الصفحات

الأحد، 2 ديسمبر 2012

ما هي أفضل الطرق للتعامل مع المراهق ؟


السؤال:  كيف يجب أن يكون  التعامل الأمثل مع أخي المراهق ..
الجواب:  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية نشكر لكم تواصلكم مع الموقع والله نسأل أن يسدد خطاك في إختيار الأسلوب الأمثل للتعامل
مع أخوتك.
أما التعامل مع المراهق فهذا أمر يطول شرحه من الناحية النفسية والاجتماعية والفسيولوجية.
فبداية يجب أن تتعرف على التغيرات الجسدية التي تصاحب مرحلة البلوغ لدى المراهقين والتي يصاحبها النمو السريع والتغيرات الجسميه والتي تسبب أعراض كالتعب والكسل والإصابة بالأنيميا، وعادة ما يقع الآباء فى خطأ عندما يتصورون أنه مادام الطفل صار كبيراً جسدياً على النحو الذى أصبح عليه فى سن البلوغ، فإنه يمكنه القيام بمسؤليات أكبر مما كان يستطيع فى طفولته، وقد يؤدى ذلك به الى العصبية والتوتر والانفعالية العامة، وفقدان الثقة في الذات.
وهذه التغيرات الجسدية تسبب لدى المراهق الرغبة في التفرد والانعزال خاصة عن الأسرة، والنفور من العمل والنشاط والميل للكسل وهذا يسبب الشعور بالملل، كما يتسم المراهق في أغلب الأحيان بعدم الشعور بالاستقرار والشعور الدائم بالتوتر والقلق، كما تسود لدى المراهق اتجاهات رفض ومعاداه للأسرة والأصدقاء والمجتمع عموماً ، ولذلك كثيراً ما نجده مهموماً حزيناً ، ولا يقتصر همه على نفسه بل يمتد الى الغير فيفسد على الآخرين سرورهم بالمخالفة والمعارضة وعدم التعاون ورفض رغباتهم. وفى المنزل يكون غيوراً من أخوته وناقداً لهم فيسبهم ويتعارك معهم دون سبب واضح ويعاندهم عن قصد. ويجادل مع أفراد الأسرة ( الأم والأب )وغيرهما، لمجرد إثارة المتاعب.
كما يحدث فى هذه الفترة أكبر مقدار من الصراع والنزاع بين المراهقين ووالديهم ( خاصة الأم) حيث إنها الأكثر إتصالا بالمراهق منذ طفولته، فإذا كانت الأم أقل تقييداً وأكثر تسامحاً تقل هذه المنازعات معها، حيث يسعى المراهق الى مقاومة كل ألوان السلطة، وحين يكتشف أن محاولاته تبوء بالفشل يزداد عناداً. وقد يلجأ الى الانسحاب من مثل هذه المواقف التى قد تؤدى الى العقاب بسبب عدم الطاعة.
كما يشعر المراهق بنقصان الثقة بالنفس حيث يشك فى قدراته، ويشعر بأنه أصبح أقل كفاءة من الناحيتين الشخصية والاجتماعية، وقد يختفى هذا الشعور وراء كثير من أنماط العناد التى يبديها، فرفضه للأعمال والمهام المطلوبة منه ينشأ عن خوفه من العجز، ويزداد الأمر مع نقد من حوله لتصرفاته وسلوكياته.
وخلال فترة النمو الجسدي يكثر تركيز المراهق على المسائل المتعلقة بالجنس الى الحد الذى يشغل معظم وقته وتفكيره، ويلجأ الى بعض المصادر غير الدقيقة مثل الاصدقاء أو الخدم أو الشارع أو الكتب الرخيصة أو أفلام الجنس التى شاعت فى السنوات الاخيرة والت تمثل خطراً بالغاً على المراهقين، كما قد يقود ذلك كله المراهق الى بعض المشكلات الجنسيه وخاصة ممارسة العادة السرية، ويصاحب ذلك ثورة الشك والصراع الديني والتى يميل فيها إلى فهم الأمور الدينية فهماً منطقياً والتأمل بالكون واستكشاف الأمور الغيبية وتحليل وربط الظواهر الطبيعية.
وهنا فبعد التعرف على هذه الحقائق هناك عدة نقاط وضعها علماء النفس والاجتماع والتي يجب أن يدركها المربي خلال التعامل مع المراهق:
1- تقوم النظرية الإسلامية في التربية على أسس أربعة هي: ( تربية الجسم، وتربية الروح، وتربية النفس، وتربية العقل)، وذلك للمحافظة على الفطرة التي فطر الله الناس عليها ، فمع التربية الجسمية تبدأ التربية الروحية الإيمانية منذ نعومة الأظفار، وهنا فقد اهتم الإسلام بالصحة النفسية والروحية والذهنية، وأكبر دليل على ذلك هى مقولة على بن الطالب رضي الله عنه " لاعبوهم سبعًا وأدبوهم سبعًا وصادقوهم سبعًا".
2- من المهم إشراك المراهق في المناقشات الهادئة التي تتناول علاج مشكلاته، وذلك لتعويده على طرح مشكلاته، ومناقشتها مع الكبار في ثقة وصراحة، فالمراهق يحتاج إلى من يتفهم حالته النفسية ويراعي احتياجاته الجسدية، ولذا فهو بحاجة إلى صديق ناضج يجيب عن تساؤلاته بتفهم وعطف وصراحة، صديق يستمع إليه حتى النهاية دون مقاطعة أو سخرية أو شك.
3- ضرورة إعداد المراهق إعداداً جيداً بشرح تفاصيل النمو الجنسى والتشريح الوظيفى للجهاز التناسلى وما يتعرض له من تطور مع توضيح كيفية التعامل مع هذا التطور والنشاط، ومن الأفضل أن يبدأ هذا الإعداد قبل البلوغ، كما يجب التحدث مع المراهق عن مخاطر العادة السرية والحكم الشرعي لها.
4- أن يعلم المراهق الأحكام الشرعية الخاصة بالصيام والصلاة والطهارة والاغتسال، ويكون ذلك مدخلاً لإعطائه الفرصة للتساؤل حول أي شيء يدور حول هذه المسألة، حتى لا يضطر لأن يستقي معلوماته من جهات خارجية.
5- عدم توبيخ المراهق عند ظهور أى من الظواهر السابقة التى أسلفنا ذكرها أو إتهامه بسوء السلوك أو أن الأب والأم لم يكونا يتوقعا منهم فعل هذه الاشياء وخاصة إذا كانت لم تتجاوز حدود الحرام، أو أنهم لم يكونوا هكذا عندما كانوا فى مثل هذه السن، فكل ذلك يؤدى الى زيادة الاحساس بالذنب والإحباط، فالمراهق في هذه الفترة يشعر بالحاجة إلى الحب والأمان، والحاجة إلى الاحترام، والحاجة لإثبات الذات، والحاجة للمكانة الاجتماعية، والحاجة للتوجيه الإيجابي.
6- توفير مساحات من الحوار الفعال والأنشطة المختلفة الشيقة التى تفرغ الطاقة وتبنى الشخصية، مع إستخدام الألفاظ الإيجابية خلال الحديث والتى تبعث فى نفس المراهق الأمان والثقة وتدعم سلوكه الصحيح، فالمراهقين في الأسرة المتماسكة ذات الروابط القوية التي يحظى أفرادها بالترابط وإتخاذ القرارات المصيرية في مجالس عائلية يشارك فيها الجميع، ويهتم جميع أفرادها بشؤون بعضهم البعض، هم الأقل ضغوطًا، والأكثر إيجابية في النظرة للحياة وشؤونها ومشاكلها، في حين أن الآخرون أكثر عرضة للاكتئاب والضغوط النفسية.
7- يجب على المربي أن يصطحب المراهق في تجمعات الشباب، ويجعله يشارك في حل المشكلات الخاصة بالمجتمع من حوله خلال المناقشات التي تدور بينهم، ليعيش أجواء الرجولة ومسؤولياتها.
8- كما يجب تشجيع المراهق على ممارسة هواياته، وممارسة الرياضة بشكل منتظم، والانضمام لبعض الأعمال التطوعية والخيرية والتي بدورها تساعد على امتصاص طاقاته وتزيد لديه الشعور بالذات.
9- من المفيد أحياناً تجاهل بعض التصرفاته الخاطئة لمراهق
10- في حالة اكتشاف وجود علاقات مع الجنس الآخر، يجب علاج الأمر بالنقاش بهدوء، لا بالعصبية العنف.
وأخيراً أخي فهذه نبذة مختصرة عن طبيعة فترة المراهقة وكيفية التعامل معها، لذلك ننصحك بكثرة القراءة والاطلاع في هذا المجال.

أجاب عنها :  تسنيم الريدي التاريخ  13/9/1429 هـ



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكر لك إطلاعك على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ولو حتى إسما مستعارا للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو أن نراعي أخلاقيات المسلم;حتى لانضطر لحذف التعليق
تقبل أطيب تحية
ملاحظة: يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..