماعية )
اتجاهات معاصرة فى علم النفس :
الصورة
الشائعة عن علم النفس الحديث ، والاتجاهات والبيانات المعاصرة فى علم
النفس الحديث ، معالم الموضوع فى علم النفس الحديث ، معالم المنهج ، معالم
التطبيق ، معالم الاهتمامات القومية ، نماذج من دراسات علم النفس الحديث ،
المرونة و التصلب ، المثابرة ، الاقتران الوجدانى .
علم النفس الإكلينيكى (2) :
التعريف
بعلم النفس الإكلينيكى ، اتجاهات تاريخية ، قياس الذكاء و القدرات ،
التشخيص ، العلاج النفسى ( طرق العلاج النفسى ) ، مكانة علم النفس
الإكلينيكى فى الوقت الحاضر .
أمراض نفسية للأطفال :
مشكلات
الإنضباط السلوكى ، مشكلات السلوك الإجتماعى ، مشكلات السلوك الخلقى،
مشكلات نقص الواقعية ، مشكلات السلوك العدوانى ، مشكلات السلوك الزائد ،
المظاهر و الأعراض السيكوسومائية و اللازمات العصبية :التبول اللارادى -مص
الأصابع -قضم الأظافر-الخوف -التأخر الدراسى -الكذب -غضب و عدوان الطفل
-الضعف العقلى .
سيكولوجية الدوافع:
تعريف الدوافع ،وظائفها ، تصنيف الدوافع – أهمية الدافع للتعلم ، أنظام الدوافع ، أنواع الدوافع – نظريات الدوافع.
سيكولوجية النمو :
علم
نفس النمو ( موضوعه – أهميته )، مناهج البحث فى علم نفس النمو ، علم نفس
النمو بين الماضى و الحاضر و المستقبل ، العوامل التى تؤثر على النمو ،
القوانين العامة للنمو ، نظريات النمو ، مطالب النمو ، مراحل النمو .
قراءات فى بحوث علم النفس :
التغير
الإجتماعى و بعض مشكلات السكان ، دراسة فى مقدمة إبن خلدون ، الإيمان و
أثره على الصحة النفسية ، الأمومة المتطرفة التقبح الإنفعالى ، العوامل
السيبونفسية التى تشكل الشخصية المصرية ، النشاط و الإبداع عند المسنين ،
المشكلات النفسية للأطفال .
التحليل النفسى (1) :
مقدمة عن
التحليل النفسى ، العقل و عملياته ( الجهاز النفسى – نظرية الغرائز – نمو
الوظيفة الجنسية – الكيفيات النفسية )، المهمة العملية ( فن التحليل النفسى
– مثال لعمل التحليل النفسى )، النتائج النظرية ( الجهاز النفسى و العالم
الخارجى – العالم الداخلى )
علم النفس التجريببى (2):
يهتم
بالتعرف على السلوك و فهمه عن طريق دراسة الكائن الحى دراسة تجريبية أو
مختبرية كهدف البحث عن أصول تجارب الحاضر أو مؤثرات معينة فى عدة ظروف
مختلفة للوصول إلى حكم عام أو قانون أو مبدأ عام أو تصميم ينطلق من سلوك
الإنسان المعقد بالنسبة إلى التجارب التى تجرى على الحيوانات المختلفة بهدف
إلقاء الضوء على سلوك الإنسان .
نظريات علم النفس:
نظرية
التحليل النفسى اللاشعور – الأنظمة الفرعية للشخصية – ميكانزمات الدفاع )
نظرية الذات ( مفهوم الذات – إدراك الذات تقبل الذات – ثبات مفهوم الذات ) ،
نظرية السمات ( نظرية جوردن أولبورت – نظرية رايموند كاتل ) – الاتجاهات
الحديثة فى دراسة الشخصية.
علم نفس حربى :
و هو تطبيق لمبادئ علم
النفس و قوانينه فى المجال الحربى، يدرس الروح المعنوية فى الجيش،الحرب
النفسية ، الإشاعات و الدعايات الحربية ، عيوب المعدات العسكرية و ملابس
الجنود .
سيكولوجية المسنين:
تعريف بسيكولوجية المسنين ، أهمية دراسة
مرحلة المسنين ، المتغيرات المصاحبة لمرحلة المسنين ( اجتماعية – بيولوجية
– عقلية – نفسية )، توافق المسنين و النظريات المفسرة له ، مشكلات المسنين
و طرق علاجها ، رعاية المسنين .
مشكلات نفسية إجتماعية :
المقصود
بالمشكلات النفسية و الإجتماعية ، مشكلات الطفولة و المراهقة : ( الغيرة –
الغضب – الخوف – السرقة – الكذب – العدوان – السلوك الجانح – التبول
اللاإرادى – المشكلات الجنسية )، مشكلات الإدمان ، مشكلات الإغتراب ، أسباب
المشكلات النفسية الإجتماعية ، طرق علاج المشكلات النفسية و الإجتماعية .
علم النفس الفارقى:
التعريف
بعلم النفس الفارق ، المقصود بالفروق الفردية ( العوامل المؤثرة فى القرون
القرارية واثر البيئة والوراثة فى القرون القرارية )، خصائص الفروق
الفردية ، أنواع الفروق الفردية ، الفروق الفردية فى الشخصية ، الفروق
الفردية فى الذكاء والقدرات العقلية لدى الافراد.
علم النفس التجريبى (1) :
التعريف
بعلم النفس التجريبى و نشأته ، أهمية التجريب فى علم النفس ، المنهج
التجريبى خطواته و أهميته ، أهم تجارب علم النفس فى ضوء النظريات واتجاهات
علم النفس الحديث.
التدريب الميدانى :
زيارات ميدانية للمؤسسات و
دور رعاية الفئات الخاصة ( المكفوفين – الصم – البكم )، زيارات لمؤسسات
رعاية الأحداث ومؤسسات الأيتام ، التدريب بالعيادة النفسية التابعة لجامعة
عين شمس
،التدريب بمؤسسة الصحة النفسية ( ا.د/ ماضى أبو العزايم )
سيكولوجية الإعلام :
ماهية
سيكولوجية الإعلام ، أهمية الأعلام و أدواره المختلفة ، دور الأعلام فى
تكوين القيم و الاتجاهات ، الاتصال ووسائله و أهميته ، عناصر عملية الاتصال
، الشروط اللازمة لنجاح عملية الإتصال ، دورة الإتصال فى العصر الحديث.
التحليل النفسى(2) :
مضمون
عملية التحليل النفسى ، أدوات ووسائل التحليل النفسى ، فاعلية التحليل
النفسى فى علاج المشكلات النفسية ، نظرية التحليل النفسى ،نقد عملية
التحليل النفسى ، عرض التحليل النفسى .
حلقة بحث (1):
تدريب
الطلاب على إعداد خطة البحث العلمى من مشكلة – فروض – هدف – أهمية ، تحليل
النتائج ، واهم منـاهج البحـث علمى ، يتم تكليف الطـلاب بنقد بعـض رسائـل
الماجستير و الدكتوراه ، يكلف الطلاب بإعداد خطة بحث لبعض المشكلات و يتم
مناقشتها فى حلقة البحث .
العلاج النفسى الجماعى :
التعريف
بالعلاج النفسى و أنواعه ، المقصود بالعلاج النفسى الجماعى ، مضمون عملية
العلاج النفسى الجماعى و أهميتها ، دور عملية العلاج النفسى الجماعى فى
علاج المشكلات النفسية ، أساليب العلاج الجماعى ، تقييم العلاج النفسى
الجماعى .
اتجاهات حديثة فى العلاج النفسى :
أهم اتجاهات العلاج
النفسى الحالى فى ضوء الاتجاهات الحديثة لعلم النفس ، الاتجاه الإنسانى فى
العلاج النفسى ، العلاج بالمعنى ( أدواته و أهميته )، تجربة فيكتور فرانكل
فى العلاج بالمعنى .
نصوص بلغة أوروبية :
قراءات فى علم النفس باللغة الأوروبية فى مجالات الاختبارات و المقاييس النفسية، والاتجاهات واهم المفاهيم .
نصوص بلغة أوروبية (2):
قراءات فى مجالات علم النفس المختلفة ( الشخصية – الذكاء – الإتجاهات – الإدمان-مشكلات الشباب)
علم نفس صناعى:
يهدف
المقرر إلى تبصير الطالب بدور الأخصائى النفسى فى مجال الصناعة ، و تنمية
قدرات الطلاب و معلوماتهم فى موضوعين أساسيين من التخصص و هما : تحليل و
علم النفس الهندسى .
علم نفس جنائى :
علم النفس الجنائى ( مكانته -
منهجه – أهدافه) ، السمات الشخصية فى سوائها و انحرافها ، الاتجاهات و
الدراسات السابقة فى تفسير السلوك الإجرامى ، ديناميات السلوك الإجرامى
(المضاد للمجتمع ) ، السلوك الإجرامى و علاقته بالشخصية ( نظرية سلوكية ) ،
عرض لدراسات واقعية فى مجال السلوك الإجرامى من منظور سيكولوجى .
علم النفس الإكلينيكى (1) :
معايير
الصحة النفسية ، المؤشرات العامة لكل من الاضطرابات العصابية و الذهنية ،
أسباب الإصابة بالاضطراب النفسى ، كيف تصنف الاضطرابات النفسية ، تبويب
الإضطرابات العقلية و السلوكية ، الخرف الهذيان ، المواد المؤشرة نفسياً ،
الفصام الاضطرابات الوجدانية ، الاضطرابات العصابية ، الظواهر السلوكية
المتصلة باضطرابات فسيولوجية أو بعوامل جسمية ،اضطرابات الشخصية ، اضطرابات
العادات ، التخلف العقلى ، اضطرابات النمو النفسى ، كيف يحصل الإكلينيكى
على معلومات عن الحالة .
إرشاد و توجيه نفسى :
تعريف الطـالب
بمفهـوم الإرشاد النفسى ونظرياته ،بمجالات الإرشاد النفسى و دور المرشد، و
إجراءات العملية الإرشادية ، و أساليب الإرشاد النفسى ، و دور الإرشاد
النفسى فى تحسين أداء الفرد و توظيف طاقاته و إمكاناته النفسية فى اتجاه
تحقيق التوافق و الصحة النفسية ، تقييم البرامج الإرشادية وتقيدها .
علم النفس الفسيولوجى:
يهدف
المقرر إلى إكساب الطالب معرفة واضحة بالأساس الفسيولوجى للسلوك، وكيف
تجرى البحوث فى هدا المجال، وكيف تتضافر المعارف المختلفة المستمدة من
العلوم العصبية والعلوم النفسية لتقدم لنا فهما أدق للسلوك البشرى.
علم نفس سياسى :
علم
النفس السياسى ( تعريفه و أهميته و دوره فى المجالات التطبيقية المختلفة )
تاريخ علم النفس السياسى ، مناهج البحث فى علم النفس السياسى ، طرق دراسة
علم النفس السياسى.
تدريب ميدانى :
يقوم الطلاب بإجراء مجموعة من
التجارب العملية فى معمل علم النفس و المتعلقة بالموضوعات التى يتم دراستها
فى المقررات المختلفة ، من خلال الزيارة الميدانية للمؤسسات والهيئات و
العيادات النفسية
حلقة البحث (2):
يكلف الطلاب بإعداد خطة بحث لبعض المشكلات القضايا الخاصة بعلم النفس و يتم مناقشتها فى حلقة البحث ، مناقشة بعض البحوث ونقدها .
تدريب ميدانى (1):
يتعرض فيه الطلاب لزيارة بعض المؤسسات التى يتم علاج الأمراض النفسية و كتابة تقرير عن كل زيارة ميدانية.
تدريب ميدانى (2):
يتناول الطلاب مجموعة من المشكلات النفسية التى يرونها فى المؤسسات العلاجية بالنقد و التحليل ، ومناقشة هذه المشكلات وطرق حلها .
سيكولوجية النمو:
السلوك
السوى و غير السوى فى مراحل النمو المختلفة ، مراحل النمو المختلفة ،
أهمية دراسة النمو ، أطوار النمو ، مبادئ النمو الإنسانى ، جدول النمو
الإنسانى ، العوامل المؤثرة فى النمو ، تقدم و توقف عمليات النمو ، سرعة
النمو الفيزبولوجى ، تأثير التغذية و المرض على عمليات النمو ، مشكلات
مراحل النمو .
سيكولوجية المرأة :
مكانة المرأة فى مختلف العصور ،
دور المرأة المصرية المعاصرة ، إنتاجية المرأة فى تنمية المجتمعات
المستحدثة ، المرأة و المشاركة الإقتصادية ، المرأة و المشاركة الاجتماعية ،
المرأة المعاصرة و التعليم ، مشاركة الإناث فى أنشطة العمل الإجتماعى ،
المرأة فى العمل الاجتماعى السياسى .
علم نفس عام
تعريف علم النفس
ونشأته ، مداس علم النفس ، أهداف علم النفس، فروع وميادين علم النفس
النظرية و التطبيقية ،تطور علم النفس، المدارس المبكرة فى تاريخ علم النفس،
السلوك والدوافع أنواعها ، مفهوم الذكاء قياس الذكاء والنمو العقلى –
نظرياته _ والقدرات العقلية ، والعوامل المؤثرة فى الذكاء ، التعلم و
أنواعه و نظرياته.
علم النفس الاكلينيكي
علم
النفس الإكلينيكي هو أحد المجالات التطبيقية الهامة لعلم النفس، وهو يعنى
أساسا بمشكلة التوافق الإنساني بهدف مساعدة الإنسان ليعيش في سعادة وأمن،
خاليا من الصراعات النفسية والقلق.
ولكي يستطيع علماء النفس
الإكلينيكيون القيام بدورهم في دراسة اضطرابات السلوك وفهمها وعلاجها،
فإنهم يدربون عادة تدريبا خاصا في مجالات ثلاثة رئيسية. المجال الأول هو
قياس الذكاء والقدرات العقلية العامة لمعرفة القدرة العقلية الحالية للفرد
أو إمكاناته العقلية في المستقبل. والمجال الثاني هو قياس الشخصية، ووصفها،
وتقويمها، وتشخيص السلوك الشاذ بغرض معرفة ما يشكو منه الفرد والظروف
المختلفة التي أحاطت به وأدت إلى ظهور مشكلته مما يساعد على فهمها ويمهد
الطريق إلى إرشاد الفرد وعلاجه. والمجال الثالث هو العلاج النفسي بأساليبه
وطرقه المختلفة التي ترمي إلى تخليص الفرد مما يعانيه من اضطراب وسوء
توافق.وإلى جانب هذه المجالات الثلاثة الرئيسية التي يعمل فيها علماء النفس
الإكلينيكيون، فإنهم يقومون أيضا بأدوار أخرى هامة. فكثير منهم يشتغلون
بالتدريس في الجامعات، وبالبحث العلمي، ويعملون كمستشارين في كثير من
المؤسسات كالسجون، ودور إصلاح الأحداث الجانحين، ودور تأهيل المعوقين،
والمدارس، والمؤسسات الصناعية، وغيرها.
وعلم النفس الإكلينيكي علم
حديث نسبيا، وهو لازال في دور النمو والتطور. ولقد تأثر في نشوئه بمجالين
هامين من مجالات الدراسة. المجال الأول هو دارسة الاضطرابات النفسية
والعقلية والتخلف العقلي التي كانت تحظى باهتمام كثير من الأطباء الفرنسيين
والألمان مثل لويس روستان، وجان شاركو، وإميل كرايبلين، وأرنست كريتشمر،
وبيير جانيه وغيرهم. والمجال الثاني هو دراسة الفروق الفردية التي حظيت
باهتمام فرانسيس جالتون، وجيمس ماكين كاتل، والفرد بينيه، وتيوفيل سيمون،
ومن جاء بعدهم من علماء النفس الذين اهتموا ببناء الاختبارات النفسية
واستخدامها في أغراض تطبيقية كثيرة.
ومر علم النفس الإكلينيكي في
تطوره بمراحل مختلفة. فقد كان اهتمام علماء النفس الإكلينيكيين قبل الحرب
العالمية الثانية مقتصرا في الأغلب على دراسة مشكلات الأطفال. وكانت
وظيفتهم الرئيسية هي دراسة حالة الأطفال المشكلين، وتطبيق الاختبارات
النفسية عليهم لقياس قدراتهم العقلية بغرض تقديم بعض التوصيات للآباء، أو
المدرسين، أو الأطباء المعالجين، أو المؤسسات المسؤولة عن الأحداث
الجانحين.
وحدث تطور كبير في علم النفس الإكلينيكي أثناء الحرب
العالمية الثانية وبعدها. فقد تسببت الحرب في كثرة عدد المصابين باضطرابات
نفسية، ووجد الأطباء أنهم لا يستطيعون لقلة عددهم مواجهة أعباء العلاج
النفسي لهذا العدد الضخم من المصابين باضطرابات نفسية، مما أدى إلى زيادة
الاهتمام بعلماء النفس الإكلينيكيين والالتجاء إليهم ليساهموا في علاج
المصابين باضطرابات نفسية. وهكذا بدأ علماء النفس الإكلينيكيون يعنون
بالعلاج النفسي للكبار، بعد أن كان معظم اهتمامهم مقتصرا من قبل على العلاج
النفسي للأطفال.
ويحاول مؤلف هذا الكتاب أن يشرح باختصار، ولكن في
دقة ووضوح، نشأة علم النفس الإكلينيكي وتطوره التاريخي، ويفرد لذلك فصلا
خاصا هو الفصل الثاني من الكتاب. وهو يشرح أيضا مجالات العمل الرئيسية
لعلماء النفس الإكلينيكيين سواء في قياس الذكاء والقدرات العقلية العامة،
أو قياس الشخصية والتشخيص، أو العلاج النفسي بأساليبه وطرقه المختلفة. وهو
يتناول هذه المجالات الثلاثة في الفصول الثالث والرابع والخامس من الكتاب.
ففي
الفصل الثالث يتناول المؤلف موضوع قياس الذكاء والقدرات العقلية العامة،
فيتكلم عن طبيعة الذكاء، وطرق قياسه، كما يتكلم عن الضعف العقلي وأسبابه.
ويشرح المؤلف اهتمام علماء النفس الاكلينيكيين بقياس الذكاء في عمليات
التشخيص بغرض تحديد أسباب التأخر الدراسي والتحصيلي، وتشخيص حالات الضعف
العقلي حتى يمكن مساعدة هؤلاء الأطفال بإعطائهم العناية التربوية اللازمة،
أو توجيههم إلى أنواع التدريب الملائمة.
ويتناول المؤلف في الفصل
الرابع موضوع التشخيص فيشرح المناهج التي يتبعها علماء النفس الإكلينيكيون
في قياس الشخصية والتشخيص، ويمهد المؤلف لذلك بشرح أربع نظريات للشخصية.
النظرية الأولى هي النظرية التي تعتبر أن للمرض النفسي وجودا قائما بذاته،
ويدخل المؤلف تحت هذه النظرية تصنيف إميل كرايبلين للأمراض النفسية
والعقلية. والنظرية الثانية هي نظرية الملكات والأنماط والسمات. فيشرح
المؤلف نظرية الملكات، كما يشرح نظرية الأنماط للويس روستان وكريتشمر
وشلدون ويونج، كما يشرح أيضا نظرية السمات لجوردون ألبورت وريمون كانل،
ويبين الفرق بينها وبين كل من نظريتي الملكات والأنماط. ويقوم المؤلف بنقد
جميع هذه النظريات، ويبين أوجه القصور فيها. والنظرية الثالثة هي نظرية
التحليل النفسي، فيشرح المؤلف نظرية فرويد في الحتمية النفسية والدوافع
اللاشعورية، ويبين رأيه في الاضطرابات النفسية والعقلية باعتبارها سلوكا
مدفوعا أو موجها نحو أهداف معينة. ويقوم المؤلف أيضا بذكر أوجه النقد التي
وجهت إلى نظرية فرويد. والنظرية الرابعة هي نظرية التعلم الاجتماعي لجوليان
روتر وزملائه، وهي تؤكد أن الفرد يتعلم عن طريق الخبرات السابقة بعض
الإشباعات التي تكون أكثر احتمالا من غيرها في بعض المواقف. فالسلوك غير
السوي، تبعا لهذه النظرية، ليس مرضا بل هو محاولة ذات معنى لتجنب عقوبات
معينة، أو للحصول على إشباعات على مستوى غير واقعي.
وبعد شرح هذه
النظريات المختلفة في الشخصية يقوم المؤلف بشرح أساليب تقويم الشخصية.
فيتكلم عن المقابلة بأنواعها المختلفة: المقابلة الحرة، والمقابلة الموجهة،
والمقابلة المحددة أو المقننة. ثم يتكلم عن الاستخبار، والأساليب
الاسقاطية بأنواعها المختلفة: اختبار تداعي المعاني، واختبار رورشاخ،
واختبار تفهم الموضوع، وطريقة الجمل الناقصة، وطريقة الملاحظة واختبارات
السلوك. ويشرح المؤلف مميزات كل طريقة من طرق تقويم الشخصية ونواحي القصور
فيها، ويوضح أن مشكلة تفسير المعلومات التي يحصل عليها عالم النفس
الإكلينيكي من هذه الأساليب المختلفة أمر في غاية الصعوبة، ولا يزال
التفسير يعتمد في جزء كبير منه على مهارة عالم النفس الإكلينيكي وخبرته.
ولذلك فإن نتائج هذه الاختبارات تساعد على التنبؤ عن سلوك الفرد في
المستقبل على أساس احتمالي فقط. وإن التنبوءات التي يصل إليها عالم النفس
الإكلينيكي من اختبارات الشخصية يمكن الاعتماد عليها بدرجة أقل من الإعتماد
على التنبوءات التي يتوصل إليها من نتائج إختبارات الذكاء والقدرات
العامة. ولازال علماء النفس الإكلينيكيون في حاجة ماسة إلى تحسين نظرياتهم
في الشخصية، وتحسين مناهجهم في التشخيص حتى يمكن الوصول إلى فهم أدق للسلوك
الإنساني، وإلى تنبوءات أدق للسلوك في المستقبل. ويتناول المؤلف في الفصل
الخامس العلاج النفسي، ويبين أنه من المنطقي أن تتباين أساليب العلاج
النفسي تبعا لتباين النظريات في الشخصية. وقد قام المؤلف بأسلوب موجز دقيق
يشرح الأساليب المختلفة للعلاج النفسي. فشرح طريقة التحليل النفسي، وبين
طريقة فرويد التي ترى أن الأمراض النفسية والعقلية تنشأ نتيجة للدوافع
اللاشعورية المكبوتة. فليست الإضطرابات النفسية والعقلية إلا طريقة للتعبير
عن الدوافع اللاشعورية المكبوتة، أو طريقة للتحكم فيها، أو كلتا هاتين
الطريقتين معا. ومشكلة العلاج النفسي في رأي فرويد هي تحرير هذه الدوافع
اللاشعورية، وذلك بإضعاف الأنا الأعلى جزئيا، وإخضاع الدوافع لسيطرة الأنا
الشعوري.
ويشرح المؤلف أيضا طريقة العلاج النفسي التي اتبعها أدلر،
والمدارس الفرويدية الحديثة التي تشمل أوتو رانك، وكارن هورني، وهاري
سليفان، وإريك فروم، والطريقة التي ارتبطت بها وهي طريقة كارل روجرز.
ويتناول
المؤلف كذلك طريقة التعلم الاجتماعي في العلاج النفسي وهي الطريقة التي
تحاول تطبيق نظرية التعلم في العلاج النفسي على يدي جون دولارد، ونيل
ميللر، وهوبارت مورر.
ويتناول المؤلف أيضا العلاج البيئي ويبين كيف
أنه كثيرا ما يضطر المعالج النفسي إلى علاج الأفراد الذين يعيش معهم
المريض. فيتكلم عن طريقة العلاج البيئي مع المرضى الكبار والمرضى الأطفال
الذين يحتاجون في كثير من الحالات إلى إيداع في مؤسسات للعناية بهم.
ويتناول
المؤلف أيضا العلاج النفسي الجمعي الذي تعالج فيه مجموعة من المرضى ذوي
المشكلات المتشابهة في وقت واحد مما يؤدي إلى اقتصاد في الوقت والجهود،
وخاصة في حالات كثرة عدد المرضى وقلة عدد المعالجين. ولذلك، لم يكن غريبا
أن تظهر الحاجة إلى هذا النوع من العلاج النفسي بعد الحرب العالمية الثانية
في المؤسسات العسكرية. ثم بدأت تنتشر هذه الطريقة في العلاج بعد ذلك في
علاج الأطفال والكبار.
وبعد أن يقوم المؤلف بعرض النظريات المختلفة
في الشخصية، والأساليب المختلفة في العلاج النفسي، ينتهي إلى أن العلاج
النفسي لازال في مراحله الأولى، وليست هناك طرق مقبولة قبولا عاما على أنها
الطريقة السليمة المثالية للعلاج، وإن إجراءات العلاج النفسي في كثير من
الحالات لا تكون فعالة كما ينبغي، وقد تستغرق وقتا أطول مما هو ضروري.
ويشير المؤلف إلى أن العلاج النفسي لازال في حاجة ملحة إلى تقدم البحوث
العلمية لزيادة فهمنا للشخصية، وكيفية نموها وتطورها، وكيفية تغيرها مما
يساعد على الوصول إلى أساليب أكثر دقة وأكثر ملاءمة لعلاج الإضطرابات
النفسية.
ومجمل القول أن هذا الكتاب الذي نقدمه كتاب قيم، وفق
المؤلف فيه إلى التعريف بعلم النفس الإكلينيكي، ومجالات تطبيقه، وأساليبه
المختلفة في عمليتي التشخيص والعلاج بأسلوب واضح دقيق، مع شمول في
المعلومات وإيجاز في الغرض، مما جعل الكتاب مفيدا للمشتغلين بعلم النفس
بعامة، وبعلم النفس الإكلينيكي بخاصة. ولا شك أن هذا الكتاب يسد حاجة كثير
من المدرسين والطلاب في العالم العربي إلى كتاب في علم النفس الإكلينيكي
تتوافر فيه المميزات التي توافرت في هذا الكتاب وهي الدقة، والوضوح،
والشمول، والإيجاز.
وقد وفق الأستاذ الدكتور عطية محمود هنا في
ترجمة هذا الكتاب ترجمة دقيقة، وفي أسلوب سلس دقيق واضح. فله وافر الشكر
والثناء على المجهود الكبير الذي بذله في هذه الترجمة الدقيقة لهذا الكتاب.
مدارس علم النفس
مدارس علم النفس الأولى:
المدرسة البنائية في علم النفس.
• يعتبر فونت مؤسس المدرسة البنائية في علم النفس. وبفضله استقل علم النفس عن الفلسفة.
•
اهتم بدراسة الوعي (الشعور) من وجهة نظر بنائية أو فيزيائية. ونعني بكلمة
بنائية هنا تحليل الكل إلى أجزائه أو عناصره المختلفة. وعلى هذا الأساس فان
اهتمام فونت كان منصبا على دراسة عناصر الخبرة الشعورية وعلاقتها
الميكانيكية بالجهاز العصبي.
• يرى أن الوعي والتفكير والمعرفة هي مجموع هذه العناصر.
• ولتحديد عناصر ومكونات الخبرة الشعورية استخدم منهج التأمل الباطني.
•
يفسر فونت عملية الفهم Apprehension والتي تشمل التفكير بأنها نشاط معرفي
للربط بين المحتويات العقلية )المدركات الحسية و المشاعر).
• أسس معمله لهذا الغرض عام 1879، ثم اصدر مجلة بعنوان الدراسات الفلسفية عام 1881 لنشر نتائج أبحاثه.
•
يعتبر تكنر E. Tichener والذي عاش في الفترة بين 1867 الى 1927 من أهم
تلامذته، وقد حاول جاهدا من خلال العديد من المنشورات و الأبحاث نشر
البنائية بالولايات المتحدة إلا أنها انتهت مع وفاته.
• من أهم الأفكار
التي أضافها تكنر إلى فكر فونت اعتقاده بضرورة ابتعاد علما النفس عن دراسة
ما بعد الظواهر الفيزيائية في علم النفس لتأثير ذلك على تكامل العلم.
•
يفسر العمليات العقلية العليا Thoughts إجمالا من منطلق بنائي، فيرى أنها
مجموعة أفكار ، وان هذه الأفكار تتكون من مجموعة من الصور الشعورية
–المدركة حسيا- أو الخيالات.
• يفسر تكنر عملية الفهم والتفكير من خلال
نظريته في "تقرير المعنى" و التي تقول بأن معاني الأشياء تأتى من ارتباط
الاحساسات بالمجال الذي تحدث فيه، أو من خلال ترابطها بالاحساسات الأخرى
السابقة.
• حاول البعض تطوير الاتجاه ومنهم برنتانو Berentano الذي أسس
علم نفس الفعل Act Psychology حيث يعتبر دراسة عملية الأحداث الشعورية في
ارتباطها بالبيئة الخارجية موضوعا لعلم النفس، وبمعنى آخر فان الفعل النفسي
يكون نتاج للعوامل الداخلية والخارجية.
• وإجمالا فان المدرسة
البنائية حاولت الربط بين الاتجاه الوضعي والحسي في كل من بريطاني وفرنسا
بالاتجاه العقلي الألماني.حيث ركزوا على المدركات الحسية مع اعترافهم
بالعمليات العقلية، إلا أن تفسيرهم للعمليات العقلية لم يكن موفقا إذ
اعتبروه مجموعة لهذه المدركات (تفسير بنائي فيزيائي)، كما أن اعتمادهم على
منهج التأمل الباطني ليس علميا والمتأمل يتأثر بالذاتية. ونتيجة لكل هذه
العيوب فقد انتهت المدرسة البنائية بموت تكنر.
المدرسة الوظيفية في علم النفس.
• قامت المدرسة الوظيفة في الولايات المتحدة كرد فعل للمدرسة البنائية.
• يعتبر وليم جيمس مؤسسا لهذا الاتجاه.
• يؤكد ضرورة استخدام منهج البحث العلمي .
•
يرفض الفكر البنائي ويرى انه لا يمكن تحليل الخبرة الشعورية إلى أجزاء أو
عناصر شعورية تخضع لقوانين ميكانيكية. وعلى هذا الأساس فانه يرفض أن تكون
الخبرة الذاتية مجموعة من الاحساسات المتتابعة والمتحدة مع بعضها.
•
خلافا لفكر البنائيين يحدد وليم جيمس موضوع علم النفس بأنه دراسة الوظائف
العقلية. وان الخبرة العقلية عملية شخصية مستمرة وانتقائية.
• يظهر
تفسيره الوظيفي في ظل معطياته الفكرية. على سبيل المثال يرى أن الخبرة
الشعورية سيل من الأحداث من جانب والفاعليات الذاتية من جانب آخر. حتى انه
يفسر الانفعالات كنتيجة للتغيرات الفسيولوجية لا كاستجابة للأحداث الخارجية
( أحداث --- تغيرات فسيولوجية --- انفعال).
• لا يمكن فصل الجسم عن العقل فهما وجهين لعملة واحدة.
•
ظهر اثر وظيفة وليم جيمس في ظهور مدرستين وظيفيتين في أمريكا هما مدرسة
شيكاغو في علم النفس الوظيفي وقد انصب اهتمامها على ربط علم النفس بالحياة
اليومية. ومن أهم روادها ديوي وجيمس انجل. ومدرسة كولمبيا التي تأثرت بجيمس
من جانب وأيضا بتطور العلوم الطبيعية في بريطانيا وتحديدا بنظرية داروين
من جانب آخر، وقد خرجت بفكرة متكاملة عن التوافق ومن أهم روادها كاتل والذي
ركز على القياس النفسي والاختبارات العقلية، وثورندايك التي ركزت أبحاثه
على تطبيقات علم النفس في مجال التعلم والتربية، كما يعتبر واحدا من
المؤثرين في مسيرة المدرسة السلوكية في أمريكا.
مدرسة الجشتالت.
•
ظهرت مدرسة الجشتالت في ألمانيا عام 1910كرد فعل رافض للبنائية. ومن أهم
روادها كوفكا وكوهلر وفرتمر. وتعني جشتالت بالألمانية علم نفس الشكل (لا
يوجد ترجمة دقيقة للكلمة باللغتين الإنجليزية أو العربية).
• تأثر رواد مدرسة الجشتالت إلى درجة كبيرة بفلسفة كانت التي تؤكد أهمية العمليات العقلية وفاعليتها وخضوعها لقوانين موجودة مسبقا.
• في المجال العلمي تأثر رواد الجشتالت بالتطور في مجال الفيزياء ومنها أفكار انشتاين وفكرة قوى المجال.
• إلى درجة ما تأثروا أيضا بعلماء نفس الفعل وتحديدا بفكرة أن الكل لا يساوي العناصر.
• ركزت مدرسة الجشتالت على دراسة الخبرة الذاتية الكلية .
•
من أهم ما قدمه علماء الجشتالت أبحاثهم في مجال الإدراك وتحديدهم لقوانين
المجال الإدراكي ( ألشكل والخلفية، التشابه، الإغلاق، التقارب الإقفال،
الاستمرارية.
• لهم أبحاثهم الجيدة في مجال التفكير والتعلم بالاستبصار.
حيث يفرق فرتمر على سبي المثال بين التفكير الإنتاجي المعتمد على المدركات
والعادات والاشتراط ، والتفكير الإبداعي القائم على الأفكار الإبداعية
والنشاط العقلي الخالص.
• أدت تجاربهم في التعلم بالاستبصار إلى كثير من
التطبيقات التربوية. كما مهدت لنظريات أخرى في مجال التعلم وعلم النفس
التربوي ومنها التعلم بالاكتشاف وحل المشكلات.
معالم علم النفس في القرآن
لم
يكتب لعلم النفس أن يأخذ حظه وينمو ويترعرع أو ينصهر في بوتقة العلوم
الإسلامية لزمن طويل وقرون عديدة كما أخذت بعض العلوم كالفلسفة والفقه
والرياضيات وعلم الفلك... حظها من التوجه والإمعان خلال النهضة العلمية
الإسلامية في القرن التاسع والعاشر والحادي عشر الميلادي، على الرغم من أن
العلماء المسلمين في تلك القرون كانوا متعددي المواهب والقدرات وجامعي علوم
متعددة لا يقتصرون فيه على علم واحد فلهم باع في الفلسفة مثلاً إضافة إلى
الرياضيات كالخوارزمي أو الهندسة أو الفلسفة علاوة على البصريات كابن
الهيثم وليس مجالنا تعداد تلك المواهب والقدرات الجامعة فهم كثر، هذا على
الرغم من أن علم النفس هو أحد العلوم القرآنية الواضحة المعالم بأكثر من
70% من مجمل التوجهات العلمية في القرآن. لم يكتب لعلم النفس أن يأخذ حظه
وينمو ويترعرع أو ينصهر في بوتقة العلوم الإسلامية لزمن طويل وقرون عديدة
كما أخذت بعض العلوم كالفلسفة والفقه والرياضيات وعلم الفلك... ولا أريد
لظني أن يكون صادقاً بان علمائنا السابقين نحو بعيداً عن هذا المجال لظنهم
بأن الروح والنفس من الأمور الإلهية انسجاماً أو اعتقاداً وأيمانا بتفسير
الآيــــة الكريمة ( يسألونك عن الروح قــــل الروح من أمر ربي وما أوتيتم
من العلم الا قليلا) (1) والتي لا يتوجب الغور فيها أو لربما يكره أو يحرم
البعض الحديث عنها لما قد يلتبسها نوع من الغيبة والنميمة والمساس بالحالة
الشخصية الذاتية للإنسان. على الرغم مما يؤكد عليه بعض الباحثين(2) من أن
استخدام كلمة النفس في القرآن الكريم لا تعني الروح بل تعني الشخصية
الإنسانية وهذا التوجه أو التحليل الأخير هو بمثابة المدخل الأول إلى علم
الشخصية الإنسانية أو علم النفس الحديث حالياً كما جرت العادة على ترجمته
واستخدامه. في هذه الحلقة الموجزة سنتطرق إلى معلمتين من معالم علم الشخصية
أو النفس التي ذكرها القرآن الكريم أو المح إليها ربنا في كتابه العظيم
وهو ما يمكننا استقراؤه واستطلاعه من بين تلك الآيات الكريمة. اتجاهات علم
النفس الحديث لم يقتصر علم النفس الحديث على مجرد التحليل النفسي الذي
اشتهر به العالم سيجموند فرويد ولا السريري الذي اشتهر به العالم( دانيال
لاقاس كنغ) بل تعدى ذلك إلى علوم الاجتماع والسياسة والإعلام والحرب
والتسويق والاقتصاد... وكل مجالات الحياة الإدارية العملية والنظرية وليس
هذا فقط بل ذهب علم النفس الحديث إلى دراسة علم نفس الطفل إذا تأخذ الطفولة
خصوصيات متعددة مختلفة عن خصوصيات الإنسان البالغ الراشد من حيث الإفرازات
الهرمونية الغددية أو من ناحية المخزون الثقافي في خلاياه الدماغية ولربما
يكون هذا الموضوع ـ علم نفس الطفولة ـ من أهم المواضيع الحديثة لأنها
تتعلق بمستقبل شخصية ونفسية الجيل القادم إلى جانب كون الطفل موسوعة جديدة
من المفاهيم غير الناضجة وغير المتكاملة والتي تعكس سلوكيات بريئة تنطبق
على ما ورائها من دوافع وخلفيات فكرية. وأمام هذا التوسع الهائل لعلم النفس
وضرورته اليومية في مجالات محددة كالإعلام والإدارة والتربية لابد لنا من
النظر إلى ما في ذخيرتنا القرآنية والإسلامية والتاريخية من نظريات
وتحليلات نفسية وسلوكية في هذا المجال. ولربما يأخذ علم نفس المراهقة أهمية
استثنائية لدى علماء النفس والجريمة لما يتميز به جيل المراهقين من نوازع
ودوافع غير موزونة نتيجة الاضطراب الحاصل في التغيرات والإفرازات الهرمونية
في الجسم. وعلاوة على ذلك نجد أن علم نفس المرأة هو الآخر أخذ ينحو منحى
مستقلاً ويفرض نفسه على كافة الصعد النفسية العلمية ولا بأس هنا من تذكير
القارئ بان، كل هذه الاتجاهات والدراسات موثقة ومعتبرة إذ تعتمد على مبادئ
الإحصاء والتحليل الإحصائي والاحتمالات. وأمام هذا التوسع الهائل لعلم
النفس وضرورته اليومية في مجالات محددة كالإعلام والإدارة والتربية لابد
لنا من النظر إلى ما في ذخيرتنا القرآنية والإسلامية والتاريخية من نظريات
وتحليلات نفسية وسلوكية في هذا المجال. خُلق الإنسان هلوعا وصف الإنسان
بالهلوع، والهلع يعتبر ويصنف من جملة الخصال النفسية أو الشخصية غير
المحمودة ولا نرى له غير ذلك. والهلع يأتي من ضعف البنية العصبية للإنسان
عموماً من الناحية الفسيولوجية ومن ضعف الثقافة الفكرية وعدم المعرفة
بحقائق الشدائد التي تحيق بالشخصية أو ظروف وملابسات المشاكل. ومن البديهي
أن يقل الهلع والخوف نسبياً عند الإنسان إذا ما قُدّر له أن يطلع على حقائق
تلك الشدائد والمشاكل والمحن وتحليلاتها الأصولية، ولكنه أي الهلع يبقى
سمةً من سمات شخصية الإنسان الضعيف. والهلع هو الإرباك الظاهر على الشخصية
أو داخل النفس نتيجة تغير في عدد من إفرازاته وأنزيماته بوازع من خلايا
دماغية تعاني من وطأه تحليل لظاهرة معينة هي علة ذلك الهلع وهذه العلة قد
تكون موقفاً سلبياً أو تهديداً مباشراً... الخ. يرتبط العلاج الفيزياوي
لجسم الإنسان بالعلاج النفسي له في الكثير من المجالات حيث نجد أن النفس
البشرية بحاجة إلى الطمأنينة والثقة خصوصاً عند إجراء العمليات الجراحية
مهما كانت نوعيتها أو درجة خطورتها. والآية الكريمة التي تصف الإنسان
بالهلع ( إن الإنسان خلق هلوعا) (3) ( وإذا مسه الشر جزوعا) (4) ( وإذا مسه
الخير منوعا) (5). تؤكد على أن هذا الهلع ليس صفة عرضية على شخصية الإنسان
بل هي خصلة أو خصوصية من خصوصيات خلقه وتقويمه الذاتية التي تندرج في
بنيته منذ نشأته الأولى والتي ترجع أساسا إلى النطفة والماء الدافق حيث قال
(جل) ( من نطفة خلقه فقدره) (6) وقال أيضاً ( خلق من ماء دافقْ يخرج من
بين الصُلب والترائب) (7). والحقيقة أن ليس التسلسل في السور 70-80-86 فقط
هو الذي يوحي ويعزو باستقراء أن هلع النفس يرجع أساسا إلى النطفة والماء
الدافق بل إن التطور العلمي كشف للعالم عن حقيقة الصبغيات الوراثية
الموجودة في الجينات والتي يطلق عليها حالياً أم ار-أن-أي وكذلك دي-أن-أي
وأن هذه الصبغيات هي التي تحتوي على الموروثات الطبيعية للشخصية وهي غير
الخصال التطبعية التي يكتسبها الإنسان خلال تجاربه الحياتية وظروفه
البيئية. ونأمل أن تستطيع البشرية في الغد القريب اكتشاف الأسرار العلمية
العميقة لهذه الصبغيات ومعادلاتها الحقيقية كي نستطيع التخلص من هذا
الموروث الهلوع ومن ثم نكون أهلاً لخلافة الله في الأرض كما اراد الله لنا
أن نكون. أما بقية الآيات الكريمة 20-21 السابقة من سورة المعارج والتي تصف
الإنسان بالجزوع عندما يمسه الشر والمنوع عندما يسمه الخير في ظروف معينة
فهي تكمل خصوصية الهلع الشخصي والنفسي إذ تميز النفس البشرية في مواقف الشر
والشدة عنها في مواقف الانفراج والرخاء. ولابد هنا من الإشارة إلى الفارق
بين الهلع الموروث كسمة نفسية وبين الجزع أو الامتناع كصفتين ناتجتين عن
تلك السمة. والحقيقة التي يتوجب النظر إليها هي أن هذا التشخيص النفسي
والمواصفات المكملة له ـ الجزع ومنع الخير ـ لم تأت على المستوى النظري أو
الثقافي فقط بل على المستوى التجريبي الذي دام قرونا بدأت منذ النزول وليست
وليدة عصر النهضة الإسلامية ولا عصر النهضة الأوروبية. ولو تعمقنا قليلاً
واستدرجنا النظر في الآيات التالية من سورة المعارج لوجدنا واكتشفنا ضرورة
وحتمية العلاج النفسي بعد ذلك التشخيص الإلهي لتلك الخصال النفسية غير
الحميدة سواء كانت متأصلة موروثة أو ناتجة حتمية عنها وهو ما سنعالجه في
فقرة قادمة من هذا الموضوع. هيت لك في قصة سيدنا يوسف جانب آخر من جوانب
علم النفس أو علم الشخصية لم يكن متبلوراً في القرون السابقة وهو يمثل
المعلمة الثانية من معالم هذا البحث ولا اريد هنا الخوض في مظلمة سيدنا
يوسف والظلم الذي وقع عليه من اخوته ولا أريد الخوض في العلاقة الشخصية
والوجدانية الإلهية بينه وبين والديه على الرغم من أنها تمهيد واستدراج مهم
للوحي النفسي التربوي الذي أودعه الله في موقف سيدنا يوسف من زليخا امرأة
العزيز ألا وهو رفضه المراودة الجنسية بعد أن غلقت الأبواب وقالت (هيت لك).
هذا الموقف الرافض لسيدنا يوسف واحترام أمانة العزيز في امرأة أمام سفاحها
يمثل نبل البطل الكبير أمام الدناءة والشهامة الرجولية أمام ضعف امرأة
العزيز وردع الذات عن الخيانة يفرض على قارئ تلك الآيات ـ وحقاً هي آيات
بالمعنى الواقعي والمصداق ـ إحساسا وشعوراً غريباً ينتاب النفس لا ينتهي
إلا والدموع تترقرق في المآقي ليس لمأساة يشاهدها القارئ بل لموقف شهم نبيل
ولا ينتهي ذلك الإحساس والشعور من النفس الا والتصميم الكامل والإرادة
الواعية النفسية بعدم الأقدام على الزنا وردع الذات عن الفواحش ولربما
الإصرار على اتخاذ المواقف النبيلة طبعاً وتطبعاً فيما لو قدر للشخص أن
يبتلى بنفس الظروف. ذلك التمهيد والاستدراج وهذا الموقف النبيل والشهم
لسيدنا يوسف أمام أخوته والعزيز وامرأته تمثل ليس معلمة من معالم علم النفس
والشخصية بل طوراً جديداً من الإيحاء التربوي النفسي الذي أودعه الله في
آياته السابقة تلك. ولم يكتف القرآن بهذا الإيحاء النفسي الرادع للذات بل
ثنّى عليه بالعاقبة الحميدة والثواب الكبير الذي حصل عليه سيدنا يوسف لدى
الملك رغم المعاناة الطويلة في سجون مظلمة وكان يوسف الصديق عندئذ نبيلاً
أيضاً مع الجميع. هذه المعالجة النفسية وهذا الإيحاء التربوي القرآني هو
أحد المبادئ الإعلامية المستخدمة في يومنا هذا سواء على صعيد البطل المنقذ
في الأفلام السينمائية أو على صعيد الأخبار الإذاعية والقصص العالمية ألا
وهو استعراض المواقف النبيلة والشهمة الرجولية عند الظروف الصعبة والقاسية
للمرء. وفي لغة علم النفس نجد أن موقف (الهو) النبيل تدفع ( الأنا) طوعاً
للنبل والشهامة واتخاذ نفس السلوك تقليداً كان أم قناعة ولم نجد في سرد قصة
يوسف في القرآن الكريم وبالأسلوب المعروف الا دفع (الأنا) في الإنسان
لاتخاذ ذات الموقف الذي اتخذه سيدنا يوسف الصديق. ولابد من الإشارة هنا إلى
أن الأسلوب القرآني يعرض حقيقة أخرى لربما تكون غامضة لدى البعض ألا وهي
استمرارية الإيحاء التربوي فما من قارئ للقرآن أو مرتل له إلا وينتابه نفس
الشعور الواعي والإرادة الرادعة عن الانزلاق بالفاحشة والزنا كلما راودته
نفسه مهما تكررت قراءة السورة. والحقيقة التي يجب أن تقال هنا هي أنه ليس
الموقف النبيل فقط ولا القصة فقط بل الأسلوب أيضاً ـ وهو ما المحنا إليه
سابقاً ـ هو ما جعل من هذه المعلمة النفسية نظرية قائمة بذاتها أو حقيقة
تربوية يتوجب اعتمادها. العلاج النفسي في القرآن الكريم يرتبط العلاج
الفيزياوي لجسم الإنسان بالعلاج النفسي له في الكثير من المجالات حيث نجد
أن النفس البشرية بحاجة إلى الطمأنينة والثقة خصوصاً عند إجراء العمليات
الجراحية مهما كانت نوعيتها أو درجة خطورتها. وهنا يأتي دور الأطباء
الجراحين مثلاً في خلق جوٍ من الثقة والإرادة والاطمئنان لدى المريض وهو ما
لا يتوفر لدى العديد من هؤلاء الأطباء في يومنا الحاضر وعلى أية حال نظره
متأنية أخرى بين سطور القرآن الكريم وتفحص آياته نلمس كم هو تأثير الآيات
التالية على النفس والشخصية: 1ـ ( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا) (.
2ـ ( … فإن مع العسر يسيراً إن العسر يسراً…) (9). 3ـ ( إذا سألك عبادي
عني فاني قريب أجيب دعوة الداع اذا دعاني…) (10). 4ـ ( وقال ربكم ادعوني
استجيب لكم…) (11). 5ـ ( قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور.. )
(12). والآيات كثيرة ومتعددة ولربما سنفرز لها موضوعاً جديداً في مقالات
أخرى. ويؤكد كل من الدكتور انور طاهر رضا والدكتورة أمل المخزومي أستاذا
علم النفس في جامعة قاريونس وازمير على أن درجة تأثير الآية الأولى على
النفس الإنسانية ورفعها للروح المعنوية تساوي (90%) تسعون بالمائة من مجمل
الناس اللذين اشتركوا في استبيان دراسي في إحدى تجارب العلاج النفسي الذي
أخذ صورة التشريح الطبي وكانت لديهم معضلات عويصة وخطورة عالية. بينما أخذت
سورة الشرح خصوصاً الآية ( .. إن بعد العسر يسرا) تأثيراً نفسياً بلغ حدود
(96%) ست وتسعون بالمائة من مجمل الأشخاص الذين اشتركوا في استبيان دراسي
في إحدى تجارب العلاج النفسي حول المعضلات المزمنة التي تحيق بالفرد
المسلم. ولربما نجد في بحوث إحصائية قادمة أن درجة الاستجابة النفسية للفرد
مع ربه إذا ما أصابته مصيبة قد تصل إلى درجة مائة بالمائة وقد تقل عن ذلك
في الظروف العادية. هذا الإيحاء العلاجي النفسي والشخصي يمثل معلمه ثالثة
مع معالم موضوعنا الحالي لا بل يمثل مدرسة نفسية مستقلة خاصة يتوجب دراستها
وتوثيقها في كافة المعاهد الدراسية النفسية وكمنهج ضروري للعلاج السريري
أيضا، إذ أن هذا النوع من العلاج لا يزرع الثقة بالنفس فقط بل ويدفعها إلى
الاطمئنان والاستقرار وما أحوج المريض إلى كل تلك الثقة وكل ذلك الاطمئنان
والاستقرار. ولابد من الإشارة هنا إلى ضرورة التمييز بين هذا العلاج النفسي
والعلاج الذي قد يفهمه البعض من تفسير الآية الكريمة ( وننزل من القرآن ما
هو شفاء ورحمة للمؤمنين) (13). فالشفاء هنا ذو معنيين أولهما شفاء فيزيائي
عضلي وثانيهما شفاء نفسي وشخصي وكل من هذين النوعين له مقوّماته واسسه
وأساليبه وهو ما سنفرد له موضوعاً خاصاً في الحلقات القادمة إنشاء الله.
أما الآية بحد ذاتها فهي ليست من النوع العلاجي ولكنها تشير إلى مواضع
العلاج النفسي والشفاء الموجودة في آيات الله الأخرى والتي يتوجب البحث
عنها وعمل التحليلات والاستبيانات الإحصائية لتأثيرها ..
الهوامش:--------------------
(1) الإسراء آية 85.
(2) السيد احمد القبانجي النجفي.
(3) سورة المعارج 70 آية 19.
(4) سورة المعارج 70 آية 20.
(5) سورة المعارج 70 آية 21.
(6) سورة عبس 80 آية 19.
(7) سورة الطارق 86 آية 6-7.
( سورة التوبة 9 الآية 51.
(9) سورة الشرح الآية 4-5.
(10) سورة البقرة 2 الآية 186.
(11) سورة غافر 40 الآية 60.
(12) سورة يونس 10 الآية 57.
(13) سورة الإسراء 17 الآية 82.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..