مفسر أحلام في MBC يصف القناة بالفساد الأخلاقي والعقدي

المثقف الجديد _ الرياض: د. يوسف بن دخيل الله بن عائض الحارثي عضو الجمعية السعودية للدراسات والبحوث الدعوية
,والمستشار والخبير بتفسير الرؤى

والأحلام أحد مفسري محطة إم بي سي إف إم يدلي بمواقف جديدة ,ومهمة للمثقف الجديد تتناول جوانب مهمة ذات صلة بسخرية داود الشريان من موضوعات شرعية ووصفه إم بي سي بالعلمنة ووصفة رافضي التفسير الشرعي للأحلام بالفرويديين .

س/ لماذا شننت هجمة مباشرة على داود الشريان مع أنك كنت أحد أصدقائه وضيوفه، وأنت كذلك زميل له في مجال الإعلام ؟!
ج/ أولا لم أشن حربا على الأستاذ القدير داود الشريان ,وإنما انتقدت تعاطيه للمواضيع الشرعية المتعلقة بالدين وأهله بأسلوب ساخر وتهكمي ,وهذا شفقة عليه ونصحا لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ,لأن الله يقول (قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون) ,وثانيا انتقادا لمنهج الشبكة وأسلوبها فنشرها لكل ما فيه إفساد لأخلاق وعقائد وأفكار المسلمين من خل أطروحاتها الإعلامية وبرامجها وأفلامها ومسلسلاتها ، وفي المقابل الحرب الممنهجة على كل ما يمت بالإسلام وأهله بدءا من الخبر الموجه والتقارير الإعلامية وإنتهاءا بالعروض والمنظومات البرمجية والتي تهدف لعلمنة المجتمعات الإسلامية ومسخها وعملية التطبيع مع الغرب ,وهذا ملاحظ من خلال هذه الشبكة ,وعدد من الشبكات الإعلامية العربية للأسف التي تدعم من قبل أبنائها من حيث يعلمون أو لايعلمون .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
س/تردد أنك ذكرت أن من يطعن في التأويل الشرعي للأحلام فهو مجبر على أن يتبنى التأويل النفسي الفرويدي الجنسي، وأنه لا مفر من هذين الأمرين؟

ج/ هذا الكلام ليس من فراغ فكل من كتب منتقدا أو مستهزئا من العلمانيين ومن سار على دربهم للتفسير والتأويل الشرعي للأحلام في الإسلام أو بعض رموزه يبدأ بتمجيد وإكبار لمدرسة فرويد في تفسيره للأحلام ويدعون الناس لأن يقفوا عند هذا الحد , ويطلب من قرائه أن يلغوا من هذا القيح ,وهذا مختصر لما كتب الباحثون المتخصصون في مدرسة فرويد التحليلية للأحلام (يرى فرويد مؤسس مدرسة التحليل النفسي أن الأحلام لا تتنبأ بالمستقبل، بل إنَّهَا ظاهرة تكشف عن صراعات جنسية أو وجدانية يعانيها الحالِم في الوقت الحاضر، أو أنَّهَا تعبر عن رغبات مكبوتة منذ الطفولة المبكرة.وأتباع هذه المدرسة يظنون أن الرموز تظل حتمًا ثابتة دائمًا، بمعنى أن الشيء يمثله رمز واحد دائمًا في الأحلام كما أنَّهُم حمَّلوا هذه الرموز تفسيرات جنسية مبالغًا فيها، فيتصورون كل ما هو مستدير في الحلم رمزًا لقبل المرأة (مثل الكهف والدائرة والعلبة والخاتم..) وكذلك كل ما هو مستطيل رمزًا لقبل الرجل (مثل العصا والقلم والسيف) وكل حركة في الحلم هي رمز للعملية الجنسية، كالجري والتسلق والسباحة.. وما إلى ذلك مما أثار العاصفة من نقد علماء النفس أنفسهم، حتى أكثر المقربين من رفاق فرويد .)
إن المستهزئين والناقدين لتفسير الأحلام والاعتناء بها بالطريقة الشرعية المبنية على الكتاب والسنة ,إما زنادقة وملحدون كما ذكر ذلك علماء الإسلام سابقا أو جهلاء بهذا العلم من خلال مظانه الأصيلة أو حاقدون حانقون يستغلون التطبيقات الخاطئة , والتصرفات غير المسئولة من بعض المشتغلين بهذا العلم لرمي سهامهم المسموة على الإسلام وأهله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
س/ تذكر في عدد من المناسبات أنك تلقيت الاعتراف والتعاون من معاهد غربية مثل معهد فرويد في النمسا، هل ذلك صحيح؟ وما صيغة التعاون بينكم وبين ذلك المعهد؟ وماهي آخر أخبار أكاديمية الأحلام الغراء؟
ج/ نعم تواصلنا مع كثير من الجامعات الأمريكية والأوربية والمعاهد المتخصصة الأحلام بسويسرا واليونان واستعدت لإعطائنا الاعتمادات اللازمة ,بل إن إحدى الجامعات الأمريكية أعلنت عن أكاديمية الأحلام في الصفحة الرئيسية وشجعت على التسجيل بها ـ


بل كان هناك اهتمام إعلامي منقطع النظير بأكاديمية الأحلام ,وتواصلت معي عدد من الصحف العربية والعالمية ,واهتمت بالخبر ونشرته على صفحاتها ,بل إن السي إن إن نشرت في تلك الفترة رابطا على صفحتها الأولى في الإستفادة من الأحلام علميا ,ولكن أبناء جلدتنا ومن يتكلم بألستنا جعلوه مدعاة للسخرية والاستهزاء والتندر جهلا منهم وحمقا ومحاربة لكل ما هو جديد ومفيد وخاصة إنه صدر من داعية إسلامي ,ولهذا لن نتقدم في أي مجال من مجالات العلم ,وهذا مقصود من الطابور الخامس وأعوانهم .


أما ما يتعلق بأكاديمية الأحلام فهي جزآن ,أما الجزء الأول فهو ما يتعلق بانسحاب الممول لقناة أكاديمية الأحلام وتوقفها عن البث تأثرا ببعض الأطروحات المضادة مما عطلنا ثلاث سنوات عجاف و,كلفنا الكثير من الخسائر المادية حتى صدر الحكم الشرعي بفك الشراكة خلال شهر رمضان الماضي ، لكن الجزء الثاني وهو الأهم فهو متعلق بالأكاديمية كقطاع تعليمي فهي سائرة في خطواتها حتى يتم مشروعها الواعد ,وإنه شكل كابوسا مفزعا لصناع الكوابيس الإلحادية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
س/ لديك مواقف متشددة من الحواة والألعاب وخفة اليد، فما رأيك مثلا في اعتبار العريفي أن ما يصنعه بعض الحواة ليس من الشعوذة ؟ ومن العبارات التي تذكرها دائما أنه لا فرق لديك بين ساحر يلبس قبعة وآخر يلبس عمامة، وماذا قصدت بذلك؟وهل صحيح أن تفسير الأحلام من التنجيم؟
ج/ الإشكالية أخي الكريم تنبع أساسا فيمن يقارن تفسير الأحلام وتعبير الرؤى بهدي من الكتاب والسنة بالشعوذة والخرافة والتنجيم ,ويقوم بحربها ,وشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وغيرهم فرقوا بين من بنى علمه على أساس من الرحمن ومن بنى علمه بمدد من الشياطين وأعوانهم والمساواة بينهم زندقة وإلحاد ,وهذا خلل كبير وفوضى عارمة مقصودة في هدفها وغير منهجية في تعاطيها.بينما في المقابل تجد البعض يغض الطرف أصلا عن السحر أيا كانت طرق عرضه وأساليب ترويجه ولا فرق عندي فيمن يظهر على شاشة فضية ويلبس قبعة بدعوى أنها موهبة وخفةحركة ,بل وتجد بعضها سحرا صريحا وبين من ينزوي في الأزقة والسراديب ويضحك على العوام والمغفلين وينشر السحر الأسود والأزرق .


ولعل مما يعتمد عليه البعض ويستغله في هذه المقارنة التطبيقات الخاطئة والفوضى في تفسير الأحلام وهذه المغالطة مقصودة يريدها البعض ليصطادوا في الماء العكر ,ويجعل ذلك غرضا للقدح في الإسلام والدين والدعوة بدعوى العقلانية والحرب على الخرافة والأوهام زعموا. وأجهزة الرقابة الشرعية تتحمل المسئولية كاملة في ذلك أمام الله أولا وآخرا .


ولا يصح أسلوب التغليف وغض الطرف بأن نقول إننا حينما نرى الرؤية الحسنة نستبشر بها فقط دون أن نفسرها والمنام المفزع نستعيذ بالله منه فقط وهذا الكلام دون أن نأخذبالأسباب المعينة على معالجته فهذا مخالف لمنطوق ومفهوم القرآن والسنة النبوية ولنهج السلف الصالح في ذلك .
وكذا القول بأن تفسير الأحلام موهبة ومنحة ربانية فحسب بدعة معاصرة ,و تقليد لقول بعض الوعاظ أو الباحثين في الرؤى والأحلام في الثلاثة العقود الماضية خلاف لما عليه علماء السلف والخلف ,وقولهم بأن علم تعبير الرؤى والأحلام علم شرعي يمكن تعلمه وتعليمه وعلى من يجهل ذلك أو يكابر فيه الرجوع للمصادر الشرعية وكلام العلماء في شروح الكتاب والسنة والكتب المعتبرة في هذا العلم والتجربة المعاصرة لتعليمه في السلف والخلف ظاهرة للعيان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
س/ كيف تفسر إقبال بعض المحطات العربية مثل إم بي سي وإذاعة إف إم وغيرها على تفسير الأحلام بينما هي في التلفزة في برامجها ,وأطروحاتها الإعلامية تنأى عن ذلك ,وتتحاشاه وتقول هذا إستغلال مادي من قبل المعبرين؟!ج/ السبب بسيط جدا الإستغلال المؤسسي المادي الإعلامي مرضي عنه ومبرر ,لأن خلفها شخصيات باعتبار البعض لا يمكن المساس بها بسبب مركزها الإعلامي أو الإقتصادي أو حتى الوجاهي طبعا ليس في مجال الأحلام فحسب ,بل ينجر ذلك على مسابقات القمار والتصويت على التفسخ والإنحلال الأخلاقي ، لكن في المقابل لو حصل لبعض المعبرين هداهم الله أو بعض القنوات المحافظة نوع من تقديم مثل هذه الخدمات في الاستشارات في مجال الأحلام مع تحفظي على ما يقدم في بعضها لوجدت حربا شعواء ,وتعليقات سمجة من بعض التوجهات المشبوهة التي تصطاد في الماء العكر وتستغل هذا الجانب للنيل والاستهزاء بهذا العلم الشرعي الذي اعتنى به الإسلام في الكتاب والسنة ذلك ,لأن الذي قدمه إسلاميون أو دعاة ومشايخ ,ولم يقدمه فرويديون أونفسيون غربيون أو مستغربون هذه هي المعادلة ببساطة متناهية والصورة واضحة .
...............
المثقف الجديد