الصفحات

الثلاثاء، 13 نوفمبر 2012

عبدالعزيز قاسم بعد مقالين


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
لم أتفاجأ وأظن أن غيري كذلك أن يرد د.عبدالعزيز قاسم على الحملة التي تعرض لها
بعد مقاله الأول سيء الذكر بمقال آخر من النوع التبريري والدفاعي وإظهار التشبث بفكرة المقال الأول .
ولعلي أطرح ما لدي بعد قراءتي للمقال الثاني والله الموفق والهادي والمعين :
1-   لاشك أن ردة فعل الدكتور متوقعة وهو يتعرض لأشد وأعنف الألفاظ والأوصاف والتي تجاوزت حد النصح والتوجيه , لذا أمر الله عزوجل عباده وهو  سبحانه العارف بهم أن يقولوا التي هي أحسن ( وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم ) , كما أوصى موسى وهارون بالقول اللين عند مقابلتهم لفرعون ( وقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى ) وجاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: "أُتي النبي -صلى الله عليه وسلم- برجل قد شرب، قال: ( اضربوه ) ، فمنا الضارب بيده، والضارب بنعله، والضارب بثوبه، فلما انصرف قال بعض القوم: أخزاك الله، قال: ( لا تقولوا هكذا، لا تعينوا عليه الشيطان) " رواه البخاري .
ولو أن الناصحين أكتفوا بهذا التوجيه الرباني والأمر النبوي لساعد الدكتور الكريم على اكتشاف الخطأ والاعتذار منه .

2-   كنت آمل من د.عبدالعزيز وهو يقحم نفسه في أعقد قضية حقوقية تمر على البلاد ألا يتصدر المشهد لوحده , وكان من المفروض أن يتشاور مع إخوانه خاصة من عاش وجرب هذه القضية لكي تُقدم مبادرة متكاملة لحلها , وألا يزعج نفسه وغيره بوعود الحل وآمانيه العاطفية التي تخللت المقالة الثانية .

3-   أحب أن أذكر الدكتور بأن قضية المعتقلين ليس لها علاقة باعتقال من كانت له جانحة أو سفك دما أو حمل سلاحا , عندما نتحدث عن قضية المعتقلين نقصد أصحاب الشبهة الذين تم اعتقالهم من خلال الوشاية فقط أو أدلة ظنية غير قطعية الثبوت أو وقعوا في أعمال لا تستوجب السجن بضع سنين أو أكثر , هؤلاء وإن أفرج عن بعضهم إلا أن العدد المتبقي منهم كبير ولا يشفع لأحد أن يقلل من القضية وأنها في طور الحل الذي لا نعلم متى ينقضي .

4-   كما أحب أن أؤكد على الدكتور قاسم أن أهالي المعتقلين لا يهمهم أن الخلوات الشرعية مثل فنادق خمس نجوم ولا أن يتناول المعتقل الكافيار الذهبي ولا أن يجلب السجن كتب للمعتقلين أو يمن عليهم بأعطيات وهبات شهرية أو موسمية ولا حتى التعويضات ( إن حصلت طبعا) , يادكتور عبدالعزيز المسألة الكبرى هي الحرية والكرامة ولا غير .

5-   دكتور عبدالعزيز القاعدة الأصولية تقول ( الحكم على الشي فرع عن تصوره ) ومما يتضح لي أن تصورك للقضية فيه قصور كبير وخلل عميق , لم تسمع للطرف الآخر وهم من قبض عليهم بشبهة أو وشاية وليس من يحمل شبهات فكرية مثل فارس بن شويل أو غيره , أريد أن تقابل الشباب وتسأل عن حالهم ولماذا تم اعتقالهم ومتى ستحال قضاياهم للمحكمة .

6-   أهالي المعتقلين وغيرهم يادكتور يريدون منك أن تسأل مدير السجن أو غيره ممن نسقت معهم هذه الزيارات لماذا لا يطبقوا اللوائح النظامية في قضايا التوقيف وغيرها .

7-   أهالي المعتقلين وغيرهم يادكتور يريدون منك أن تسأل مدير السجن أو غيره ممن نسقت معهم هذه الزيارات لماذا يبقى المعتقل أشهر أو سنوات لم تحال قضاياهم لجهات الاختصاص , ولماذا توجد قضايا مفتوحة بدون نظام يحكم كيف تبدأ وكيف تنتهي , وما ذكرته من تبريرات مدير السجن غير منطقية ولا واقعية .

8-   أذكرك يا دكتور بعلمائنا ودعاتنا وطلبة العلم ورجالات العمل الخيري القابعين في السجون ... واعذرني فكلماتي في هذه القضية لا تستطيع التعبير ولا أزيد عن قول (حسبنا الله ونعم الوكيل) .

9-   هل عندك حل أو خارطة طريق لقضية المعتقلين ؟؟؟ , وإلا فلا تلم أحدا رد عليك أو اتهمك في نيتك حتى وإن أخطأ , إذا كنت لا تعرف السباحة فتجنب الغوص في المحيطات يا حبيبي .

10-   هل لديك القدرة أن تتجمل علي وعلى غيري بأن تحمل مبادرة د.محمد الحضيف وتناقش فيها الأمير محمد بن نايف وتكون واسطة خير وبركة بينه وبين علماء البلد والمصلحين .

11-   أخيرا أود منك إما أن تتحمل مسؤولية القضية من خلال مشاورة الناصحين والغيورين وإلا فأرجو أن لا تتحفنا بمقال ثالث يزيد الطين بلة , فالذي في النفوس أعظم من أن تعبر عنه بقلم أو تصفه بمقال .

12-   أسأل الله لك التوفيق والهداية والسداد وأن يريك الحق حقا ويرزقك اتباعه وأن يريك الباطل باطلا ويرزقك اجتنابه .
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

كتبه
أديب بن محمد المحيذيف
أبومعاذ
27/12/1433

تعليق: لا أعرفك يا أبا معاذ، ولكن أحيي فيك هذه الروح المتجردة في المناقشة والحوار، وقبلت منك كل ما كتبت، وفقط انتظر حتى تكتمل مقالاتي الأربع، ويكون بيننا حوار بعدها..فقط أهمس لك، أنني كتبت المقالتين التي قرأت سويا ، وقبل أن أنشر الأولى، وعدلت تعديلا يسيرا في الثانية بسبب تسنم الأمير محمد بن نايف سدة الداخلية،بمعنى أن المقالة عن الحائر منعزلة تماما عن الهبة التي لمحت لها..أكرر شكري أيها الحبيب الأديب..عبدالعزيز قاسم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..