الصفحات

الخميس، 6 ديسمبر 2012

المنافق العليم


قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "إن أخوف ما أخاف على هذه الأمة المنافق العليم. قالوا: وكيف يكون منافقا عليما؟ قال :عليم اللسان جاهل القلب والعمل."

و"تويتر" أيها السادة أزدحم بألوان الطيف من المنافقين اصحاب الالسن العليمة. ومن هؤلاء أختار عشرين أنموذجا:

1.    الجاهزون بالتصنيف والتوصيف: رباني، شيطاني، علماني، ليبرالي، أخواني، سلفي، وهابي، شيعي، ناصبي، متصهين، مستغرب، متأيرن، وحتى "طرش بحر" و"متجنس".(قالوا لن يدخل الجنة...)!!

2.    "الفلول" وداعموهم، الذين استخدموا "الأخونجية" فزاعة لنا ومبررا لاسقاط الديمقراطية بأسم الديمقراطية. يعايرون مرسي بأسرائيل وهم أتباع من كان عبدا لها. يدّعون الإسلام ويحاربون حكمه وأقرأوا أوجه خلافهم مع الدستور! يتباكون على الهولوكوست وضحايا "حماس" ولا ينددون بقصف غزة!

3.    المتشدقون بأسم الدين والأخلاق لتمرير أجندات متطرفة ومريضة تتفق مع صراخهم ويناقضها سلوكهم "الشخصي". إن لم يكن هذا النفاق فماذا يكون؟

4.    المدافعون عن الحقوق المدنية ومصالح المواطن، فيما تكشف أنشطتهم زيف دعواهم. (عندما نتكلم كلنا أصحاب مبادئ وعندما نعمل كلنا أصحاب مصالح!).

5.    الداعون الى تحرر وتحرير المرأة حتى لو خالف ذلك الدين، ولايطبقون ذلك في بيوتهم، حتى في حق اختيار الزوج والعمل والتعليم.

6.    الذين يحرمون التعامل مع غير المسلمين والسفر اليهم والتعلم منهم، ثم يشترون انتاجهم ويتعالجون عندهم وينعمون بمخترعاتهم .. يستهلكون ولا ينتجون!

7.    من يحسب أن التحضر في اللادين، والتطور استهلاك، والتمدن تشبه بالغرب، والرقي احتقار للتراث، وتعالٍ على الموروث. يحتقره من ترفع عنه ومن تشبه به.

8.    من لايحترم شواهد التاريخ، فيهدم كل أثر بحجة أنه حجر وقد يعبد، حتى لم يعد في الحرمين مايذكرنا بالسيرة، وفي مدننا ما يربطنا بتاريخنا. جاء من بيد بلا تراث مشهود ليبيد كل شاهد تراث.

9.    المطالبون بالأنصاف والمنادون بالعدالة ثم يهاجمونك أن لم توافق هواهم، ويحرضون عليك ويطالبون بإخراسك. يشكون الأقصاء ويمارسونه.

10.   مدّعو السنة ومخالفوها، وكأنهم أحرص على الاسلام من صاحب الخلق العظيم، صلوات الله وسلامه عليه، الذي يوصّي بالحق، ويذكّر بالتي أحسن ويوصى بالتأدب، حتى مع الكفار. ينعقون ويفحشون ويقذفون ويسمون أنفسهم مسلمين.

11.   الذين يحافظون على دينهم هنا، فإذا سافروا تخففوا منه، يتبرج نسائهم، ويستخف شيوخهم، ويطيش شبابهم. دينهم مرتبط بمكان لا بعقيدة لكل مكان.

12.   من تغلب عادته على عبادته، يسخر الفتوى لخدمة تقاليده، والمظهر لتأكيد تدينه. إذا عاملته كذب وخان وسرق وأرتشى. يضرب زوجته ويعضل أبنته، ثم يخطب في الناس!

13.  من حسبوا انهم شعب الله المختار، وكأن عدل الله أن يخصهم في الدنيا والآخره. يتعالون لابمجد صنعوه، ولكن بأسم ورثوه. أسلموا ولما يدخل الإيمان في قلوبهم.

14.   من يحسب أن الشهادة بلا جهد والأجر بلا عمل والمكانة بالجنسية. لاثقافة، ولاعطاء، ولامسئولية. يناقر الكبير، ويدوس الصغير .. ثم يشكو الظلم.

15.    من ضيّقوا جنة عرضها السموات والأرض حتى لاتتسع الا لفرقتهم "الناجية". ظنوا بانفسهم خيرا وبالناس سؤ. وتألوا على أحكم الحاكمين.

16.  من "شبّكوا" الدنيا ثم أدعوا الصلاح ليشبّكوا الآخره. يحاضرونا عن الأحسان والتقوى ويأكلون السحت وهم يضحكون. (أغاية الدين أن تحفوا شواربكم .. يا أمة ضحكت من جهلها الأمم).

17.    من خنعو لكل صاحب جاه وأستاسدوا على المساكين. يهدرون في التوافه، ويتغاضون عن النوازل. خشب مسندة وآبار معطلة، وطلاب دنيا وشأن. أسّ قضاياهم المرأة وآخر مايشغلهم مصالح المسلمين. 

18.  أصحاب أقلام ومنابر، أاتمنهم الناس والسلطان على نقل الحقيقة، فآثروا السلامة والمصالح، خيبوا الظن وخانوا الأمانة. يخفون ويتخفّون، يزيفون ويكذبون.

19.       يحاكمون ويحكمون، يفسرون ويأولون، يفتون ولايستفتون، يحاضرون ولايسمعون. وكأن لهم العصمة والكهانة ووكالة الرب على خلقه. متآلون على الله يبررون أحكامه ويحكمون على خلقه.

20.    يقرأون الضمير والغيب ويصدرون على الناس والاقدار احكامهم. يحتلّون مكان الخصم والحكم. يتهمون ويحكمون، يشتمون ويشمتون، ثم يسمونه حوارا وقراءة واقع! شعارهم: اعترف وعليك اللعنة!

الى هؤلاء أقول: فضحكم "تويتر" وستفضحكم الأيام أكثر .. الناس "كبرت"!


د. خالد با طرفي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..